حوار حميم بين خيال المآتة والمرحوم!
شريف عبدالغني
استيقظ خيال المآتة من نومه مبكرا. كان منتشيا مبتهجا على غير عادته. وقف أمام المرآة يهندم نفسه. ثم سار مختالا في القصر وهو يدندن: «واثق الخطوة يمشي عبدا»، قبل أن يستطرد مسرعا: «قصدي ملكا».. وأردف: الله يخرب بيت اللي سمّاني خيال مآتة.. أشوف فيه يوم قادر يا كريم.
قابله مستشاره الفرفور: صباحك جميل سيادة خيال المآتة.. عيني على سعادتك باردة.. إيه النشاط والخفة دي.. الله أكبر الله أكبر.. العود أخضر والخد أحمر..
خيال مآتة: اسكت يا فرفور.. أنا النهاردة أسعد خيال مآتة في الدنيا..
فرفور: الله يزيدك سعادة.. بس سيادتك إيه حكاية أسعد خيال مآتة دي؟! مفيش خيال مآتة غيرك على ما أظن في نفس وظيفتك..؟!
خيال مآتة: عشان تعرف إنك جاهل.. وعامل نفسك مُنظّر وبتفهم في السياسة وبتسيب شغلك كل شوية وتطلع في التلفزيون تقول أي كلام.. يا أخي اتلهي.. جتها خيبة اللي عاوزة خلف..
فرفور: طيب الله يستر سعادتك عرفني.. صحيح سيادتك أبيض في السياسة.. لكن برضه أكيد اتعلمت شوية حاجات من يوم ما اتعينت في الوظيفة الأبهة دي..
خيال مآتة: هعرّفك وأمري لله.. بس ياريت يطمر فيك.. عارفك عيل فرفور وممكن تبيعني في لحظة.. فرفور: أنا أبيعك؟! إلا أنت.. فيها إيه الدنيا إلا أنت.. وابتساماتي وآهاتي هي أنت.. واللي حبيته في حياتي هو أنت..
خيال مآتة: اتحشم يا فرفور واسترجل.. بطّل مياصة..
فرفور: أنا قصدي يا فندم إني لا يمكن أبيعك.. ده لحم أكتافي من خير اللي مشغلين سيادتك..
خيال مآتة: طيب بص يا بني.. أنت مش متابع إيه اللي حصل في الدنيا الأيام اللي فاتوا..
فرفور: حصل كل خير يا سيادة خيال المآتة.. سما المصري شغالة خناق مع مرتضى منصور.. وصافيناز بترقص كويس وشهرتها أصبحت مدوية.. وفيفي عبده ملعلعة في برنامجها.. ودينا مسكينة بتقول إن راقصات مغمورات هما السبب في تشويه سيرتها..
خيال مآتة: أنت مش متابع حاجة يا بني آدم غير أخبار هز الوسط.. مش عارف جاهل مين اللي قال إنك بتاع سياسة..
فرفور: يعني ساعة سياسة.. وساعة سياحة.. خليك «كول» يا فندم.. وما تنساش سعادتك إن الفن ده هو «القوة الناعمة»..
خيال مآتة: طيب بطّل نعومة وعاوزك تبقى خشن زيي كده..
فرفور: معاك سعادتك..
خيال مآتة: أنت ما سمعتش عن المرحوم؟
فرفور: أي واحد فيهم.. دول كتير قوي؟
خيال مآتة: المرحوم اللي استمر في منصب كبير زيي كده..؟!
فرفور: أيوه طبعا.. ماله ده سيادتك؟
خيال مآتة: أنت عارف إن ده جالي نجدة من السما..
فرفور: إزاي؟! أساسا هو مرحوم وسيادتك خيال مآتة.. يعني النوع مختلف ومفيش منافسة بينكم؟
خيال مآتة: مش قلت لك أنت مش فاهم حاجة.. يا حبيبي وجود المرحوم ده بيخلي صورتي كويسة شوية.. وأي واحد من الناس لسانه زالف يقول عليا كلمة كده ولا كده يكون عندي وقتها القدرة إني أدّب صوابعي في عينيه وأقول له إذا كنت أنا خيال مآتة فعلى الأقل أنا حي أرزق وبكسب من عرق جبيني.. لكن شوفوا غيري في نفس منصبي رغم إنه مرحوم.. ومش كده وبس..
فرفور مندهشا: فيه إيه تاني؟!
خيال مآتة: أنت تعرف أن المرحوم هو أول واحد يستحق اللقب بتاعي..؟!
فرفور: إزاي الكلام ده.. دي الكلمة لزقت في سيادتك أنت.. ومتسجلة في موسوعة جينس باسمك..
خيال مآتة: للأسف كلامك صح لأول مرة.. لكن المرحوم فعلا يستحق اللقب أكتر مني.. لأنه اتعين في نفس المنصب من سنين طويلة.. واللي عينوه هناك هما نفسهم اللي عينوني هنا..
فرفور: صحيح.. يخرب بيت مخ سعادتك.. كانت غايبة عني الحكاية دي..
خيال مآتة: طيب يلا يا فالح أطلبه نبارك له من تليفونك.. يلا أطلبه.. وأوعى تقول رقمه مش معاك.. أقطع رقبتك..
فرفور متمتما في سره: هو كده.. بخيل جلدة.. كل مرة يتكلم من تليفوني لحد ما يخلص رصيدي..
خيال مآتة: بتقول حاجة يافرفور؟!
فرفور ممتعضا: لا.. سلامتك..أنا بطلب الرقم.. اتفضل سيادتك فيه جرس معاك.. خيال مآتة منشكحا: آلو..آلوو..آلوووو..
صوت رزين يرد: آلو.. من معي؟
خيال مآتة: حبيبي يا مرحوم.. ألف مبروك يا أخويا.. وحشني والله موووووت..
نفس الصوت: عفوا.. من تكون حضرتك؟
خيال مآتة: معقولة مش عارف صوتي.. أنا زميلك خيال المآتة..
نفس الصوت: عفوا سيادة خيال المآتة.. تشرفنا بك.. لكن أنا لست سيادة المرحوم.. معك مستشاره الخاص..
خيال مآتة: وقاعد ترغي معايا من الصبح وهتخلص رصيد تليفون فرفور.. يلا اديني سيدك المرحوم بسرعة..
مستشار: عفوا.. هو لا يتكلم مع أحد إلا عبر «سكايب».. وبتسجيل مسبق..
خيال مآتة: إيه «سكايب» ده كمان.. يكونش زي تويتر اللي بيقوله عليه.. بس كده عيب.. مش دي أصول أبدا.. يا ريت تفهمه.. يعني أطلبه وأكلف نفسي المكالمة من تليفون فرفور وبرضه ما يردش.. ما كنش العشم..
مستشار محتدا: أولا هذا الأمر معتاد بالنسبة لك سيادة خيال المآتة.. فلا أحد في العالم يهتم بك أو يزورك أو يعرفك أصلا.. وأنت تدري السبب لأنك بلا قيمة.. ثانيا سيادة المرحوم ظروف معينة لا تسمح له يتكلم مع أحد..
خيال مآتة متراجعا وقد استشعر الحرج من كلام المستشار عنه: خلاص فهمت.. ألف سلامة على سيادته وألف لا بأس عليه.. ما كنت تقول من الأول يا أخي.. عموما لو الظروف تسمح كنت والله جيت أزوره حتى لو مشي على رجلي.. لكن أنت عارف مشاغل الدنيا.. عموما بلغه سلامي..
مستشار: الله يسلمك.. وأعتذر إني رديت عليك بحدة.. لكن سيادتك السبب إنك قبلت وظيفة خيال المآتة.. خيال مآتة منكسرا: قدر ومكتوب.. ومنه لله اللي غواني على العملة الهباب دي..
مستشار: عموما سيادة المرحوم بجانبي.. ويبلغك السلام..
خيال مآتة: الله يسلم عمره ويبارك فيه..
مستشار: أيضا يطلب منك ألا تحزن أو تبتئس.. ويقول لك أن يطلقوا عليك خيال مآتة أحسن من أن يطلقوا عليك اللقب الآخر المنتشر حاليا في العالم انتشار شهرة كريستيانو رونالدو.
خيال مآتة بمجرد أن سمع من مستشار المرحوم عن اللقب الآخر، حتى تذكر صاحب اللقب، فارتعدت مفاصله وانهمر العرق من وجهه، وألقى بالتليفون في الأرض، ثم سقط مغشيا عليه، بينما فرفور يصرخ: مش مكفيك إن المكالمة على حسابي كمان ترمي التليفون وتكسره.. سمعت إيه يا خيال المآتة وشقلب حالك كده؟!
قابله مستشاره الفرفور: صباحك جميل سيادة خيال المآتة.. عيني على سعادتك باردة.. إيه النشاط والخفة دي.. الله أكبر الله أكبر.. العود أخضر والخد أحمر..
خيال مآتة: اسكت يا فرفور.. أنا النهاردة أسعد خيال مآتة في الدنيا..
فرفور: الله يزيدك سعادة.. بس سيادتك إيه حكاية أسعد خيال مآتة دي؟! مفيش خيال مآتة غيرك على ما أظن في نفس وظيفتك..؟!
خيال مآتة: عشان تعرف إنك جاهل.. وعامل نفسك مُنظّر وبتفهم في السياسة وبتسيب شغلك كل شوية وتطلع في التلفزيون تقول أي كلام.. يا أخي اتلهي.. جتها خيبة اللي عاوزة خلف..
فرفور: طيب الله يستر سعادتك عرفني.. صحيح سيادتك أبيض في السياسة.. لكن برضه أكيد اتعلمت شوية حاجات من يوم ما اتعينت في الوظيفة الأبهة دي..
خيال مآتة: هعرّفك وأمري لله.. بس ياريت يطمر فيك.. عارفك عيل فرفور وممكن تبيعني في لحظة.. فرفور: أنا أبيعك؟! إلا أنت.. فيها إيه الدنيا إلا أنت.. وابتساماتي وآهاتي هي أنت.. واللي حبيته في حياتي هو أنت..
خيال مآتة: اتحشم يا فرفور واسترجل.. بطّل مياصة..
فرفور: أنا قصدي يا فندم إني لا يمكن أبيعك.. ده لحم أكتافي من خير اللي مشغلين سيادتك..
خيال مآتة: طيب بص يا بني.. أنت مش متابع إيه اللي حصل في الدنيا الأيام اللي فاتوا..
فرفور: حصل كل خير يا سيادة خيال المآتة.. سما المصري شغالة خناق مع مرتضى منصور.. وصافيناز بترقص كويس وشهرتها أصبحت مدوية.. وفيفي عبده ملعلعة في برنامجها.. ودينا مسكينة بتقول إن راقصات مغمورات هما السبب في تشويه سيرتها..
خيال مآتة: أنت مش متابع حاجة يا بني آدم غير أخبار هز الوسط.. مش عارف جاهل مين اللي قال إنك بتاع سياسة..
فرفور: يعني ساعة سياسة.. وساعة سياحة.. خليك «كول» يا فندم.. وما تنساش سعادتك إن الفن ده هو «القوة الناعمة»..
خيال مآتة: طيب بطّل نعومة وعاوزك تبقى خشن زيي كده..
فرفور: معاك سعادتك..
خيال مآتة: أنت ما سمعتش عن المرحوم؟
فرفور: أي واحد فيهم.. دول كتير قوي؟
خيال مآتة: المرحوم اللي استمر في منصب كبير زيي كده..؟!
فرفور: أيوه طبعا.. ماله ده سيادتك؟
خيال مآتة: أنت عارف إن ده جالي نجدة من السما..
فرفور: إزاي؟! أساسا هو مرحوم وسيادتك خيال مآتة.. يعني النوع مختلف ومفيش منافسة بينكم؟
خيال مآتة: مش قلت لك أنت مش فاهم حاجة.. يا حبيبي وجود المرحوم ده بيخلي صورتي كويسة شوية.. وأي واحد من الناس لسانه زالف يقول عليا كلمة كده ولا كده يكون عندي وقتها القدرة إني أدّب صوابعي في عينيه وأقول له إذا كنت أنا خيال مآتة فعلى الأقل أنا حي أرزق وبكسب من عرق جبيني.. لكن شوفوا غيري في نفس منصبي رغم إنه مرحوم.. ومش كده وبس..
فرفور مندهشا: فيه إيه تاني؟!
خيال مآتة: أنت تعرف أن المرحوم هو أول واحد يستحق اللقب بتاعي..؟!
فرفور: إزاي الكلام ده.. دي الكلمة لزقت في سيادتك أنت.. ومتسجلة في موسوعة جينس باسمك..
خيال مآتة: للأسف كلامك صح لأول مرة.. لكن المرحوم فعلا يستحق اللقب أكتر مني.. لأنه اتعين في نفس المنصب من سنين طويلة.. واللي عينوه هناك هما نفسهم اللي عينوني هنا..
فرفور: صحيح.. يخرب بيت مخ سعادتك.. كانت غايبة عني الحكاية دي..
خيال مآتة: طيب يلا يا فالح أطلبه نبارك له من تليفونك.. يلا أطلبه.. وأوعى تقول رقمه مش معاك.. أقطع رقبتك..
فرفور متمتما في سره: هو كده.. بخيل جلدة.. كل مرة يتكلم من تليفوني لحد ما يخلص رصيدي..
خيال مآتة: بتقول حاجة يافرفور؟!
فرفور ممتعضا: لا.. سلامتك..أنا بطلب الرقم.. اتفضل سيادتك فيه جرس معاك.. خيال مآتة منشكحا: آلو..آلوو..آلوووو..
صوت رزين يرد: آلو.. من معي؟
خيال مآتة: حبيبي يا مرحوم.. ألف مبروك يا أخويا.. وحشني والله موووووت..
نفس الصوت: عفوا.. من تكون حضرتك؟
خيال مآتة: معقولة مش عارف صوتي.. أنا زميلك خيال المآتة..
نفس الصوت: عفوا سيادة خيال المآتة.. تشرفنا بك.. لكن أنا لست سيادة المرحوم.. معك مستشاره الخاص..
خيال مآتة: وقاعد ترغي معايا من الصبح وهتخلص رصيد تليفون فرفور.. يلا اديني سيدك المرحوم بسرعة..
مستشار: عفوا.. هو لا يتكلم مع أحد إلا عبر «سكايب».. وبتسجيل مسبق..
خيال مآتة: إيه «سكايب» ده كمان.. يكونش زي تويتر اللي بيقوله عليه.. بس كده عيب.. مش دي أصول أبدا.. يا ريت تفهمه.. يعني أطلبه وأكلف نفسي المكالمة من تليفون فرفور وبرضه ما يردش.. ما كنش العشم..
مستشار محتدا: أولا هذا الأمر معتاد بالنسبة لك سيادة خيال المآتة.. فلا أحد في العالم يهتم بك أو يزورك أو يعرفك أصلا.. وأنت تدري السبب لأنك بلا قيمة.. ثانيا سيادة المرحوم ظروف معينة لا تسمح له يتكلم مع أحد..
خيال مآتة متراجعا وقد استشعر الحرج من كلام المستشار عنه: خلاص فهمت.. ألف سلامة على سيادته وألف لا بأس عليه.. ما كنت تقول من الأول يا أخي.. عموما لو الظروف تسمح كنت والله جيت أزوره حتى لو مشي على رجلي.. لكن أنت عارف مشاغل الدنيا.. عموما بلغه سلامي..
مستشار: الله يسلمك.. وأعتذر إني رديت عليك بحدة.. لكن سيادتك السبب إنك قبلت وظيفة خيال المآتة.. خيال مآتة منكسرا: قدر ومكتوب.. ومنه لله اللي غواني على العملة الهباب دي..
مستشار: عموما سيادة المرحوم بجانبي.. ويبلغك السلام..
خيال مآتة: الله يسلم عمره ويبارك فيه..
مستشار: أيضا يطلب منك ألا تحزن أو تبتئس.. ويقول لك أن يطلقوا عليك خيال مآتة أحسن من أن يطلقوا عليك اللقب الآخر المنتشر حاليا في العالم انتشار شهرة كريستيانو رونالدو.
خيال مآتة بمجرد أن سمع من مستشار المرحوم عن اللقب الآخر، حتى تذكر صاحب اللقب، فارتعدت مفاصله وانهمر العرق من وجهه، وألقى بالتليفون في الأرض، ثم سقط مغشيا عليه، بينما فرفور يصرخ: مش مكفيك إن المكالمة على حسابي كمان ترمي التليفون وتكسره.. سمعت إيه يا خيال المآتة وشقلب حالك كده؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق