الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

سبقها الإسبان ضد مسلمي الأندلس: الصليبية الجديدة في فرنسا تفرض ضريبة "اللباس"

سبقها الإسبان ضد مسلمي الأندلس: الصليبية الجديدة في فرنسا تفرض ضريبة "اللباس"




بقلم:  محمد الهادي الحسني
كاتب ومفكر جزائري


بالرغم من أن الكاردينال الفرنسي ريشليو(1585-1642) كان من أطغى من عرفهم التاريخ، فإنه بقيت فيه بقية من "إنسانية" ولو كانت "اصطناعية" أو "قتية" جعلته يصف ما وقع للمسلمين في الأندلس على أيدي أبناء ملته من الصليبيين بأنه "أخفق عمل وأكثره بربرية في تاريخ الإنسان"، كما سجله المؤرخ هنري تشارلزلي في كتابه المسمى a history of the inquition in spain"، ومن أسف أن هذا الكتاب ذا الأربعة مجلدات لم يعرّب منه إلا فصل من المجلد الثالث تحت عنوان "العرب والمسلمون في الأندلس بعد سقوط غرناطة" وقد عربه الأستاذ حسن سعيد الكرمي وللتذكير فإن غرناطة سقطت في 1492.


تعرض المسلمون في الأندلس إلى ما شهد مجرمو أوربا بأنه "أكثر بربرية في تاريخ الإنسان" فانتهكت أعراضهم وأخرجوا من ديارهم، وسلبت أموالهم وطردوا من أرضهم، وأجبر من لم يطردوا منهم على اعتناق المسيحية، ثم بدا للإسبان أن يعدموا أولئك الذين أكرهوا على التنصر، وقد أفتى لهم بذلك من هو ألعن من إبليس أعني كاردينالهم خمينيس تحت ذريعة أن تنصرهم ليس عن إخلاص وإنما هم منافقون يظهرون النصرانية ويكتمون إيمانهم.


مما تعرض له المسلمون قبل أن يطردوا من الأندلس نهائيا أن المسئولين الإسبان فرضوا عليهم ضريبة تسمىFarda "ولعلها من كلمة "فرض" بالعربية ـ وهي بدع فيما اخترع الإنسان من ضرائب فهي لا تتعلق بالإنسان وما يمتلكه من حيوان ومبان وركاز ومال.. ولكنها تتعلق باللباس واللسان وتدفع إلى المسئولين الإسبان في مقابل السماح للمسلمين استعمال اللغة العربية أو اللباس العربي".
 (هنري تشارلزي: العرب والمسلمون في الأندلس بعد سقوط غرناطة.ص74).


وألعن من هذا ما فرض على المسلمين من دفع غرامة "لقاء شربة من الماء الجاري في السواقي، أو الاستظلال بظل الأشجار أثناء السفر الطويل في حر الصيف"، (المرجع نفسه.ص198). هل سمعتم بأكثر وحشية من هذا أيها الأدعياء؟ 
وصدق الله العظيم إذ يقول "كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة".

ذكرني بهذه الضريبة الدالة على أن منشئيها بلغوا أقصى درجة في التوحش ذكرني بها ما قرره "دعاة الحضارة" من الصليبيين الجدد في فرنسا على "المسلمات" من دفع غرامة أن ارتدين لباس البحر المسمى "البوركيني"، كما فرضوا غرامة من قبل على كل من ترتدي حجابا أو جلبابا أو خمارا، وقد يفرضون هذه الغرامة مستقبلا على من يرتدي قندورة أو قشابية أو جلابة أو عمامة لأنهم يرون الناس ذكرانا وإناثا عراة وعاريات هو "عين التقدم"، وما هو إلى عودة الإنسان إلى بدائياته قبل أن يتعلم كيف يواري سوءته.. 
وقد صدق المفكر الفرنسي روجي قارودي القائل "إن كلمة الغرب كلمة رهيبة"، (روجي غارودي في سبيل حوار الحضارات.ص 17).


أخبرت صديقا عن نيتي في الكتابة عن هذه الـ"farda" فرجاني أن لا أفعل خشية أن تفرضها حكومتنا "الرشيدة" علينا في قانون المالية القادم...خاصة وقد كثر أصحاب القنادر والجلالب والقمصان مما يشكل للحكومة موردا هاما من المال بعدما انهار سعر البترول وعلا سعر كل شيء إلا الهواء لأنه لا سلطان للحكومةعليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق