مجدى حسين يكتب
معركة تحرير مصر والعرب والمسلمين .. بل وتحرير العالم من طغيان الصهيونية الأمريكية
>> نحن لا نسعى لمحاربة أمريكا.. ولكن هى التى استولت على السلطة فى مصر.. ولا نجاح للثورة إلا بإقصائها
>> إذا لم يعتقل سيف اليزل.. فهذا يعنى أن الموساد يحكم مصر !!
>> جيش كامب دافيد دخل مرحلة تصنيع الطرشى.. وأسطول إيران وصل إلى سواحل أمريكا
نعم.. لقد استطالت المعركة مع هذه السلطة الانقلابية أكثر مما كنا نتوقع.. وإدراك الأسباب الحقيقية لذلك ضرورى لمواصلة الجهاد وتحقيق النصر.
ولقد شرحت السبب الأول لذلك فى مقال سابق (خطة 25 يناير 2014) وهو تدهور حالة القوات المسلحة بأكثر مما كنا نتوقع، ليس فى القيادة العليا وحدها ولكن فى الرتب العليا عموما وفى سائر الرتب وحتى بين صف الضباط؛ لأن الامتيازات التى يحصلون عليها تجعلهم فوق نظرائهم المدنيين من الموظفين فى الدولة بمسافة ليست قليلة، حتى إن السيسى تحدث فى مؤتمر مع الضباط عن موضوع توفير سيارة لكل ضابط، وقال لهم لا تنسوا صف الضباط!!
فهل يمكن لوزير أن يجتمع مع كبار الموظفين ويتحدث عن حق صغار الموظفين والعمال والسعاة فى توفير سيارة خاصة لهم.
هذا لا يحدث إلا فى الإنكشارية العسكرية من عرق ودم الشعب، وليس من عرق القوات المسلحة كما زعم المسئول المالى لنهب الأمة فى الجيش ولا أذكر اسمه الآن..
هذا عرق المجندين الذين يعملون بالسخرة مجانا فى الخدمة الإنكشارية الوطنية لـ«جيش مبارك وطنطاوى والسيسى إخوان» لأعمال المقاولات والزراعة والأدوات المنزلية والتصدير والاستيراد وما يستجد.
ونحسب أن السخرة انتهت من العالم إلا فى مؤسسة الجيش المصرى، ولا نتحدث عن المرتبات التى وصلت إلى مئات الألوف والملايين للكبار، غير المصادر الكبرى الأخرى الأهم للنهب الشهرى والسنوى.
نتحدث عن الصغار الذين يحصلون على عشرة أو عشرين ألفا فى الشهر أن الشيطان يوسوس لهم بسهولة:
ماذا يفديكم كلام جريدة «الشعب»؟ أو التحالف أو الإسلاميين؟ هذا كلام لا يؤكل عيشا.
من الذى سيعطى لك الشقة والعربية وشقة أخرى للمصيف وكل منتجعات الجيش شبه المجانية والنوادى فى أحلى أماكن فى سواحل مصر؟
من أين ستحصل على بديل لكل هذا ولإرسال أولادك للتعليم فى مدارس خاصة أو أجنبية؟
وطبعا الذى لم يحصل على كل ذلك.. فهو فى الدور ينتظر. ومن يعصى الأمر لا يترك بل يحبس فى السجن الحربى.
الجيش المصرى يطلب من أوباما صاحب المحطة تزويد السيارة بالبنزين وتنظيف الزجاج من الجثث
وعندما قال السيسى إن الجيش على قلب رجل واحد، كان هو الأقرب إلى الصواب؛ فلا أرى أى عسكرى محترم الآن إلا فى السجن الحربى ولا أعلم كم عددهم.
وأكرر عن نفسى: إنى أعترف بالخطأ فى التقدير، وكان ذلك فى إطار أكبر عملية خداع استراتيجى؛ إذ صور لنا بعض المرتبطين بالجيش أن العداء لإسرائيل وأمريكا لا يزال كامنا فيه وفى الدوائر العليا كالمخابرات مثلا.
والآن لا يصدق هذا الكلام إلا أبله أو صاحب منفعة، ولكن العجيب أن إعلامهم التافه لا يزال يقول ذلك، وبإمكان موظف بشركة تابعة للموساد مثل «سيف اليزل» أن يخرج ويتحدث عن إنجازات الجيش فى سيناء ضد الاختراق الإسرائيلى.
وصل الاستغفال إلى حد أن العمل فى الموساد علنيا أصبح أمرا طبيعيا، ولا أدرى لماذا تتم محاكمة أى شاب بتهمة التجسس مع الدولة الشقيقة إسرائيل؟
ثم يصل (الاستهبال) إلى قيام الشخص نفسه بالحديث ضد إسرائيل، وهذا تكتيك معروف فى عالم الاختراق: أن تترك عميلك يهاجمك، ولكن بشرط ألا يعمل معك علنا، ولكن حتى هذه القاعدة لم تعد ضرورية.
وخلال أيام سيتم تنصيب الجواسيس الإسرائيليين: مبارك وحسين سالم ويوسف بطرس غالى رموزا للأمة، بل بدأت عملية تلميعهم من كل ما علق بهم من اتهامات رغم استمرار حمل بعضهم جوازات سفر إسرائيلية وأمريكية وبريطانية.
وفريد الديب محامى الجواسيس يظهر كل يوم فى الإعلام كمتحدث رسمى باسم مبارك مؤقتا حتى يظهر هو بنفسه. طبعا هو لن يعود إلى الحكم ولكن تجرى عملية غسيل سمعة لنظام مبارك وكل شخوصه لأن السيسى وغيره من رموز ثورة 30 يونيو المجيدة من مكونات هذا النظام. وحتى لا يتحدث أحد عن أموال منهوبة أو دماء مسفوكة وتتواصل دائرة النهب والفساد، بل تتواصل السياسات نفسها الداخلية والخارجية، وبذلك تتحقق أهداف القيادة العليا
للقوا ت المسلحة كاملة.
فالمسألة مجرد (ركن) مبارك وأسرته وعودتهم إلى شرم الشيخ معززين مكرمين، وربما لا يعود بعض الأشخاص الآخرين إلى صدر المشهد كفتحى سرور وزكريا عزمى وصفوت الشريف، ولقد كبروا فى السن على أى حال، وكان يتعين للنظام أن يجدد دماءه من داخله؛ فالسيسى كان أصغر من فى المجلس العسكرى، ولكن سيحتفظ الجميع بكل أمواله وثرواته فى الداخل والخارج وستتم الاستعانة بهم كخبراء ومستشارين فى الفساد وتطريز القوانين وكل خبرات النهب والسلب، بل سيستعان بهم فى التثقيف الجماهيرى من خلال الندوات والبرامج التلفزيونية، فالنظم الفاسدة لا تأكل كبارها حتى يطمئن الجميع ويتوحد ضد الشعب!
وقد حدثت بالفعل استعانة ببعضهم فى ندوات أو برامج تلفزيونية.
هذه القيادة العليا بل وكل المؤسسة العسكرية التى فسدت حتى النخاع وقد شربت حتى الثمالة من مبادئ وقيم وضوابط وحوافز، أقصد سموم كامب ديفيد، هى التى تقود القتال بنفسها كما لم تقاتل إسرائيل، بل هى لم تقاتل إسرائيل أصلا ولا لحظة واحدة، وكلهم عدا شخص واحد (ربما قائد الدفاع الجوى) لم يشاركوا فى حرب أكتوبر، (وكانوا لسه فى المدرسة)! وأنا شخصيا وجيلى الذى حارب مجندا فى حرب أكتوبر لنا فى الجيش أكثر من كل هؤلاء البهوات.
هذه القيادة الحالية قاتلت منذ 3 سنوات لتصل إلى هذا الوضع البائس؛ أن تسيطر على الحكم، لتواصل إنتاج الطرشى والمخللات من خلال شركة صافى (بعد المياه) بينما إسرائيل تنتج منذ زمن الأقمار الصناعية التجسسية والطائرات بدون طيار وأسلحة الليزر... إلخ.
إن الدفاع عن المصالح الشخصية والجماعية لهذه الطائفة العسكرية (وهى عسكرية بالزى فحسب) هو السبب الأول وراء استطالة هذه المرحلة من الثورة، والتى أصبحت هى الثورة الحقيقية بعد الخلاص من الربش والرايش والطفيليات العالقة من النخبة الفاسدة. وباعتبارهم عسكرا فهم قادة المرحلة بالعتاد والقوة لحماية مصالح النظام ككل بجناحه المدنى الفاسد وأيضا بجناحه الكنسى العميل.
السبب الثانى لاستطالة المعركة
ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا، بل إن السبب الثانى لا يقل بل يزيد تأثيرا فى استطالة المعركة، وإذا أدركنا ذلك فسنتحلى بالمزيد من الصبر ونعرف حقا طريقنا وهدفنا الأصلى وخيارنا الذى لا محيد عنه مهما طال الزمن، السبب الثانى أننا نقاتل طواغيت الأرض: الحلف الصهيونى الأمريكى.
لا يصدق كثيرون عندما أقول لهم إننا نخوض معركة عالمية، وإننا فى مصر أهم بقعة فى العالم بنص القرآن ونصوص الواقع التى تؤكد إعجاز القرآن وتصدقه وأنه من لدن عزيز حكيم، وقد شرحت ذلك فى كتابات عديدة.
وأكرر باختصار لأهمية الموضوع وجوهريته: إن كل القوى العالمية عبر التاريخ أدركت أن السيطرة على مصر وما حولها (الذى يسمى الآن الشرق الأوسط) هو محور ومفتاح السيطرة على العالم؛ فمن يسيطر على مصر يسيطر على الشرق الأوسط، ومن يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على العالم.
هذه رؤية حزب «الاستقلال» وقراءته للتاريخ وهى رؤية قادة أمريكا الذين يتوارثون وثيقة بهذا المعنى منذ الرئيس «وودرو ويلسون» فى أثناء الحرب العالمية الأولى وحتى الآن، وهذا ما كتبته فى 7 نوفمبر عام 2012، والغريب أن عنوان المقال كان (صراع مفتعل حول الدستور.. وإبعاد البلاد عن التحديات الأساسية) كتبت فى هذه النقطة:
«ركزنا دائما فى حزب العمل على الدور التاريخى المحورى لمصر بحكم الموقع والموضع، وقلنا إن من يسيطر على العالم لا بد أن يسيطر على مصر ومحيطها الذى يسمى الآن (الشرق الأوسط) خاصة مصر وفلسطين والشام عموما (الرؤية الإسلامية لحزب العمل)، وهذه عبرة التاريخ. ولكن الولايات المتحدة أدركتها فى عهد الرئيس ويلسون (خلال الحرب العالمية الأولى) فى نظرية الاستراتيجى الجغرافى (أشعيا بومان) الذى كان يرسم لويلسون خططه، بل ظلت خطته الاستراتيجية قائمة حتى الآن، وهى تقول بضرورة وراثة كل المستعمرات الأوروبية والسيطرة على العالم بأسره مع التأكيد على أن السيطرة على الشرق الأوسط ضرورة للسيطرة على العالم. وهذا يفسر الموقف الشرس الذى اتخذه (أيزنهاور) من العدوان الثلاثى على مصر.
وبالفعل لا يزال كتاب بومان: العالم الجديد (800 صفحة) إنجيل البيت الأبيض حتى الآن. (أمريكا والإبادات الجنسية – منير العكش).
وواضح من اسمه (أشعيا) أنه يهودى، وقد ولد فى كندا واستوطن الولايات المتحدة، وكان من علماء الجغرافية السياسية وهى من العلوم التى لايهتم بها الإسلاميون مع الأسف. صحب الرئيس ويلسون فى مؤتمر فرساى عقب الحرب العالمية الأولى مستشارا فى شئون تخطيط الحدود. أسندت إليه المهمة نفسها فى وزارة الخارجية فى الحرب العالمية الثانية رئيس جامعة جونز هوبكينز (1935 – 1948).
نحن نحارب الحلف الصهيونى الأمريكى من أجل استقلالنا وحقنا فى تقرير المصير وتنظيم حياتنا كما نريد. وإذا كان لديك ذرة من كرامة وسمعت كيف تناقش أحوال مصر فى الكونجرس الأمريكى أو برلمان الاتحاد الأوروبى فلا بد أن تغلى الدماء فى عروقك. إنهم يتحدثون عن مصر كما نتحدث نحن فى برلماننا عن شئون كفر البطيخ أو أبوتشت.
إن مصر + الجناح الآسيوى للوطن العربى هو الشرق الأوسط المقصود حاليا.
4 أسباب لأهمية مصر ومحيطها:
وكان هذا المستطيل الذى يتوسط العالم له أهمية دائمة فى التاريخ لأنه هو المعبر الطبيعى بين الشرق والغرب حتى قبل حفر قناة السويس الحالية، وكان من قبل هناك عدة قنوات حفرت فى عهود قديمة: سنوسرت الثالث فى العهد الفرعونى، وكانت تربط بين البحرين المتوسط والأحمر عن طريق النيل، وجدد حفرها عمرو بن العاص بعد الفتح الإسلامى، وبين ذلك وبعد ذلك كانت البضائع تنقل من الإسكندرية على ظهر الدواب إلى بحر القلزم (الأحمر) عند السويس حتى عهد محمد على. وحتى فى عهد الطيران فإن أقصر الطرق بين الشرق والغرب تظل عبر هذا الشرق الأوسط، بينما مصر كانت هى المؤهلة لتكون الواسطة الرئيسية بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب فى اتجاه إفريقيا، ولكن فى ظل خيبة العسكر أصبحت دبى هى نقطة الترانزيت الأكبر بين الشرق والغرب، وهى فى المستطيل الذهبى المتوسط. ووفقا لإحصاء 2010 فإن دبى التى تتمتع ببنية تحتية لوجستية متقدمة يصل إليها 170 خط شحن و86 شركة طيران، هى على أتم الجاهزية لتكون من أكثر نقاط الترانزيت حيوية فى العالم. وتقوم قطر بمنافسة دبى فى المجال الجوى ولكن المسافة بينهما لا تزال كبيرة. مطار دبى الدولى تفوق على مطار هيثرو، كأكثر مطارات العالم ازدحاما. وهو يحتل حاليا ثانى أكبر المطارات من حيث أعداد المسافرين الدوليين بعد مطار هيثرو، وفقا للإحصاءات السنوية. ودبى تدخل فى المستطيل المتوسط ولا يمكن لأحد أن ينافسها إلا من داخله. ولا شك أن أمريكا والغرب وراء فكرة نموذج دبى، ولذلك طالما قلت للرئيس مرسى إن أمريكا لن تسمح لك بإنجاز مشروع محور قناة السويس إذا كان مشروعا وطنيا مستقلا لأنه يقوى مصر أكثر مما ينبغى. ولكن ما يهمنا الآن الإشارة إلى استمرار أهمية هذا المستطيل فى عهد الطيران.
بل حتى فى عهد الصواريخ، كان لمصر دور فى ضرب العراق بالصواريخ من البحر الأحمر. فالصواريخ لها مديات مختلفة، وتكتيكات الحروب لا يمكن أن تعتمد على صواريخ كروز بعيدة المدى فحسب، كذلك ثبت أن استخدام الصواريخ النووية بعيدة المدى غير ممكن عمليا لاحتمالات التدمير المتبادل المؤكدة. وظل البحر المتوسط بالغ الأهمية فى الصراع العسكرى، وعودة روسيا البحرية إليه تؤكد ذلك.
ولأن إيران تفهم فى الاستراتيجية وليست مثل... حكامنا، فإنها تسعى لتعزيز وجودها البحرى بالتدريج فى البحرين الأحمر والمتوسط، بل والمحيطين الهندى والأطلنطى.
الدولة العظمى التى تخرج من المستطيل الشرق أوسطى تخرج من عرش العالم..
من قبيز إلى أوباما
هذه الحقيقة فهمها المصريون القدماء عندما كانوا سادة العالم، فاهتموا دائما بتأمين وجود فلسطين والشام عموما فى إطار دولتهم حتى تركيا شمالا والعراق شرقا، وهذا ما فهمه حكام الفرس: (قمبيز) الذى غزا مصر، وحكام اليونان: (الإسكندر الأكبر)، والبطالمة من بعده، ثم الرومان وكيف كان محور صراعاتهم حول الإسكندرية، ثم الفتح العربى الإسلامى، ثم الصليبيون، ثم التتار، ثم العثمانيون، ثم الاستعمار الأوروبى الحديث، ونرى كيف اهتم نابليون وهتلر بمصر ومحيطها الشرق أوسطى، حتى الصراع السوفيتى الأمريكى تمحور حول مصر. وعادة كان من يفوز بمصر والقدس يفوز بالمركز الأول فى العالم.
بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجى الجغرافى المتوسط فإن أهمية مصر ومحيطها ترجع ثانيا إلى وجود الرموز الدينية الأخطر لمعظم سكان العالم: القدس المتنازع عليها روحيا، ثم مكة والمدينة.
ثالثا: إسرائيل وهى الوجه الآخر لفلسطين التى لا تضم القدس فحسب فهى حاضنة أحداث الإنجيل والتوراة، وإسرائيل هى الحليف العضوى والعقائدى للغرب والممثل له ولمصالحه فى المنطقة.
رابعا: ظهر البترول مؤخرا فى القرن الأخير فزاد أهمية المنطقة.
مصر هى عمود الخيمة فمن يستولى عليها يستولى على المستطيل الذهبى (مصر + الوطن العربى الآسيوى)، ويستولى على العالم أو يتحكم فيه على الأقل.
وأمريكا ورثت النفوذ الأوروبى فى هذا المستطيل، وقد ضعفت أو ضرب نفوذها فى أمريكا اللاتينية وآسيا، وأوروبا حليف وليست تابعا بسيطا.
النفوذ الأمريكى لم يبق إلا فى الوطن العربى ثم فى إفريقيا فى إطار عملية الإحلال بديلا عن النفوذ الأوروبى. لذلك أمريكا تخوض معركتها الأخيرة بكل شراسة وعنف بصورة لا تعرف التهاون أوالتهادن أو الرحمة فى كل دول الثورات العربية وعلى رأسها مصر.
ومن ثم نحن كمصريين ليس لدينا كما كنا عبر التاريخ، وعلى خلاف شعوب أخرى كثيرة، وبسبب هذا القدر، وقدرنا هو موقعنا أولا، ليس أمامنا سوى خيارين حادين لا ثالث لهما: خيار الاستقلال والعزة وممارسة حقنا فى تقرير مصيرنا وتحديد أسلوب ونمط حياتنا ومعتقداتنا، أو خيار العبودية للقوة العظمى.
لا يمكن الوصول إلى حل وسط بين الموقفين لأن القوة العظمى -وهى الآن الحلف الصهيونى الأمريكى- لا تكون إلا إذا كانت مصر تحت أقدامها، يحكمها عملاء وخونة وأتباع من الدرجة العاشرة.
نحن لا ندعو إلى معارك من أجل الفخر والتباهى والتحدى، نحن لا نسعى للعدوان على أحد؛ فكل هؤلاء البغاة جاءونا من أقاصى الأرض لمحاصرتنا واحتلال فلسطين وحاولوا احتلال الصومال والعراق وأفغانستان وفشلوا، وجاءوا بقواعدهم العسكرية وفرضوا هيمنتهم على مجتمعنا.
ومن يريد أن يعيش ذليلا أبد الدهر فهذا خياره، ولكن ليس خيار الأحرار، وليس خيار المؤمنين الذين أمرهم الله ألا يعبدوا إلا إياه، وهذا ما ندعو إليه ببساطة ونرى أن المصريين والمسلمين تمكنوا من فرض إرادتهم عبر التاريخ على كل الغزاة وتحرروا، وثقافة كامب ديفيد هى عدونا الأول لأنها قامت على غرس فكرة اليأس من مواجهة أمريكا وإسرائيل، حتى وإن قتلونا فى عقر دارنا بالسموم وبالانقلابات العسكرية بمن يحمل هويات مصرية مزيفة.
نقول إننا سننتصر لأن الشعب اتجه إلى الله ولم يعد يخاف الموت، وأصبح يدرك أن الحرية والكرامة من صميم الدين، ومثل هذا الشعب لا يهزم أبدا، بإذن الله، ولكن علينا أن ننشر هذا الوعى للشرائح الواقعة فريسة لإعلام الفتنة والدعارة.
ولا يمكن تعبئة كل قوى الأمة بدون توضيح حقيقة الصراع: نحن نحارب طاغوت العصر: أمريكا والصهيونية، وإن لم نفعل سقطنا فى أخطر فخ: الشرك بالله الذى أمرنا أن نكفر بالطاغوت.
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
magdyahmedhussein@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق