الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023

لا يا عزيزي.. ليسوا سواء

 لا يا عزيزي.. ليسوا سواء

 د. علي فريد


حين يتساءل العقلاءُ عن سبب غياب إيران وحزب اللات عن نصرة غزة عسكرياً؛ فلا تسألهم أنتَ عن سبب غياب الأنظمة العربية!!

كلنا يعلم أنَّ الأنظمة العربية الحالية لا هَمَّ لها سوى حفظ عروشها بالانصياع لأوامر الغرب ومعاداة كل ما هو إسلامي.. وهي لم تَدَّعِ يوماً سَعيَهَا لتحرير فلسطين أو استعادة القدس؛ بل العكس تماماً هو الصحيح!!

أما إيران الخمينية؛ فقد أَسَّسَت سَرديَّتَها الدعائية كلها على ما أسمته مجاهدة الشيطان الأكبر، ونصرة المستضعفين، ومقاومة الاستكبار العالمي.. كما أنشأت فيلقاً من القتلة والمجرمين أسمته (فيلق القدس) قَاتَلَ في كل مكانٍ من بلاد المسلمين عدا القدس!!

وهذه السردية الدعائية الكاذبة هي التي سحرت عينيكَ واسترهبتكَ أنتَ وأمثالَك مِن الحمقى والمغفلين؛ فغضضتَم الطرفَ عن مجازر إيران وميلشياتها، وجعلتم أصابعكم في آذانكم، واستغشيتم ثيابكم حتى لا تسمعوا أرقام الشهداء الذين قتلتهم إيرانُ وميلشايتُها؛ والتي بلغت أكثر من مليوني مسلم في الشام والعراق واليمن، بالإضافة إلى تهجير أكثر من خمسة عشر مليون مسلم، وتغيير التركيبة السكانية في بلاد المسلمين لصالح الروافض الذين لا يعرفون لهم عدواً حقيقياً في الدنيا سوى المسلمين!!

وأيضاً.. فبسبب هذه الدعاية الرافضية الكاذبة خسرت فصائل المقاومة في فلسطين كثيراً من عمقها العربي والإسلامي الشعبي حين ارتمت في أحضان إيران طلباً للدعم الذي لم تنل منه رُبعَ ما نال الحوثي في اليمن؛ لا لشيء إلا لأن الحوثي ابن إيران عقدياً، بينما فصائل المقاومة الفلسطينية بالنسبة لإيران ليسوا أكثر من (أغيار) تستخدمهم فقط لتجميل وجهها القبيح أمام الحمقى والمغفلين من أمثالك!!

أفحين يجد الجد، وتُسفك الدماء، وتتناثر الأشلاء، وتحتاج فصائلُ المقاومة الفلسطينية إلى تحويل تلك الشعارات الرافضية الرنانة إلى واقع على الأرض، ويتساءل الناس: أينَ مَن سمى نفسه محور المقاومة، وحامي حمى المقدسات، وناصر المستضعفين؛ تَرُدُّ أنتَ وأمثالُك: وأينَ الأنظمة العربية؟!

ما هذا؟!

إذا كان مُدَّعِي نصرة المستضعفين ومقاومة الشيطان الأكبر، ومواجهة نظام الاستكبار العالمي؛ سيتساوى مع بقية الأنظمة العربية الخائنة في الشجب والاستنكار والتأكيد على عدم توسيع نطاق المواجهة؛ فلأي شيء خَسِرَتْ الفصائلُ الفلسطينية كثيراً من عمقها الشعبي العربي، ولأيِّ شيء جَمَّلتُم وجه إيران القبيح وهي تسفك دماءنا، وتذبحُ أطفالنا، وتغتصبُ نساءنا، وتسرق أرضنا، وتخدع سفهاءنا بادعاء حب آل البيت أو الرضا من آل محمد؟!!

سامحني يا عزيزي.. حتى الحمير سَتَأنَفُ مِنَ الوصول إلى هذه الدرجة من الحُمورية!!

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق