عاريات باريس وجورج كلوني خلايا إخوانيّة
جورج كلوني و المحامية أمل علم علم الدين
بمعايير الإعلام الداعم للانقلاب العسكري في مصر، والدائر في فلكه، يمكن تصنيف الفتيات اللاتي تظاهرن في العاصمة الفرنسية باريس عاريات الصدور، أمس، من أعضاء التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وبميزان وسائل إعلام أصيبت باللوثة والتلوث، يمكن اعتبار نجم هوليوود ذي الأصول الكاثوليكية الايرلندية من الإخوان المسلمين وأحد خلايا الإرهاب النائمة هو أيضاً.
ولن يكون مفاجئاً ولا صادماً لو أن ماكينة إعلام قرود البابون أنفقت ليلة أمس في البحث والتحري عن الأصول، أو على الأقل الميول، الإخوانية للباريسيات الثلاث اللاتي هاجمن السفارة المصرية في عاصمة النور بصدور عارية، إلا من عبارات غاضبة ومنددة بأحكام الإعدام الجماعي التي تنقل مصر نقلة هائلة إلى الخلف لتستقر في خرائب حكم العصور الوسطى.
وأغلب الظن أن عساكر الدرك الإعلامي الانقلابي سيتركون كل شيء ويركزون الحديث كله على عري الباريسيات المحتجات، وسيمسكون بالمسبحة ويكرّرون طنيناً وثغاءً ويلوّثون أدمغة متلقٍّ مسكين بكلام ماجن وسفيه عن الأخلاق والاحتشام والعفّة.
ومهما كان عري الفتيات صادماً أو خادشاً لحياء بعضهم، فإنه بأي حال من الأحوال لن يكون أسوأ من حالة العري القيميّ والتهتّك القومي التي جعلت بعضهم وبعضهن يطلقون الزغاريد طرباً بالحكم بإعدام أكثر من ألف مواطن مصري دون محاكمة حقيقية.
كما أن تعرّي الباريسيات لن يستر عورة وزير خارجية الانقلاب وهو "يحجّ" إلى بيت اللوبي الصهيوني في أميركا، في اللحظة التي كان فيها العالم المتحضّر كلّه ينتفض هلعاً وغضباً وقرفاً من هذا "العار" الذي لحق بمصر نتيجة صدور تلك الأحكام التي حوّلت "العدالة" في مصر من مبدأ وقيمة إنسانية إلى نكتة سخيفة لا تُضحك أحداً.
أما جورج كلوني، فقد أعلن خطبته منذ أيام على محامية وحقوقية عربية، هي اللبنانية المولد أمل علم الدين. وأدلّة "تأخْوُن" هذه الأخيرة لا تحتاج إلى الكثير من البحث والتدقيق والتمحيص، حيث يحمل تقرير طويل صادر عن معهد حقوق الإنسان التابع لرابطة المحامين الدولية أدلّة اتهامها، كونها كانت عضواً في بعثة المعهد إلى القاهرة لتقصّي الحقائق الخاصة بأزمة العدالة في مصر بعد انقلاب العسكر على الرئيس المنتخب.
التقرير الذي جاء تحت عنوان: "فصل القانون عن السياسة.. التحديات التي تواجه استقلال القضاة والمدعين العامين في مصر"، تحدث بإسهاب عن التعسّف في استخدام السلطة القضائية وفي استخدامها على نحو مريع من قبل القائمين على حكم البلاد.
وقد شاركت خطيبة جورج كلوني في وضع التقرير والحديث عنه في المحافل الدولية وعبّرت عن مخاوف حقيقية من غياب العدالة في ظل عسكرة محاكمات المدنيين، و تلك اتهامات ـ بمعايير أيام الانقلاب السوداء ـ تكفي ليس فقط لتصنيف صاحبها كإرهابي ووضعه على قوائم "الأخونة"، بل واعتباره عدواً للأمن القومي وضالعاً في مؤامرة كونية ضد البلاد.
وبما أن السيد جورج كلوني أقدم على الارتباط بواحدة من المشاركات في وضع هذا التقرير الناقد لأوضاع العدالة تحت حكم العسكر، فهو أيضاً من الإخوان أو على أقل تقدير من المتعاطفين معهم، وفي الحالتين ستتنزّل عليه لعنات إعلام الجنرال صاحب القداسة.
والحاصل أنه عندما تنمحي الفواصل بين مديري الصحف وقائدي المصفحات، وحين تمرح المجنزرات والأكمنة الأمنية في فضاء الشاشات، يصبح كل شيء جائزاً ووارداً، كأن تصبح حركة شباب 6 أبريل، التي لطالما اتهمها أهل اليمين، الديني والسياسي، في مصر بأنها حركة منفلتة من كل التزام ديني ومتحررة من كل قيد اجتماعي، تصبح بين عشية وضحاها "متهمة بالتأخون" بل وترث لقب: "المحظورة" عن جماعة الإخوان المسلمين بحكم قضائي مستعجل، فيما حصلت الأخيرة على ترقية استثنائية وتحوّلت من"محظورة" إلى "إرهابية"، وفقاً لقانون دولة العَبَط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق