الخميس، 3 أكتوبر 2013

سجون مصر.. أهلا بكم في الجحيم

سجون مصر.. أهلا بكم في الجحيم 

سجن طرة الذي يُعتقل داخله الكنديان والأميركي من أصل مصري (الفرنسية)


"أهلا بكم في الجحيم.. هنا السجون المصرية" عبارة تلخص رسالتين كتبهما المخرج الكندي جون جريسون ومواطنه الطبيب طارق لوباني، والأميركي من أصل مصري محمد سلطان المسجونين في سجن طرة العسكري.

"ننام كالسردين على الأرض فوق بعضنا البعض جنبا إلى جنب مع الصراصير، نُعرى من ملابسنا ونضرب بالهروات، نُجبر على شرب مياه النيل المُوحلة (المتسخة)" هذه الممارسات باتت جزءا من يوميات المعتقلين الثلاثة.

للمواطن الأميركي محمد سلطان (25 عاما) الذي اعتقل في 14 أغسطس/آب قصة تختلف عن الضرب والإهانة، فهذا الرجل يتحدث عن وضعه في غرفة تسمى "الثلاجة، لا يوجد بداخلها كرسي أو مقعد للجلوس، الغرفة مظلمة كليا دون نافذة أو حتى ضوء".

ويتابع سرده للمعاناة داخل السجن في رسالته لوالدته الأميركية "أصبت بطلق ناري بيدي خلال إحدى المظاهرات، ولم أتلق أي علاج" وزعم أن زميله بالغرفة توفي إثر ذبحة قلبية ولم يحرك أحد ساكنا لمحاولة إنقاذ حياته.

واللافت أن الشاب يقول إنه في اليوم التالي لاعتقاله أدخله الجنود وهو معصوب العينيين لغرفة التحقيق، وبعد سيل من الأسئلة وجه له المحقق ست تهم بينها "تمويل منظمات إرهابية، وعضوية منظمة إرهابية، وقتل متظاهرين".

مائتا جنيه
وبالعودة إلى فصول التعذيب، يشرح محمد سلطان في رسالته كيف يصطف عناصر الجيش والشرطة في صفين، وعلى المعتقل الركض بين العناصر، وخلال ركضه يضربه العناصر بالعصي والحجارة.

الشرطة تعتقل أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام ميدان النهضة (الأوروبية-أرشيف)


وفي إحدى المرات -وفق سلطان- غضب ضابط واتهم المعتلقين بقتل زميله، فقام بنزع ملابسهم وضربهم، ووضعهم (نحو ستين معتقلا) في زنزانة صغيرة من دون ماء.

وفي حادثة أخرى، يروي المعتقل أن هناك ضابطا آخر كان يحدث زميله لو كان باستطاعته أن يقتل المعتقلين، وأعرب عن أمله أن يحاولوا الهرب لكي "أصطادهم كالدجاج" ويتابع أنه في أحد السجون "قيد مع سجين آخر بنفس القيد، وكان لزاما عليه اصطحاب زميله معه أينما ذهب حتى ولو كان للحمام".

ويتحدث عن أحد المسجونين البالغ من العمر 11 عاما بتهمة السرقة، وهناك شخص تم اعتقاله خلال زيارة لأحد أقاربه بالسجن، وفي معلومات خطيرة كشفها السجين -لم تتأكد الجزيرة من صدقيتها- يشير إلى أن المحقق يحصل على مائتي جنيه مصري (الدولار يساوي سبع جنيهات) مقابل توقيف أي مصري، ويشير إلى أن سجن هؤلاء يدر مكاسب مادية كبيرة على المحققين.

أما بالنسبة للكندييْن اللذين بدآ إضرابا عن الطعام في 16 سبتمبر/أيلول، فقد اعتقلا في 16 أغسطس/ آب الماضي خلال فض قوات الأمن مظاهرة لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان رمسيس وسط القاهرة.

خلاصة المعاناة
ويقول الطبيب لوباني والمخرج جريسون، إنهما وصلا القاهرة منتصف أغسطس/أب وكانا في نيتهما البقاء ليلة واحدة، قبل التوجه إلى قطاع غزة في مهمة عمل، إلا أن إغلاق معبر رفح الحدودي جعلهما يمكثان في القاهرة.

ويلخص الرجلان أيامهما في السجن "اعتقال، تفتيش، احتجاز، إهانات، سخرية، صفع، ضرب، عزلة عن العالم الخارجي، تعرية، اتهامات بأنهما مرتزقان أجنبيان".

ويخلص الكنديان في رسالتهما إلى أنهما لا يعرفان حتى الآن ما هي التهم الموجهة إليهما وما هي الأدلة التي تمتلكها السلطات لتوقيفهما نحو شهرين.

وختمت الرسالة بكلمتين" نحن نستحق إجراءات قانونية واضحة وموجبة، لا صراصير والنوم على الأرض.. نطالب بالإفراج عنا".
المصدر:الصحافة الفرنسية,نيويورك تايمز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق