الخميس، 21 مارس 2024

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

 

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

في عام 2012 خلال الحرب الأهلية في سوريا، كنتُ في حلب في شهر رمضان. وكان جامع حلب في حالة خراب بسبب القصف، وعندما رأيت أن الجهة القبلية للجامع تحت سيطرة قوات النظام، وأن الباب الرئيسي تحت سيطرة المعارضة، فقد تفاجأت كثيرًا.

كانت الأرفف والقرآن الكريم والسجاد كلها تستخدم كدروع داخل الجامع. وتم التقاط صورة أيقونية جدًا في تلك اللحظة. وعندما غادرنا المكان، اندلعت اشتباكات بين المعارضة وعناصر النظام، وشاهدنا الناس يمرون أمامنا وهم ينزفون. قمنا بالإفطار في قرية محاصرة ثم صلينا التراويح في أحد مساجد ضواحي حلب. وفي صباح اليوم التالي تم قصف ذلك المسجد. شهر رمضان هذا لم يغادر ذاكرتي أبدًا.

مناظر رمضانية مأساوية في غزة

الآن أنا لست في غزة في شهر رمضان هذا، ولكن عندما أشاهد ما يحدث هناك، بدأت أفكر في كيف أن الأزمات في العالم الإسلامي تتحول إلى مأساة مختلفة في رمضان.

لا يمكنني تحمل مشاهدة معظم الفيديوهات. ولكن عندما أرى إخواننا المسلمين في غزة يقفون في طوابير بآنية فارغة للحصول على الطعام، وأنهم يأكلون العشب لتناول الإفطار، فإن غضبي تجاه العالم الإسلامي يزداد. لأنني أرى مرة أخرى أننا عاجزون عن حل مشاكلنا الخاصة.

خلال الحرب الأهلية في سوريا، كانت مواقف الدول الإسلامية بعيدة عن حل المشكلة، وهذا أدى إلى فقدان حياة الآلاف من الأرواح. الآن، الذين يجلسون ليقطعوا صيامهم على موائد الإفطار الفاخرة، لا ينظرون إلى شاشات التلفزيون كي لا يروا الفلسطينيين في غزة يأكلون العشب. كل يوم يتجاهلون فيه ذلك؛ يفقد مئات الأشخاص حياتهم في غزة، ويصبح الأطفال أيتامًا، والآباء والأمهات يفقدون أبناءهم.

لِنرَ الحقيقة المؤلمة

لِنرَ الحقيقة المؤلمة: قضية فلسطين ليست بلا حل بسبب الولايات المتحدة أو الدول الغربية أو القوى العظمى الشرقية.

وإذا كانت القدس قد سقطت، وكانت فلسطين تحت الاحتلال، وتحولت غزة إلى مذبحة، فإن المسؤول الأول عن ذلك هو 54 دولة إسلامية.

دعونا لا نكذب على أنفسنا ونلقي باللوم على الآخرين. إذا كانت هذه الدول تريد حلًا، فلن تتمكن إسرائيل من التحرك في هذه المنطقة مقدار خطوة.

إذا كانت هذه الدول صادقة في حل المشكلة، لن تتحول غزة إلى سجن مفتوح؛ ولم يكن ليموت 31 ألف شخص، ولم يكن ليهاجر ملايين السوريين، ولن يصبح عشرات الآلاف لاجئين، ولم يكن لينقسم العراق إلى ثلاثة، أو تنقسم ليبيا إلى اثنين، ولن تصبح الصومال في حرب أهلية، ولن تبقى لبنان بلا دولة ومنكوبة.. والأمثلة كثيرة.

وفي رمضان هذا، وبينما تحفر في ذهني المشكمالاهد المؤلمة من غزة التي لن تمحى أبدًا، فإنني أؤكد الحقيقة المؤلمة: نحن لا نعترف بأننا غير قادرين على حل مشاكلنا الداخلية، لذا نفضل أن نلقي باللوم على الدول الغربية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق