القاضي لـ «مرسي»: أنت الرئيس الشرعي والقصر ينتظرك!
شريف عبدالغني
التاريخ له ناسه، له رجاله، له البطل، وله أيضاً شبه الرجل والهلفوت و «الكومبارس»!
كل من في المشهد المصري الحالي سيدخل التاريخ، التاريخ الآن متفرغ لمصر، ليس لكونها بلداً ضمن عشرات البلاد المضطربة، لكن لأن ما يحدث فيها ينعكس على كيان ضخم اسمه الوطن العربي ومن ثم الشرق الأوسط.
كل من يشارك في الأحداث التي تجرى في المحروسة منذ 30 يونيو 2012 سيدخل التاريخ، سواء من باب المجد أو من باب العار، في ذلك اليوم بدأت مصر فصلا مهماً وغير مسبوق من تاريخها بوصول أول رئيس مدني منتخب إلى سدة الحكم، بصناديق الانتخابات، وليس صناديق الذخائر!
يتقدم الدخول من باب المجد شهداء الشعب الذين دفعوا أرواحهم ثمناً لحرية بلد يتلذذ قطاع من أفراده بحياة الذل والعبودية، من بعدهم المعتقلون الذين ما زالوا ثابتين على المبدأ، ثم تأتي نماذج من شخصيات عظيمة منها:
1- الدكتور محمد مرسى.. كان يوم جمعة حار «30 يونيو 2012»، مئات الألوف تحتشد في ميدان التحرير، الحناجر تدوي، الفرحة تشع من الوجوه، أول رئيس منتخب يحل ضيفاً على الشعب بلا حاجز ولا أسوار، ولا يختبئ في حجرة ويخطب بـ «الفيديو كونفرانس». مرسي يقسم اليمين أمام الجماهير، صوته قوي ومؤثر يسمعه العالم، يخطب في الحشود بشكل جعل الصحافة الغربية تتحدث بعدها عن مولد زعيم شعبي في مصر.
فوز الرجل في حد ذاته بطريقة ديمقراطية، فضلا عن خلفيته الإسلامية أدخله التاريخ. ثم رسخ وجوده التاريخي كونه أول رئيس يواجه منذ لحظة ترشحه ومن بعدها قسمه اليمين حرباً شاملة لعزله، وهو ما تحقق بالفعل في سهرة الـ6 ساعات المعروفة إدارياً باسم «سهرة 30 سونيا».
2- حازم صلاح أبو إسماعيل.. إنه الرجل الوحيد في مصر الذي تمتع ببصيرة لم تتوافر لأحد قبله من السياسيين. تنبأ بكل تفاصيل المشهد وما آل إليه بداية من دعوته الثوار إلى عدم ترك ميدان التحرير بعد خلع مبارك، ومروراً بدعوته الحاسمة لتطهير المؤسسات الفاسدة، وانتهاء بكلماته عن «الممثل العاطفي»، ثم «مصر ستصبح أضحوكة الدنيا».
3- الدكتور محمد بديع.. أستاذ الجامعة المسجل ضمن قائمة أهم 100 عالم عربي، أعلنها صريحة «ثورتنا سلمية.. وستظل سلمية.. سلميتنا أقوى من الرصاص». عاقبوه على كلامه بقتل ابنه ولم يتركوه لحزنه على فلذة كبده بل اعتقلوه وحرقوا بيته ونهبوه، ثم حكموا عليه بالإعدام.
كل من في المشهد المصري الحالي سيدخل التاريخ، التاريخ الآن متفرغ لمصر، ليس لكونها بلداً ضمن عشرات البلاد المضطربة، لكن لأن ما يحدث فيها ينعكس على كيان ضخم اسمه الوطن العربي ومن ثم الشرق الأوسط.
كل من يشارك في الأحداث التي تجرى في المحروسة منذ 30 يونيو 2012 سيدخل التاريخ، سواء من باب المجد أو من باب العار، في ذلك اليوم بدأت مصر فصلا مهماً وغير مسبوق من تاريخها بوصول أول رئيس مدني منتخب إلى سدة الحكم، بصناديق الانتخابات، وليس صناديق الذخائر!
يتقدم الدخول من باب المجد شهداء الشعب الذين دفعوا أرواحهم ثمناً لحرية بلد يتلذذ قطاع من أفراده بحياة الذل والعبودية، من بعدهم المعتقلون الذين ما زالوا ثابتين على المبدأ، ثم تأتي نماذج من شخصيات عظيمة منها:
1- الدكتور محمد مرسى.. كان يوم جمعة حار «30 يونيو 2012»، مئات الألوف تحتشد في ميدان التحرير، الحناجر تدوي، الفرحة تشع من الوجوه، أول رئيس منتخب يحل ضيفاً على الشعب بلا حاجز ولا أسوار، ولا يختبئ في حجرة ويخطب بـ «الفيديو كونفرانس». مرسي يقسم اليمين أمام الجماهير، صوته قوي ومؤثر يسمعه العالم، يخطب في الحشود بشكل جعل الصحافة الغربية تتحدث بعدها عن مولد زعيم شعبي في مصر.
فوز الرجل في حد ذاته بطريقة ديمقراطية، فضلا عن خلفيته الإسلامية أدخله التاريخ. ثم رسخ وجوده التاريخي كونه أول رئيس يواجه منذ لحظة ترشحه ومن بعدها قسمه اليمين حرباً شاملة لعزله، وهو ما تحقق بالفعل في سهرة الـ6 ساعات المعروفة إدارياً باسم «سهرة 30 سونيا».
2- حازم صلاح أبو إسماعيل.. إنه الرجل الوحيد في مصر الذي تمتع ببصيرة لم تتوافر لأحد قبله من السياسيين. تنبأ بكل تفاصيل المشهد وما آل إليه بداية من دعوته الثوار إلى عدم ترك ميدان التحرير بعد خلع مبارك، ومروراً بدعوته الحاسمة لتطهير المؤسسات الفاسدة، وانتهاء بكلماته عن «الممثل العاطفي»، ثم «مصر ستصبح أضحوكة الدنيا».
3- الدكتور محمد بديع.. أستاذ الجامعة المسجل ضمن قائمة أهم 100 عالم عربي، أعلنها صريحة «ثورتنا سلمية.. وستظل سلمية.. سلميتنا أقوى من الرصاص». عاقبوه على كلامه بقتل ابنه ولم يتركوه لحزنه على فلذة كبده بل اعتقلوه وحرقوا بيته ونهبوه، ثم حكموا عليه بالإعدام.
4- الدكتور محمد البلتاجي.. فقد ابنته عروس السماء أسماء التي بكى من أجلها أردوغان، لكن أصحاب القلوب الغليظة والأرواح الميتة تخلو عن كل معاني الإنسانية واتهمه البعض بأنه يتاجر بدمها وأنها لم تقتل وهربها إلى تركيا.
حتى من رأوا النعش قالوا: «ومنين نتأكد أنها الموجودة فيه». كعادتهم لم يتركوا الرجل لحزنه على روحه وقلبه وصديقته ونور عينيه، لكنهم على «المعتقل سحبوه، ولحكم الإعدام يجهزوه».
5- أيمن نور.. الأزمة تكشف عن معادن الرجال، نور في المقدمة. لماذا دخل التاريخ في مأساة مصر؟
5- أيمن نور.. الأزمة تكشف عن معادن الرجال، نور في المقدمة. لماذا دخل التاريخ في مأساة مصر؟
لأنه ببساطة خرج عن صف ليبرالي الغبرة، ولم يفعل مثلهم. لم يسِر وفق قاعدة أن الاختلاف السياسي مع الرئيس المنتخب يعني أن أذهب وأرمي نفسي تحت أقدام «البيادة» وأترجاها أن تعزل هذا الرئيس. وقف أيمن نور في صف المبادئ الديمقراطية والإنسانية والأخلاقية فاستحق الخلود.
6- السفير محمد رفاعة الطهطاوي. ربما لا يعرف كثير من العرب اسمه، لكن التاريخ سيذكر أنه رجل وابن رجل ويستحق أن يكون حفيد رفاعة الطهطاوي أحد رواد التنوير في المحروسة، هذا السفير انضم إلى ثورة 25 يناير مضحياً بمنصبه الرفيع في وزارة الخارجية، اختاره الدكتور مرسى رئيساً لديوان رئاسة الجمهورية. أدى واجبه بمنتهى الوطنية وكان قريباً من كل القوى السياسية، يوم الانقلاب راحوا «يتمخطرون» ليختطفوا الرئيس الشرعي من قصر السلطة الذي دخله بأصوات الشعب. رفعوا السلاح في وجه مرسي. قالوا للسفير رفاعة: «روّح انت بيتك.. أنت مش إخوان»، لكنه رفض أن يترك الرئيس وحيداً. رفض أن يخرج من دونه. هنا قالوا له: «خلاص خليك معاه واشرب من العذاب زيه». أدخلوا اسمه في قضية «الاتحادية». القضية التي قلبوا فيها الحقائق ويحاكمون فيها الضحية وتركوا القاتل.
7- خالد علي.. اليساري المحترم الذي يختلف معك في الرأي والموقف، لكنه لا يفتقد المبدأ ولا الإنسانية ولا الضمير. يساند المظلوم ويقول للغولة «عينيك حمرا». ويرفض المشاركة في «المسرحيات الانتخابية الهزلية».
الحقيقة أن من دخلوا التاريخ من باب الفخر كثر، لكن من دخلوه من باب العار والوكسة أكثر. وهذه عينة:
1- الانقلابيون.. أدخلوا مصر والعالم العربي في متاهة لا يعلم نهايتها إلا الله. القتل عندهم أمر روتيني. الاعتقال لديهم يرتشفونه مثلما يرتشفون أكواب عصير الليمون. معهم اقتحمنا عصر الفكاكة و «السهوكة» والكذب البواح والرغيف أبو أربع أجزاء و «اللنضة الموفرة» و «الشحاتة من اللي يسوى واللي ما يسواش». سيذكر لهم التاريخ أنهم أصبحوا من قبل توليهم السلطة مسخرة الأمم بسبب شياطين تويتر!
2- محمد البرادعي.. أكبر مقلب شربه المصريون. عقدنا عليه الأمل أن يعلمنا الديمقراطية التي ترعرع في ظلالها بالغرب، لكن الدهشة أنه لما جاءت الصناديق بعكس ما يريد كفر بها، وجاب الغرب يحثه طوال 6 أشهر -كما قال بنفسه- على عزل الرئيس المنتخب. ظهر في حفلة وأد الديمقراطية بجانب الانقلابيين والمنقلبين أمامهم من رجال دين ومرتزقة في مشهد لن يمحى من الذاكرة. من عجائب القدر أنه اكتشفهم بعدها فترك منصب العار الذي احتله دون انتخاب، ونفد بجلده إلى أوروبا ليطول نصيبه ممن تحالف معهم تهمة الخيانة!
3- حمدين صباحي.. صاحب المقولة الخالدة «سيسي.. سيدي». بعد قرون لن يذكر أحد اسمه إلا مقروناً بكلمة «كومبارس»!
4- الجنرال عبدالعاطي كفتة!!
5- النخبة المرتزقة وإعلام لميس وشركاها.. هؤلاء مصيرهم المزبلة مضروبين بأسوأ الأحذية.
تبقى بين هؤلاء وأولئك اثنان يمكنهما اقتحام التاريخ في أنصع سجلات الشرف:
1- رئيس الجمهورية المؤقت.. هل يمكن أن يفعلها ويخرج للشعب معتذراً على مشاركته في تلك المهزلة، ويقول إنه كان في وضع صعب لا يسمح له برفض الجلوس على كرسٍ لم ينتخبه أحد لاعتلائه. مهما كانت نتائج هذا الأمر، فإن خسائره لا تساوي شيئاً أمام أن يكسب نفسه وثقة الناس والتاريخ الذي لا يرحم.
2- قاضي محكمة مرسي.. لنتخيل كيف سيخلده التاريخ لو خرج في الجلسة المقبلة وقال للمتهم الماثل أمامه: لقد تم عزلك بطريقة تخالف الدستور.. ودهسوا كل حدود القانون بخطفك وتلفيق التهم لك.. ومن ثمَّ أنت الرئيس الشرعي.. حكمنا عليك بالبراءة وبالخروج الفوري من هنا إلى قصر الحكم لتمارس عملك رئيساً للبلاد!
التاريخ المشرف ينادي الرئيس والقاضي للخلود.. فهل يستجيبان أم يصران على الخلود من زاوية أخرى؟!
6- السفير محمد رفاعة الطهطاوي. ربما لا يعرف كثير من العرب اسمه، لكن التاريخ سيذكر أنه رجل وابن رجل ويستحق أن يكون حفيد رفاعة الطهطاوي أحد رواد التنوير في المحروسة، هذا السفير انضم إلى ثورة 25 يناير مضحياً بمنصبه الرفيع في وزارة الخارجية، اختاره الدكتور مرسى رئيساً لديوان رئاسة الجمهورية. أدى واجبه بمنتهى الوطنية وكان قريباً من كل القوى السياسية، يوم الانقلاب راحوا «يتمخطرون» ليختطفوا الرئيس الشرعي من قصر السلطة الذي دخله بأصوات الشعب. رفعوا السلاح في وجه مرسي. قالوا للسفير رفاعة: «روّح انت بيتك.. أنت مش إخوان»، لكنه رفض أن يترك الرئيس وحيداً. رفض أن يخرج من دونه. هنا قالوا له: «خلاص خليك معاه واشرب من العذاب زيه». أدخلوا اسمه في قضية «الاتحادية». القضية التي قلبوا فيها الحقائق ويحاكمون فيها الضحية وتركوا القاتل.
7- خالد علي.. اليساري المحترم الذي يختلف معك في الرأي والموقف، لكنه لا يفتقد المبدأ ولا الإنسانية ولا الضمير. يساند المظلوم ويقول للغولة «عينيك حمرا». ويرفض المشاركة في «المسرحيات الانتخابية الهزلية».
الحقيقة أن من دخلوا التاريخ من باب الفخر كثر، لكن من دخلوه من باب العار والوكسة أكثر. وهذه عينة:
1- الانقلابيون.. أدخلوا مصر والعالم العربي في متاهة لا يعلم نهايتها إلا الله. القتل عندهم أمر روتيني. الاعتقال لديهم يرتشفونه مثلما يرتشفون أكواب عصير الليمون. معهم اقتحمنا عصر الفكاكة و «السهوكة» والكذب البواح والرغيف أبو أربع أجزاء و «اللنضة الموفرة» و «الشحاتة من اللي يسوى واللي ما يسواش». سيذكر لهم التاريخ أنهم أصبحوا من قبل توليهم السلطة مسخرة الأمم بسبب شياطين تويتر!
2- محمد البرادعي.. أكبر مقلب شربه المصريون. عقدنا عليه الأمل أن يعلمنا الديمقراطية التي ترعرع في ظلالها بالغرب، لكن الدهشة أنه لما جاءت الصناديق بعكس ما يريد كفر بها، وجاب الغرب يحثه طوال 6 أشهر -كما قال بنفسه- على عزل الرئيس المنتخب. ظهر في حفلة وأد الديمقراطية بجانب الانقلابيين والمنقلبين أمامهم من رجال دين ومرتزقة في مشهد لن يمحى من الذاكرة. من عجائب القدر أنه اكتشفهم بعدها فترك منصب العار الذي احتله دون انتخاب، ونفد بجلده إلى أوروبا ليطول نصيبه ممن تحالف معهم تهمة الخيانة!
3- حمدين صباحي.. صاحب المقولة الخالدة «سيسي.. سيدي». بعد قرون لن يذكر أحد اسمه إلا مقروناً بكلمة «كومبارس»!
4- الجنرال عبدالعاطي كفتة!!
5- النخبة المرتزقة وإعلام لميس وشركاها.. هؤلاء مصيرهم المزبلة مضروبين بأسوأ الأحذية.
تبقى بين هؤلاء وأولئك اثنان يمكنهما اقتحام التاريخ في أنصع سجلات الشرف:
1- رئيس الجمهورية المؤقت.. هل يمكن أن يفعلها ويخرج للشعب معتذراً على مشاركته في تلك المهزلة، ويقول إنه كان في وضع صعب لا يسمح له برفض الجلوس على كرسٍ لم ينتخبه أحد لاعتلائه. مهما كانت نتائج هذا الأمر، فإن خسائره لا تساوي شيئاً أمام أن يكسب نفسه وثقة الناس والتاريخ الذي لا يرحم.
2- قاضي محكمة مرسي.. لنتخيل كيف سيخلده التاريخ لو خرج في الجلسة المقبلة وقال للمتهم الماثل أمامه: لقد تم عزلك بطريقة تخالف الدستور.. ودهسوا كل حدود القانون بخطفك وتلفيق التهم لك.. ومن ثمَّ أنت الرئيس الشرعي.. حكمنا عليك بالبراءة وبالخروج الفوري من هنا إلى قصر الحكم لتمارس عملك رئيساً للبلاد!
التاريخ المشرف ينادي الرئيس والقاضي للخلود.. فهل يستجيبان أم يصران على الخلود من زاوية أخرى؟!
• shrief.abdelghany@gmail.com
@shrief_ghany
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق