الأحد، 4 مايو 2014

مفارقات بين "السيسي" السفاح والحجاج بن يوسف


مفارقات
 بين "السيسي" السفاح والحجاج بن يوسف
أ.د. صلاح الدين سلطان
لقد فاق السيسي "السفاح" الحجاج بن يوسف حتى كاد أن يقول الناس لو قارنوا بين كل جنايات الحجاج وجرائم "السفاح" لقالوا كما قال الشاعر:

رب يوم بكيت منه     فلما مضى بكيت عليه

ولقد كان الحجاج بن يوسف حافظا للقرآن فصيحًا بليغًا سفاكًا للدماء، أما السيسي "السفاح" فلا يكاد يُبين، ويقتل في كل وقت وحين، كان الحجاج على فظاعته يُصغي إلى القرآن أحيانا حيث ورد أنه دخل على السجون فسأل رجلا عن جنايته فقال: ما جنيت شيئا لكن جاء رجالك "البلطجية" ليقبضوا على ابن عمي فلم يجدوه فأخذوني، فقال الحجاج: بل جنى عليك ابن عمك، كما قال الشاعر:

جانيك من يجني عليك وقد         تُعدي الصحاح فتجرب الجرب

فقال الرجل السجين: لكن الله يقول غير ذلك، فقال الحجاج: وماذا يقول الله، فقال الرجل: إن إخوة يوسف قالوا: "قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ" (يوسف:78-79)، فقال الحجاج على الفور: إذن أخرجوه، وأُفرج عن المسكين المظلوم، لكن السفاح قد تجاوز ظلمه بأعوانه الانقلابيين وقوات أمنه والبلطجية كل ما فعله الحجاج طوال عمره، ورغم بشاعات وفظاعات بن علي ومبارك والقذافي وعلي "فاسد" و المخلوع "مبارك" لكن دناءة الانقلابيين وخستهم وجبروتهم وقهرهم قد فاق الحدود، وجاوز كل خيال، ووصل لأعلى درجات الخبال، وقد هددوا العلماء فمنهم من رضخ ومنهم من نافق، لكن المسئولية ليست في رقاب العلماء وحدهم بل لابد للأمة أن يسعى بذمتهم أدناهم، وأن يتحركوا من أدناهم لأقصاهم، فهل يبقى العالم متفرجا على مجازر بالجملة، وهتك أعراض جماعية، وإذلال للشباب العُزَّل ونتف شواربهم وصعقهم بالكهرباء، وتجريدهم من ثيابهم وأمرهم بما يخجل القلم أن يخطه!!.

هل بقي في الأمة كما قال الله تعالى: "أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ" (هود: من الآية116)؟!! أم أننا رضينا النحت في رجولتنا ومروءتنا بل وإنسانيتنا بسماع كل خبر مع التخلى عن نصرة أهلنا وإخواننا الذين يعانون أضعاف ما عاناه المسلمون على يد الحجاج بن يوسف!.
أدعو إلى موقف واضح للعلماء وأن يُتناول في خُطب الجمعة جرائم السفاح والأضرار التي تهدد مصر بحكم العسكر، والوقوف أمام السفارات المصرية في العالم كله، فإذا لم نفعل فالساكت عن الحق شيطان أخرس "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" (الشعراء: من الآية227)، وهما فريقان: الظالمون ومن سكتوا عليهم!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق