الخميس، 21 مارس 2024

هَجمةُ الغَربِ الحَاليَة على الإسلام هي آخر حُرُوبه!

 هَجمةُ الغَربِ الحَاليَة على الإسلام هي آخر حُرُوبه!


 شَراسَةُ الغَرب على الإسلام، وهَجمَتُه الأخيرة ربما تكون آخر حُرُوبه، وبَعدَها سَيَتَهاوَى مِن تِلقاء نفسِه، لأنّه كنُظُمٍ وحُكُوماتٍ لا يَملِكُ مِن مُقوِّمات الحَضارة الحقيقيّة غيرَ المَال والسّلاح المُدمِّر.

فالرأسماليّة عَمَلَت بالغرب ما لم تَعمَلْه الجُيُوش، فصَحّرَت كُلَّ قِلاعِ المجتمع مِن قِيَمٍ، وثَقافاتٍ أصِيَلة، وأعرافٍ، وبُنَى تحتيّة للمجتمع مِن أُسرة وغيرها، حتّى أنّها استَرَقَت الشُّعوب فَفَقَدَ الإنسانُ نصفَه الرُّوحي، والّذى لا يُمكِن أنْ تَسدُّه الشَّهواتُ والفُنونُ ومُنتجاتُ الرَّأسمالية؛ ذلك أنّها، في النهاية، سِلعةٌ في مُقابلِ ثَمَنٍ وتكلُفة يَدفعُها الإنسانُ مِن عُمُره لها؛ حتّى إنّ التّيسير المادِّيّ مَنح الإنسانُ الدُّيون قبل مِيلاده، فيُولَد مُكبّلًا بالدُّيون، ولهذا كانت الجَبهات والقِلاع الحقيقيّة للمجتمعات عَطشَى للخطاب الرُّوحي الإسلاميّ كعَطَش الصّحراء للمَاء والظّلِّ؛ وهذا ما رَصَدته كُلُّ مراكز الأبحاث الغربية عن انتشار الإسلام بالغرب.

فالغَربُ اليوم بين نارَين: نارِ الشّركات المتعدّدة الجِنسيّات، والّتي لا يَهُمُّها غيرَ الرّبحيَّة، وتوسيع قواعد المُستهلكين، والحصول على العَمالة بأقلّ تَكلِفَة؛ وبين نارِ النُّظُم السّياسيَّة الّتي تُدرِك أنّ التّغيير الثّقافيّ والدّيمغرافيّ يَزحَفُ على المجتمعات، ويحتلُّ مِساحات مُتناميَة كُلّ يومٍ في ظِلّ عَجز المجتمعات الغربيّة عن الحِفاظ على نسبة ومعدلات الخُصوبة والنّمو السّكانيّ الطّبيعيّ.

ولم تَحُلَّ بُنوك الحيوانات المنويّة، ولا الأجنّة، ولا أطفال الأنابيب، ولا الحَقن المَجهريّ معضلتهم فتشيخ مجتمعاتهم دون جدوى.

ورغم تخلّي الحُكومات في العالَم عن تبنّي الإسلام واضطهاده حتّى في عُقر دياره ولم يُجدِ ذلك نفعًا، فما زَال يتسرّب الماء، والهواء للأنفُس على كامل جغرافيا العالَم، وفي كُلّ الطبقات المجتمعيّة مِن أعلاها إلى أدناها رتبةً، وعلمًا، ووجاهةً، ومكانةً.

فكيف بهم إذا تَبَنّت بعضُ الدُّول الإسلامية، ودَشّنَت منظومةَ حُكْمِها على الإسلام عقيدةً وشَريعةً، وقامَت على حِمايته والدعوة له؟!

وأخشى أنّ مِمّا يجعل التّعارُض في الذّهن قائم لتصوُّر مستقبل الإسلام، وإنكار ما كتبت من حقائق قصره (أي: مستقبل الإسلام) على جنس العرب، فالله يؤيّد بدينه مَنْ يشاء؛ والدّارِس لتاريخ الإسلام يعلمُ أنّ حَمَلَة العُلوم رِواية، ودِراية، ومعارف، وعُلوم طبيعيّة تفوق نسبتهم عن 80% من عدة أجناس من غير جنس العرب.

فكما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق