(إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا)..
د. عبد العزيز كامل
بعض الدراسات التاريخية تشير إلى أن فرعون موسى هو( رمسيس الثاني) والبعض يقول إنه كان ابنه الذي كان طاغية مثل أبيه.. أيا كان الأمر ؛ فالفرعونية صفة لازمة لكل طاغية يحكم مصر , قديما أو حديثا .. بل هي صفة كل طاغية من كل أمة , فأبو جهل – لعنه الله – عندما مات قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا كان فرعون هذه الأمة) [ الترمذي 3232 بإسناد حسن ] ...
مع أن أبا جهل لم يكن مصريا ولا حاكما رسميا .
في مصر اليوم فرعونية جديدة , برأسها وأدواتها وجنودها وجهلة أتباعها...نحتاج حتى نفهما ونتعامل معها أن نستحضر حديث القرآن الكثير والكثيف عن الفرعونية القديمة ...وقد لخصت سورة القصص المسلك الفرعوني في كلمات معدودة :
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}
|
بين رمسيس القديم و"رمسيسي" الجديد؛ أوجه شبه لا يمكن أن تكون مجرد صدف :
- (علا في الأرض)... متكبرا بقواه
- (جعل أهلها شيعا ) ... مفرقا بينهم بهواه
- (يستضعف طائفة منهم) .. منحازا إلى الأخرى بطغواه
- (يذبح أبناءهم) .. وفي آيات أخرى ( يقتل ) فالهدف القتل, وإن تعددت الوسائل .
- ( ويستحيي نساءهم ) يهين حرماتهن ويستهين بمشاعرهن بقتل فلذات أكبادهن أمام أعينهن .
- ( إنه كان من المفسدين ) يحب الفساد ويقرب المفسدين
صفات كبر وعلو وطغيان ,كان يمكن أن تجلب إحباط المستضعفين ويأسهم من أي حل في أية حال , لولا أن الله بعدها قال : ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾
... العزةعاقبتكم أيها المستضعفون .. ولكنكم قوم تستعجلون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق