قرية اللفيتات بسيناء.. لم يبق سوى الشاة والطير
منى
الزملوط-سيناء
تدخل قرية اللفيتات جنوب مدينة الشيخ زويد
في شبه جزيرة
سيناء، لا تجد من تتحدث إليه، تصادفك شاة تهرول هائمة بعدما تركها
أصحابها, أو طير يترقب حال القرية بعد خلوها من البشر والحياة, فالمنازل مدمرة،
وبقايا أثاثها أو متعلقات أصحابها محروقة.
هذه القرية التي شهدت لأيام متتالية قصفا
عنيفا وحملات أمنية شنها الجيش المصري, فر سكانها وهجروا منازلهم وأرزاقهم ولجؤوا إلى
أماكن أكثر أمنا، علها تحميهم من قصف جيش بلادهم، كما يقولون.
وبعد ساعات من البحث لسؤال أحد سكان القرية عما حصل فيها، التقت
الجزيرة نت عجوزا تدعى أم سليمان (نحو مائة عام)، تؤكد أنها لا تستطيع الهجرة أو
الخروج من القرية، ولا تملك بديلا آخر, وتشير إلى حيواناتها من الماعز والدجاج،
وتقول باكية "كيف أذهب وأترك ما أملكه؟".
أما أين ذهب أهل القرية؟ تجيب العجوز بأنهم فروا خوفا على حياتهم
وحياة عائلاتهم، أما "أنا فقد فقدت صحتي ونظري ولا فرق بين الموت من القصف أو في
مكان آخر.. لن أرتاح بعد ما رأيته من تدمير وتخريب إلا في القبر".
القوات
الدولية
فقط ثلاث عائلات بقت في القرية لأنها تعيش قرب المراكز الدولية لقوات حفظ السلام التي فرضتها معاهدة كامب ديفد. ومع تجريف أشجار الزيتون وتدمير المنازل، أصبح العقاب جماعيا دون التأكد إن كان المعاقَبُ "إرهابيا أم مواطنا صالحا".
فقط ثلاث عائلات بقت في القرية لأنها تعيش قرب المراكز الدولية لقوات حفظ السلام التي فرضتها معاهدة كامب ديفد. ومع تجريف أشجار الزيتون وتدمير المنازل، أصبح العقاب جماعيا دون التأكد إن كان المعاقَبُ "إرهابيا أم مواطنا صالحا".
وفي أطراف هذه القرية تتمركز إحدى نقاط هذه القوات, حيث لم تسلم من
القصف والتدمير سوى المنازل القريبة منها، ويعزو السكان هذا إلى خشية الجيش من سقوط
صاروخ أو إصابة الجنود الدوليين إذا قصفوا هذه المباني.
ورغم ذلك فهم لا يأمنون غدر توقيت القصف كما ذكروا للجزيرة نت،
ويقول شاهد عيان من سكان هذه البيوت القريبة من النقطة الدولية إنهم رغم القصف
الليلي وخطورة التنقل، يحملون أمتعتهم وأطفالهم ليلا للنوم في حماية النقطة الدولية
ويعودون في الصباح إلى منازلهم.
حال
مزرية
أحد سكان قرية اللفيتات ويدعى سالم، يلفت إلى أن قربهم من مركز القوات الدولية أبعد عنهم شبح النزوح، وحَمَى منازلهم من الدمار كما حصل لمنازل القرية الباقية.
أحد سكان قرية اللفيتات ويدعى سالم، يلفت إلى أن قربهم من مركز القوات الدولية أبعد عنهم شبح النزوح، وحَمَى منازلهم من الدمار كما حصل لمنازل القرية الباقية.
وفوق ركام منزلها، كانت زينب تنتحب وتودعه بالبكاء، كأنها تلقي عليه
النظرة الأخيرة، وتحمل ما تستطيع نقله خارج القرية في سيارة صغيرة.. خبأت ملابسها
في حفرة كبيرة بجوار البيت حتى لا تحرق مع المنزل إذا ما عاود الطيران قصف
المنزل.
محمد السيناوي، أحد سكان القرية والنازح إلى مدينة العريش مع
والدته، يسأل عن مستقبله بعد مقتل أخويه ووالده في غارة للجيش المصري استهدفت
منزلهم، ويضيف "أصبحت مشردا أعيش مع أصدقائي, ووالدتي غادرت إلى منزل ذويها، ولم
نعد نملك شيئا بعدما تركنا قريتنا ومنزلنا الذي دمر بشكل كامل".
وبالتعبير عن اليأس من الأحداث والخشية من عودة قوات الأمن إلى
سيناء، لأن "الكلفة الباهظة تدفعها المنطقة من حياة أبنائها"، يختم محمد حديثه.
المصدر:الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق