أسرار بــــ "المجان".. والحساب على السيسي
الذي يدير الصراع من جهة الانقلابيين، ليس مجرد عقلية استخباراتية أمنية فقط، بل هي أيضا عقلية تعاني من اضطراب نفسي واضح..
كمية المعلومات التي نُشرت عن أسلوب عمل الاستخبارات، وأسرار المكائد، وتفاصيل المؤامرات، وبألسنتهم هم أنفسهم، لا تدل إلا على ارتباك واضطراب وخلل، فليس هكذا تعمل أجهزة المخابرات، هذه المعلومات عادة ما تنقضي سنوات قبل أن تتكشف، ثم نتلمسها في مذكرات هنا أو حوارات هناك، بعد أن تكون الأحداث قد تجاوزت الشخصيات والكيانات المرتبطة بتلك الأسرار..
الآن يقدم لنا هؤلاء العباقرة عرضا خاصا: أسرار بــــ "المجان".. والحساب على السيسي..
عندما يتحدث لواء سابق في المخابرات، عن قيام الجيش بدفع ملايين لتمويل أحزاب وائتلافات لهدف واحد هو مواجهة الإخوان، فماذا يعني ذلك؟ هذا اعتراف خطير سيكون له تبعاته لو أُحِسن استغلاله..
وعندما يتم تسجيل المحادثات بين رئيس معتقل وبين محاميه، وفي حماية الأمن، ثم يُذاع التسجيل على أنه سبق صحفي..
وعندما يعترف إبراهيم عيسى بأنه كان يجلس مع السيسي أسبوعيا ليتحدثا عن ترتيبات الانقلاب على الرئيس..
وعندما يعترف مسئولون في المخابرات والداخلية، بأنهم كانوا يخالفون أوامر الرئيس، ولا يتعاونون معه، بل يقول وزير الداخلية أنه أعاد جهازا أمنيا بأكمله إلى العمل دون علم الرئيس...
كل هذا -وغيره كثير- ماذا يعني؟
الأسرار التي يكشفونها بأنفسهم، لا تقل خطرا عما يتكشف من خلال تسريبات رصد والجزيرة، وهذا يجعلنا نتساءل عن مفهوم مصطلح "الأسرار الأمنية" ..
يبدو الأمر كأن جرعات "السفه والخبل العقلي" التي يضعونها في الخطاب الإعلامي الموجه للجماهير، قد اختلطت بهم عن غير قصد، فتأثروا بها، وصارت البضاعة واحدة، والسفه بالمجان للجميع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق