أردوغان هو الهدف
إسماعيل ياشا
وهو الآن يتعرض لجولة جديدة من تلك الحرب، تشنها القوى ذاتها التي انهزمت في جولاتها الماضية، وفشلت في إسقاطه.
التحالف الذي سعى إلى إسقاط أردوغان في الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، بدأ يتحرك من جديد لكسب معركة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 2019، ومن المتوقع أن تهاجم القوى التي تشكل هذا التحالف رئيس الجمهورية التركي من جميع الجوانب، حتى موعد إجراء الانتخابات.
ما الذي يدفعهم لذلك؟ الجواب أن هؤلاء يعرفون جيداً أنه ليس بإمكانهم أن يهزموا أردوغان في سباق ديمقراطي نزيه وشريف.
وتؤكد التجارب السابقة وجميع المؤشرات واستطلاعات الرأي هذه الحقيقة.. وبالتالي، لا يبقى أمامهم سوى اللجوء إلى طرق وأساليب غير ديمقراطية.
هذا التحالف المناوئ لأردوغان يتألف من قوى داخلية وخارجية، تلاقت مصالحها في عداوة رئيس الجمهورية التركي، وإن كانت القوى الداخلية تسعى لإسقاط أردوغان لأنها تراه سداً مانعاً أمام تحقيق أهدافها السياسية، فإن القوى الخارجية تعتبر رئيس الجمهورية أكبر عامل في تمرد أنقرة عليها، وتوجهها نحو تبني سياسات مستقلة تراعي مصالح تركيا أولاً وأخيراً، وتدرك تلك القوى أن احتمال تراجع أنقرة عن تلك السياسات يكاد ينعدم في ظل قيادة أردوغان لتركيا، ولذلك، إسقاط الرئيس بأي طريقة كانت هو بمثابة إسقاط حلم «تركيا الجديدة» في نظر تلك القوى التي تشتاق إلى «تركيا القديمة» المطيعة.
هناك قضية في الولايات المتحدة تحولت إلى مسرحية بدأت فصولها تُعرض، وتقوم بأدوارها شخصيات ثبت اتصالها بتنظيم الكيان الموازي المتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وهي قضية سياسية بامتياز تهدف إلى ضرب الاقتصاد التركي، وتشويه صورة أردوغان، وتزويد المعارضين لرئيس الجمهورية التركي بأوراق كي يستخدموها ضده خلال الحملات الانتخابية.
وبالتوازي مع تلك القضية، خرج رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو يتهم أردوغان وعائلته بتهريب الأموال إلى حساباتهم الشخصية في بنوك أجنبية خارج البلاد، مدَّعياً أن لديه وثائق تثبت مزاعمه، إلا أنه رفض أن يقدِّم تلك الوثائق إلى وسائل الإعلام أو القضاء التركي، ما يعني أنها إما مزورة وإما خالية من أي دليل يثبت صحة ما يقوله كيليتشدار أوغلو.
أردوغان وأفراد عائلته رفعوا دعوات قضائية ضد رئيس حزب الشعب الجمهوري، ويدعونه إلى إثبات مزاعمه أمام المحاكم، ولكن كيليتشدار أوغلو حين يقوم بالدور المطلوب منه، ضمن استراتيجية التحالف المناوئ لأردوغان، لا يعنيه هل ما يقوله صحيح أم كذب، لأن دوره يقتصر على إثارة شبهة الفساد حول رئيس الجمهورية التركي وعائلته، بغض النظر عن صحة تلك الشبهة أو عدمها.
الاقتصاد التركي قوي، ولا يتوقع أن تزعزعه قضية مدبرة في الولايات المتحدة، كما أن الرأي العام التركي يرى أن هذه الهجمات تستهدف تركيا واستقلاليتها بالدرجة الأولى، وليس أردوغان نفسه، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى الالتفاف الشعبي حول رئيس الجمهورية التركي، للحفاظ على المكتسبات والإنجازات الهائلة التي تحققت في عهده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق