الجمعة، 15 فبراير 2019

أسرار الهجوم على النائبة الأمريكية المسلمة إلهان عمر

أسرار الهجوم على النائبة الأمريكية المسلمة إلهان عمر
  النائبة الديمقراطية بالكونغرس الأمريكي إلهان عمر 

تتعرض النائبة الأمريكية المسلمة إلهان عمر لانتقادات من سياسيين أمريكيين على مختلف توجهاتهم وطالبها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتقديم استقالتها من الكونغرس واتهمها بمعاداة السامية.
رفضت عمر التي تمثل الحزب الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا دعوة ترمب وقابلتها بتغريدة شديدة اللهجة قالت فيها "لقد روجت للكراهية طوال حياتك – ضد اليهود والمسلمين وسكان أمريكا الأصليين والسود وغيرهم. لقد تعلمت من الناس الذين آذتهم كلماتي، فمتى ستتعلم أنت؟"


  • لم يمض يومان على المواجهة حتى فتحت عمر النار الأربعاء على إيليوت أبرامز مبعوث الرئيس الأمريكي لمتابعة أزمة فنزويلا، وربطت بين مهمته الجديدة وتاريخه القديم في أمريكا الوسطى والجنوبية الذي يعود لثمانينات القرن الماضي.
  • إلهان عمر واحدة من ثلاثة نجوم مسلمين صعدوا في عالم السياسة الأمريكية العام المضي والآخران عما رشيدة طالب التي فازت بمقعد في مجلس النواب وعبد الرحمن السيد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تولي منصب حاكم ولاية ميشيغان.
  • لم يخف المحافظون وبعض الرموز الدينية امتعاضهم من وصول هذا العدد من المسلمين إلى مقدمة المشهد السياسي الأمريكي وتمتعهم بدور في صياغة السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، إلا أن الملفت أن هناك بلدان عربية مثل السعودية والإمارات أبدت انزعاجها أيضا من ذلك التطور.   

الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة
  • لم تخف عمر آرائها المعارضة للسياسة الإسرائيلية حتى بعد أن انتخبت نائبة في مجلس النواب الأمريكي، حيث كانت دائمة الانتقاد للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وتنادي بدعم الحركات التي تدعو لمقاطعة إسرائيل.
  • كان الخط الذي تنتهجه عمر يثير حفيظة الكثير من ساسة اليمين ومنهم رئيس مجلس الشيوخ كيفن مكارثي وهو من الأعضاء البارزين في الحزب الجمهوري وظهرت الأسبوع الماضي تقارير صحفية قالت إن مكارثي يريد معاقبة عمر وزميلتها النائبة المسلمة رشيدة طالب.
  • قالت التقارير الصحفية إن مكارثي يريد استغلال الضجة التي أثيرت حول تصريحات النائب الجمهوري ستيف كنغ، التي فُسرت على أنها انحياز للمتعصبين والعنصريين البيض، والسعي لمعاقبة عمر على أساس أن تصريحاتها ضد إسرائيل عنصرية مثل تصريحات كنغ الذي اضطر لمعاقبته مُكرها 

The debate over Keith Ellison's alleged anti-Semitism, explained


  • علق الصحفي الأمريكي غلين غرينوالد على التقارير الصحفية وتهديدات مكارثي بمعاقبة عمر ورشيد في تغريدة على تويتر قال فيها: إنه لأمر صادم كم من الوقت يقضيه الساسة الأمريكيون في الدفاع عن دولة أجنبية (إسرائيل) حتى لو استدعى ذلك مهاجمة (حق) حرية الأمريكيين في التعبير.
  • ردت عمر بإعادة نشر تغريدة غرينوالد بتغريدة مع إضافة تعليق لها قالت فيها "الموضوع كله متعلق بأوراق البنجامين"، في إشارة إلى العملة الأمريكية من فئة المائة دولار التي يظهر عليها صورة السياسي الأمريكي وأحد المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية بنجامين فرانكلين.
كيف فُسرت تغريدات عمر؟
  •  فُسرت تغريدة عمر على وجهين أحلاهما مر، فمن جهة رأى البعض أنها إهانة للساسة الأمريكيين واتهام صريح لهم بأنهم يتقاضون الأموال من دولة أجنبية (إسرائيل) مقابل الدعم السياسي ومن جهة أخرى فسرت التغريدة على أنها معاداة للسامية.
  • تلقفت التغريدة باتيا أونغار-سارغون محررة صفحة الرأي في موقع "ذي فوروارد" اليهودي، فتحدت عمر بتغريدة مفادها أنها تتحدى إلهان عمر أن تقول من هي الجهة التي تدفع للساسة الأمريكيين لتضمن دعمهم لإسرائيل، فلم تتردد عمر بالإجابة بكلمة واحدة "أيباك" وهو مختصر "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية"، أحد أقوى اللوبيات الإسرائيلية في واشنطن إن لم تكن الأقوى.

  • فتحت كلمة "أيباك" أبواب جهنم على عمر، ولم تقتصر الانتقادات على السياسيين الجمهوريين وأولئك المحسوبين على اليمين الأمريكي، بل تعدتها لتصل للحزب الديمقراطي الذي تنتمي إليه وتمثله، ودعتها القيادة الديمقراطية في مجلس النواب للاعتذار.
  • يذكر أن موقع أوبن سورس الأمريكي قد قدر المبالغ التي أنفقتها أيباك على حشد الدعم لإسرائيل في واشنطن لعام 2018 بـ 3.5 مليون دولار أمريكي مقارنة بـ 800 ألف دولار فقط عام 1998.   
  • رغم اعتذار عمر إلا أن المواقف المعادية لإسرائيل لا يمكن أن تمحى من سجل الشخص في الولايات المتحدة، والاعتذار لا يمكن أن يعود بالزمن إلى الوراء عندما يتعلق الأمر بالحلف الاستراتيجي الأمريكي-الإسرائيلي لدرجة أن ترمب وصف الاعتذار قائلا "إنها (عمر) لم تعن أي كلمة من اعتذارها" ووصف تصريحاتها حول الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها "قناعات تقبع في أعماق قلبها" 
مواجهة حول أمريكا الجنوبية
"لا أستطيع أن أفهم لماذا على هذه اللجنة أو الشعب الأمريكي أن تعتبر أي شهادة تدلي بها اليوم على أنها صادقة"، هذه هي الكلمات التي قالتها عمر لأبرامز في إشارة لدوره في فضيحة إيران-كونترا ومذابح السلفادور في ثمانينات القرن الماضي وارتباط اسمه بتأييد حكومات ما يعرف بسنين الحروب القذرة في أمريكا اللاتينية.
كلمات عمر لأبرامز أثناء حضوره جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أثارت حفيظته ووصف سؤالها بأنه "سخيف" إلا أنه أجاب على أسئلتها مرغما، ومن المتوقع أن يتسبب ذلك في المزيد من الحنق على عمر في الأيام المقبلة من جانب إدارة الرئيس ترمب.
يذكر أن أبرامز أدين عام 1991 بجريمة الكذب وإخفاء معلومات عن الكونغرس الأمريكي فيما يتعلق بإيران-كونترا المتعلقة ببيع أسلحة أمريكية إلى إيران في ثمانينات القرن الماضي إلا أن الرئيس جورج بوش الأب عفا عنه عام 1992. 
تحالف اليمين الأمريكي ورجال دين مسيحيون ودول عربية
كان الرئيس ترمب يأمل بقوة أن تستمر سيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ طوال فترة رئاسته ليستطيع أن يلبي وعوده لقادة الكنيسة الأنجليكانية الذين أعطوه دعمهم وكان لهم الدور الأكبر في نجاحه.
إلا أن خسارة مجلس النواب لصالح الديمقراطيين في الانتخابات النصفية في أواخر العام الماضي كانت ضربة مؤلمة لأحلام ترمب وقاعدته من المتدينين المتزمتين، وكان وصول نائبتين مسلمتين للمجس بمثابة وضع الملح على الجرح.
ثم أتى إلغاء حظر الحجاب في مجلس النواب لكي تتمكن عمر ورشيد من القيام بمهامها النيابية بمثابة الضربة القاضية التي أخرجت بعض قادة اليمين ورجال الدين عن طورهم، حتى وصفها الراهب إي دبليو جاكسون في مقابلة إذاعية بأنها محاولة من المسلمين لتحويل الكونغرس إلى "إمارة إسلامية".
من جهة أخرى، وجهت بعض القنوات والوسائل الإعلامية التي تمولها دول خليجية على خلاف مع الإخوان المسلمين اتهامات لعمر ورشيد بعيد توليهما حقيبتيهما التشريعية بأنهما تتبعان فكر الإسلام السياسي الذي يتحالف معه الحزب الديمقراطي على أساس أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وصل لسدة الرئاسة في انتخابات أجريت في عهد الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق