الأحد، 11 فبراير 2018

فوق السلطة- دوما تختنق

فوق السلطة- دوما تختنق




أقفلوا أنوفكم، دوما تختنق بالغاز، والعالم يختلق الألغاز.. هل يقصف الطيران الروسي والسوري غوطة دمشق بالكلور أم بالسارين أم بالصمت العربي والدولي؟ أم -كما يقول أنصار النظام- إن الكلور يستخدم لتحلية المياه في الشام؟
أيضا نريد هذا الأسبوع أن نقفل آذاننا عن مترجم قناة الجزيرة مباشر الذي حرّف بالترجمة الفورية كلمات استخدمها الأكاديمي القطري ماجد الأنصاري في واشنطن، في معرض حديثه عن الاتصالات القطرية الإسرائيلية.
الأخ "عامل ملك أكتر من الملوك".. "إذا كان القطريون يعترفون باتصالات أجروها مع إسرائيليين، أنت مالك ومال الغرام؟ أنت بروباغندا؟ أم مترجم فوري يفترض أن يكون أمينا على الكلمة، وحبل التزوير قصير".. مثلا استبدل الزميل عبارة "قطر تتعاون مع أميركا وإسرائيل، لصالح غزة"، بـ"قطر تتعاون مع أميركا وأوروبا".
قناة الجزيرة مباشر ردت على منتقديها من خلال برنامج "هاشتاغ"، فقالت إن ما عُرِض مجتزأ.. السؤال: ألم يغير المترجم كلمة إسرائيل بأوروبا؟ هذا ما يحتاج إلى جواب.. لأن الخوف هو أن تصبح الجزيرة مباشر كالتلفزيون الإيراني، عندما حرّف الخطاب الشهير للرئيس محمد مرسي، فاستبدل كلامه عن ثورة الشعب السوري، بكلام عما وصفه بثورة الشعب البحريني.
لقد ثبت بالصوت والصورة تورط دولة قطر في تنفيذ زلزال تايوان قبل أيام، والدليل الدامغ على الجريمة عرض قناة الجزيرة الإخبارية -التي تبث من الدوحة- خبر زلزال تايوان على شاشتها.
لا تستغربوا، فقطر متهمة الآن بالترويج لتدويل الحرمين الشريفين، لماذا؟ لأن قناة الجزيرة نقلت بعض الأخبار المتعلقة بالموضوع.. سعود القحطاني مستشار ملكي سعودي برتبة وزير، أطلق تغريدة سأقفل عيوني عنها.. لماذا؟ لأنه حتى في البلاد التي تشهد حروبا طاحنة، لا يسمح زعماؤها لحواشيهم بالتهديد باقتحام هذه الدولة أو تلك.
الناشط الإلكتروني الإماراتي ضاحي خلفان، يشاهد الصحون الطائرة في الليل، ويهدد قطر في النهار.. في آخر تقليعاته دعا لضم قطر إلى السعودية، لكنه بعد أربع دقائق عدل اقتراحه، فكتب مستدركا: "معظم المواطنين في قطر سعوديو الأصل أو إماراتيون، إما تضم للإمارات، وإما للسعودية".. طبعا لاحظتم أنه لم يكتب بهذه الصيغة، لكنني أصحح لغويا حرصا على أسماعكم العربية.. المهم يسأل متابعون هل سيقترح المهراجا ضاحي لاحقا، ضمَّ قطر إلى ولاية البنجاب في الهند؟
تمّ تأجيل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لندن، إلى الشهر المقبل. هذا الخبر سنقفل أفواهنا عنه، ولن نخوض في ما تردد حول أسباب التأجيل.
الآن افتحوا آذانكم وعيونكم لسيدة العرب هذا الأسبوع، والدة الشهيد الفلسطيني أحمد نصر جرار.. تابعتم حكايته من البداية إلى أن قتل على أرضه وفق الخرائط الدولية، دفاعا عن أرضه وفق القوانين المرعية، فوصفته إسرائيل جهرا ومن معها سرا بـ"الإرهابي".. فإذا كان هذا الشاب المثقف الأنيق إرهابيا، فمن هو المقاوم القانوني؟ نصر جرار أورث ابنه أحمد مصحفا وشهادة، وكان الشهيد ابن الشهيد، فأخبرونا عمن قتله، هو مَن ابن مَن؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق