هجوم عصابة الاعلام على السيسي ومحلب ليست صحوة ضمير ثانية ولكن استعدادا لمرحلة ما بعد سقوط الانقلاب
مجدى حسين
* يسرى فودة جاسوس أمريكى يوجه الرأى العام ..وقطاع الأخبار لزوجة زكريا عزمى !!
* قائمة بيضاء وأخرى سوداء لضيوف التوك شو تكشف لماذا تتكرر وجوه معينة إلى حد الملل ؟!
* إشغال الجمهور بالجنس والتهتك والإباحية من أهم أسلحة نظم الاستبداد.
مجدى أحمد حسين
magdyahmedhussein@gmail.com
سارت العملية الاعلامية خلال الأيام القليلة الماضية وفقا للكاتلوج الذى كتبته لحضراتكم بالضبط ، فقد تصاعدت نغمة الهجوم على السيسى شخصيا وعلى محلب والوزراء كوزير الداخلية والخارجية ، وعليكم أن تدركوا أن ارتفاع هذه النغمة لايعنى إلا شيئا واحدا : أن الانقلاب فى مازق ، وأن المأزق يتعمق ، والتهيئة مستمرة للتخلص من الحمولة الزائدة ( وهى هنا السيسى أساسا) كما فعلوا مع مبارك ، وماينطبق على الاعلام المصرى ينطبق على الاعلام الأمريكى ، فنغمة الانتقاد المتصاعدة فى الصحف الرئيسية كالواشنطن بوست ليست من قبيل حرية الصحافة ، ولكن من قبيل تهيئة الرأى العام لتغيير فى السياسة الأمريكية ، لا لمناصرة الحق كما يتوهم البعض ، ولكن بنفس منطق التخلص من الحمولة الزائدة وهى هنا أيضا السيسى كما كان مبارك وأسرته فى 25 يناير 2011.
لا يتمنى القائمون على الأوضاع فى مصر وأمريكا أن يصلوا إلى هذه النقطة ولكنهم يشعرون أنهم يندفعون إليها رغما عنهم ، فالانقلاب قاعدته تتقلص ولا تتمدد كما أوضحنا فى سلسلة مقالات سابقة وكما هو مرئى بالعين المجردة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . ولذلك فإن مهمة الاعلام الذى يدعى التعددية أن يقسم الأدوار . ولذلك كان ملفتا للنظر أن يتصور البعض من الطيبين أن غياب بعض الاعلاميين المعروفين عن لقاء السيسى معناه أن السيسى غير راض عنهم ، أو لأنهم بدأوا يعارضونه بالفعل لايرغبون فى الحضور. وهى نفس طريقة حسن النية فى التفكير وهى سبب كتابتى لهذه السلسلة من المقالات ، فغياب سعد زعيم الأمة ، ولا أعنى هنا سعد زغلول باشا ، ولكن محمود سعد صحفى الفنانات ،لأنه مفرز لدور المعارضة وقد بدأه بالفعل بتلقيح الكلام على السيسى من حين لآخر، ثم الهجوم على وزير الداخلية ( تذكر دائما أن هذه الشخصيات من عصابة الاعلام تخاف من خيالها ولا تتصور أن تبات ليلة فى القسم ). ونفس الشىء ينطبق على المرشد العام لمصر عمرو أديب الذى هاجم وزير الخارجية بشراسة على تصريح زواج مصر من أمريكا . وعكاشة يتابع قلة الأدب على السيسى شخصيا فلماذا يحضر هذا اللقاء ؟ لو حضر التمثيلية تتكشف ، ومنى الشاذلى واضح أنه يتم إعدادها للعودة فى صورة معارضة للوضع القائم . واهتمت بعض المواقع بغياب الحسينى وأحمد موسى بينما هما والعدم سواء . وقد حضر اللقاء من سيكمل معه الطريق إلى آخر الشوط أو آخره إلا قليلا ( بمعنى التخلى عنه فى آخر ربع ساعة ووفقا للتوجيهات طبعا ) وأبرزهم المناوى إعلامى مبارك وزوجته وحموده والابراشى . وصفاء حجازى زوجة زكريا عزمى السابقة ، ومندوبة التلفزيون فى الرئاسة فى عهد المخلوع .
كيف نشأت فكرة الفضائيات الخاصة؟
ولأننى فى المقال السابق قدمت التحليل الكلى لعصابة الاعلام ، فقد وعدت بالتفصيل فى بعض الوقائع لتثبيت التحليل وليس للفضح الشخصى ، وهم يستحقون ولكن ليست هذه مهمتى ، ويقوم بها آخرون على الفيس بوك . وهنا لابد من كشف لعبة القنوات الخاصة من عهد مبارك إلى الآن ، وإلى أى مدى هى خاصة فعلا ؟ وإلى أى مدى هى مستقلة عن الدولة والأجهزة الأمنية ؟
كما ذكرنا فقد كان تدمير النظام للصحافة الحزبية والذى انتهى بإغلاق الشعب خطرا على النظام لأنه لم يعد هناك متنفس وهذا ينذر بالانفجار ، ولذلك صنع المعارضة الصحفية على عينه بعيدا عن الأحزاب ( المصرى اليوم – صوت الأمة – الدستور ) أما الفجر فلم تكن معارضة وكانت أقرب للصحيفة الصفراء و للسكس ( الفضائح الجنسية ) وتوجيه ضربات لهذا المسئول أو ذاك وفقا لرغبات مبارك أو المخابرات . بالإضافة لعدد لايحصى من الصحف القبرصية واللندنية ( أى بترخيص من الخارج ) وهذه لا تدخل أو لاتطبع إلا بإذن وزارة الاعلام أى الأمن.
وسأعود لهذه المرحلة فيما بعد لأنها كانت مرحلة زرع البراعم والشتلات التى تفتحت وترعرعت فيما بعد فى الفضائيات وأصبحت كشجرة الزقوم طعام الأثيم كشجرة جهنم والعياذ بالله . ولكن أريد الاسراع الآن بحالة الفضائيات الخاصة . ومن الذى كان وراءها ألم يكن النظام فى غنى عنها وهى يغلق الصحيفة المعارضة الوحيدة ( الشعب ) عام 2000. فى تلك الفترة كانت الجزيرة فى بداياتها وقنوات فضائية أخرى وبدأ الدش يغزو البيوت ، وبدأت الناس تزورعن التلفزيون الحكومى . ولو كان الأمر يتعلق بالفن ما اهتم هؤلاء الحكام البلداء ، فبالفعل انهارت أوضاع المسلسلات المصرية وبدأت المسلسلات السورية تتفوق عليها ، سواء فى الدراما أو المسلسلات التاريخية والدينية . هؤلاء لايهتمون بانحدار مصر فى الأدب أو الفن أو الثقافة ، ولكنهم بدأوا يخشون من خطر الجزيرة ، مثلا من تأثير برنامج الاتجاه المعاكس ( عندما كان محترما ويظهر فيه كبار المفكرين المصريين والعرب ) . فعملوا خطة مضادة كما فعلوا فى الصحف . قلنا فى الصحف وسعوا هامش حرية التعبير قليلا فى الصحف الحكومية ، وصنعوا الصحافة الخاصة المعارضة من رجال من أصلابهم !! فى التلفزيون وسعوا من هامش ظهور المعارضة فى القنوات الرسمية ولكن من شخصيات لطيفة بالنسبة لهم كرفعت السعيد ونبيل زكى وكل أشاوس التجمع ، وأصبح لرئيس تحرير الوفد برنامج يومى الخ وطبعا لا يظهر عادل حسين أو ابراهيم شكرى . ( ولم تعد هناك جلسات لمجلس الشعب تظهر فى التلفزيون لأن المعارضة لم تعد موجودة فى المجلس بالقوة فى برلمان 2000 – 2005 ). وقد خرجت من السجن فى أول عام 2001 ولم أظهر فى التلفزيون الحكومى حتى قيام ثورة 25 يناير 2011 أى حوالى 10 سنوات إلا لمدة دقيقة ونصف فى تصريح ضد أمريكا فى برنامج لعمرو الليثى أرسل لى كاميرا فى منزلى مع أحد الفنيين للتصوير. وكان حزب العمل مجمدا بصورة قهرية . وفيما بعد ذلك بعدة سنوات حاول الاعلامى الفاضل حمدى قنديل أن يستضفنى فى برنامجه على التلفزيون المصرى ، وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لى وتصورت أنها قد تكون مؤشرا لعودة الحزب ، ولكننى لم أفاجأ باعتذاره فى اليوم التالى ، وكان صريحا عندما أشار بوضوح إلى أنه منع سياسى ( أى أمنى ) .
ولكن كانت الخطة الرئيسية لمواجهة فيروس الجزيرة ، هو تأسيس محطة خاصة أو أكثر لتنافس الجزيرة بحرية أكبر ، وتدعى أنها غير تابعة للحكومة ، ومن هنا جاءت فكرة دريم والمحور وصاحباها من أحباب النظام وأجهزته الأمنية . آليات العمل فى هاتين القناتين وهى نفسها التى امتدت إلى باقى القنوات الخاصة كالتالى : برامج الترفيه والدراما والهمبكة لاعلاقة لأجهزة الأمن بها ولا وزارة الاعلام ، وهنا تكمن الحرية الحقيقية إلى حد الفساد وهذا ماظهر بشكل خاص فى قنوات الفيديو كليب التى تحولت لمشاهد جنسية صارخة . وطالما لاتوجد ضجة أو مصيبة فلا تعير أجهزة الدول انتباها وخلى الناس تتلهى ، وبالفعل قلعت الفنانات هدومها بالكامل فى أفلام أجنبية على الاوربت أو الايه آر تى الصادرتين برعاية الأسرة الملكية السعودية وخادمة الحرمين ، وهذا يذاع من مصر وغير مصر و لم تحدث ضجة ، إذن يكون الأمر جيدا ! دعوا الشعوب والشباب ينشغلون بالجنس . أما إذا حدثت ضجة كتلك التى وقعت بمناسبة فيلم حلاوة روح ، تتدخل الدولة وتدعى أنها حامية الأخلاق والفضيلة وتمنع الفيلم، بينما يشاهده كل الناس على الانترنت ، لأنه انتج بالفعل وصدر ولم تعد الأفلام تعتمد على دور العرض أساسا !!
وهذه نظرية متكاملة ومقصودة وليست عفوية ، ولها مقاصد سياسية واضحة. وقد كشفت ذلك السيدة اعتدال ممتاز مديرة الرقابة على المصنفات الفنية فى عهد عبد الناصر فى كتابها " 30 سنة رقيبة سنيما " حيث قالت إن القيادة السياسية عقب هزيمة 1967 أصدرت أوامر بعدم حذف مشاهد العرى والخلاعة والجنس والمخدرات والعنف من الأفلام . والآن فإن الجنس والخلاعة والرقص والتهتك من أهم أسلحة الانقلاب وسنعود لذلك بالتفصيل .
إلا البرامج السياسية
وإذا كان الحبل على الغارب فى كل مايشغل الشباب والناس بعيدا عن القضايا الجادة والسياسية منها خاصة ، فإن البرامج السياسية لا مزاح فيها فهى تكون تحت الاشراف الدقيق لأجهزة الأمن : أمن الدولة والمخابرات ، فإما تقسم البرامج بينهما أو يعملان بشكل مشترك وبروح الفريق باعتبارهما رفاق الدرب الواحد مع بعض الخلافات التكتيكية التى لاتفسد للود قضية ، وكانت متمحورة أساسا حول مسألة توريث جمال . علما بأن هذه الآلية مستمرة حتى الآن ولم تتوقف طوال فترة الثورة وإن أصابها بعض الاضطراب ولكن سرعان ماتم ضبط الأمور بإحكام .والإشراف الأمنى يجرى على محورين : الأول تحديد الموضوعات التى تبحث فى الحلقات السياسية . الثانى وهذا هو الأهم : شخصيات المتحدثين ، وهؤلاء ينقسمون إلى 3 قوائم : الأولى : الشخصيات المرغوب فى ظهورها ( عندما تجد شخصية ما تظهر كثيرا وإلى حد الملل فاعرف أنه فى هذه القائمة ) . الثانية : قائمة سوداء وهؤلاء غير مسموح بظهورهم أبدا وقد كانت هذه قائمة كبيرة قبل ثورة 25 يناير وتقلصت جدا فى الشهور الأولى من الثورة إلى حد التلاشى ولكنها عادت لتستطيل من جديد . قائمة ثالثة : أسماء مباحة غير ممنوعة وغير مرغوبة بشكل خاص ، فلاجناح على القناة إن استضافت منها ، وهى تشمل كل الناس غير المذكورين فى القائمة السوداء . ولكن يتعين على القناة ألا تغفل القائمة الأولى فى أغلب خياراتها ، وهذا سر تكرار بعض الأشخاص إلى حد الملل. وهناك درجة من المرونة بين قناة وأخرى حسب أهميتها وانتشارها ، وهذه تحدد فى علاقة المعد بالجهاز الأمنى المعنى بالمتابعة . ويمكن للقوائم أن تتغير من وقت لآخر حسب التطورات السياسية وحسب التزام الضيوف ، فإذا ظن ضيف أنه زعيم ويتحدث بحرية أزيد من اللازم فيمكن أن ينقل من القائمة المحايدة إلى السوداء وهكذا .
وكل هذه القواعد التى تسرى على البرامج السياسية فى القنوات المصرية الخاصة تسرى على عمل مكاتب القنوات العربية فى القاهرة ، وعدم التزام المكتب بهذه القواعد يعرضه للاغلاق أو حبس المراسل أو مصادرة المعدات بالاستديو أو بكل هذه الاجراءات معا !!
وأروى تجاربى الشخصية للتأكيد على دقة الوقائع (وليس لإضفاء أى أهمية خاصة على نفسى).
فى نفس الفترة من 2001 و2011 حاول الأستاذ حمدى قنديل أن يستضفنى مرة أخرى وهذه المرة كانت فى قناة إيه آر تى ، واتصل بى للمرة الثالثة بالهاتف ( وأنا لم ألتق به إلا بعد الثورة ) ودعانى لبرنامج عن فلسطين ، وقال لى : إذا لم تتحدث أنت عن فلسطين فمن يتحدث ؟ . وكنت سعيدا بطبيعة الحال بالشخص وكلامه والموضوع ، ولكن بعد يوم اتصل بى للمرة الرابعة للاعتذار ، ويبدو أنه خجل أن يكرر أن المنع سياسى وهذه محطة غير مصرية ، فقال لى : إنه يعانى من مشكلة فى العمود الفقرى ( وقلت له وأنا مثلك !) فاعتذر . ولكنه لم يتصل مرة أخرى ، حتى التقينا أخيرا فى القصر الجمهورى أثناء أحد اللقاءات مع الرئيس مرسى .
ونظرا لأهمية الجزيرة تجد المخابرات وأمن الدولة كابسة على أنفاس مدير المكتب ، ورغم أننى دخلت مكتب الجزيرة فى القاهرة مرات معدودة إلا أننى التقيت فيه مرتين باللواء صلاح سليم وكيل المخابرات رحمة الله عليه ، يمارس مهام " التنسيق"! وإن جازت بعض التدخلات الأمنية مع المكاتب العربية والخارجية فى حدود معينة ، إلا أن المحطات المصرية من المفترض ألا تكون فى قبضة الأمن طالما أنها تعمل فى نطاق القانون ، وعملها واضح على الملأ.
ولكن الموضوع تجاوز الرقابة إلى حد زرع المذيع والمعد ، وتتعجب أحيانا ، لماذا مثلا مجدى الجلاد رئيس تحرير المصرى اليوم ثم الوطن هو المسئول عن برنامج فضائى ، هل يوجد نقص فى الرجال أم الاعلاميين ، بالطبع لا ولكنه من الدائرة الموثوقة ولابد من عدم توسيع الدائرة حتى لاتكتشف الطبخة ، أيضا لماذا الابراشى المحتار بنفسه بين صوت الأمة ثم الصباح الفاشلة ، له برنامج طويل عريض ويتنقل من قناة لأخرى منذ عهد مبارك وكان فى الايه آر تى إلى دريم ولا شك أن له أعمال اعلامية أخرى لا أعلمها ، وهكذا ابراهيم عيسى ، صاحب برنامج وصاحب قناة وصاحب جريدة وكاتب مقالات وأشياء أخرى لاتعلمونها الله يعلمها .وهذا ينطبق على كل العصابة فهم يكتبون فى كل صحيفة ويظهرون فى أكثر من قناة ، ويظهرون فى برنامج كمذيعين ثم يتحولون إلى ضيوف فى برامج أخرى ، ثم يتبادلون الأدوار ، حتى تتعجب متى يذهب هؤلاء إلى بيوتهم ؟ وهم كما ذكرت لايستضيفون أحدا فى أوقات كثيرة ويمارسون علينا الوعظ والارشاد وخطب الجمعة ( بالستر على نكاح الكاراتيه مثلا ) ومواعظ الأحد ، والخطب السياسية ، والعلاقة الحقيقية بين الدين والسياسة ، والرقص والأيديولوجية الخ ، وماذا تريد منا مصر ؟
ماذا كان أهم توجيه سياسى للأمن ؟
فى الفترة التجريبية لقناة دريم فى عهد مبارك كان هناك برنامج سياسى للأخت هالة سرحان ، وكنا على أعتاب الاستديو عندما قالت لى : يا أستاذ مجدى أرجوك بلاش أى كلام على الريس ، قلت لها طبعا أنا فاهم لا يمكن أن أحرجك ، واستكملنا المسير ، وقالت : وأيضا الأسرة كلها ربنا يخليك . قلت لها طبعا هذا بديهى !!
كان البرنامج عن العلاقات مع أمريكا ولم يوافقنى المشاركون من المخابرات ( السفيرالراحل بسيونى ) و( اللواء عادل سليمان ) من وزارة الدفاع على انتقادى لأمريكا ووصفها بالعدو . وليس هذا المهم . المهم أن الخط الأحمر الذى قالته لى هالة سرحان هو نفس الخط الذى أكدت عليه أمن الدولة معى فى السجن طوال عامى 2009و 2010 ، بحيث لو قدمت تعهدا ولو شفويا بعدم التعرض لمبارك لخرجت فورا لأننى كنت بحكم عسكرى يمكن لوزير الدفاع أن يلغيه .
الآلية الأمريكية
الآلية الأمريكية فى الفضائيات ظهرت أكثر بعد الانفلات الذى أحدثته ثورة 25 يناير ، لأن المحور ودريم كانا تحت السيطرة الأمنية المصرية ، وهى أى الأجهزة الأمنية تمارس التبعية لأمريكا واسرائيل !! ولكن بعد 25 يناير بدأت تنتعش قنوات ساويرس والبدوى وغيرهما من أموال يهودية وأمريكية وخليجية مشبوهة ، وبدأت تنشأ الائتلافات والتركيبات فى الصحف والفضائيات : تمويل يهودى وأمريكى وخليجى وتواجد أمنى للأجهزة المصرية فى سبيكة واحدة . الأون تى فى مثلا : بها القرموطى وهو كما ذكرنا تابع للمخابرات العامة ، ولكن يسرى فودة تابع للمخابرات الأمريكية ، وساويرس سيد من يلعب اللعبة دى . وبالتالى لايمكن مواجهة أجهزة الأمن بعيدا عن علاقاتها المشبوهة مع المخابرات الأمريكية والموساد . زارنى منذ أيام صحفى من العاملين مع المخابرات العامة وأخذ يصب جام غضبه على المخابرات الأمريكية وحمايتها لرجال الأعمال الفاسدين ، فقلت له ومن يترك المخابرات الأمريكية تمرح كما تشاء فى مصر إلا المخابرات العامة المصرية وغيرها من أجهزة الأمن . والشخصيات المعبرة عن الموقف الأمريكى والاسرائيلى الموسادى تظهر فى كل البرامج وكل القنوات بلا تحفظ مثل سيف اليزل الذى طالبنا بالقبض عليه مرارا لأنه يعمل رسميا فى شركة تابعة للموساد ولكن من يقبض عليه إذا كان السيسى نفسه زميله فى نفس العمل . ( نواصل الحلقة القادمة )
ملحق
بعد هذا الشرح لا أحتاج لاستكمال القائمة السوداء فكل من يعمل فى البرامج السياسية ( بالمناسبة هذا النظام الرقابى على البرامج السياسية كان ساريا على كثير من القنوات الاسلامية بعد الثورة ) هو تحت السيطرة الأمنية بشكل أو بآخر . ولكننى أركز على الزعماء المزعومين الذين لم يقدموا نقطة دم ولم يسجنوا ليلة ولم يتعرضوا للسحل فى الشوارع ولم يأت عليهم أول شهر بدون ملايين جديدة ولم نسمع لهم عن أى نوع من التضحية ، والذين أكلوا وشربوا على كل الموائد . ومع ذلك يجلس بعض الشعب المصرى حتى الآن مساء كل يوم ليسمع توجيهاتهم ! وهى توجيهات صفوت الشريف وعمر سليمان وحبيب العادلى ولكن بلسان آخرين .
ربما نسيت زعيما مهما : هو يسرى فوده وهناك من هو متيم به . برنامج سرى جدا الذى كان يقدمه فى الجزيرة هو برنامج مخابراتى بامتياز، ولكن الأهم من كل ذلك أنه ثابت عليه أنه سلم مجموعة من أهم قادة القاعدة عندما التقى بهم فى إسلام اباد بباكستان وقبضت عليهم المخابرات الأمريكية فى اليوم التالى أو فى نفس اليوم ليلا . ومن شدة الفضيحة أضطريسرى فودة للاختفاء عدة شهور من على شاشة الجزيرة . والآن يمثل علينا دور أحد قادة وموجهى الثورة وهو يحتاج للتعليق عليه شخصا مثل مرتضى منصور فهو الوحيد الذي يصلح للتعامل مع ........فودة.
http://www.magdyhussein.com/site/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق