تحركات السياسة الإسرائيلية وتكامل المشروعين الصهيوني والصفوي
بقلم: المدون والباحث علي الغامدي / جدة
ــــ الهدف الغربي من الاتفاق مع إيران –في تقديري- هو كسب الوقت تمهيدا لتنفيذ الإستراتيجية الجديدة وإن مُنعت إيران من حمل النووي ورُفعت العقوبات عنها.
ـــ يقول الرئيس الإسرائيلي بيريز في محاضرة ألقاها في الثمانينات إن التقارب الإسرائيلي-الإيراني ضرورة، وهذه مصلحة مشتركة مع إيران،ـ وهو ما حصل بالفعل بين أمريكا الداعمة للكيان الصهيوني وإيران، والذي تقول الصحافة الإسرائيلية بأن مُخطِطه هو رئيس الحكومة نتنياهو.
ــــ والمراقب للسياسة الأمريكية في "الشرق الأوسط"، يدرك بأن أمريكا قد اعتادت في سياستها للشرق الأوسط أن لا تخطوا خطوة دون مشورة إسرائيل، لما لها من نفوذ داخل الكونقرس الأمريكي، وخروجها الآن من المنطقة، يعني تسليمها لإسرائيل ملف الشرق الأوسط السياسي بأكمله.
ــــ والمراقب أيضا لتحركات الكيان المسخ "إسرائيل" حاليا يلاحظ أنها تسعى لتنفيذ عدة مهمات إستراتيجية خطيرة:
1- إنشاء قناة مائية تفصلها عن الأردن، بحيث تجعل لها حدودا مائية على طول شقيها الشرقي والغربي.
2- التحريض على غزة لتبرير ضربها، والهدف هو نشر قوات حفظ السلام لتحمي حدود إسرائيل الجنوبية فيصبح الاعتداء عليها اعتداءا على الأمم المتحدة.
3- الوصول إلى حل مرضي لإسرائيل في المشكلة الفلسطينية أو تحميل الفلسطينيين أزمة رفض السلام، ويظهر هذا من الحل المجحف الذي قدمه كيري.
4- إنشاء معسكر سني موالٍ، لكي يكون التقارب الإسرائيلي-الإيراني مبررا وهذا ما يسعى له الكيان الصهيوني إذا ما قرروا خلع عباءة العداء.
5- تغيير العقيدة العسكرية لجيوش المنطقة لكي يكون الحرب على الإرهاب -الإسلام- أولويتها لا الحرب على إسرائيل.
6- سرقة الغاز المصري من البحر المتوسط.
ــــ وبهذا تكون إسرائيل قد أمنت نفسها سياسيا وعسكريا واقتصاديا من أي حرب قد تنشأ مستقبلا في المنطقة.
ــــ وإذا ما قُرئت كل هذه الأمور -إضافة إلى خروج أمريكا من المنطقة وتقاربها مع إيران- في سياق واحد، فستعلم أنها تخدم إسرائيل أكثر مما تضرها.
ــــ ويظهر أن هدفها -من وراء هذا كله- زعزعة المنطقة ونشر النموذج العراقي في العالم العربي عموما ومشرقه خصوصا مع المحافظة على ثلاثة ضمانات:
1- ضمان تدفق الطاقة
2- ضمان أمن الحدود الإسرائيلية
3-ضمان استمرار الحرب.
فبالأولى تتحقق المصلحة الغربية، وبالثانية تتحقق المصلحة الإسرائيلية وبالأخيرة يُمنع قيام أي دولة تهدد النظام العالمي، والنتيجة هي دول فاشلة كأفغانستان والعراق والصومال، ينتشر فيها السلاح والفقر والجهل وتنعدم فيها الدولة المركزية.
وتكثر فيها الكيانات السياسية المسلحة -على غرار حزب الله- بحيث تمتلك سلاحاً تقاتل به الكيانات المنافسة معتمدة على تفسيرات دينية وشحن طائفي وإيديولوجي، فتدعم -إسرائيل- هذا وتشتري ولاء ذاك وتحرض على هذا، وهي مصلحة مشتركة مع إيران التي لم تنمُ كياناتها الموزعة على أطراف الجزيرة العربية في لبنان واليمن والعراق وتترعرع إلا في ظل غياب الدولة ووجود الدعم الأجنبي.
ــــ وفي ظل هذا الاحتراب الداخلي بين العرب، لن تجد إسرائيل فرصة أفضل من هذه لتطبق "إستراتيجية إسرائيل في الثمانينات" التي نشرتها مجلة Kivonim 22.
ولن تجد إيران التي تدعي ملكية الساحل الغربي من الخليج كذلك فرصة أفضل من هذه للانقضاض عليه، فيصبح هلالها الشيعي بدرا كاملا.
ومن أدلة البدء في تنفيذ هذا المشروع، إسناد أوباما ملف العراق السياسي لنائبه جو بايدن قبل فترة، وهذه نبذة عنه: 24 pic.twitter.com/uxBBU9jkxZ
فبالأولى تتحقق المصلحة الغربية، وبالثانية تتحقق المصلحة الإسرائيلية وبالأخيرة يُمنع قيام أي دولة تهدد النظام العالمي، والنتيجة هي دول فاشلة كأفغانستان والعراق والصومال، ينتشر فيها السلاح والفقر والجهل وتنعدم فيها الدولة المركزية.
وتكثر فيها الكيانات السياسية المسلحة -على غرار حزب الله- بحيث تمتلك سلاحاً تقاتل به الكيانات المنافسة معتمدة على تفسيرات دينية وشحن طائفي وإيديولوجي، فتدعم -إسرائيل- هذا وتشتري ولاء ذاك وتحرض على هذا، وهي مصلحة مشتركة مع إيران التي لم تنمُ كياناتها الموزعة على أطراف الجزيرة العربية في لبنان واليمن والعراق وتترعرع إلا في ظل غياب الدولة ووجود الدعم الأجنبي.
ــــ وفي ظل هذا الاحتراب الداخلي بين العرب، لن تجد إسرائيل فرصة أفضل من هذه لتطبق "إستراتيجية إسرائيل في الثمانينات" التي نشرتها مجلة Kivonim 22.
ولن تجد إيران التي تدعي ملكية الساحل الغربي من الخليج كذلك فرصة أفضل من هذه للانقضاض عليه، فيصبح هلالها الشيعي بدرا كاملا.
ومن أدلة البدء في تنفيذ هذا المشروع، إسناد أوباما ملف العراق السياسي لنائبه جو بايدن قبل فترة، وهذه نبذة عنه: 24 pic.twitter.com/uxBBU9jkxZ
أخيراً، ولادة الدولة الحوثية وتقارب إيران مع الغرب تثبت لك أن المشروعين الصفوي والصهيوني متكاملين "وليسوا أعداء" كما قال شارون في مذكراته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق