لماذا استقال الببلاوي.. الآن؟
أحمد فهمي
- إقالة حكومة الببلاوي خطوة تم اتخاذها من اللحظة التي تم فيها تكليف أبواق الإعلام بالهجوم على أدائها ووزرائها، والهدف التقليدي من هذه الخطوة مهما كانت دوافعها، هو "تصفير العداد"..
- المشكلة هنا في توقيت إعلان الاستقالة، هل هو توقيت محدد مسبقا بدقة، أم أنه استجابة اضطرارية للضغوط؟ وما المغزى من إعلان الاستقالة قبل انتخابات رئاسية يفترض أن يقوم الرئيس الجديد بعدها بتكليف حكومة جديدة؟ وإذا كانت الاستقالة استجابة للضغوط، فهل يشير ذلك إلى أن أعضاء الحكومة أو بعضهم شعروا بأنهم يذبحون تدريجيا، فقفزوا قبل أن تبلغ السكين رقابهم؟
- الأعذار التي قدمها الببلاوي للاستقالة، هي نفسها التي كان يتحدث بها الرئيس مرسي، وهشام قنديل، والظواهر التي يحذر من خطورتها، هي نفسها التي كان الرجلان يحذران منها، فلماذا كان الانقلاب إذن؟..
- لا يتوقع أن يؤثر إجراء كهذا على الرأي العام، كون الناس لم تعد تتأثر بهذه الخدع المكشوفة، التي تهدف لاحتواء الغضب..
- في جميع الأحوال، الإجراء يشير إلى حالة فوضى عارمة، والمؤشرات العامة تؤكد أن مؤسسات الدولة تعاني من ارتباك وفوضى، وأن الاقتصاد يتردى، وأن القيم المجتمعية باتت معرضة للانهيار..
- تشكيل الحكومة من المعروف أنه إجراء يمكن أن يستغرق شهورا، فهل الهدف من الإقالة، هو تأجيل انتخابات الرئاسة لأن السيسي يشعر بالخطر؟ وهل تبقى حكومة الببلاوي لتسيير الأعمال، فتكون الاستقالة شكلية؟ أم أنهم سيسارعون بالتشكيل؟
الزمن الذي سيستغرقه تشكيل الحكومة الجديدة، له دلالات مهمة..
- أي مرشح جديد لرئاسة حكومة الانقلاب-كذا الوزراء- يعلم جيدا أنه مجرد "خروف" يجهز للذبح عن قريب..
- الانقلاب يدمر مصر، ومهما كانت شخصية الرئيس القادم بحسب خارطة الانقلاب، فإن لن يزيد الوضع إلا سوءا..
- الكلمة التي أسمعها كثيرا هذه الأيام، هي: لا توجد دولة في مصر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق