الأحد، 2 فبراير 2014

هل هو تراجع في الغايات أم تطوير الوسائل..

هل هو تراجع في الغايات أم تطوير الوسائل..

 ‎المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس‎


هذا تعليق ألح على الثوار أن يقرأوه.. وسيعرفون السبب على الفور.. والتعليق يستند إلى حلقة يوتيوب
سوف يجد القارئ هذه الحلقة على اليوتيوب وقد نشرتها مرات كان آخرها منذ أيام.. كان احتفالا من أجل سوريا بالتجمع الخامس.. برعاية الشيخ حسن أبو الأشبال.. وما قلته يومها كان خطيرا جدا.. كان ذلك منذ أكثر من عام.
وكان من بين الحضور عالم سوري كبير جدا (للأسف نسيته ذاكرة خئون) كان الرجل على مشارف التسعين.. وكان ابنه قائد الجيش السوري الحر.. بعد كلمتي جاءني الرجل ليحتضنني وعيناه ممتلئتان بالدموع وهو يقول:
- ما قلته أنت الآن لم نكتشفه إلا بعد عامين من القتال.
***
أما ما قلته فهو أنني مع المقاومة بلا حدود ولكن بشرط أن تكون واعية، وقلت لهم أنني أرى أن ما يحدث في سوريا هو تكرار فاجع لما حدث في فلسطين والبوسنة والهرسك وكوسوفا وكشمير والجزائر و..و..و.. وفي كل بلادنا..
يقوم الشيطان الصليبي الصهيوني بتسخين بقعة ما.. فيندفع أكثر الشباب طهارة وإخلاصا وحمية يطلبون الاستشهاد فداء للاإله إلا الله محمد رسول الله..ويكون الأمر مجرد فخ للقضاء على العناصر النشيطة..
في الجزائر.. قتل الفرنسيون المجرمون أربعين ألفا في مدينة سطيف من أجل سبب تافه.. لكنهم اكتشفوا بعد ذلك أنهم يثيرون العالم ضدهم بمثل هذا القتل الوحشي، وأن قيام القناصة وليس الجيش باغتيال النخبة بديل أفضل بلا حدود.. وقد يغني اغتيال شخصية محورية في مدينة عن قتل الآلاف فيها.
***
لقد حدث نفس الشيء في الجزائر.. فبعد مذبحة سطيف التي استشهد فيها أربعون ألفا وأثارت الرأي العام العالمي اكتشفت فرنسا أن قيام القناصة لا الجيش باغتيال العناصر الفاعلة كفيل بتجريد المجتمع من قياداته وتفريغ المشروع النضالي كله.
وقد ترتب على هذا أن حكومة فرنسا ما زالت تحكم الجزائر حتى لو كانت الهوية جزائرية.
***
نفس الأمر حدث في العراق..
هزمت أمريكا لكنها دمرت الأمة..
وأيضا في مصر عندما قتلت حملة نابليون سبع الشعب المصري.. مات الأبطال وبقي الخونة والعملاء وصبيان الكلب يعقوب ما يزالون يحكمون حتى اليوم، هم الذين قاموا بالانقلاب.
بل يعود الأمر لأبعد من ذلك.. لقد استطاعت مصر -وشقيقاتها كسر التتار والصليبيين.. لكنها إزاء ذلك فقدت كل حيويتها فرسبت في السباق الحضاري بعد ذلك..
***
قلت لهم أنهم وقعوا في سوريا في نفس الفخ.. اندفع المجاهدون الذين يحرص الطواغيت على إجهاضهم دائما قبل أن تكتمل قوتهم، يندفعون للمقتلة التي حدثنا عنها محمود شاكر: " نحن قطيع يندفع إلى المجزرة وهو فرح بها نشوان"..
ومن المحزن أن جميع الأطراف في سوريا متورطة في هذا الأمر.. لأنك عندما تدخل مجموعة جهادية وتعطيها خمسة قواذف ومجموعة أخرى تعطيها خمسين قاذفا فقد حكمت على المجموعة الأولى بالموت .. كل الأطراف متورطة.. السعودية بالطبع.. وحتى تركيا..
أما الهدف الشيطاني المزدوج فهو اغتيال وقتل الأنقى والأطهر وتغيير التركيبة الجهادية.
***
قلت أيضا أن منتهى الخسة أن يُحشد المجاهدون إلى هناك ويتركون دون دعم ميداني ولوجستي..وصرخت قائلا في غضب: نحن ندفعهم إلى مذبحة.
***
سألني الحضور:
-هل ترى إذن وقف الجهاد؟
وأجبتهم:
- لا.. على الأطلاق.. لكن ليس هناك حرب ثورية في العالم تتمسك بالأماكن الثابتة.. وأنه رغم افتقادي لأي خبرة عسكرية فإنني أعلم عن طريق القراءة أن هناك مواقف تنبغي فيها المواجهة.. ومواقف ينبغي فيها العمل النوعي الذي قد يحمينا من التضحية بالمئات والآلاف ويكون تأثيره أكبر.. كما أنه على من يحشد المجاهدين إلى سوريا أن يتعهدوا بمتابعتهم لا مجرد إلقائهم على الحدود فريسة للموت.. ربما دون مقابل دنيوي.. بل بخسارة فادحة هو تضييع رصيدي الاستراتيجي من المجاهدين.
***
بعد انتهاء الندوة جاء العلامة السوري الشهير يحتضنني بعينين مليئتان بالدموع:
- كيف اكتشفت هذا دون خبرة.. نحن الذين في الميدان لم نكتشفه إلا بعد عامين من بدء القتال..
وكنت مذهولا من خبرة لا أعرف من أين جاءتني..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق