كشف الغمة في خطر أدعياء السلفية على الأمة*
ينالون من الإخوان ليّاً بألسنتهم وطعناً.
يقولون: "في عقيدتهم كذا وكذا"،
فإذا سألتهم عن الدليل،
قالوا: قال مقبل، وقال مدبر!
كذبوا ورب الكعبة!
استسهال تجريح عقائد المسلمين ديدن أولئك القوم الذين ينسبون إلى أنفسهم وحدهم صفاء العقيدة والتوحيد،
فلم يسلم من المسلمين أحد!
خابوا وخسروا!
ويعدلون عن الصفات الواردة في القرآن مثل "المسلمين" و"المؤمنين"، إلى "أهل العقيدة" و"أهل التوحيد"
ينسبون إليها أنفسهم ويخرجون منها مخالفيهم!
وبمجرد قيامهم بتزكية أنفسهم ونسبتها وحدها إلى النقاء العقدي التوحيدي فإنهم تلقائياً ينظرون إلى المسلمين الآخرين بعنصرية ويرمونهم بالابتداع!
ثم يؤزهم الشيطان أزّاً،
فلا تراهم ينالون إلا من أهل الإسلام،
وحجتهم: العقيدة والتوحيد،
ويسلم منهم الصهاينة،
بل ربما والوهم وبرَّروا جرائمهم!
ولست ترى ألسنةً أشد بذاءةً من ألسنتهم، وهم يزعمون صفاء العقيدة ونقاء التوحيد.
ولو تأملت عقيدتهم، لوجدت أنهم آمنوا ببعضها، وكفروا ببعض!
قومٌ لا يهتدون سبيلا، ولا يفقهون حديثا.
يعظونك بالتوحيد، وينأون عن روحه ومعانيه،
ينظرون إلى القذى في عيون المسلمين،
وينسون الجذوع في أعينهم!
ويصعب فهم كنَّه هذا التوحيد الذي اختص به القوم أنفسهم،
أهو توحيد الله فيما زعموا،
أم هو توحيد التراب والمدن والديار
وما يدعو إلى هذا، هو مزجهم في عقيدتهم بين الولاء للسلطان، والولاء للعقيدة فيما زعموا،
فمدار التوحيد عندهم طاعة السلطان والاقتداء بسنته!
ويكاد السلطان في عقيدة القوم أن يكون مصدراً من مصادر التشريع،
فأهواؤه هي الحق، ولو لم تتبين حكمتها، فهي لأمر فيه المصلحة، ولا يعلمه الرعية!
ويوالي القوم ويعادون في السلطان،
ويرمون الإخوان بالبدع والضلال، ولو مال السلطان إليهم لمالوا معه.
ذلك مبلغهم من نقاء التوحيد وصفاء العقيدة!
ولما كان هنا رضا رسمي عن الإخوان، كانت كتبهم تباع وتوزع مجاناً وتقرر بالمناهج، وعلماؤهم يدرّسون بالجامعات، فلما تغير الموقف صاروا فرقة ضالة!
حتى بعض المشايخ الرسميين تغير موقفهم بحسب الموقف الرسمي، فتحول الإخوان من مجاهدين وعلماء إلى مارقين مفسدين،
بل أخرجوهم من أهل السنة تماماً!
ولا يمكن أن يكون هذا المنهج من العقيدة،
إلا إذا كان المقصود تأليه السلطان،
ولا يمكن أن يكون من التوحيد، إلا إذا كان المقصود توحيد البلدان!
*مجموعة تغريدات للبروفيسور أحمد بن راشد بن سعيد
الأحـــد ١٤٣٤/١٢/٠٨هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق