الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

.أمثلة من جرائم وخيانات الرافضة العبيديين والقرامطة في التاريخ الإسلامي خلال القرن الرابع الهجري

.أمثلة من جرائم وخيانات الرافضة العبيديين والقرامطة في التاريخ الإسلامي خلال القرن الرابع الهجري

 أ.د.علي محمد عودة


كان لليهود والمجوس يد طولى في تأسيس الدولة العبيدية المسماة بالفاطمية في شمال افريقية سنة 297 هجرية ، واتخذوا من مدينة المهدية عاصمة لهم وانتشر الدعاة العبيديون في شمال افريقية وتمكنوا بأستخدام السحر والشعوذة من تحويل كثير من قبائل البربر الى العقيدة الباطنية الاسماعيلية وحول العبيديون تلك القبائل من موقف الجهاد والرباط في جنوب القارة الاوربية لتنقلب مغيرة مدمرة على قلب العالم الاسلامي وعلى الولايات الاسلامية .


وأرسل العبيديون جيوشهم الكثيرة للسيطرة على صقلية الاسلامية فدمروا المدن والقلاع والحصون وقتلوا بكل وحشية معظم سكان صقلية من اهل السنة ومن اشهر ولاة العبيديين على صقلية خليل بن اسحاق الذي حكمها من سنة 326 الى سنة 329 وقتل خلال ولايته مليون مسلم من اهل السنة بدون شفقة ولا رحمة.

وقد افتخر خليل بن اسحاق بمذابحه امام خليفته المسمى المعز لدين الله الفاطمي دون خجل او وجل فقال( قتلت في ولايتي على صقلية الف الف انسان)

وقد رد على خليل بن إسحاق أحد عقلاء تلك الدولة الرافضية وهو أبوعبدالله المؤدب فقال : لك يا ابا العباس في قتل نفس واحدة مايكفيك .

واصبحت صقلية الاسلامية لاحراك فيها قليلة السكان الامر الذي مكن النورمان النصارى من الاستيلاء عليها بسهولة في القرن التالي واقاموا فيها مملكتهم .

ذلك ان المسلمين وصلوا في فتوحاتهم قبل قيام الدولة العبيدية الى حدود روما سنة 239 واصاب احد سهام المسلمين بوابة الفاتيكان ودفع البابا الجزية ولم يقتصر الامر على ضياع صقلية وجنوب ايطاليا بسبب العبيديين بل ضاعت امارة في جبال الالب اقامها المسلمون سنة 278 واستمرت الى سنة 364 هجرية وقد سقطت امارة جبال الالب الاسلامية بسبب قطع العبيديين للمدد البشري عنها من شمال افريقية التي كانت الخزان البشري لللاندلس وبقية الولايات .


واقسى من ذلك تواطؤ العبيديين على اسقاط امارة كريت الاسلامية بأيدي الروم سنة 351 هجرية وهي الامارة البطلة التي ظلت خنجرا في خاصرتهم140سنة .

فقد فتح المسلمون جزيرة كريت سنة 212 واقاموا فيها وانشأوا اسطولا قويا وغزوا القسطنطينية وحاصروها مرات عديدة ودمروا اساطيل الروم التي هاجمتهم .

وفي سنة 351 هاجم الروم كريت بـ 3000 سفينة و300 ألف مقاتل فطلب أهل كريت المدد البشري والغذائي من العبيديين فلم يسعفوهم ولابرجل واحد ولاحبة قمح وسقطت كريت بيد الروم بعد مقاومة مستميتة استمرت عدة أشهر وهي مقاومة قل نظيرها في التاريخ ولو تلقى أهل كريت مؤنا غذائية لهزموا الروم .

وقام الروم بتنصير من بقي من أهل كريت قسرا وهكذا ضاعت هذه الجزيرة من المسلمين بفضل التحالف غير المرئي بين الروم والعبيديين .

ولم تقتصر مساوئ الدولة العبيدية على ما فعلته في افريقيا وماضيعته من الولايات الإسلامية في أوربا وتحالفها مع دولة الروم بل مساوئ اخرى فالأيدي المجوسية اليهودية التي اسستها كانت تنشئ في ذلك الوقت فرقة القرامطة الباطنية داخل جزيرة العرب لتصبح الخنجر الثاني داخل جسد المسلمين فقد كان القرامطة يدينون بنفس العقيدة الإسماعيلية الباطنية التي يدين بها العبيديون ويعتبرون الخليفة العبيدي إمامهم الشرعي الذي يجب طاعته .

وهاجم القرامطة سنة 317 مكة في يوم التروية وقتلوا ألوف من الحجاج وأهل مكة والقوا مئات القتلى في بئر زمزم وقلعوا الحجر الأسود وكسروا باب البيت ووقف زعيم القرامطة المسمى أبو طاهر في باب الكعبة يلعب بسيفه ويقول : أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأقتلهم أنا .

وأخذ القرامطة الحجر الأسود معهم الى القطيف وظل عندهم حتى اعادوه الى مكة سنة 339 وقالوا : أخذناه بأمر ورددناه بأمر (أي بأمر الخليفة العبيدي)

وقطع القرامطة طرق الحج وشنوا غارات مدمرة على العراق والشام الأمر الذي اضعف أهل تلك البلاد وشغلهم عن دعم الثغور المواجهة للروم حلفاء اسيادهم

*العبيديون قال عنهم الأستاذ عبدالعزيز الثعالبي : 

” ولم يَجْن أحَدٌ على الإسلام ما جناه عليه هؤلاء العبيديون، أو الفاطميون “. 

ويُقَدِّم الأستاذ الثعالبي أدلة تاريخية كثيرة دامغة على هذه الجناية ، ومن ضمنها هذا الدليل فيقول :

“وفي عهد أبي القاسم بن عبيدالله المهدي عيّن لولاية أوربا خليل بن إسحاق الطاغية فقضى في الحكم أربعة أعوام ارتكب فيها من الجور والفساد مالم يُسْمَع بمثله ، وجعل المسلمون يفرون أفواجاً إلى البلاد النصرانية ويتنَصَّرون. ويحدثنا المؤرخون أنه لما عاد سنة ٣٢٩ هجرية إلى شمال افريقية…

كان يفتخر بمظالمهِ فقد حضر مجلساً من وجوه الدولة العبيدية في قصر الإمارة وكانوا يتباحثون في شئون الدولة فقال : إني قتلت في إمارتي ألف ألف نسمة – أي مليون نسمة ، فرد عليه أبو عبدالله المؤدب ، وكان من عقلاء الرجال في الدولة الشيعية : لك يا ابا العباس في قتل نفس واحدة ما يكفيك “.

المصدر

ويمكنكم الاطلاع على المزيد من الجنايات التي اقترفتها الدولة العبيدية بحق المسلمين في ولاية أوربا وشمال افريقيا في كتاب : الأمير شكيب أرسلان ؛ تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط ، ص ٢٨٥ – ٢٨٦ .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق