السبت، 23 فبراير 2019

الخطاب السياسي للحركات الإسلامية


الخطاب السياسي للحركات الإسلامية



من وجهة نظره، في نفس الوقت يعيش المسلمون حالة من التشوش والضبابية وعدم الوضوح بعدما انفصلوا عقودا طويلة وربما قرونا عن الخطاب السياسي الشرعي المُنزل وفي هذه الحأحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود، يتصدر الحديث عن الخطاب السياسي الإسلامي كافة مراكز الدراسات والأبحاث ومراكز صناعة القرار ووسائل الإعلام في أنحاء العالم ولكن كل طرف يتناول الموضوع لقة نحاول الوقوف على كثيرا من معالم الشرعية ومعالم الخطاب السياسي الشرعي الإسلامي ونحاول إزالة جانب من الضبابية والغموض لنعرف جانبا من الحقيقة وندرك جانبا من جوانب الفهم لعظمة الإسلام وذلك من خلال حوارنا مع أحد أبرز الذين كتبوا عن السياسة الشرعية خلال الفترة الماضية الدكتور حاكم المطيري الأمين العام للحركة السلفية في الكويت وذلك من خلال كتابه المثير الحرية أو الطوفان. ولِد حاكم عبيثان الحميدي المطيري في الكويت في شهر نوفمبر عام 1964، حصل على الإجازة الجامعية من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت عام 1989 ثم حصل على الماجستير من جامعة أم القرى في مكة المكرمة عام 1995 وعلى الدكتوراه من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة برمنغهام في بريطانيا عام 2000 ويعمل الآن مدرسا في كلية الشريعة جامعة الكويت، انتخب أمينا عاما للحركة السلفية في الكويت في شهر أكتوبر من العام 2000 لمدة ثلاث سنوات ثم أعيد انتخابه مرة ثانية في شهر أكتوبر من العام 2003، درس أصول الفقه الحنبلي والبلاغة والتفسير وعلوم الحديث على العشرات من العلماء في الكويت والسعودية وبريطانيا، صدر له حتى الآن سبعة عشرة كتابا بين مؤلفات وكتب محققة ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا بعد موجز الأنباء على 4888873 (00974) أو على الفاكس 4890865 (00974) أو يكتبوا إلينا عبر موقعنا على شبكة الإنترنت www.aljazeera.net دكتور مرحبا بك.
حاكم المطيري- الأمين العام للحركة السلفية في الكويت: حياكم الله أستاذ أحمد.


أحمد منصور: في البداية ما هو مفهوم الخطاب السياسي الإسلامي؟
"الخطاب السياسي هو مجموعة القواعد والأسس والمبادئ التي تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتحدد طبيعة هذه العلاقة ومدى صلاحيات السلطة في التدخل في شؤون الأفراد"
حاكم المطيري: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد، الخطاب السياسي عموما ممكن أن يُعَرف باختصار بأنه مجموعة القواعد والأسس والمبادئ التي تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتحدد طبيعة هذه العلاقة وتحدد الأساس الذي بناء عليه يحق لهذا أن يحكم ولا يحق لذاك أن يحكم ومدى صلاحيات السلطة في التدخل في شؤون الأفراد، بمعنى الخطاب السياسي هو الذي تستطيع السلطة أي سلطة من خلاله أن تشكل المجتمع في جميع مجالات الحياة دينيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا، بل لعل الواقع السياسي في أي مجتمع ما هو إلا انعكاس للخطاب السياسي الذي يسود في هذا المجتمع ويتحكم به، خذ مثلا واقع المجتمع الفرنسي قبل الثورة الفرنسية ثم واقع المجتمع الفرنسي بعد الثورة الفرنسية هذا التحول الجذري بين الواقعين هو بسبب الاختلاف بين الخطابين السياسيين، الخطاب ما قبل الثورة الذي عبر عنه الملك لويس الرابع عشر بقوله أنا الدولة فاختزل الشعب والأرض والسلطات كلها في شخصه، ثم جاء خطاب جديد بعد الثورة رفع شعار حق الشعب وفصل السلطات وحقوق الإنسان وحرية الإنسان فانعكس هذا الخطاب على واقع المجتمع الفرنسي وتحول تحولا جذريا بل والمجتمع الأوروبي بل ولازالت أثار هذا الخطاب تؤثر في الواقع السياسي في العالم إلى اليوم.
أحمد منصور: لو انتقلنا من خلال هذه الصورة إلى العلاقة بين الحاكم والمحكوم في ظل السياسة الشرعية أو في ظل النظام الإسلامي؟
حاكم المطيري: في الحديث النبوي قال صلى الله عليه وسلم "من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور".
أحمد منصور: ما معنى ذلك وهو يحدث الصحابة من يعيش منكم معنى ذلك أن الخلاف كان على أبواب نهاية عهد الرسول وعهد الخلفاء؟
حاكم المطيري: ولهذا جاء في الحديث الآخر "أول من يغير سُنتي رجلا من بني أمية" في حديث صحيح فدلّ ذلك على أن المقصود بسُتني وسُنة الخلفاء ما نسميه اليوم الخطاب السياسي والذي سيتغير الذي سيغيره رجل من بني أمية هو أيضا السياسة الشرعية وهذا ما حدث فعلا.
أحمد منصور: لو أردنا أن نبسط المسألة في التمييز ما بين الخطاب السياسي أو السياسة الشرعية في عهد الرسول والخلافة الراشدة وفي عهد من بعده ممن بدلوا؟
حاكم المطيري: إذا نظرنا في تاريخ الدولة الإسلامية نجد أنها مرت بثلاث مراحل رئيسية؛ المرحلة الأولى نستطيع أن نسميها مرحلة الخطاب السياسي المُنزّل وهنا تجلت مبادئ الخطاب القرآني والخطاب النبوي والخطاب الراشدي وأبرز ملامح هذه المرحلة حق الأمة في اختيار السلطة فالعلاقة أساسا في الدولة الإسلامية.. بل الدولة الإسلامية أنما قامت على أساس عقد البيعة الذي تم بين النبي صلى الله عليه وسلم والأنصار في مكة قبل أن يهاجر إلى المدينة..
أحمد منصور: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه فما طبيعة هذا العقد بين الخلفاء وبين الأمة؟
حاكم المطيري: جميل، النبي صلى الله عليه وسلم بايع الأنصار بيعتان، البيعة الأولى على الأيمان به، أما البيعة الثانية فهي بيعة كما جاء في الحديث "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة" هذا ما تحتاجه أي دولة على السمع والطاعة "وألا ننازع الأمر أهله".
أحمد منصور: يعني إيه ألا ننازع الأمر أهله؟
حاكم المطيري: الأمر هنا هو الأمر في آية الشورى {وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}
أحمد منصور: يعني عدم منازعة أهل الشورى؟
حاكم المطيري: بل عدم منازعة أصحاب الحق وهم الأمة.
أحمد منصور: أكملي هذا.
حاكم المطيري: عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل كانت أحدى الإشكاليات التي تواجهه كما حدث بينه وبين وفد عامر بن صعصعة "قالوا أرأيت أن نصرناك وآويناك وأظهرك الله على من نواك لمن الأمر من بعدك".
أحمد منصور: يا سلام.
حاكم المطيري: قضية مشكلة فقال صلى الله عليه وسلم..
أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني إشكالية الحكم حتى قبل أيام الدولة.
حاكم المطيري: قبل قيام الدولة النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يبحث وهو في مكة عن من يقيم معه الدولة.
أحمد منصور: يعني الآن لا نستغرب الصراع الموجود على السلطة على مدار التاريخ لأنه جزء من التكوين البشري الإنساني وجزء من الصراع.
حاكم المطيري: بل وضرورة شرعية في الإسلام.
أحمد منصور: الخلاف؟
حاكم المطيري: لا إقامة الدولة.
أحمد منصور: إقامة الدولة.
حاكم المطيري: التي تتجلى فيها مبادئ الخطاب القرآني السماوي.
أحمد منصور: ماذا قال لهم الرسول؟
حاكم المطيري: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء" لم يساوم لم يدخل في مساومات مع أنه كان في حاجة النصرة فقالوا له "لا حاجة لنا بك وبدينك"، إذا كان الأمر لا يؤول إلينا بعد وفاتك ولا تؤول السلطة لنا فليس لنا حاجة أن نقاتل ثم يؤول الأمر إلى الأمة وقبل ذلك عرض هذا الأمر على بني شيبان فقالوا له "إن ما جئت به مما تكرهه الملوك" ما الذي يكرهه الملوك؟ الملوك لا يكرهون أن يكون الإنسان على اليهودية أو النصرانية أو المجوسية وإنما أدركوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد دولة وطاعة حتى يقيم فيها كما قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ والْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} الغاية أصلا من إرسال الرسل وإنزال الكتب أن يتحقق العدل وأن يقوم الناس بالقسط لهذا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم إشكالية هذا الموضوع فقال لهم.. قالوا "إن ما جئت به مما تكرهه الملوك وإنَ قد عاهدنا كسرى على ألا نحدث حدثا وألا نأوي مُحدِثا فإن شئت أن نمنعك مما يلي مياه العرب فعلنا إذا أردت النصرة وإقامة الدولة على..
أحمد منصور [مقاطعاً]: المنطقة.
حاكم المطيري [متابعاً]: المنطقة العربية فعلنا فقال صلى الله عليه وسلم..
أحمد منصور: عليه الصلاة والسلام.
حاكم المطيري: "ما أسأتم بالرد إذا أفصحتم بالصدق إن هذا الأمر لا يصلح ألا من أحاطه من جميع جوانبه" لم يقبل مساومات أو صفقات في موضوع الأمر والحكم والسلطة لما لأن هذا من الدين كما قال تعالى {وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} فقول النبي بعد ذلك في الحديث مع الأنصار بايعهم على أساس أن ينصروه وألا ينازعوا المسلمين الأمر بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لما لأن الأمر كما قال تعالى {وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}
أحمد منصور: معنى ذلك أن يعني أول مبدأ جاء به الإسلام وجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو عدم احتكار السلطة من قبل أي فئة من الناس.
حاكم المطيري: بل هو شورى بين المسلمين.
أحمد منصور: وعدم توريث السلطة أيضا لأنه لم يورثها.
حاكم المطيري: بلا شك.. بل هذا إجماع الأمة، نقل الإجماع بن حزم قال أجمعت الأمة على أنه لا يدخل الإمامة.. لا يدخل التوريث في الإمامة ليست محلا للتوريث.
أحمد منصور: وأن حق اختيار الحاكم هو حق للأمة المسلمة وللشعب المسلم.
حاكم المطيري: بلا شك هذا هو الخطاب القرآني والنبوي.
أحمد منصور: كيف تمثل ذلك في عهد الصحابة؟
حاكم المطيري: نجد أنه عندما حضرته الوفاة صلى الله عليه وسلم وتحدث الناس في هذا الأمر تركهم يختارون من يشاؤون بعد وفاته مع أنهم كانوا في أحوج ما يكونون إلى أن يختار النبي صلى الله عليه وسلم لهم من يقوم مقامه بعد وفاته.
أحمد منصور: يعني الإيحاء بتاع.. المتعلق بعدم اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يخلفه هو تأكيد أيضا على حق؟
حاكم المطيري: على مبدأ {وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} "الأمر لله يضعه حيث يشاء" والله عز وجل وضع.. أي جعل للمسلمين فترك الأمر شورى، فاجتمع الصحابة مباشرة بعد وفاته وتناقشوا وتحاورا في حادثة السقيفة ووصل الأمر إلى أن انقسم الناس إلى قسمين المهاجرين والأنصار..
أحمد منصور: منا أمير ومنكم أمير.
حاكم المطيري: حتى قالوا منا أمير ومنكم أمير، ما معنى منا أمير ومنكم أمير؟ وردت في رواية الزهري قال الأنصار نختار رجلا من المهاجرين فإذا مات اخترنا رجلا من الأنصار فإذا مات اخترنا رجل من المهاجرين وهكذا أبدا.
أحمد منصور: تداول السلطة.
حاكم المطيري: التداول السلمي للسلطة حتى.. لاحظ قال حتى يشفق المهاجر إذا زاغ أن ينقض عليه الأنصاري، المراقبة مراقبة من هو في المعارضة لمن هو في السلطة فكان الأمر واضح بالنسبة للصحابة أن الموضوع ليس حكرا على أحد ولهذا بعد أن تم اختيار أبي بكر وبعد أن قال للصحابة اختاروا أحدا هذين الرجلين عمر أو أبا عبيدة فاختار الصحابة أبا بكر فقام وخطب في الناس فقال أيها الناس إني وليت عليكم أي أنتم الذين وليتموني ولست بخيركم.
أحمد منصور: ما طبيعة العلاقة التي يجب أن تقوم بين الحاكم والمحكوم في ظل أن المحكوم هو الذي يختار هذا الحاكم وأسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار فأبقوا معنا.


[فاصل قصير]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود في هذه الحلقة التي نستضيف فيها الأمين العام للحركة السلفية في الكويت الدكتور حاكم المطيري لنتحدث عن الخطاب السياسي الإسلامي، ما طبيعة العلاقة أو العقد الذي يقوم بين الحاكم والمحكوم في ظل أن المحكوم هو الوحيد المخول في ظل الخطاب الإسلامي باختيار حاكمه؟
حاكم المطيري: ذكرنا بأن العلاقة هي علاقة تعاقد بين طرفين؛ الأمة هي الأصيل والإمام وكيل عنها وهذا لا خلاف فيه حتى بين الفقهاء في مرحلة الخطاب المؤول أي حتى بعد سبعين أو 73 هجرية عندما بدأ الخطاب المؤول لم يختلف الفقهاء في هذه الجزئية ولهذا أقرأ نص لأحد علماء الحنابلة الكبار قال في كشاف القناع في فقه الحنابلة وتصرفه أي الإمام على الناس بطريق الوكالة لهم فهو وكيل عن المسلمين فلا هو عزل نفسه ولا هم عزله، إذاً لا خلاف بين الفقهاء في أن الإمام وكيل ولهذا عندما دخل أبو إدريس الخولاني على معاوية قال السلام عليك أيها الأجير، فقال له الناس قل أيها الأمير، قال بل هو أجير، فالقضية لم تكن مشكلة في أن الإمام وكيل تختاره الأمة وفق عقد البيعة على الرضا بلا إكراه ليقوم عنها بماذا؟ بما أوجب الله عز وجل على الأمة القيام به، فالخطاب أصلا القرآني موجه إلى الأمة وإنما تحتاج إلى إمام ليسوس هذه الأمة وفق مبادئ هذا الخطاب القرآني.
أحمد منصور: يعني الآن تقول.. يعني حتى تكون الصورة واضحة تقول فترة الخطاب المُنزل والخطاب المؤول هل يمكن أن تفرق بين المراحل حتى نستطيع أيضا أن نضع إسقاطاتنا على الفترات هذه؟
حاكم المطيري: مر الخطاب الإسلامي في ثلاث مراحل؛ مرحلة الخطاب السياسي المُنزل وهذا يمتد منذ أن أقام النبي صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية في المدينة إلى وفاة آخِر خليفة صحابي تم اختياره عن طريق الشورى..
أحمد منصور: من هو؟
حاكم المطيري: عبد الله ابن الزبير آخر خليفة تم اختياره عن طريق الشورى، ثم بعد ذلك بدأ عهد جديد نسميه عهد الخطاب السياسي المؤول..
أحمد منصور: ما معنى المؤول هنا؟
حاكم المطيري: معنى المؤول أنه يحتج بالنصوص لكن على غير الوجه الذي أراده الشارع.
أحمد منصور: والعلماء لعبوا دورا في هذا؟
"الخطاب السياسي  يوظف كل القدرات والمهارات لترسيخ مفاهيمه، ولهذا تجد في كل دولة ومجتمع هناك سجنة وأحبار ورهبان في معبد السلطة يدافعون عن خطابهم"
حاكم المطيري: بلا شك، هذه إشكالية أي خطاب سياسي أنه يوظف كل القدرات وكل المهارات، يوظف الدين ورجال الدين، يوظف العلم، المعرفة، الثقافة في خدمة ترسيخ مفاهيمه ورؤاه ولهذا تجد في كل دولة ومجتمع هناك سجنه وأحبار ورهبان في معبد السلطة يدافعون عن خطابها ويبررون ممارساتها ولهذا نجد حتى فرعون عندما قال لقومه {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى ولْيَدْعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ} فاحتج بالخوف على الدين، بدأ يستخدم قضية الدين كذلك الملأ من قريش {وانطَلَقَ المَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا واصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} منذ متى الملأ يهمهم أمر الدين؟ وإنما أدركوا بأن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يواجه إلا بخطاب ديني فبلا شك العلماء كان لهم دور علماء السلطة.
أحمد منصور: سنأتي لموضوع علماء السلطة ولكن الفترة الثالثة هذه امتدت من 73 هجرية إلى؟
حاكم المطيري: إلى.. منذ أن تم اغتصاب السلطة ومصادرة حق الأمة في اختيار الإمام إلى أن سقطت آخر خلافة إسلامية.
أحمد منصور: الجملة دي خطيرة اللي حضرتك قلتها الآن، اغتصاب السلطة وسقوط حق الدولة في اختيار الإمام، معنى ذلك أن حق اختيار الحاكم في النظام السياسي الإسلامي معطل منذ سنة 73 هجريا إلى اليوم؟
حاكم المطيري: بلا شك ولهذا قال عمر عندما بلغه وهو في الحج قبل وفاته بسنوات عديدة قليلة.. بلغه أن رجلا قال والله لإن مات عمر لأبايع فلانا فما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة، فأراد أن يقول قال إني قائم العشية فأحذر الناس هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم حقهم سماه ماذا؟ سماه غصب، الذين يريدون أن يغصبوهم حقهم.
أحمد منصور: معنى ذلك أن قضية الاستبداد السياسي والاستئثار بالسلطة يعني أصبحت ظاهرة أساسية في النظام السياسي الإسلامي بعد مقتل عبد الله ابن الزبير في العام 73 هجرية واستمرت قائمة إلى اليوم.
حاكم المطيري: إلى.. لا.
أحمد منصور: ووجدت من العلماء..
حاكم المطيري: لا ليس إلى اليوم، إلى أن سقطت الخلافة ثم بدأ خطاب جديد، الخطاب المبدل.
أحمد منصور: الخطاب المبدل نسمعه أو نتناوله بعد موجز قصير للأنباء، نعود إليكم بعد موجز قصير للأنباء من غرفة الأخبار لنعرف المزيد عن الاستبداد السياسي في النظام الإسلامي والخطاب السياسي المُبدل فابقوا معنا.
[موجز الأنباء]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود، في هذه الحلقة التي نستضيف فيها الدكتور حاكم المطيري الأمين العام للحركة السلفية في الكويت لنتحدث عن الخطاب السياسي الإسلامي ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على 4888873 (00974) أو ليرسلوا إلينا رسائلهم عبر الفاكس 4890865 (00974) أو يكتبوا إلينا عبر موقعنا على شبكة الإنترنت www.aljazeera.net دكتور تحدثت عن ثلاث مراحل للخطاب السياسي الإسلامي، الخطاب السياسي الإسلامي المُنزّل وقلت أنه بدأ مع قيام الدولة الإسلامية إلى العام 73 هجريا بوفاة عبد الله بن الزبير، الخطاب السياسي الإسلامي المؤول والذي بدأ من 73هجريا إلى سقوط الخلافة العثمانية في بداية القرن الميلادي الماضي وبعد ذلك الخطاب السياسي الإسلامي المُبدل.
حاكم المطيري: هذا الخطاب نسميه خطاب إسلامي مجازا لأنه تم توظيف العلماء والفقهاء من علماء السلطة في إضفاء الشرعية على هذا الخطاب الذي ولِد وترعرع في أحضان الاستعمار البريطاني في المنطقة وجاء كتاب علي عبد الرازق ليعبر عن مضامين هذا الخطاب ونسف موضوع الخلافة التي ترمز إلى وحدة الأمة الإسلامية ككل، نسف موضوع القضاء الشرعي الإسلامي ليتم إقصاء الشريعة الإسلامية ونسف موضوع الجهاد ليؤكد أن الإسلام دين سلام وهذا ما كان يريده الإنجليز في العالم العربي آنذاك وبعد ما تم تقسيم إسقاط الخلافة وتقسيم العالم العربي إلى دويلات طوائف جاء خطاب ديني يرسّخ هذا الواقع ويضفي عليه الشرعية وكأن هذا مما يقره الإسلام.
أحمد منصور: الآن النقطة المهمة الآن هي اغتصاب السلطة ومصادرة حق الشعب في اختيار حاكمه وهذه سقطت منذ العام 73 هجريا، كيف كان اختيار الحاكم في ظل نظام الخلفاء الراشدين؟ أنت تحدثت عن اختيار أبو بكر في السقيفة..
حاكم المطيري: نعم.
أحمد منصور: ولكن كيف تم اختيار من بعده؟ وكيف كان حق الأمة أو السلطة في اختيار حاكمها؟
حاكم المطيري: نعم، نجد أنه عندما حضرت أبا بكر الوفاة جاءه الصحابة وقالوا اختر لنا، فأبى، فلما أصروا عليه وأكثروا عليه جمع جماعة منهم واستشارهم ثم قالوا أترضون بمن اختاره لكم؟ قالوا نعم، بعد ذلك عهد بالأمر إلى عمر، العهد هنا بمعنى الترشيح ولهذا نص شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا وقال ولو فُرض أن الصحابة لم يبايعوا عمر بعد وفاة أبي بكر لما أصبح خليفة بمجرد العهد فالعهد عبارة عن ترشيح إن شاء الصحابة أن يأخذوا به اخذوا به وإلا فالأمر لهم، ثم بعد ذلك أيضا جاء عمر وترك الأمر شورى بين ستة بعدما أصر عليه الصحابة، قالوا اختر لنا فقال لا.. توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقد ترك هذا الأمر ثم بعد الإصرار قال إن شئتم أو إن أبيتم ففي الستة الذين توفي عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو راضي فتم بعد ذلك اختيار الخليفة عثمان بعدما تنافس هو وعلي وتم حسم هذا الموضوع من خلال الاستفتاء العام.
أحمد منصور: هذا الأسلوب في الاختيار هل ينسف قضية أنظمة الحكم الوراثية من جذورها؟
حاكم المطيري: بلا شك هذا من الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه "وإياكم ومحدثات الأمور عليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين" ولهذا قال عمر في خطبة على الصحابة وهو بمحضر الصحابة جميعا قال لا خلافة إلا بالشورى مَن بايع رجلا دون شورى المسلمين فلا يحل لكم إلا أن تقتلوه، إلى حد القتل.
أحمد منصور: الآن فيه مجالس شورى بتكون وبيتم من خلالها إضفاء الشرعية على تلك الأنظمة.
حاكم المطيري: لا الشورى أصبح لها معنى آخر في الخطاب المؤول، الشورى في الخطاب المنزل بمعنى حق الأمة في اختيار الإمام لكن بعدما اغتصبت السلطة أصبح معنى الشورى مشاورة الإمام للأمة.
أحمد منصور: في ظل هذا الخطاب السياسي الإسلامي المُنزل والذي انتهى من قديم ولم يعد مرة أخرى والذي يعتبر هو الصورة الحقيقية للإسلام وللخطاب السياسي الإسلامي، هل يوجد ما يسمى بالمعارضة أو بالتعددية السياسية مثلا في ظل هذا النظام أم أن الولاء مطلق للحاكم طالما أنه تم اختياره من قبل الأمة؟
حاكم المطيري: نحن قلنا بأن الخطاب المُنزل هو الخطاب الإسلامي الذي يجب على الأمة أن تعود إليه لقول النبي "عليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء" سُنن الخلفاء في باب الإمامة الخلفاء لم يشرعوا في العبادات، لم يشرعوا في العقائد لم يشرعوا إلا في باب سياسة الأمة.
أحمد منصور: فقط.


"المعارضة تجلت في أوضح صورها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي حياة الصحابة"
حاكم المطيري: فيجب أن تعود الأمة إلى الأصول التي أجمع الصحابة عليها ومن قضية حق الأمة في اختيار السلطة، أما موضوع المعارضة فقد تجلت المعارضة في أوضح صورها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي حياة الصحابة.
أحمد منصور: كيف؟
حاكم المطيري: نجد أنه يأتي رأس المنافقين في المدينة عبد الله بن أبي بن سلول ويخطط لإخراج النبي من المدينة وينزل في هذا القرآن يقول{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} صدق الله العظيم، يقصد نفسه يريد إخراج النبي، فلما بلغ الخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال لا، قيل له ألا نقتله يا رسول الله قال لا، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه بل نحسن صحبته، رأس المعارضة كما يقولون وفي أحد رجع بثلث الجيش ولم يقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتعرض له النبي صلى الله عليه وسلم وجاء يهودي إلى النبي وهو بمحضر الصحابة فقال له يا أنتم.. إنكم يا بني عبد المطلب قوما مطل أي لا تؤدون الحقوق لأصحابها، فأراد عمر أن يضربه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا يا عمر لقد كنا إلا غير هذا أحوج، إن تأمره بحسن الطلب وتأمرني بحسن الأداء".
أحمد منصور: يا سلام.
حاكم المطيري: حرية الكلمة وقال "دعوه فإن لصحاب الحق مقاله" صاحب الحق له أن يتكلم وأن ينتقد وأن يمارس حقه في إبداء رأيه ونقد السلطة.
أحمد منصور: كيف كانت الصورة في عهد الصحابة في عهد الخلفاء؟
حاكم المطيري: نجد أن أهل العراق في عهد عمر جاؤوا يشتكون من سعد بن أبي وقاص وكان هو أمير العراق وخال النبي ومن العشرة المبشرين بالجنة وبطل القادسية، قال حتى اشتكوا في صلاته قالوا لا يحسن أن يصلي فعزله عمر..
أحمد منصور: استجابة لطلبهم رغم كل هذه الصفات التي تذكرها.
حاكم المطيري: لم؟ لأن عمر نفسه وكيل عنهم ممثل لهم، فقال هان شيء أن أبدل لهم أميرا مكان أمير فعزله وعندما حصلت الوفاة قال إني لم أعزله من عجز ولا خيانة، سعد في نظر عمر لم يكن عاجزا ولا خائنا، لم عزله إذاً؟ التفسير الوحيد هو نزولا عند رغبة أهل العراق ونأتي إلى عهد عثمان وتتجلى صورة المعارضة بصورة أوضح فأصبحت معارضة سياسية جماعية منظمة، يأتي وفد من مصر بقياداته ويأتي وفد من العراق بقياداته ويحاصر المدينة ولا يجد الخليفة بدا من أن يجلس معهم ومن أن يحاورهم ويوقع وثيقة معهم تنص على..
أحمد منصور: كيف.. ما هي أهم مطالب هذه المعارضة هل كانت مطالبها موحدة بين المعارضة التي جاءت من مصر والتي جاءت من العراق؟
حاكم المطيري: نعم، يريدون عزل الأمراء في الأقاليم يريدون..
أحمد منصور: الذين عينهم الخليفة؟
حاكم المطيري: الذين عينهم الخليفة يريدون..
أحمد منصور: يعني معارضة لسياسات الخليفة وله شخصيا.
حاكم المطيري: معارضة سياسية.
أحمد منصور: ولولاته.. ولأمرائه.
حاكم المطيري: معارضة سياسية يريدون عزل الأمراء، اختيار الأكفاء من القياديين، تقسيم ألفي بالعدل، رد المنفي لأن أمراء الأقاليم نفوا بعض الزعماء، رد المنفي..
أحمد منصور: الذين كانوا يعارضون سياستهم.
حاكم المطيري: الذين كانوا يعارضون سياستهم وإعطاء المحروم من ألفي لأنهم كانوا يمارسون نوع من الحرمان على من يعارضوا سياستهم في الأقاليم فنص على هذا في الوثيقة وجاء علي وكتب الوثيقة بحضور جماعة من الصحابة فقام الخليفة بعد ذلك ماذا قال؟ قال "ما رأيت وافدا خير من هؤلاء إن قالوا إلا حقا وإن طلبوا إلا حقا".
أحمد منصور: المعارضة هنا تحولت من مجرد معارضة فردية إن واحد بيبدي رأيه أو امرأة تقوم إلى عمر تقول له أخطأت في كذا يا عمر إلى معارضة جماعية منظمة.
حاكم المطيري: نعم.
أحمد منصور: يعني وفد جاي بمعارضة معنى ذلك أن الإسلام أو النظام السياسي الإسلامي..
حاكم المطيري: يسع.
أحمد منصور: يسمح بقيام معارضة سياسية منظمة في داخل إطار هذا النظام؟
حاكم المطيري: بلا شك، بل أشد من هذا نجد أن المعارضة في عهد علي تطورت إلى معارضة فكرية سياسية مسلحة، الخوارج.
أحمد منصور: الخوارج نعم.
حاكم المطيري: إذا كانت المعارضة في عهد معاوية معارضة سياسية ففي عهد علي معارضة فكرية..
أحمد منصور: تقصد في عهد عثمان ليس معاوية.
حاكم المطيري: في عهد عثمان، أصبحت في عهد علي معارضة فكرية، فخرجت طائفة تحمل أفكار في غاية التطرف كفّروا علي، كفّروا الصحابة جميعا، كفّروا المجتمع الإسلامي كله، فلما سُأل عنهم علي أكفار هم؟ قال من الكفر فروا، أمنافقون هم؟ قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، ثم قال وحدد هنا، من أرقى ما توصل له الفكر الإنساني بل لم تصل إليه النظم الحديثة قال لهم علينا ثلاثة أن لا نبدأهم بقتال، حق الحياة وأن لا نمنعهم مساجد الله أن يذكروا فيها اسمه، الحرية الدينية وأن لا نحرمهم من الفيء مادامت أيديهم مع أيدينا.
أحمد منصور: يا سلام.
حاكم المطيري: الحقوق المادية، على أن لا يسفكوا دما حراما ولا يقطعوا سبيل ولا يظلموا ذميا فاشترط لهم وعليهم وحدد العلاقة بينه وبينهم ولم يتعرض لهم إلا بعدما صاب..
أحمد منصور: يعني دون تعقيدات ضخمة جدا ولا دساتير كبيرة ولا كذا في عبارات وفي جمل بسيطة كانت مفاهيم الإسلام السياسية الفكرية تحل كثير من العلاقات والمشاكل الشائكة.
حاكم المطيري: لأن الخطاب القرآني لمن تدبره كما قال تعال {الّـر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ} ولهذا لاحظ الله يقول {لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، الدين هنا بمعنى الطاعة.
أحمد منصور: هنا حرية الاعتقاد؟
حاكم المطيري: لا الدين بهذه الآية بمفهومها الشامل يعني الاعتقاد والطاعة..
أحمد منصور: وكل شيء.
حاكم المطيري: كل شيء فإذا..
أحمد منصور: يعني هنا مفهوم الحرية بهذا الشكل بهذه الآية البسيطة تفتحوه على مصراعيه في إطار النظام السياسي الإسلامي؟
حاكم المطيري: ولهذا.. هذا قياس جليل، علي رأى بأن الإسلام يقر وجود أهل الكتاب ووجود المجوس وجود غير المسلمين في الدولة ويتسع إلى هذا الحد كيف لا يتسع؟
أحمد منصور: الشرط ده خطير جدا إنه يشترط على الخوارج أن لا يظلموا ذميا في مقابل أن يكف عن قتالهم أو يكونوا في ظل نظام الدولة الإسلامية..
حاكم المطيري: بلا شك.
أحمد منصور: كمعارضة مسموح بوجودهم؟
حاكم المطيري: معارضة فكرية سياسية أيضا.
أحمد منصور: يعني لم ينس في زحمة هذا الصراع حق أهل الذمة في ظل الدولة الإسلامية؟
حاكم المطيري: بلا شك لهم ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أقصد بأنه إذا كان الإسلام يقر التعددية الدينية فمن باب أولى أن يقر التعددية الطائفية أو المذهبية..
أحمد منصور: في داخله.
حاكم المطيري: في داخله فإذا كنا نسمح لغير المسلمين أن يمارسوا عقائدهم..
أحمد منصور: يعني هؤلاء العلماء الآن الذين يصورون كل من يخرج حتى على هؤلاء الحكام القائمين الآن في ظل الخطاب الشرعي المُبدل، أن يصفوهم بأنهم خارجين على الإمام والملة ويجوز قتالهم لمجرد أنهم يبدون رأيا معارضا أو سجنهم أو اعتقالهم كل هذا شيء من يعني التدمير لمبادئ الإسلام الأساسية؟
حاكم المطيري: ولهذا نص شيخ الإسلام على هذا الخلط من الفقهاء..
أحمد منصور: ابن تيمية تقصد؟
حاكم المطيري: نعم شيخ الإسلام ابن تيمية نص وقال بأن الفقهاء خلطوا بين المعارضة وبين البغاة وبين الخوارج وقصدوا نص على هذا قصدوا مشايعة أهواء الملوك، هو نفسه أدرك السر وراء هذا الطرح الخطير..
أحمد منصور: قبل أن آتي للمسؤولية الكبيرة اللي تحملها العلماء، أتفضل تحب أن تضيف شيء؟
حاكم المطيري: أينعم، عمر بن عبد العزيز عندما سُئل عن الخوارج وكذلك علي قبله قال إن خرجوا على إمام عادل فقاتلوهم وإلا فدعوهم فإن لهم مقالا، أي إذا خرجوا على إمام جائر وظالم والفقهاء نصوا على هذا قالوا بأنه لا يقاتلون حتى ينظر في أمرهم ما الذي يريدون ما إن كانت لهم مظلمة وجب على الإمام أن يزلها. وجب على الإمام أن يزيل هذه المظلمة.
أحمد منصور: طيب الآن أشكال المعارضة تحدثت عنها، معارضة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم سمح بها حتى من المنافقين حتى حينما خذلوه ورجعوا بالجيش، معارضة في عهد الصحابة تمثلت في معارضة فردية مثلا أو معارضة لمجموعة على حاكم رغم أنه كان من الصحابة من العشرة المبشرين بالجنة، خال الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك عزله لأن الناس لا تريده.
حاكم المطيري: لا تريده.


أحمد منصور: هذا عمر بن الخطاب.. أيضا المعارضة السياسية وصلت إلى مرحلة مسلحة في عهد عثمان رضي الله عنه وكانت مطالبها مطالب واضحة واستجاب له عثمان وعقد مع المعارضة وثيقة، المعارضة وصلت إلى مرحلة فكرية ومرحلة مسلحة في عهد علي رضي الله عنه وقال كما قلت أشياء لم يصل إليها الفكر الإنساني بعد في رقي العلاقة داخل نظام الدولة الإسلامية بين الحاكم والمحكوم، في ظل السماح بالمعارضة هل هناك أيضا سماح في ظل الخطاب السياسي الإسلامي بالتعددية أم أن أيضا يعني {مَا أُرِيكُمْ إلاَّ مَا أَرَى ومَا أَهْدِيكُمْ إلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ} كما يقول معظم الحكام للناس الآن؟
"التعددية في الخطاب السياسي الإسلامي رأيناها في السقيفة دار الجدل بين المهاجرين والأنصار وبعدها توافق الطرفان، وفي التنافس بين الستة وحدثت تصفيات وانحصر بين علي وعثمان وحسم بالاستفتاء العام"
حاكم المطيري: بلا شك هذه المبادئ تتجلى فيها قضية التعددية في أوضح صورها، رأيناها في السقيفة دار الجدل بين المهاجرين والأنصار طائفتين ثم بعد ذلك توافق الطرفان، رأيناها في التنافس بين الستة وحدثت تصفيات بين الستة حتى انحصر التنافس بين علي وعثمان ثلاثة أيام وحسم بالاستفتاء العام، قام عبد الرحمن بن عوف فأخذ يستشير الناس قال حتى دخل على النساء في الخضر وحتى سأل الصغار في الكتاتيب في أمر عثمان وعلي، ثم لما أخذ رأي العامة قام وخطب في المسجد وقال يا علي أني نظرت في أمر الناس، أمر الناس لاحظ السلطة الإمامة، أني نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان أحدا، فلا تجعل على نفسك سبيلا وكان هذا بمحضر الأنصار والمهاجرين ومحضر قادة الجيش وأمراء القبائل الذين كانوا في المدينة فتم..
أحمد منصور: يعني هذا الحق الأساسي حق اختيار الحاكم هو الحق الأول.. كأنه هو الحق الأول في المفهوم السياسي الإسلامي الذي نجح فيه الغرب الآن نجاحا كبيرا جدا ونحن تركناه فارتفع شأن الآخرين ونزل شأننا؟
حاكم المطيري: نعم بلا شك، أكمل قضية التعددية عندما وقع الخلاف بين علي ومعاوية أصبح الخلاف ليس فقط بين المهاجرين والأنصار أو حزبين بل وصل إلى حد علي وشيعته وحزبه من أهل العراق ومعاوية وشيعته وحزبه من أهل الشام وأكثر الأمة اعتزلوا الفريقين، كيف حسم الخلاف؟
أحمد منصور: كيف؟
حاكم المطيري: رُد الأمر إلى الأمة ورضي الجميع بالتحكيم ولهذا خرج الخوارج على علي، قالوا لما رضيت بالتحكيم خلعت نفسك فاجتمع الصحابة الذين اعتزلوا الفريقين، اجتمعوا في دومة الجندل وتناقشوا على عزل علي ومعاوية والاجتماع من قابل لتحديد من هو الخليفة فرضي الطرفان باختيار الأمة إلا أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق ثم تم اغتيال علي رضي الله عنه وبعد ذلك أجمعت الأمة، القصد أنه عندما وقع خلاف بين حزبين سياسيين علي وشيعته ومعاوية وشيعته لم يجدوا بدا من التحاكم إلى أصحاب الحق إلى الأمة ورضوا بأن يفصل الصحابة في الموضوع لإن الحق لهم.
أحمد منصور: في ظل هذا الوضع أصبح هناك استبداد سياسي، أصبح هناك تسلط، أصبح هناك انفراد بالسلطة، صودر حق الأمة في اختيار حاكمها، في ظل هذا الوضع ما أثر هذا الاستبداد السياسي على واقع الأمة؟ وأسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار فأبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود في هذه الحلقة التي نستضيف فيها الأمين العام للحركة السلفية في الكويت الدكتور حاكم المطيري لنتحدث عن الخطاب السياسي الإسلامي، ما أثر الاستبداد السياسي على واقع الأمة؟
"الاستبداد السياسي  تحطيم للأمم وقدرات الأفراد ومصادرة لأبسط حقوق الناس ومن ثم يضعف الإبداع وتتأخر الأمة وتضيع الحقوق "
حاكم المطيري: ليس فقط على واقع الأمة الإسلامية وإنما على واقع أي مجتمع إنساني، الاستبداد تحطيم للأمم، تحطيم لقدرات الأفراد في المجتمع، مصادرة لأبسط حقوق الناس ومن ثم يضعف الإبداع، تتأخر الأمة، تضيع الحقوق بسبب استبداد الفرد وانظر إلى واقع الأمة الإسلامية اليوم في ظل الخطاب المُبدل كيف تحولت من أمة وحّدها الإسلام وخرجت من الجزيرة العربية لتفتح الأرض كما قال ربيع ابن عامر إن الله بعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، يقوله لرستم أي نخرج الناس من عبودية كسرى وقيصر إلى عبودية الله عز وجل وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، هذه الأمة التي حولت مجرى التاريخ حتى قال جوستوف ليبون المؤرخ الفرنسي.. قال لم يشهد التاريخ أو العالم فاتحين أرحم ولا أعدل من العرب، أنظر كيف آل الأمر بهم بسبب الاستبداد إلى أن تسلط عليهم العدو الخارجي وأصبحوا اليوم بدل ما كانت تخرج الجيوش لتحرر الشعوب من عبودية كسرى وقيصر أصبحت اليوم تنطلق من الجزيرة العربية أكبر حملة استعمارية يشهدها العالم العربي والإسلامي لتحتل أفغانستان وتحتل العراق من الجزيرة التي هي مهد العرب ومهبط الإسلام.
أحمد منصور: ما تفسيرك لهذا.. ما الذي أدى إلى هذا إلى أن يتحول العرب من مكان أو الجزيرة العربية من مكان تنطلق فيه الرحمة إلى العالم كله إلى مكان يعني تنطلق منه قوات غازية لتدمير العرب والمسلمين أنفسهم؟
حاكم المطيري: بلا شك نحن نعيش في ظل الخريطة التي فرضتها بريطانيا على المنطقة بعدما قسمتها إلى دويلات طوائف عاجزة عن حماية نفسها وعن حماية شعوبها بل وأصبحت قاعدة ينطلق منها العدو لاحتلال البلدان الأخرى.


أحمد منصور: الحركات الإسلامية في المنطقة قامت من أجل تغيير هذا الواقع فإذا بها تصبح جزء منه، تدور في دائرته بكل أمراضه وبكل مشاكله منعكسة أيضا عليها، في ظل هذا الوضع أيضا ما هو الانعكاسات أو ما هي الانعكاسات على الخطاب السياسي للحركات الإسلامية في ظل أنها أصبحت جزءا من أمراض النظام السياسي بشكل عام؟
"الحركة الإسلامية تعيش أزمة خطاب سياسي، ولم تعد هناك حركات تدفع نحو الخطاب المنزل بكل وضوح وصراحة وإنما تعايشت مع الواقع"
حاكم المطيري: الحركة الإسلامية تعيش أزمة خطاب سياسي ومن ثم تعايشت مع الخريطة البريطانية وأصبحت جزء من هذا الواقع الذي فرضه الاستعمار ولم تعد هناك حركات تدفع نحو الخطاب المُنزل بكل وضوح وبكل صراحة وإنما تعايشت مع الواقع بل وللأسف للفقهاء دور أو رجال الدين الذين هم سدنة في..
أحمد منصور [مقاطعاً]: سدنة الأنظمة.
حاكم المطيري [متابعاً]: في معبد السلطة، هذا أمر طبيعي لكل نظام تجد أحبار ورهبان يدافعون عن هذا النظام وكان لهم دور في توجيه الحركة الإسلامية بدل أن تكون الحركة الإسلامية هي التي تقود الخطاب تركت المجال لفقهاء السلطة في كل بلد للأسف، ليس في هذا البلد أو ذاك فقط إنما في كل بلد إسلامي تجد مُفتي وعالم يوجه الجماهير أو يوجه الناس لما يخدم مصالح الاستبداد بل وصلنا إلى ما يخدم مصالح الاستعمار، مثال بسيط في قتال الشعب الأفغاني للروس لم يتردد أحد من العلماء في إصدار الفتاوى في وجوب الجهاد والقتال مع الشعب الأفغاني ضد الروس ثم بعد ذلك عندما جاءت أميركا لتحل محل روسيا تبدل الخطاب ما السبب؟ وأصبح الجهاد هناك إرهاب، الخطاب الديني ارتبط بالخطاب السياسي وأصبحت الأنظمة والحكومات توظف الخطاب الديني لمصلحة رؤاها أو مواقفها السياسية وبكل بساطة يصبح الجهاد متى ما أرادت الحكومات.
أحمد منصور: أن يكون جهادا..
حاكم المطيري: أن يكون جهادا.
أحمد منصور: طبقا للفتاوى وأن يصبح إرهابا حينما تريد أيضا بالفتاوى.
حاكم المطيري: بالفتاوى.
أحمد منصور: وهناك العلماء الذين يقدمون الدنية في الدين من أجل منصب أو مغنم.
حاكم المطيري: وهذا معنى حديث النبي "أخوف ما أخاف على أمتي مَن الأئمة المضلون"، الأئمة المضلون.
أحمد منصور: هنا الأئمة مقصود العلماء؟
حاكم المطيري: يدخل فيها الأمام في السلطة والإمام في الدين، هؤلاء إذا.. بل جاء حديث آخر قال "لا تتبعن سُنن من كان قبلكم حول القدوة بالقدوة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"، ما هي أبرز سُنن الأحبار والرهبان {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ ورُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ} هذا حصل للأسف في عالمنا الإسلامي.
أحمد منصور: القاعدة التي تقول كما تكون ولى عليكم، أما تؤكد أن هذه الشعوب لا تستحق إلا هؤلاء الحكام يذيقوهم الهوان والذل والاستبداد؟
حاكم المطيري: للأسف هذه حجة تبريريه يحتج بها فقهاء السلطة على الشعوب، لا أبدا شعوب العالم الآخر ليست..
أحمد منصور: الشعوب خرجت من قديم كما ذكرت قبل قليل وغيرت صحابيا مبشرا بالجنة وخال للرسول صلى الله عليه وسلم ورفضته واضطر الخليفة أن يقبل هذا، أيضا خرجوا على ولاه وأمراء طلب أو عينهم الخليفة وطالبوا بتبديلهم واضطر أن يقبل هذا، فطالما هذه الشعوب تقبل فلما لا يداس عليها.. لا أجبني لأنه لا نريد أيضا أن نحمل الحكام والعلماء وحدهم المسؤولية والشعوب تكون براء في الأمر، في النهاية الشعوب هي التي تتحرك، هي التي تكون معارضة، هي التي تكون تعددية سياسية.
حاكم المطيري: بل النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر، قال "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، فالخطاب موجه لكل مسلم لكن تأتي إشكالية أن العامة يثقون بالفقهاء وبالعلماء وهؤلاء قد يوظفون من قبل الحكومات.
أحمد منصور: تسمح لي نشرك معنا دكتور غالب القرشي وزير الأوقاف اليمني الأسبق، دكتور غالب.
غالب القرشي- وزير الأوقاف اليمني: حاضرين.
أحمد منصور: آسفين للتأخر عليك.
غالب القرشي: معلهش أخ أحمد.
أحمد منصور: كيف تنظر إلى الخطاب السياسي الإسلامي وأنت يعني علاوة على وجودك في التجمع اليمني للإصلاح أيضا شاركت في السلطة بشكل من الأشكال والآن يُحمل العلماء والمتعاونون مع الأنظمة السياسية القائمة مسؤولية إضفاء الشرعية الإسلامية والدينية على تصرفات هؤلاء في الوضع الذي ذكره الدكتور في أنها مرحلة الخطاب السياسي الإسلامي المُبدل.
غالب القرشي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه ومن اتبع هداه، في البداية أشكركم يا أخ أحمد وقناة الجزيرة الرائدة في إتاحة.. على إتاحة هذه الفرصة للمشاركة في هذا الموضوع الهام خاصة جانب السياسة الشرعية وحضورها في حياة المسلمين وأدعو لكم بالنجاح والتوفيق.
أحمد منصور: شكرا.
غالب القرشي: وقبل أن أجيب عن السؤال المطروح أخي الكريم والسامعين أود أن أبين في البداية أن السياسة الشرعية جزء من التشريع الإسلامي الفريد، فهي في الدين ومن الدين وتسقط مقولة لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، تسقط يقينا حينما نعرضها على أصول هذا التشريع من كتاب وسُنّة وإجماع وقياس وتسقط يقينا أكثر حينما نعرضها على واقع نشأة الدولة الإسلامية الأولى على يد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ففي القرآن الكريم نجد أية الحكم والقضاء والحرب والسلم والعلاقات مع الآخرين والشورى والحرية والمساواة وحقوق الإنسان والمال والاقتصاد وفي السُنّة النبوية القولية والعملية نجد أكثر من ذلك، فما من كتاب من كتب الحديث إلا وفيه كتاب أو باب تحت عنوان كتاب الأحكام أو كتاب الإمارة أو كتاب السّير تحصر فيه الأحاديث والآثار في هذا الباب، باب السياسة وما حولها وعلماء الأمة المعتبرون قديما وحديثا قد أجمعوا على أن السياسة من الدين تنطلق منه وتحميه فأن لم تكن كذلك فليست شرعية وقد كتب العلماء في ذلك كثيرا في كتب الفقه والتفسير وشروح الحديث..
أحمد منصور: مع وجود هذه الأشياء يا دكتور اسمح لي مع وجود..
غالب القرشي: أو كتبهم الخاصة..
أحمد منصور: لا يختلف أحد على هذه الأشياء وهناك كتب كثيرة تناولت هذه الجوانب المختلفة ولكن هناك انفصال بين هذه الأشياء التي أظهر الدكتور حاكم من بداية الحلقة أنها كانت هي الحاكم الأساسي الذي ارتقى بالدولة الإسلامية لاسيما حق اختيار الحاكم، إسقاط هذا الحق الأساسي الذي قامت الشرعية أو السياسة الشرعية عليه من البداية.
غالب القرشي: أخي أحمد المشكلة اليوم هي في الحقيقة ليست في التطبيق فقط وإنما أيضا قد أُنكرت السياسة الشرعية نظريا وقد ذكر الأخ الدكتور كتاب علي عبد الرازق الإسلام وأصول الحكم الذي قال بأن أول ملك في الإسلام هو أبو بكر الصديق وليس هناك خلافة ولا حُكم ولا سياسة في الإسلام، فأنا أقول هنا بأن الكتب التي أُلّفت كثيرا في هذا واضحة بأن هذه الأحكام السلطانية أو تحت أي عنوان من العناوين، بعد هذه المقدمة القصيرة عن السياسة أقف معك أخي والسامعين حول حضور السياسة الشرعية في حياة الناس العملية، أنا في رأيي يا أخي أن السياسة الشرعية تطبيقا ولو غابت الخلافة الراشدة لم تغيب السياسة الشرعية والعمل بها ولم تُستبدل كلية مع بقية الدولة الإسلامية في عهد الدولة النبوية والخلافة الراشدة ودولة بني أمية في المشرق والمغرب ودولة بني العباس والدولة العثمانية حتى ضعفت ضعفا عاما فبدأ بعض خلفاءها المتأخرين يستوردوا بعض القوانين الغربية ظنا منه أن ذلك سيكون علاجا للأمر للأمراض وسبيلا للنهوض..
أحمد منصور: أنا أشكرك دكتور لأنه إحنا لا نريد أن نسترسل في الجوانب التاريخية لأنه إحنا استعرضناها بشكل كاف وكنا نود أن تكون هناك عملية إسقاط أساسية على الواقع وعملية نقلة، الآن هل الطاعة للإمام في ظل هذا الوضع هي طاعة مطلقة أم من حق الناس أن يخلعوه؟
حاكم المطيري: لا يوجد الآن إمام بالمعني الشرعي ولهذا قال عندما سُئل الأمام أحمد رحمه الله تعالى..
أحمد منصور: يعني كل هؤلاء العلماء الذين يحاولون يعني تأصيل بعض أنظمة الحكم القائمة والخلفاء الموجودين في بعض الدول أو الحكام الموجودين في بعض الدول أو الملوك وإظهارهم على أنهم هم خلفاء المسلمين وأئمة المسلمين وهذه الأشياء، هذا فيه شيء من التدليس؟
حاكم المطيري: لا نتحدث عن من هو الإمام الشرعي الذي..
أحمد منصور: أنا أتكلم عن الواقع الآن وأديني إجابة مباشرة.
حاكم المطيري: طيب أذكر لك كلمة أحمد لتجيب على المشكلة كلها.
أحمد منصور: تفضل.
حاكم المطيري: لما سُئل عن حديث من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية قال أتدري من ذاك؟ ذلك الإمام الذي يقول الجميع هذا هو الإمام، أي إذا أجمع المسلمون على رجل فهو الإمام فإذا اختلفوا فهي فتنة يسمونها فتنة تنتظر الأمة حتى تجتمع لكن هناك السلطان القهري صاحب السلطة الذي يفرض سلطته قهرا كيف نتعامل معه، هذا موضوع آخر.
أحمد منصور: نعم.
"السلطان الشرعي تجتمع الأمة عليه سواء بالشورى أو أخذه بالقوة ثم رضيت وتنازلت عن حقها في مقاومته فإذا استقر له الأمر فهو الإمام الشرعي"
حاكم المطيري: لكن السلطان الشرعي الذي جاءت النصوص به هو الذي كما ذكرنا تجتمع الأمة عليه سواء أن اجتمعت عليه بالشورى أو أخذها بالقوة ثم رضيت بعد ذلك فهي بالنهاية تنازلت عن حقها في مقاومته فإذا استقر له الأمر فهو الإمام الشرعي.
أحمد منصور: محمد سعد من الكويت.
محمد سعد – الكويت: السلام عليكم.
أحمد منصور: وعليكم من السلام.
محمد سعد: نشكركم على هذا البرنامج الطيب.
أحمد منصور: شكرا لك.
محمد سعد: سؤال مباشر للأخ حاكم، هل تؤيد الخروج على الحكام هذا اللي أنا أفهمه من معنى كلامك وإذا كانت بنعم أو لا أنا عندي تعقيب، ممكن أسمع الإجابة بس؟
أحمد منصور: تفضل.
حاكم المطيري: إيش السؤال؟
أحمد منصور: هل تؤيد الخروج على الحكام؟ يقول إنه فهم من كلامك إنك تؤيد الخروج على الحكام.
حاكم المطيري: أنا أتحدث عن حق الأمة في اختيار السلطة، موضوع الخروج لم نتطرق إليه أصلا وإنما نحن نقرر مبدأ لمن الحق في اختيار السلطة في اختيار الإمام؟ هذا الحق بإجماع الصحابة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم وسنها الخلفاء الراشدون وأجمع الصحابة عليها حتى قال عمر لا يحل لكم إلا أن تقتلوه من يغتصب هذه الخلافة، نحن لا نتحدث الآن عن موضوع الخروج ومشروعية الخروج مع أنه خرج الصحابة وخرج مَن خرج من التابعين على أئمة الجور والقضية مطروحة في كتب الفقه.
أحمد منصور: تحدثت عن العدالة والمساواة في السياسة الشرعية، ما قيمة ووضع العدالة والمساواة في السياسة الشرعية وما مفهومها أيضا؟
حاكم المطيري: موضوع العدل والمساواة أصل من أصول الخطاب السياسي في.. الخطاب المُنزل..
أحمد منصور: الذين يهاجمون الإسلام الآن يهاجمون هذه الأشياء العدالة، المساواة، الحرية، كيف تأصيل هذه المبادئ؟
حاكم المطيري: يهاجمون الواقع ولا يهاجمون..
أحمد منصور: لا هم يهاجمونها كمفاهيم في الإسلام ويقولون أن الإسلام لا يحوي شيئا من هذا وأن الدين إذا جاء ليحكم الناس فإنما يدخلهم في الظلمات وفي العصور الوسطى وسيمنع الحرية، سيمنع الحرية، سيمنع المساواة، لن تكون هناك عدالة بالشكل الذي يفكر، ما مفهوم وشكل العدالة في المنظور الإسلامي.. الحرية أيضا في منظور الخطاب السياسي الإسلامي؟
حاكم المطيري: العدالة أو المساواة جاءت في الخطاب العقائدي ليس فقط الخطاب العملي بمعنى أن الإسلام قرر في خطابه أن البشر جميعا أخوة من أصل واحد { إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } فأصلا الدين الإسلامي جاء بأصل المساواة المطلقة بين الجميع حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى" فموضوع المساواة موضوع لا أظن أنه يُشكِل على..
أحمد منصور: والحرية ما مداها في ظل النظام السياسي الإسلامي؟
حاكم المطيري: ذكرنا بأن الحرية تبدأ من حرية اختيار الإمام إلى حرية الكلمة، نقد السلطة، ممارسة العمل السياسي، تكوين الجماعات السياسية المعارضة، التنافس على السلطة.. السعي إلى الوصول إلى السلطة، كل هذا يدخل في ضمن الحرية السياسية.
أحمد منصور: على عبد العزيز المراني من اليمن يقول لك تجديد الخطاب السياسي الإسلامي ضرورة يفرضها الواقع بقوة ونحن الآن نتحدث عن تاريخ، هل يمكن لهذا التاريخ أن يتطابق مع هذا الواقع؟
حاكم المطيري: نعم لأنه كل ما نريده اليوم هو أن يعود حق الأمة إليها في اختيار السلطة وهذا بإجماع الصحابة كان حقا من حقوق الأمة ومن أصول الخطاب المُنزل، كل ما نريده اليوم حرية الكلمة، حرية العمل السياسي، حرية نقل السلطة، حرية التنافس على السلطة والتعددية وكل هذا مارسه الصحابة، أننا لا نستطيع أن نعيد مثل هذه الممارسات إلى واقع الحياة إذا كانت الأمم الأخرى في العالم الآن تمارس شيئا شبيها بما كان الصحابة يمارسونه فكيف لا نستطيع أن نعيد مثل تلك الممارسات والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أوجب علينا التمسك بها.
أحمد منصور: منير جاسم صحفي من اليمن يقول لك قال أحد المشايخ في التلفزيون دولة عربية تدعي الديمقراطية.. قال أطيعوا رئيسكم فهو ولي أمركم مهما عمل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بطاعة ولي الأمر حتى لو أخذ مالك أو ضربك على ظهرك وهذا يستخدمه الإسلام السياسي الموالي للسلطة، ما صحة ذلك الحديث؟
حاكم المطيري: حديث وإن أخذ مالك وضرب ظهرك حديث ضعفه الدار قطني من أئمة علماء الحديث في كتابه الالتزامات والتتبع وذكر أن هذا الحديث أصلا مرسل وهذه الزيادة ضعيفة لكن على فرض الصحة نجمع بين هذا الحديث والأحاديث الأخرى ولا نضرب الأحاديث بعضها ببعض النبي صلى الله عليه وسلم قال "من قاتل دون مال فهو شهيد"، كيف نجمع بين هذا الحديث وحديث "وإن أخذ مالك" بل وقال في حديث الزكاة وهو في الصحيحين قال "فمن سُئلها فليؤدها فإن سُئل أكثر من ذلك فلا يؤدي" أي في الزكاة.
أحمد منصور: عندي عبد اللطيف راجي كاتب من الولايات المتحدة الأميركية يقول لك سمعت أن أمة الإسلام لا يجوز لها الجهاد في هذا العصر لأنه لا إمام لها، هل ذلك صحيح؟
حاكم المطيري: لا العلماء نصوا على أن الجهاد يجب على الأمة كجهاد الدفع ولا يُشترط له إمام لأن المخاطب به الأمة، بل قال أحد علماء الحنابلة قبل مئة وأربعين سنة وهو حفيد شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، عبد الرحمن ابن حسن، قال مَن قال أنه لا جهاد إلا بإمام ذلك من الفرية بالدين.. في الدين والعدول عن سبيل المؤمنين والأدلة على بطلان هذا القول أكثر وأشهر من أن تذكر بل الصحيح أنه لا إمام إلا بالجهاد لا أنه لا جهاد إلا بإمام، أي لا يكون الإمام إمام أصلا إلا إذا قاد الأمة إلى الجهاد وحماها وحمى البيضة يكون بذلك إماما.
أحمد منصور: في ظل عدم وجود إمام في دول مثل العراق أو أفغانستان أو غيرها ما شكل؟
حاكم المطيري: هذا بإجماع الفقهاء أن الأمة إذا داهمها العدو واحتل أرضها وجب على الجميع فرض عين، لا تستأذن المرأة الزوج دع عنك الإمام، المرأة لا تستأذن الزوج، العبد لا يستأذن السيد، الابن لا يستأذن الوالد وإنما ينفر الجميع لدفع العدو إذا احتل أرض الإسلام بل قال شيخ الإسلام بن تيمية ليس أوجب بعد الإيمان بالله من دفع العدو الكافر عن أرض الإسلام فلا يشترط لها أي شرط كما نص شيخ الإسلام.
أحمد منصور: بندر حمزة من السعودية تفضل يا أخ بندر.
بندر حمزة – السعودية: السلام عليكم.
أحمد منصور: وعليكم من السلام.
بندر حمزة: بالنسبة للموضوع المطروح في البرنامج يعني الأخ المطيري بيقول لابد إن كل الشعب يكون راضي عن ولي الأمر وهذا شيء مستحيل يعني لازم يعني على الأقل يكون 5%، 10% من المعارضين.
أحمد منصور: ما هو أنت لو تابعت إنه قال أيضا إن في معارضة سياسية موجودة وهناك تعددية موجودة في النظام يعني هي أيضا القضية كانت بحاجة إلى لبس دكتور يعني الموضوع بحاجة إلى لبس الكل لابد أن يكون راضٍ أيضا.
حاكم المطيري: لا قطعا ولهذا سعد بن عبادة رضي الله عنه لم يبايع أبا بكر وإنما خرج غاضبا إلى الشرط ونص شيخ الإسلام على أنه إنما يشترط لصحة عقد البيعة رضا الجمهور نصا..
أحمد منصور: أي جمهور؟
حاكم المطيري: الجمهور أي..
أحمد منصور: يعني الأغلبية كما يبقى..
حاكم المطيري: الأكثرية.
أحمد منصور: يعني 51%؟
حاكم المطيري: ماشي 51%.
أحمد منصور: حتى تكون النقطة واضحة.
حاكم المطيري: ولهذا هو أدخل عبد الله بن عمر في الستة وقال ليس له في الأمر شيء حتى يرجح فقط واحد صوت واحد يرجح الكفة.
أحمد منصور: نعم يعني هذه كانت نقطة مهمة هنا في هذا الموضوع، أيضا يعني عملية الاختزال الآن بالنسبة للسياسة الشرعية، السياسة الشرعية في الإسلام واضح أنها من خلال ما قلت من خلال هذه الحقوق واضحة ومقننة، هل الآن عملية الطرح.. الطلب في التجديد وأنا يعني أؤكد على هذه النقطة تجديد الفكر الإسلامي، تجديد السياسة الإسلامية، تجديد المفاهيم الشرعية، هل نحن بحاجة إلى تجديد أم بحاجة إلى فهم حقيقة ما جاء به الإسلام وفهم هذه مرحلة تحديد التي كانت فيها كل هذه المفاهيم كما أشرت أنت الآن مفاهيم واضحة ولكن الناس لم تفهمها؟
حاكم المطيري: نحن نعم في حاجة إلى التجديد لكن بمعنى العودة إلى ما كان عليه السلف الصالح، العودة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الخطاب السياسي وكيف ساسوا الأمة وأقاموا الدولة فنحن بحاجة إلى التجديد بهذا المفهوم، أما التجديد بالالتقاط من الشرق أو الغرب مفاهيم دخيلة مع أنه لدينا البديل بل البديل الأرقى فبلا شك هذا لا يدخل في باب التجديد وإنما هذا يدخل في باب الهزيمة الفكرية.
أحمد منصور: معنى ذلك أن قضية الانتخابات كما أشرت هي قضية مشروعة؟
حاكم المطيري: مشروعة ومورست، الاستفتاء العام مورس والترجيح بالصوت الواحد مورس وإعادة الشورى.. كما قال عمر فإن تساوت الأصوات فأعيدوا الشورى أيضا هذا مشروع.
أحمد منصور: قضية الاستفتاء دي حتى تكون صورتها واضحة، هل استفتاء بأن يفرض أحد نفسه على الناس ويقول استفتوا هل تقبلوني أم لا؟
حاكم المطيري: لا قطعا.
أحمد منصور: ما هو مفهوم الاستفتاء الذي تقصده من الناحية الشرعية؟
حاكم المطيري: الاستفتاء كان هناك تنافس بين علي وعثمان.
أحمد منصور: يعني الاستفتاء هو في تنافس يعني انتخابات أيضا.
حاكم المطيري: بلا شك لكن مَن الذي حسم الموقف، هم الناس إني نظرت في أمر الناس.
أحمد منصور: أبو الحسن الأنصاري من الكويت تفضل أستاذ.
أبو الحسن الأنصاري– الكويت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد منصور: وعليكم من السلام ورحمة الله.
أبو الحسن الأنصاري: أخي الفاضل أنا عندي طبعا نقاط أريد أن أعقب عليها على الدكتور حاكم بارك الله فيه فقد أحسن في نقاط كثيرة وإنما هناك أمر يجب أن يُعلم.
أحمد منصور: ما هو باختصار؟
أبو الحسن الأنصاري: وهو بقضية الأمر، الأمر ليس الشورى وإنما الأمر هو الحكم، قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن تنفروا كفرا بواحدكم من أعطيه من الله برهان" فالحكم لا ينازع أصلا طالما أن الحاكم امتثل بالشروط التي هي شروط بيعة الانعقاد، الأمر الآخر الإسلام ليس فيه معارضة وإنما هي.. هو مفهوم محدث، حقيقة الإسلام فيه محاسبة للحاكم وهناك ضمانات للحكم ما إن استمر الحاكم على هذه الشروط وهو أنه..
أحمد منصور: من الذي سيحاكم الحاكم؟
أبو الحسن الأنصاري: الأحزاب السياسية ووجود الأحزاب السياسية في الإسلام.
أحمد منصور: إذاً هذه معارضة؟
أبو الحسن الأنصاري: لا ليست معارضة، المعارضة وضعها يختلف تمام الاختلاف.
أحمد منصور: يعني هو ليس قضية خلاف في الألفاظ ولكن طالما أنني أحاسبك وأخالفك فأنا أعارضك..
أبو الحسن الأنصاري: أخي ليس..
أحمد منصور: والمعارضة هنا ليس المقصود منها أيضا هي الخروج عن الحاكم وإنما هي جزء من النظام في ظل التعددية والدكتور تكلم عنها بوضوح، تفضل.
أبو الحسن الأنصاري: البيعة هي إنابة وليست وكالة، الوكالة لها حكم خاص فالوكيل متى ما أراد أن ينزع الوكالة نزعها، البيعة هي نائبة أي أن الأمة تنيب عنها من ينفذ عنها أحكام الشرع فالحاكم..
أحمد منصور: لا يحق لها أن تنزع هذا منه؟
أبو الحسن الأنصاري: لا تنزعه أبدا ما طالما أنه امتثل لهذه الشروط لأن هناك ضمانات في الحكم على الأمة أن تبقى.. يبقى الحاكم على هذه الضمانات فإذا ما أخل هذه الضمانات الموجودة وهي شروط البيعة على الأمة أن تخلعه لا شك في ذلك لأن هي التي أبقت عليه الشرعية بالبيعة.
أحمد منصور: أشكرك أستاذ أبو الحسن لأن ليس لدي وقت، أسمع تعقيبك يا دكتور.
حاكم المطيري: قضية أنه لا توجد معارضة، تاريخ الفترة الراشدة يبطل هذا القول بل كانت هناك معارضة بل وصلت المعارضة إلى المعارضة المسلحة، أما قضية أنه لا ينزع أبدا فعثمان رضي الله عنه وهو من الخلفاء الراشدين الذين أمرنا بالاقتضاء بهم والتمسك بسُننهم استشار عبد الله بن عمر في أمر خلعه، إلا أن عبد الله قال له لا تفعل تكن سُنة كلما سخط قوم على أميرهم خلعوه لأن هؤلاء الذين عارضوا عثمان لم يكونوا يمثلون الأمة كلها ولا الأغلبية وإنما كانوا أقلية، من هنا رأى عبد الله بن عمر أنه ليس للأقلية أن تفرض إرادتها على الأمة لتخلع الخليفة، بينما نجد عثمان استشار بهذا الموضوع مما يدل على أنه مشروع في الأصل ولا إشكال فيه.
أحمد منصور: أنا يعني في شيء مهم أود أن أنوه فيه للشاهدين لأن هذه القضية قضية شائكة وقضية معقدة وقضية مليئة بكثير من الأشياء ولكن هناك كتاب للدكتور حاكم المطيري من خلال إطلاعي عليه وإطلاعي على كثير من قبله يعتبر من أفضل الكتب التي جمعت هذا الأمر بشكل موثق من الناحية الشرعية والعلمية، كتاب "الحرية أو الطوفان" رغم أننا لا نروج لكتب لكن هذا ترويج للفكرة بالدرجة الأولى أو بيان للمشاهدين الذين أرادوا أن يرجعوا لمثل هذه الموضوعات لأن الكتاب حوى كثير من الأشياء التي ربما ستشكل صدمة في تفسيراتها بالنسبة للناس في وجود خطاب سياسي شرعي إسلامي مقنن بكل الأشياء التي يمكن أن يفكر فيها الناس في نظام الدولة الحديث موجودة بشكل أساسي في هذا الكتاب وبشكل مفصل وهو من منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، هناك كتاب أنا أعتبره مكمل له أيضا كتبه الأستاذ فريد عبد الخالق وكان جزءا كبيرا من رسالة الدكتوراه له اسمه في الفقه السياسي الإسلامي مبادئ دستورية الشورى والعدل والمساواة وهو من منشورات دار الشروق في مصر أيضا لمن أراد الاستزادة في هذا الموضوع، علاوة على ذلك هناك موقع للدكتور حاكم المطيري على شبكة الإنترنت www.dr-hakem.org لمن أراد أيضا أن يتعرف على المزيد من أفكاره واجتهاداته الفقهية وكذلك هناك قضايا سياسية كثيرة موجودة على الموقع، القضية قضية بحاجة إلى أكثر من حلقة، القضية فيها أعماق وأبعاد كثيرة جدا وبحاجة إلى نقاش كثير، عشرات الرسائل جاءتني للمشاركة عبر الإنترنت وكثير من المشاهدين أعتذر لهم ممن بقوا على الهاتف ونأمل أن يكون هذا بداية لإثارة هذا الموضوع بشكل أساسي على أساس أن الإسلام والفكر الإسلامي غني بأشياء لسنا أو ليس المسلمون بحاجة إلى استيرادها من الغرب، دكتور أشكرك شكرا جزيلا على هذه المشاركة كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تاريخ الحوار
Jan 11, 2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق