"سادة الحرب": المراهنة الأمريكية على التفوق التقني لسحق إرادة الشعوب
الترجمة/ خدمة العصر
في قراءة لأحد الخبراء العسكريين لكتاب الباحث الحربي "ميكل هندل" بعنوان: "سادة الحرب"، كتب يقول:
"ميكل هندل" باحث عسكري، هو ليس مهما في ذاته، رغم كتابه "سادة الحرب" الذي أصدره في التسعينيات ثم أعاد طباعته عام 2000.
"هندل" ليس سوى جزءا من آلة التنظير العسكري الأمريكية التي تميل حاليا إلى عدم زج الجندي الأمريكي في حرب العصابات وتعتمد التركيز على التفوق التقني.
ويقول هؤلاء إنه يجب المراهنة على التفوق التقني القائم على تطور الاتصالات وتطور علم المواد والأسلحة بدلا من النزول على إرادة الشعب المحتل.
في جزء من الكتاب، تكلم "هندل" عن كيفية هزيمة حرب العصابات "الحرب الشعبية"، ورصد اتجاهات المنظرين الأمريكيين التي تركز على التفوق التقني ضد "الإرهاب".
وهذا النهج مرتبط بـ"لوبي" الصناعات العسكرية والشركات الاحتكارية، وهو المسؤول عن إنفاق المليارات لابتكار آلات وطرق تقود للتغلب على العدوَ المقاتل.
وخلال سنوات حرب العراق، أنتج الجيش الأمريكي نسخا من المدرعات والدبابات والدروع الفردية القادرة على صدَ الأساليب المعتادة التي ينتهجها المقاوم.
فالجندي الأمريكي الذي عرض تسجيلا لعملية تعرضه للقنص، مازال يفتخر حتى الآن بدرعه الذي أنجاه، وهذه إشكالية حقيقية، إذ لا يوجد شيء اسمه "استنزاف موارد قوى عظمى"، ذلك أن إعطاب المدرعة من غير التخلص من الجنود المحمولين لا يؤثر في مجريات الحرب، بل يصل الأمر إلى كونه نجاحا للصناعات العسكرية الأمريكية التي ترمي في الأصل إلى "حماية الطاقم"، فالفريق البشري المعادي هو محل النزيف.
وهم يصنعون حصونا متحركة، وإذا تعرضوا للاستهداف بالطرق العشوائية لغرض عمل مقطع إثارة، يخرجون أحياء، وهذا من أسباب تقدمهم.
وعلى هذا، نظم الجيش الأمريكي القوات الحكومية العراقية خلال الشهور السابقة، وتعمد زيادة الآليات المدرعة السريعة وطواقمها، وذلك لإدراكه صعوبة تعامل المقاومين معها، وقد أرسل العسكريون الأمريكيون والروس آلاف المدرعات والمصفحات والدبابات ضمن خطة تأهيل الجيش.
وإذا نظرنا إلى الأنبار أو إلى الهجوم الأخير جنوب الموصل "مخمور"، سنلاحظ ما سبق مع ندرة العربات رباعية الدفع كالسابق.
والأمريكيون طلبة مجتهدون يدرسون كافة منتجاتك وأساليب تسليحك وأثر عبواتك، وعليها يصممون الأسلحة ويُعدَلون عليها، وإذا تأقلمت تبدأ حرب الأفكار.
وكل ما سبق لديه تفصيل تنظيري وهندسي، وفي النهاية لن تستنتج إلا أمرا واحدا، وهو "ما يكلف العدو ملايين الدولارات يقضى عليه المجاهد بالمئات".
والميزة التي تبنيها الدولة العظمى لنفسها، قد تتحول عند التعامل معها بشكل صحيح إلى عقبة في وجه طموحها، وذلك ببعض التعديل من طرف المقاوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق