السبت، 1 فبراير 2014

هل ينقرض شعب دولة «الطراطير»؟!



هل ينقرض شعب دولة «الطراطير»؟!


شريف عبدالغني

ما زلت أعيش نشوة الاحتفال بذكرى المرحومة «25 يناير» طيب الله ثراها. مع الانقلابيين -الذين تبين أنهم ليسوا بانقلابيين- الدنيا طعمها مختلف. الحياة بقى لونها بمبي وأنا جنبك، لكن إلهام شاهين مش جنبي. لمساتهم مبهجة بعيدا عن النكد الذي عشنا في ظله سنة كاملة مع مرسي.
ميدان التحرير تحول إلى كرنفال.. رجال ونساء.. شباب وشابات.. صبيان وبنات.. متحرشون ومتحرشات.
مصر كلها التقت في مسيرة «تلاحم وطني» مبهرة تثبت للعالم أن الحياة وردية وفوشيا وأن الأمة مصدر السلطات و «اللحمة» مصدر التحرشات، وأن «الشعب يتحدى الإرهاب».
 صدقت والله «الأهرام» في هذا المانشيت الذي توقعته أنا قبلها بأسبوع.
الصحيفة العريقة هي صوت الشعب. لذلك تحس بنبض واحد غلبان مثلي من الجماهير، وتضع المانشيت الذي توقعه.
مع الانقلابيين -الذين ليسوا بانقلابيين- أحلامك تتحول إلى واقع.
 أنت تفوض والطراطير تجيب.. ثم تأمر و «الدكر» يستجيب.
الإخوان الإرهابيون و «6 أبريل» المتوحشة وكل الشباب الخائن العميل حاولوا إفساد فرحتنا،
لكن رجال الانقلاب -الذي ليس بانقلاب- قدموا الغالي والنفيس وبذلوا الجهد والعرق في سبيلنا. خلصونا من أكثر من 100 إرهابي في يوم ذكرى الثورة تعمدوا إفساد الاحتفال ضمن مظاهرات إرهابية مجرمة.
مع الانقلاب -الذي ليس بانقلاب- ستتغير حياتنا للأفضل. لن نسمع من يطالبنا بعد الآن بتحديد أو تنظيم النسل، أو ضرورة وجود قوات فصل دولية بين الأزواج ليلة الخميس من كل أسبوع.
 أيام مرسي كانت نفس الشعب مسدودة عن الإنجاب والخلفة واللي يخلفوها حتى لا نستقبل مواليد تترعرع في ظل حاكم حاصل على الدكتوراه. دكتوراه؟! الشر بره وبعيد. دكتوراه يعني أن الرجل يؤمن بالتعليم، هذا من نتيجته أنه يخرج بنا عن موروثنا الشعبي وأفكارنا الأصيلة: «العلام يُفسد الغلام»!!
لن نكون بحاجة بعد الآن لاستيراد وسائل منع الحمل بالشيء الفلاني، ولا مشاهدة إعلانات تنظيم الأسرة، منعا لزيادة عدد السكان.
الانقلابيون -الذين ليسوا بانقلابيين- وضعوا خطة محكمة لعدم زيادة أعداد المصريين مهما ارتفعت نسبة المواليد. يعني اترك العنان يا مواطن لنفسك وللسيدة حرمك المصون لإنجاب ما شئتم. لن تمثلوا عبئا لأنكم لو أنجبتم 100 عيل في اليوم فالسادة الانقلابيون -الذين ليسوا بانقلابيين- كفيلون بالقضاء على 300 مقابلهم. هم يتحملون من أجلنا.. المواطن ينجب، والدولة الله يسترها دنيا وآخرة تخلصنا أولا بأول من الأعداد الزائدة.
البعض يخشى أنه بمرور الوقت ومع توالي نسبة القتل أن يصبح المصريون شعبا منقرضا، وأن يصل السائح إلى مطار القاهرة فلا يجد موظف استقبال ولا ضابط جوازات ولا أمين شرطة يجري وراءه بالجملة الأثيرة «كل سنة وانت طيب» طمعا في ورقة بـ20 دولارا أو دينارا أو حتى «باكو» لبان. المهم أي «نفحة».
مصر تعيش عصر «النفحات» والبطانيات والملابس المستعملة. لكنها ليست أي استعمال. إنها استعمال خليجي كما قال العلامة خيري رمضان. خيري حلو. لكن لميس أحلى. الإعلام يحصل على النفحات في السر، «نفحات» استعمال خليجي. لكن توفيق عكاشة يطلبها علنا وعلى الهواء. هل يمكن أن تنقرض لميس وزوجها وخيري وعكاشة؟ لا طبعا.. أطمئن الجميع أن من سينقرض هم شعب الإرهاب، أما شعب علي الحجار وإلهام ودينا ويسرا وسما وصابرين فسيبقى صامدا ويبقى مرتفع الهامة ويظل منتصب القامة ويثبت أن مصر قد الدنيا. هؤلاء هم الغيورون على مصلحة البلد ومستقبلها والأدرى بنفسية أهلها..
هل سمعتم صابرين وكلمتها المؤثرة: «الست العظيمة اللي بترقص في الاستفتاء بتعبر عن الإسلام السمح اللي عاوزينه»..
هل تابعتم إلهام شاهين أيقونة ثورة «30 سونيا» المباركة الله يبارك فيك، وهي تحمل على عاتقها مهمة توضيح صورة الإسلام الصحيح التي شوهها الإخوان الإرهابيون، وتصرف من حر مالها على قناة فضائية لهذا الغرض..
هل شاهدتم الإعلام اللي على أصوله في القناة التي أنشأتها سما المصري من عرق جبينها ومناطق أخرى لمحاربة فلول الإخوان. أرجوكم شاهدوا قناة سما. وقتها ستكتشفون وهم الجزيرة والبي بي سي.
لقد انكشف الإرهاب يا سادة. الحكومة العفية حددت الاحتفال في ميدان التحرير. الإرهابيون خرجوا عن الصف ولم يحتفلوا في التحرير. تحججوا بأن الـ260 ألف جندي الذين حشدهم القوم لتأمين الاحتفالات سيمنعونهم من الدخول. وهذا والله كذب وترهات وضلالات.
القوة الضاربة التي تحرس الميدان أدخلت جميع فئات الشعب. لم تستثن أحدا. الكل دخل واحتفل ورقص وتحرش وحصل على جوائز. إيهاب توفيق غنى والشعب رقص. ما ذنبنا إذا كان شعب الإرهابيين لا يعرف الرقص ومن غله وحقده يريد الانتقام من الشعب الراقص. لكن خاب مسعاهم.
شعب علي الحجار وإلهام أثبت تحضره وعدم إقصائه أحدا. الصور لا تكذب. «مواطن شريف» سكران يحمل في يد صورة كبير القوم، ويده الأخرى ممدودة إلى فمه بزجاجة خمر.. اسقني واشرب على أطلاله.. وارو عني طالما الدمع روى!
شعب الانقلابيين -الذين ليسوا بانقلابيين- أثبت أنه شعب كريم ويرسي القيم ويؤمن بشعار «النبي قَبَلَ الهدية»، بينما شعب الإرهابيين يتنكر لبعضه.
 انظروا ماذا فعل الشعب الأصيل: كبير القوم أتى بشخص صغير ووضعه في منصب كبير فقبل الأخير الهدية، وظل فترة يفكر ويفكر حتى رد الهدية للكبير بأحسن منها وقام بترقيته إلى رتبة أكبر فقبل الهدية، وبعدها سيترشح رئيسا للدولة الانقلابية.
وبكره.. هتشوفوا موزمبيق!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق