جرة قلم
يظن أنه شيء وهو...لا شيء!!
سلوى الملا
- متى كان الإنسان ذا قيمة عالية بذاته وأعماقه كان كنبتة القمح متى ما لامستها الرياح انحنت من غير ان تنكسر، هو كذلك الإنسان الراقي المتواضع امتلأت أعماقه بالخير والجمال وحب الأخلاق العالية وكانت روحه راقية طيبة.
تستغرب تلك الشخصيات المتكبرة المغرورة التي تمشي بين الناس وكأن على رأسهم ريشة..كما كنا دوما نرددها على من يرون أنفسهم وكأنهم خلقوا من طين آخر وكأنهم من أصحاب الدم الأزرق!
كبر وغرور قد تطير وتتمايل به رؤوسهم من كثرة محاولاتهم المستميتة لرفعها للأعلى وينظرون للناس من برج عال وكأن غيرهم.. لا شيء!!
كبر وتعال ونبرة صوت وكأنهم شعب الله المختار!
- تجد بعض العائلات للأسف تعلم أبناءها الكبر وأنه المختلف وتلقي عليه الأوامر والتعليمات، من يصاحب ومن يأكل معه ومن يجالس ومع من يلعب!! تجعل الابن منذ صغره في عالم خاص به رسم ووضع في اطاره ولا يتعداه!
كم من مرات كنا نصادف هذه النوعية من الطالبات في المدرسة أو الجامعة وفي مجال العمل..يظنون بأنهن خلقن لتقبل لهم الحياة بما يريدون وأنهن يملكن الريموت كنترول يحركون الناس حسب رغباتهن وطلباتهن!!
هذه النوعية من البشر تكون منبوذة ولا يكون لها صحبة ولا صديق ولا ناصح.
تعرف طريقها لغيرها متى تطلب مصلحتها لذلك.
- فئة تتعالى على غيرها أمام الخالق سبحانه وتعالى في صلاة الجماعة وفي بيت الله الحرام..لا تريد ان يقف بجانبها فقير ولا مسكين شاءت أقداره ان يكون بهذه الظروف والحال..
كم من مرة شاهدت بعض الأخوات يقفن على سجادة صلاة مرتفعة تحول وتمنع ان يقف بجانبها واكمال الصفوف من غيرها من المصليات!! كبر وغرور أمام الخالق سبحانه وتعالى!!
- قال الله تعالى: {هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون} الحشر 23
وقال تعالى في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي والعظمة ازاري، فمن نازعني فيهما قصمته ولا أبالي» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل أحدكم الجنة وفي قلبه ذرة من كبر»
خاطب ابوزيد البسطامي ربه في منام فقال: يا رب بماذا أتقرب اليك؟
قال:تقرب الي بما ليس في.
قال: وما الذي ليس فيك؟
قال: الذل والافتقار..
- من ذلك..فالحياة حقيرة حقير ما فيها وان الآخرة كريمة كريم ما فيها..وأنت الذي حقرت الحقير وكرمت الكريم فكيف يكون كريما من طلب غيرك؟ ام كيف يكون زاهدا من اختار الدنيا سواك؟
- آخر جرة قلم
في هذه الدنيا من المتكبرين من يرون أنفسهم شيئاً ويرون الآخرين لا شيء!!
من الناس من يظن ان كبره وجاهلية أخلاقه ونفسيته المتعالية على خلق الله ستميزه وتعلي من شأنه ولا يعلم ان ذلك سبب في نفور الخلق منه وابتعادهم عنه!!
من الناس من يظن ان اقبال الدنيا عليه بزينتها ومالها وزهوها وغيرها من أمور سيستمر بروازا يزين صورته البشعة والتي حاول جاهدا اضافة اللمسات والزينة والمكياج عليها لتبدو مرغوبة وجميلة بنظره!!
يتكبر على الناس وكأن ما ملكه من مال وجاه وسلطة ومنصب وغيرها من مزايا هي من اجتهاده وتعبه ومكانته ولا يعلم ان الخالق سبحانه يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير انه على كل شيء قدير..
اليوم الناس تبحث عن رقمك ومكانك واسمك..وغدا أنت في قائمة النسيان!!
سلوى الملا
alsalwa@alwatan.com.kw
Tw:@salwaalmulla
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق