بوتفليقة المصري..!!
يبدو أن مسوغات التغيير في مصر أصبحت كثيرة في نظر الأمريكيين إلى الحد الذي جعلهم يدفعون بشخصيات عسكرية إلى الواجهة في الانتخابات الرئاسية ، للإمساك بزمام الأمور حتى لاتنفلت ، وتهدئة الأوضاع حتى لا تتفجر وتتفجر معها مصالحهم ، فالأحوال في سيناء تتحول بالتدريج الى حرب أهلية مصغرة ، قد تتحول إلى حرب مكبرة ،تهدد كيان اليهود.
وبوصلة السياسة الخارجية تتجه شرقا نحو الروس، والعلاقات تتجه نحو الدفء مع أحفاد المجوس، وأما داخليا فالأمور الاقتصادية على المستوي المعيشي الشعبي تنذر بثورة جياع لاتبقي ولاتذر، وطول أمد الاستنفار الأمني مع استمرار الكبت السياسي، وتواصل والقهر والظلم القضائي...وغير ذلك من الأمور صارت تغلي به القدور وهي توشك أن تفور..
ليس من مصلحة الغرب الانتظار لاستكمال عشرية سوداء في مصر ؛ كتلك التي حدثت في الجزائر من عام 1992 الى 2002 ، وقتل فيها وفقد نحو 200 ألف شخص، في حرب أهلية اشتعلت إبان انقلاب الجيش على الإسلاميين بعد فوزهم بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية، ولتجنب هذا المصير في مصر ،كان لابد من شئ من التهدئة والترضية، بالمجئ بوجه جديد ، لكن لايخرح عن العسكر، ينفس الاحتقان السياسي، ويحتوى الغضب الشعبي، ويخفف الاستنفار الأمني ..ويدخل الناس في مسار الانتظار من جديد، لحدوث أي تغيير أو تجديد..
ماحدث في الجزائر للتهدئة يبدو أنه سيتكرر في مصر، فقد دُفع بعبد العزيز بوتفليقة ذي النشأة العسكرية الى الواجهة بعد عزلة غامضة طويلة في دولة الامارات، وكان عودته بإرادة غربية، توافقت مع أصحاب المصالح المحلية في مؤسسة الجيش ، كي يستمر حكمها الذي لا يمكن تحقيق مصالح الغرب الا من خلاله، .فاستدعي بوتفليقة الذي شغل منصب وزير الخارجية لنحو ستة عشر عاما ، وجئ به بعد أن سئم الشعب الجزائري من الفوضى والفتن، وأصبح مهيأ للقبول بأي بديل، مهما كان هذا البديل، وقد كان بوتفليقة هو ذلك البديل الذي حاول فتح كل الأبواب..إلا باب عودة الإسلاميين لممارسة حقوقهم السياسية وواجباتهم الدعوية..ومهامهم الإصلاحية...
هل سيؤتى أيضا بعسكري مصري ليهدئ الأمور على طريقة بوتفليقة ...أم سينتظرون استكمال العشرية الجزائرية على الأرض المصرية..؟.. نعتقد أن غباء الأعداء في الغرب لم يصل إلى ذلك...ورحمة رب الأرض والسماء لن تسمح لهم بذلك...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق