الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023

جرفني «طوفان الأقصى»!

  جرفني «طوفان الأقصى»!

د.صفوت بركات


نعت الأفعال بمصطلحاتها الحقيقية والأصولية هو الأهم عندي حتى لا نزوّر التاريخ ولا نخون الأجيال التالية بعدنا،

فلقد جرفني الطوفان كما جرف عدونا ولم أنتبه لما أكتب واعتذر.

انجرفنا وانحرفنا في الشهر الماضي واستعملنا مصطلحات. نعتذر عن تداولها واستعمالها في كتابتنا في التعليق على مجريات ما وقع بفلسطين واعتذر للجميع ولكنى اصحح ما انجرفت إليه بفعل الطوفان وفى العمق وحقائق المعاني والمعايير.

فإذا وقع البغي والطغيان والمنكر لا يكون الإنسان شريفاً، حتى يقاوم ويثور وينكر أو يمد المقاوم بأسباب صموده أو يخلفه في أهله، وإلا نعت بالخسة والنذالة.

وكل فعل مقاوم أو ثائر أو منكر لباطل حتى لو بلغ صورة الحرب قولا وفعلا لا يحاكم بمعايير النصر والهزيمة أنجز ما قام لأجله أو لم ينجز فأدنى رتبه لوصفه ونعته للغويا ومعياريا هو نيل الشرف أي صار من الأشراف وهي رتبة في تصنيف الناس مهما كان دينهم وملتهم. وعرقهم.

لهذا كل ما يجرى بفلسطين في مواجهة المغضوب عليهم معياره الوحيد في الحكم عليه هو الشرف فمن قاوم نال الشرف حقق مراده من المقاومة أو عجز أو استشهد أو قدر عليه وسجن أو ضرب أو أوذى بأي شكل فهذا الأذى هو شرف وليس انتقاص للكرامة والعزة وهذه الحالة الوحيدة التي تكتسب الأفعال فيها معاني بعكس ألفاظها يعنى كل أذى وذل وما من جنسهما للغويا في سبيل تلك المقاومة والثورة والإنكار للمنكر هو شرف.

فمعارك التحرر ليس فيها هزيمة مطلقا أنجزت ما انطلقت من أجله كله أو نصفه أو ربعه أو لم تنجز.

دمتم طيبين لأن هذه الثغرة مدخل لكهنة الطواغيت والشياطين من الإنس في هذا النظام العالمي المتوحش واللا إنساني بمحاكمتها لمعايير الحروب والنصر والهزيمة والتي لا تصلح لمحاكمة الحروب بين الدول.

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق