الاثنين، 25 مارس 2024

مستقبل الإسلام في الغرب بعد “طوفان الأقصى”

 

مستقبل الإسلام في الغرب بعد “طوفان الأقصى”

كاتبة وصحفية بريطانية


توقعت حدوث تحول ثقافي كبير، وهو ما أعلنته من خلال مجموعة واتساب شخصية.

منذ أن كتبت لأول مرة عن الانتخابات الفلسطينية عام 2006، حاولت دون جدوى تغيير آراء العائلة والأصدقاء البريطانيين حول الضحية الإسرائيلية.

توقعت حدوث تحول ثقافي كبير، وهو ما أعلنته من خلال مجموعة واتساب شخصية.

منذ أن كتبت لأول مرة عن الانتخابات الفلسطينية عام 2006، حاولت دون جدوى تغيير آراء العائلة والأصدقاء البريطانيين حول الضحية الإسرائيلية.

لم أُفاجَأ حينها بردّ صديقي المقرب سام على ندائي في 11 أكتوبر/تشرين الأول، “صلوا من أجل غزة”، إذ كتب “كيف يمكن لأعمال حماس أن تسمح بالسلام؟” وهذا ما تعتبره تل أبيب أمرًا مسلمًّا به. أما الآن، فهناك سرد جديد آخذ في الظهور.

في 20 أكتوبر، قامت منشئة المحتوى ميغان رايس بتسجيل مقطع فيديو عاطفي على تيك توك تطلب فيه من متابعيها الاستماع إلى رسالتها حول فلسطين والإيمان.

“لأنه لا يشبه أي شيء رأيته في حياتي. لقد شاهدت حرفيا مقاطع فيديو لأشخاص فقدوا كل شيء… يحملون أطفالهم القتلى بين أذرعهم وما زالوا يشكرون الله”.

من السهل استبعاد مثل هذا المحتوى العاطفي على وسائل التواصل الاجتماعي من جيل تم تدريبه على أن يكون له فترة انتباه قصيرة. تشهد رحلاتي إلى المملكة المتحدة منذ ذلك الحين على تغيير محوري في الرأي. يقارن الأئمة ارتفاع “موجة التحولات الدينية” بالارتفاع الذي حدث في أعقاب 11/9، ولكن هناك فرقًا كبيرًا بينهما، إذ بعد 11/9 التقط الغربيون القرآن نتيجة الشعور بالعداء والغضب باحثين عن إجابة لما يدور في أذهانهم “من هم هؤلاء المجانين وما هي عقيدتهم القاتلة؟” واليوم، يقرأ أطفالهم الفاتحة وقلوبهم مليئة بالشجاعة والبسالة والإيمان.

معتنقو الإسلام في المملكة المتحدة

في هذا الجو المتعاطف، نتساءل عن إمكانية ازدياد عدد الأشخاص، مثل ميغان رايس، الذين سيقبلون الإسلام ويرفضون الرواية الإسرائيلية إلى الأبد؟

قد يكون من الصعب الحصول على الأرقام الثابتة حول معتنقي الإسلام الجدد. ومع ذلك، فقد ذُكرت لي إحصائية مذهلة على مستوى المملكة المتحدة. حتى الآن 75 في المئة من معتنقي الإسلام الجدد هم من النساء. بعد 7 أكتوبر ظهر “الارتفاع الكبير” في إعلان الشهادة متساويًا بين الذكور والإناث بنسبة 50/50. وغيَّر الرجال البريطانيون نظرتهم إلى العالم بأكمله وحتى إيمانهم، بسبب هذه الإبادة الجماعية.

تٌسهل الخوارزميات تتبع الأرقام المتعلقة بالوضع السياسي المتدهور لإسرائيل.

“تيك توك” ليست المنصة الوحيدة التي لم يعد مستخدموها يصدقون الروايات الصهيونية، فقد شهدت منصة ألعاب فيديو شهيرة تسمى “روبلوكس” (Roblox) احتجاجات افتراضية. وتضم هذه المنصة أكثر من 65 مليون مستخدما نشطا يوميا، وغالبية مستخدميها هم من الأطفال الذي يبلغون 12 عاما أو أقل.

يهيمن الشباب الذين يتعاطفون مع فلسطين على تيك توك.

في ديسمبر، تم استخدام “فلسطين حرّة#” (#FreePalestine) في 214 ألف مقطع فيديو تم نشره على تيك توك من الولايات المتحدة. ووفقا لبيانات تيك توك المتاحة للجمهور، تمت مشاهدة مقاطع الفيديو هذه 525 مليون مرة.

وعلى الصعيد العالمي، تم استخدام الهاشتاغ نفسه في مليون مقطع فيديو وتمت مشاهدته 4 مليارات مرة.

أما في اللغة العربية، فقد تم استخدام هاشتاغ يقول بكل بساطة “فلسطين#” (#Palestine) في 895 ألف مقطع فيديو تمت مشاهدتها 7 مليارات مرة.

حظر تيك توك

شاكن، ممثل مجلس النواب الأمريكي، أقر مشروع قانون لحظر تيك توك. وقد لاحظت صحيفة وول ستريت جورنال أن أحد الأسباب الرئيسية وراء الحاجة الملحة لتمريره قد يكون قلق واشنطن بشأن وفرة المحتوى المتعلق بالإبادة الجماعية الإسرائيلية.

إنهم لا يفقهون أن دعم فلسطين من خلال تيك توك أو ميتا ليس مزيفًا، بل هما يعكسان الواقع فقط.

من الأسهل على الشباب أن يتعاطفوا ويقدروا الرعب الحقيقي والأمل من أمثال وائل وبيسام ومعتز بدلا من استيعاب المرضى النفسيين الذين يرتدون الزي الرسمي ويسرقون الملابس الداخلية لنساء مفقودات أو يتكورون على سرير طفل ربما يكون ميّتًا أو مصابًا.

“يا إلهي”. أشاهد الأخبار باستمرار وأدعو الله أن تصل المساعدات. يا إلهي ما الذي يمكنهم فعله؟ “أرسل سام رسالة نصية مؤخرا كاتبا: الصلاة؟”.

الإسلام أسلوب حياة يبرز فائزًا مفاجئًا بين أنقاض الإبادة الجماعية، وهي مفاجأة للآخرين، ولكن ليس لأولئك الذين يربطهم الإيمان بمجتمعهم في مواجهة الدمار المطلق والشامل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق