حكم العسكر من عبد الناصر الي العرص!
بقلم / آيات عرابي
كما يحدث دائماً عندما تنهار منظومة, فإنها تبدأ قوية ومحكمة إلى حد كبير ثم تبدأ في الأفول ويمكن تشبيه الأمر بزواج الأقارب, في بيئة مغلقة, ففي نهاية الأمر تنتج هذه الزيجات مواليد مشوهين مصابين بعيوب خلقية,ويبدو أنه أن حظوظ العرص من الكاريزما التي كانت لسابقيه انعدمت تماماً كما جاءت مرتبته بينهم متأخرة, فعبد الناصر ذلك الطاغية الذي أسس حكم العسكر, والذي كان يلتقي سراً في منزل السفير الأمريكي برجل المخابرات الامريكية كيرميت روزفيلت كان قارئاً جيداً وكان واسع الثقافة ويمتلك قدرة على التأثير في الآخرين وذكاء في التعامل مع وسائل الإعلام, وزاد من قدرته على التأثير طوله وصوته العميق ( أنا من اشد معارضي عبد الناصر واؤمن انه كان صنيعة الغرب ولكن هذا من قبيل التحليل ) وكان الانجاز الذي قدمه عبد الناصر للمصريين هو ادعاءه أنه قام بثورة على الفساد وخطط لها وما إلى ذلك مما يعرفه الجميع ( على الرغم من هزائمه التالية التي ضيعت استقلال مصر والكوارث التي نزلت على المصريين بسببه ), ثم جاء بعده السادات وكان هو الآخر طويل القامة, وينتمي إلى تنظيم الضباط الأحرار وكان يمتلك فصاحة وقدرة على مخاطبة الشعب, وجرأة في التجول بين الناس بحرية وكان محبوباً من قطاع لا بأس به من المصريين وكان الانجاز الذي قدمه للمصريين هو أنه كما كانت تقول وسائل إعلامه ( بطل الحرب والسلام ), كان انجاز حرب اكتوبر هو ما قدم به نفسه للشعب ( على الرغم من اتفاقية السلام التي ضيع بها سيناء بعد ذلك وفتح مصر على مصراعيها للأمريكيين واختياره للمخلوع كنائب له ), وحتى المخلوع كان يقدم نفسه للمصريين باعتباره ( صاحب الضربة الجوية الاولى ) وكان وجوده إلى جوار السادات قد منحه بعض الخبرة في إدارة شؤون مصر على الرغم من أنه كان مسؤولاً عن إشعال البايب للسادات, ولكنه كان يخاطب المصريين في أول عشر سنوات من حكمه بطريقة ترضي الشعب وقتها, وكان المخلوع من الناحية الجسمانية وان كان أقصر من سابقيه الا انه كان متوسط الطول, وعلى الرغم من كل عيوب الثالثة السابقين الا انهم كانوا يتمتعون بمواصفات شكلية مقبولة, أما بالنسبة للعرص, فهو من ناحية الانجاز فقد فشل في التنبؤ بثورة يناير على الرغم من أنه كان مديراً للمخابرات الحربية, وفشل في توقع الهجوم على شهداء رفح سنة 2012 رغم أن حماية أمن الجنود على الحدود هو من صميم مسؤولياته كمدير للمخابرات, وغير ذلك كثير, ومن الناحية الجسمانية فرؤساء العسكر الثلاثة كانوا يتمتعون بمواصفات شكلية وجسمانية مقبولة, أما هو فهو الأقبح على الاطلاق, يتملك عينين ضيقتين وجبهة محدبة ضيقة, وانف افطس, ووجه ممتليء على الجانبين بصورة منفرة وتتخذ رأسه الشكل المثلث إلى أعلى مع الصلع الذي يمنحه مظهراً منفراً كما أنه الأقصر قامة بينهم ففي اللقاء المسجل الذي ظهر فيه لم تكن قدماه تطولان الأرض وبدا كرشه وقصر قامته ظاهرين بصورة منفرة وبينما كان الاول يقدم نفسه للناس باعتباره مخطط الثورة على الملك فاروق والثاني باعتباره بطل الحرب والسلام والثالث قدم نفسه باعتباره صاحب الضربة الجوية الأولى, قدم العرص نفسه باعتباره صاحب فكرة اللمبات الموفرة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق