السبت، 20 أغسطس 2016

إعلام الثورة الشامية يزدهر ويورق..وإعلام الغرب يذبل ويفنى

إعلام الثورة الشامية يزدهر ويورق..وإعلام الغرب يذبل ويفنى



د.أحمد موفق زيدان

منذ بداية الملحمة الشامية قبل ما يزيد عن خمس سنوات عجزت وسائل الإعلام الغربية والشرقية عن التأثير في صانع قراراتها فيما يتعلق بسياساته بالشام، وهي ترى التي كانت ولا تزال تتسمى بالسلطة الرابعة، و غالى البعض في تسميتها بالسلطة الأولى، ترى المذابح الشامية بلا انقطاع، وتعرف السفاح القاتل، وداعميه، ولكنها أعجز من أن تشير إليه بالبنان، أو تسعى إلى تكوين رأي عام غربي أو شرقي في بلادها للتأثير على من يدعم ويساند ويتواطئ مع القاتل المجرم المنفلت من كل عقاب، بينما يسرح ويمرح حاملاً الكيماوي في اليد، والكلور السام في اليد الأخرى، والصواريخ والبراميل المتفجرة على ظهره، والسكاكين بأسنانه، ولا أحد يشير إليه على أنه مطلوب للعدالة، بل تكشف التحقيقات المشينة على أنه مدعوم دولياً وأممياً وإغاثياً من أطراف تتسمى بالأمم المتحدة.

تستر الإعلام الغربي والشرقي على هوية الثورة السورية، فغدت للكل حرباً أهلية، ولا أدري كيف ينطبق عليها توصيف الحرب الأهلية وهي حرب كونية مشنونة على شعب طالب بحق يمارسه كل بني البشر تقريباً من تغيير رئيسة وحكومته كل بضع سنوات، وهو الذي ناء تحت حكم طائفي عائلي لنصف قرن، لكن هتف العالم الغربي والشرقي ومعه وسائله الإعلامية هتف عملياً "الأسد أو نحرق البلد" ولا يزال هذا الإعلام الذي أسقط حكومات غربية، وكشف فضائح رهيبة، وساهم في إسقاط الاتحاد السوفياتي وهزيمته في أفغانستان، تراه اليوم أبكماً أصماً تجاه ما يجري في الشام ومناطق مظلومة أخرى.

مناسبة الحديث هي صورة الطفل السوري عمران الذي ولد مع بداية ثورة الكرامة السورية قبل خمس سنوات، لم تكن السي إن إن أو الواشنطن بوست أو اللوموند أو الاندبندنت أو غيرها من اكتشف قصته، وبالمناسبة طوال هذه الحرب الذاخرة بالأخبار وبالمعلومات والفضائح لم يتم الكشف عن أي وجه سيء من وجوهها على أيدي الإعلام الغربي، بينما لاذ سنودن القابع في دولة الاستبداد والفرد الواحد روسيا بالصمت المطبق إزاء ما يجري بالشام، وبالعودة إلى صورة الطفل عمران فقد التقطها ناشط إعلامي سوري من حلب، فليس للإعلام الغربي فضل على الشام ولا على ثورتها، تماماً كما أنه لا فضل له في أي سبق صحافي عالمي طوال هذه السنوات الخمس، في حين يعلم كل طالب بالإعلام، أن فرصة أي صحافي وأي مؤسسة إعلامية عالمية تكمن في الحروب والكوارث ولكنها لم تستغل أو تستثمر من قبلهم، وهو ما يجعلنا نراجع نظريات إعلامية انطلت علينا من أن الإعلام يقود السياسة، أم هو العكس.

تضرب روسيا الريف الحلبي وغيره بصواريخ مجنحة ومن فرقاطاتها بطرطوس، وتضرب بقاذفاتها من قواعد إيرانية، ثم تدعي أنها تضرب الإرهابيين، وعندها كل من انتفض على طاغية الشام إرهابي، ومع هذا لم تكشف لنا الأقمار الاصطناعية الغربية الصامتة تماماً ولم تكشف لنا وسائل الإعلام الغربية عن أهداف هذه الضربات، وهي تعلم والكل يعلم أن عشرات المشافي دمرت بالكامل في الريف الحلبي والإدلبي وغيرهما على يد الغارات الروسية المجرمة، ورغم كل هذا الدمار المخيف وعلى مدى سنة كاملة لم نسمع بتحقيق صحافي غربي أو وثائقي تلفزيوني غربي يتيم يحكي قصة هذا الدمار الرهيب والإبادة الجماعية للشام وأهلها، في حين إن عطس داعشي في أقصى الأرض ترى كل الأقلام والعدسات جُردت له.
بالمقابل نرى اهتمام الإعلام شرقيه وغربيه بموتور سحب سكيناً وضرب في أوربا أو غيرها، فيهتم الإعلام الغربي بأهله وفصله وكل ما يتعلق به، مما يعزز نظرية الانحياز الإعلامي الغربي في التمييز العنصري والديني وغيره، وهو ما يساهم في تفشي التطرف والتشدد، مقابل عدم الاكتراث الإعلامي بتدمير وتجريف تاريخ الشرق وحضارته وحاضره ومستقبله.
إعلام الثورة السورية الذي لم يكل ولم يمل على مدى خمس سنوات تقريباً من توثيق أعظم ثورة في تاريخ البشرية، وسيسجل معه على أن إعلام الناشطين غداً تأريخاً متلفزاً وصورياً للثورة الشامية، إن كان بسبب السفاح والاحتلال وداعميه أو شاهداً على لامبالية الإعلام الغربي والشرقي إزاء هذه المجازر، وإن اهتم فهو ينقل عن هؤلاء الناشطين الذين خاطر المئات منهم بأنفسهم فارتقى منهم العشرات، ولا أظن ثورة أو حدثاً في تاريخ البشرية تم توثيقة بهذا الشكل الاحترافي كما يحصل مع الثورة الشامية، ولكنها لا تعمى الأبصار،إنما تعمى القلوب التي في الصدور.

إعلام الثورة
يزدهر وسيورق بإذن الله حرية وانعتاقاً عن الاستبداد والظلم، وإعلام الغرب يتراجع ويؤكد انهياراً أخلاقياً قبل أن يكون انهياراً مهنياً، فهل من الممكن بعد خمس سنوات تتبجح قنوات معتبرة مثل البي بي سي والسي إن إن وغيرهما من أنهما لا يعرفان من قصف عمران وإخوان عمران، بينما الكل يعلم وهم أعلم من أن من لديه الطيران هو العصابة الطائفية وسدنتها، أما الثوار فليس لديهم من هذه الأنواع من الأسلحة، وهل صعب على من اخترق محادثات نيكسون وأسقطه من الحكم، أن يحصل على صور للأقمار الاصطناعية لحدث سوري واحد ييتم فيثبت من القاتل ومن الضحية ؟؟!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق