الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

(إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا)..


(إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا)..

د. عبد العزيز كامل‎

بعض الدراسات التاريخية تشير إلى أن فرعون موسى هو( رمسيس الثاني) والبعض يقول إنه كان ابنه الذي كان طاغية مثل أبيه.. أيا كان الأمر ؛ فالفرعونية صفة لازمة لكل طاغية يحكم مصر , قديما أو حديثا .. بل هي صفة كل طاغية من كل أمة , فأبو جهل – لعنه الله – عندما مات قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا كان فرعون هذه الأمة) [ الترمذي 3232 بإسناد حسن ] ...
 مع أن أبا جهل لم يكن مصريا ولا حاكما رسميا .
في مصر اليوم فرعونية جديدة , برأسها وأدواتها وجنودها وجهلة أتباعها...نحتاج حتى نفهما ونتعامل معها أن نستحضر حديث القرآن الكثير والكثيف عن الفرعونية القديمة ...وقد لخصت سورة القصص المسلك الفرعوني في كلمات معدودة :
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}

بين رمسيس القديم و"رمسيسي" الجديد؛ أوجه شبه لا يمكن أن تكون مجرد صدف :
- (علا في الأرض)... متكبرا بقواه
- (جعل أهلها شيعا ) ... مفرقا بينهم بهواه
- (يستضعف طائفة منهم) .. منحازا إلى الأخرى بطغواه
- (يذبح أبناءهم) .. وفي آيات أخرى ( يقتل ) فالهدف القتل, وإن تعددت الوسائل .
- ( ويستحيي نساءهم ) يهين حرماتهن ويستهين بمشاعرهن بقتل فلذات أكبادهن أمام أعينهن .
- ( إنه كان من المفسدين ) يحب الفساد ويقرب المفسدين
صفات كبر وعلو وطغيان ,كان يمكن أن تجلب إحباط المستضعفين ويأسهم من أي حل في أية حال , لولا أن الله بعدها قال : ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾
... العزةعاقبتكم أيها المستضعفون .. ولكنكم قوم تستعجلون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق