حجارة داود في مواجهة عربات جدعون: انتصار المقاومة وفشل الاحتلال
د عز الدين الكومي
منذ السابع من أكتوبر 2023، حين هزّت عملية “طوفان الأقصى” أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث كشفت المقاومة الفلسطينية عن هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية التي طالما روّجت إسرائيل لها كجيش “لا يُقهر”.
تلك العملية التاريخية أسقطت أسطورة التفوق الإسرائيلي، وأظهرت أن جيش الاحتلال ليس سوى “نمر من ورق” يعتمد على دعايات كاذبة.
وعلى الرغم من تصريحات نتنياهو وجنرالاته عن تحقيق “النصر المطلق” والقضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى، فإن الواقع الميداني يكشف عن فشل ذريع في تحقيق هذه الأهداف، بينما تواصل المقاومة فرض إيقاعها من خلال عمليات نوعية مثل “حجارة داود” في مواجهة “عربات جدعون”.
طوفان الأقصى:
الصدمة التي كسرت الأسطورة كانت عملية “طوفان الأقصى” بمثابة زلزال استراتيجي هزّ أسس المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
اخترقت المقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب القسام، الحدود المحصنة، وكبدت الاحتلال خسائرغير مسبوقة.
اخترقت المقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب القسام، الحدود المحصنة، وكبدت الاحتلال خسائرغير مسبوقة.
هذا الفشل الاستخباراتي، الذي وصفته صحيفة “هآرتس” بأنه “لا يُمكن وصفه”، فضح الثغرات العميقة في قدرات إسرائيل على توقع تحركات المقاومة أو احتوائها.
وبعد قرابة عامين من الحرب المدمرة، التي دمّر خلالها الاحتلال البنية التحتية في غزة وقتل عشرات الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، فإن المقاومة لا تزال تحتفظ بقدراتها العسكرية والتنظيمية، بل طورت أساليبها لمواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.
وبعد قرابة عامين من الحرب المدمرة، التي دمّر خلالها الاحتلال البنية التحتية في غزة وقتل عشرات الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، فإن المقاومة لا تزال تحتفظ بقدراتها العسكرية والتنظيمية، بل طورت أساليبها لمواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.
حجارة داود:
رمز التفوق التكتيكي عملية “حجارة داود” الأخيرة في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس تُعدّ نموذجاً صارخاً لنجاح المقاومة في استنزاف جيش الاحتلال وفرض إيقاعها على مسرح العمليات.
في هذه العملية، التي وثقتها كتائب القسام بمشاهد حية، نفذت المقاومة هجوماً مركباً استهدف تجمعات وآليات الاحتلال.
لم تكتفِ المقاومة بالاشتباك المباشر، بل أظهرت جرأة وكفاءة عالية عبر استيلاء مقاتليها على سلاح جندي إسرائيلي بعد فراره من موقع عسكري.
وعلى الرغم من تعذر استكمال عملية الأسر بسبب الظروف الميدانية، تمكن المقاتلون من قتل الجندي، مما يعكس القدرة العالية على التخطيط والتنفيذ.
هذه العملية، التي جاءت رداً على خطة “عربات جدعون” التي حاول الاحتلال تنفيذها لتعزيز سيطرته، أعادت إلى الأذهان مشاهد “طوفان الأقصى”.
فقد أظهرت المقاومة قدرتها على تنفيذ عمليات معقدة رغم الحصار والتدمير الممنهج، مما يكشف عن فشل الاحتلال في كسر إرادة المقاومة أو إضعاف بنيتها العسكرية.
استخدام ثمانية عشر مقاتلاً في هجوم نوعي يعكس التفوق التكتيكي والمرونة القتالية، حيث استطاعت المقاومة إرباك قوات الاحتلال وإجبارها على التراجع.
فشل “عربات جدعون” واستمرار حرب الاستنزاف خطة “عربات جدعون”، التي روّج لها الاحتلال كجزء من استراتيجيته للسيطرة على غزة، لم تكن سوى محاولة يائسة لاستعادة هيبة جيش فقد مصداقيته. لكن عملية “حجارة داود” أثبتت أن المقاومة لا تزال تملك زمام المبادرة. من خلال حرب استنزاف ذكية، نجحت المقاومة في استهداف نقاط ضعف الاحتلال، مستفيدة من معرفتها العميقة بالأرض ودعمها الشعبي الواسع. هذا الدعم، إلى جانب القدرة على التكيف مع التحديات الميدانية، جعل المقاومة قوة لا يُستهان بها، قادرة على إفشال خطط الاحتلال الطموحة.
نتنياهو ووهم النصر :
تصريحات نتنياهو عن تحقيق “النصر المطلق” تبدو اليوم بعيدة كل البعد عن الواقع. فبينما يواصل الاحتلال قصفه العشوائي وتدميره للبنية التحتية في غزة، فإن المقاومة تواصل عملياتها بنجاح، مما يعكس أزمة عميقة في استراتيجية إسرائيل.
الفشل في استعادة الأسرى أو القضاء على حماس، إلى جانب الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبدها الاحتلال، يؤكد أن “عربات جدعون” لم تكن سوى محاولة فاشلة للتغطية على الهزيمة الاستراتيجية التي مُنيت بها إسرائيل منذ “طوفان الأقصى”.
الفشل في استعادة الأسرى أو القضاء على حماس، إلى جانب الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبدها الاحتلال، يؤكد أن “عربات جدعون” لم تكن سوى محاولة فاشلة للتغطية على الهزيمة الاستراتيجية التي مُنيت بها إسرائيل منذ “طوفان الأقصى”.
وختاماً :
انتصار الإرادة على القوة عملية “حجارة داود” ليست مجرد عملية عسكرية، بل رمز لصمود الشعب الفلسطيني وإرادته التي لا تُكسر. في مواجهة “عربات جدعون”، فقد أثبتت المقاومة أنها قادرة على تحدي جيش الاحتلال رغم التفوق التكنولوجي والعددي. هذا النجاح يعيد تأكيد أن المقاومة ليست مجرد تنظيم عسكري، بل هي تعبير عن إرادة شعب يقاتل من أجل حريته وكرامته.
د/عزالدين الكومي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق