السبت، 16 أغسطس 2025

إسرائيل الكبرى.. و(المفاجأة) الكبرى

 إسرائيل الكبرى.. و(المفاجأة) الكبرى

د. عبد العزيز كامل

لم تصدمني أو تفاجئني تصريحات أبي لهب اليهودي في مقابلته له مع قناة “i24” العبرية مؤخرًا ، عندما قال: ” أنا في مهمة تاريخية وروحية، مرتبطة برؤية إسرائيل الكبرى”..!

فزعيم الأنتان الذي عبر عن قناعته دون لفٍ أو دوران.. لم يأت بجديد عما يعرفه أي مهتم له أدنى إلمام بأهداف اليهود المعلنة؛ وفي مقدمتها السعي لاستكمال الهيمنة.. على أراضي ما أسموه ( إسرائيل الكبرى) منذ قام كيان العدوان..

●.. ولكن الصادم والمفاجيء حقًا.. أن نرى زعماء العرب وسياسييهم وإعلامييهم يتعاملون مع تصريحات ” النتن ” عن (إسرائيل الكبرى).. وكأن قضيتها لم تكن هي موضوع الصراع منذ بدأ، حيث رفض اليهود أن تُرَّسَم لدولتهم حدود حتى تستكمل مكوناتها التوراتية، وبحسب عقائدهم التلمودية..

●.. وكأن ساسة اليوم أيضا لم يعلموا.. أن توسع شياطين صهيون في استيطان أوطان الآخرين.. لم يكن هو المقصود في كل حروب اليهود التي احتلوا من خلالها معظم أرض فلسطين، وأجزاء من أرض سوريا والأردن ولبنان ، ومن قبل احتلوا شبه جزيرة سيناء كاملة، ثم ردوها منزوعة السلاح بثمن باهظ ومؤقت، وهو أن تكون حرب أكتوبر (آخر حرب) يخوضها جيش مصر ضدهم ، ولو اجتاح اليهود كل بلاد العرب حولهم..

●.. وكأن سياسيينا لم يعرفوا من قبل أن علم دولة اليهود الذي يرفرف على معظم عواصمهم العربية و ” الإسلامية”.. يرمز بخطيه الأزرقين إلى حدود الدولة اليهودية المستقبلية( من النيل إلى الفرات) شرق وغربا، ومن جنوب تركيا حتى حدود المدينة المنورة.. شمالا وجنوبا ..!

●.. وكأنهم لم يروا (نجمة داوود) الزرقاء في وسط الراية اليهودية الغبراء التي تخفق في سماء بلادهم، رامزة إلى (دولة الملك داوود) التي يريدون اليوم استعادتها تحت مسمى ( إسرائيل الكبرى) حيث كانت تمثل في الماضي أقصى الحدود التي وصل إليها أسلاف اليهود، قبل يحرموا من الاصطفاء و يلعنوا على ألسنة الأنبياء .. بمن فيهم داوود.. !

●.. وكأن ساستنا المثقفين كذلك لم يروا في حياتهم صور قطعة العملة المعدنية الإسرائيلية ( الياغورا) التي يتداولها شعب (ياهوا المختار) وهي منقوش عليها بصورة واضحة خريطة إسرائيل الكبري، ليظل تداولها ” تذكارا ” لشعب العصابات المحاربة الصهيونية – مدنية كانت أو عسكرية – في معاملاتهم المالية اليومية، للتذكير بحدود دولة المستقبل الخالصة لأصحاب الديانة اليهودية..!

●.. وكأن هؤلاء الزعماء الذين وقَّع غالبيتهم – بانتظار بقيتهم – على مايسمى (اتفاقية إبراهيم).. لم يعلموا أن حقيقة تلك الاتفاقية هي الدعوة إلى الهيمنة الإدارية اليهودية على ما يسمى ( مسار إبراهيم) الذي يدَّعون أنه أول أنبيائهم، وذلك تحت مسمى ( الولايات المتحدة الإبراهيمية) وهو المسار الذي سار في طرقه إبراهيم – عليه السلام – خلال هجراته وتنقلاته من العراق التي ولد بها، إلى الشام التي بنى فيها المسجد الأقصى، ومرورا بمصر التي تزوج منها هاجر، ووصولا إلى مكة التي بنى بها الكعبة المشرفة..!

●.. وكأن ساسة العرب هؤلاء لم يسمعوا ترامب الكذوب وهو يتأسف منذ وقت قريب على أن إخوانه في الصهيونية.. لأن دولتهم العدوانية لم تأخذ حقها في أن تظل ” باقية تتمدد” ، قائلا : ” إسرائيل” بلد صغير، يحتاج إلى توسع كثير ..!!

●.. وكأن هؤلاء الساسة – عربًا وعجمُا – لم يشاهدوا (متفرجين) مع جماهير شعوبهم المقهورة .. كيف أحرق أبالسة تل أبيب بدعم من شياطين واشنطن.. مدينة غزة الأبية، الباقية من الأرض الفلسطينية، بغرض ضمها لحدود دولة اليهود، بعد تهجير سكانها، تمهيدا – بحسب زعمهم واعتقادهم – لاستعادة سيناء ( المقدسة ) المملوكة كلها لهم – حسب زعمهم – لأنها كان بها غالب تاريخهم مع أعظم أنبيائهم، موسى عليه السلام ..!

●.. لكل هذا نقول : إن نصر الله وولايته وتأييده للذين سيُخرجون شعب إبليس المختار من سائر ما اغتصبوه من الديار، في فلسطين وغيرها…. لن يكون تحت رايات العلمانيين المتسابقين للتوقيع على(اتفاقات إبراهيم) بل بسواعد المستقيمين على ملة أبينا إبراهيم..

فاللهم كن مع طلائع الذين سيجوسون خلال الديار .. ياقوي ياجبار ..

و أيدهم بقوتك وحولك..

في بلاد الأقصى الذي باركت حوله.. وفي البلاد حوله ..

اللهم آمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق