سؤال الفتنة !!
د. عبد العزيز كامل
"هل أنت مع مرسي.. أم مع السيسي؟ "... سؤال سفيه سمج في ظاهره .. أطلقه المفتونون العلمانيون, ليمتحن به المصريون بعضهم بعضا , فيعادي بعضهم بعضا .. أو يوالي بعضهم بعضا.. بل ربما قتل بعضهم بسببه بعضا !! – كما حدث في رابعة والنهضة وغيرها..
المشكلة ليست في السؤال .. ولكن فيما وراء السؤال ...
سؤال الفتنة هذا في أيامنا هذه ؛ يذكرنا بسؤال الفتنة في عصرالإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله –
حيث ابتدعت فرقة المعتزلة القول بـ (خلق القرآن) .. وكان الداعي إليها زعيم المعتزلة آنذاك ( أحمد بن أبي دؤاد ) الذي فتن الأمراء بهذا القول الضال, ففتنوا الناس به وامتحنوهم وقسموهم إلى (مع) أو (ضد) :
أحمد بن حنبل..؟.. أم.. أحمد بن أبي دؤاد ؟!...
المشكلة وقتها لم تكن في السؤال , بل فيما وراء السؤال , فالقائلون بخلق القرآن كانوا يقصدون أن كلام الله مخلوق كسائر كلام الناس , وليس صفة من صفات الله القائمة به, وهذا القول الباطل له لوازم كثيرة باطلة ، مذكورة في كتب العقيدة , تؤول في النهاية إلى أن القرآن مخلوق وليست له عصمة كأي مخلوق , وينبني عليه أيضا إنكار صفات الله كلها , وهو ما يمس الذات الإلهية ذاتها - تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا - ولذلك وقف لهذه الفتنة الإمام أحمد كالجبل الأشم , وحبس لأجل ذلك وعذب , فصمد حتى بطلت ونسيها الناس, وبقي ذكر ابن حنبل , وطمس اسم ابن أبي دؤاد .
سؤال الفتن في أيامنا هذه ...عن مرسي والسيسي , هو ليس عن شخصهما , لكن عما يرمز إليه كل منهما , ولذلك فهو يؤول في نهايته وحقيقته إلى امتحان يتضمن أسئلة أخرى, يسألها مرضى القلوب بلسان الحال وأحيانا بلسان المقال :
سؤال الفتن في أيامنا هذه ...عن مرسي والسيسي , هو ليس عن شخصهما , لكن عما يرمز إليه كل منهما , ولذلك فهو يؤول في نهايته وحقيقته إلى امتحان يتضمن أسئلة أخرى, يسألها مرضى القلوب بلسان الحال وأحيانا بلسان المقال :
هل أنت مع الإسلاميين ومشروعهم أم مع غير الإسلاميين في طريقهم !!
إنهم لخبثهم يغلفون غرضهم ومرضهم بسؤال مغرض عن " إرهاب " الإخوان وعن " ديكتاتورية " مرسي !..
إنهم لخبثهم يغلفون غرضهم ومرضهم بسؤال مغرض عن " إرهاب " الإخوان وعن " ديكتاتورية " مرسي !..
مع أنهم يعلمون أن كل الإسلاميين - رغم اختلافهم - مع المشروع الإسلامي الذي اختار الناس لأجله مرسي .
لذلك فإن سؤال الفتنة الذين فتنوا الغوغاء به هو في حقيقته ..هل أنت مع الإسلام ..أم مع العلمانية المناقضة للإسلام .. !!
لهذا أقول .. لامعنى لسكوت بعض أهل العلم والدعوة بدعوى أن ما يحدث "فتنة "يجب اجتنابها ! .. فهي فتنة بالفعل ولكن يجب التصدي لها .
لذلك فإن سؤال الفتنة الذين فتنوا الغوغاء به هو في حقيقته ..هل أنت مع الإسلام ..أم مع العلمانية المناقضة للإسلام .. !!
لهذا أقول .. لامعنى لسكوت بعض أهل العلم والدعوة بدعوى أن ما يحدث "فتنة "يجب اجتنابها ! .. فهي فتنة بالفعل ولكن يجب التصدي لها .
فقد وضع الناس بهذا السؤال - علموا أو جهلوا - بين خيارين : الإسلام أم العلمانية , ولذلك فإن واجب الوقت هو إعلام الناس بالفرق بين الإسلام العظيم وشريعته الربانية , وبين العلمانية المنحطة وسبلها الشيطانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق