الأحد، 11 مايو 2014

«مصر الكفتة» متزوجة «كاثوليكي وشرعي وعرفي ومسيار»!



«مصر الكفتة» متزوجة «كاثوليكي وشرعي وعرفي ومسيار»!

شريف عبدالغني

في 7 فبراير 1940 قال أمين عثمان، وزير مالية المحروسة في ذلك الزمان: «العلاقة بين مصر وبريطانيا زواج كاثوليكي لا طلاق فيه».
وفى 29 أبريل 2014 قال وزير الخارجية نبيل فهمي: «العلاقة بين مصر والولايات المتحدة علاقة زواج شرعية وليست نزوة ليلة واحدة».
مر على التصريح الأول 74 سنة ولم يتبق من ذكره سوى اغتيال عثمان على يدي الشاب الوطني أنور السادات -الرئيس فيما بعد- ورفاقه الغيورين على بلدهم.
ومر على التصريح الثاني نحو أسبوعين، وبقى منه صورة شربات الفرح على الزيجة المباركة التي انطلقت بسببها الزغاريد من كل رموز العصر في البلدين من أول الأم الحنونة الأميركية أنجلينا جولي إلى الأم المثالية المصرية فيفي عبده.
انتظرت أن يستغل المؤرخون الزيجة الثانية لمصر ليتداركوا خطأ زملائهم القدامى، الذين تركوا الزيجة الأولى دون أن يكشفوا للأمة خباياها، ويجيبوا عن سؤال حائر يؤرق المصريين منذ تفتحت أعينهم على الدنيا. لكن الجدد ساروا على درب سابقيهم، وبقي السؤال عالقا في زينة وشموع الزيجتين. لقد علمونا منذ الصغر جيلا وراء جيل أن مصر هي «أمنا»، لكنهم لم يذكروا ولو لمرة واحدة: من هو «أبونا»؟
السؤال صعب، لم نجد له إجابة منذ فجر التاريخ، هل هو أحمس أو رمسيس أم تحتمس.. هل هو محمد علي أم الخديوي إسماعيل أو الملك فاروق.. هل هو محمد نجيب أو جمال عبدالناصر أو السادات أو مبارك.. ثم هل هو المشير حسين طنطاوي أو الرئيس القادم الذي من شدة وصعوبة وشراسة المعركة الانتخابية الرئاسية لا نعرف اسمه ولا رسمه!!
كل من تولى السلطة أطلق عليه إعلام «هميس» قديما و «لميس» حديثا، لقب «أبوالمصريين»، الوحيد الذي لم يكن أبا لنا هو محمد مرسي، السبب أن لا هميس رضيت به ولا لميس تقبلته، أخلاقياته وعلمه وعدله وورعه لا يتسق مع هميس التي رضعت العبودية، أو لميس التي تشربت ثقافة الفكاكة.
كلام أمين عثمان ومن بعده فهمي يعني أن أبانا ليس الحاكم، فقرار الزواج أو الطلاق ليس بيده، زواج مصر من إنجلترا يكشف عن أن والدنا هو جلالة زوج جلالة ملكة بريطانيا العظمى، ثم زواجها من الولايات المتحدة يوضح أن أبا المصريين هو فخامة الرئيس الأميركاني على سن ورمح من أول جورج سليل آل واشنطن وحتى باراك ابن المرحوم حسين أوباما.
لكن الإشكالية في أن زواج مصر من بريطانيا كان «كاثوليكيا»، أي لا طلاق فيه، فكيف تزوجت بعد ذلك من الولايات المتحدة شرعيا وهي ما تزال على ذمة التاج الإنجليزي؟!
إنها معضلة يجب حلها، مطلوب حشد كل عقول الأمة ورموزها من مختلف المشارب والاتجاهات لإنهاء هذا الموضوع اللغز حرصا على سمعة مصر، عمر العيبة ما خرجت من مصر، صحيح أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، ؟!
ماذا في جعبتك يا مولانا علي جمعة؟ بماذا ترد يا عمرو أديب؟ ما قولك يا توفيق عكاشة؟ هات ما عندك يا خيري رمضان، قولّي حاجة أي حاجة يا أحمد موسى، ردي عليا يا رولا خرسا، ردي عليا.. كلميني.. شوفي عينيا.. ارحميني.
لم يرد أحد، الصمت الرهيب يسيطر على هؤلاء رغم أن لسان الواحد منهم في الكلام الفاضي أطول من «لسان رأس البر» على البحر المتوسط. 
إذن لا مفر سوى بالنظر إلى نصف الكوب الممتلئ، الشيء الإيجابي في كلام الوزيرين أن مصر أيام الاحتلال الإنجليزي ومصر أيام احتلال جنرالات «الكفتة» تؤمن بالمثل «امشي عدل يحتار عدوك فيك».
هي لم ترافق بريطانيا أو تتمشى معها على كورنيش نيل القاهرة أو تشرب بصحبتها كوب «كابتشينو» على التيمز في لندن، بل تزوجتها. 
لم «تخبص» مع أميركا، لكن تزوجتها. الزواج سترة.
يسلم لسانك سيادة الوزير، مصر «الكفتة» أكبر من أن تكون نزوة ليلة، حتى لو أعطوها مليون دولار، مصر الانقلابية مش بتاعة فنادق ولا شقق مفروشة، المحروسة عايشة بشرفها، أحلى من الشرف مفيش، كلمتها واحدة لخطابها: غالية ومهري غالي.. ويوم ما هتبقى حلالي.. راح أشيلك في عيني يا عيني وأتكحل عليك.
مصر المحتلة ليست طماعة، لما تزوجت بريطانيا لم يكن الزواج لأنها عظمى أو عندها شقة شرحة برحة في أكسفورد، لكن لأنها طيبة وبنت حلال مصفى وعندها حمية وعروقها نافرة رغم الدماء الباردة. مصر ترضى بقليله، أهم حاجة عندها راحة البال.
الأمر نفسه حدث لما تزوجت في عهد الكفتة أميركا، لم تطلب أن يكون المهر رزم دولارات من النوع الأخضر الصابح، لم تشترط أن يكون الفرح في «أوتيل 7 نجوم» أو أن تأتي مستلزمات الحفل من باريس، أو أن تحيي العرس الست دينا أو سي حكيم وصحبه من أبطال ملحمة «تسلم الأيادي»، لم تطلب أن يكون شهر العسل في هاواي.
ورغم أننا رضينا بالزيجتين، لكن يبقى السؤال حائرا حيرة العبيد في وسامة سيدهم: من أبوالمصريين؟
لقد حدث ما لم يكن في الحسبان، مصر الكفتة رغم زواجها من أميركا وهي على ذمة بريطانيا، اتضح أن فضيحتها بجلاجل. المذكورة غاوية زواج، المستور انكشف.. فهي متزوجة في وقت واحد عرفي ومسيار ومتعة من بعض الدول الشقيقة، وفي الوقت نفسه ماشية مع إسرائيل في «البطال»، والمصيبة أنها طلعت في النهاية حامل من روسيا!!
الله يرحم عمنا بيرم: «الوزة من قبل الفرح مدبوحة.. والعطفة من قبل النظام مفتوحة.. والديك بيدن والهانم مسطوحة.. ولما جم يجوزوا المفضوحة.. قلنا اسكتوا خلوا البنات تتستر.. مرمر زماني.. يا زماني مرمر!!
صحافي مصري
  شريف عبدالغني
shrief.abdelghany@gmail.com
http://twitter.com/shrief_ghany

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق