الأربعاء، 13 أغسطس 2025

أين يكمن الخطأ.. في الفريضة أم الأمة أم الإدارة؟

أين يكمن الخطأ.. في الفريضة أم الأمة أم الإدارة؟

سؤال مفتوح للمناضل د. فايز أبو شمالة
  مضر أبو الهيجاء

لا يشك أحد في الانتماء الإسلامي والنضال الوطني للأخ الدكتور فايز أبو شمالة، والذي نقدره ونحترمه ونغبطه على ما حباه الله به من الشهادة في صلبه وبنيه، ونشهد أنه كان ولايزال صابرا محتسبا ولا نزكي على الله أحدا.

السؤال المفتوح لكم أخي الكريم أبو شمالة:

بناء على ما انتهيت إليه حضرتك بالإشارة إلى عدم جاهزية الأمة للتفاعل مع معركة الطوفان الشاملة والمفتوحة في غزة الصابرة اليوم، فهل يمكن أن يطلق أحد معركة تحرير شاملة جديدة في ظل هذه القراءة الموضوعية لواقع الأمة وأحوالها المشهودة والقائمة، أم أن هذا سيعتبر تهورا وتصرفا فاقدا للمعقولية وليس فيه مسؤولية عن الدماء كاملة؟

لا شك بأن العاقل سيجيب بعدم مشروعية ولا معقولية إطلاق معركة تحرير شاملة ضد إسرائيل المحتلة القاتلة والمجرمة قبل توفر شروطها الموضوعية المعقولة، أو الإعداد الذي يليق بها على مستوى شعوب الأمة المحيطة واللصيقة.

أقول لكم يا أخي الحبيب والكريم والذي نكن له كل الاحترام والتقدير:

إن ما عاينته أنت واقعا بعد حلول الكارثة، قرأه ورآه غيرك قبل أن تبدأ المعركة واستشرف نهاياته آخرون مع بدء المعركة!

وإن عدم معقولية إطلاق معركة جديدة في مواجهة إسرائيل وداعميها، انطلاقا من وعيك للأسباب الموضوعية اليوم، هو موقفنا في عدم تصويب قرار عملية 7 أكتوبر ومعركة الطوفان لنفس الأسباب الوجيهة التي عاينتها حضرتك وقد كانت من قبل قائمة محسوبة وعند الراشدين بادية؟

فلماذا يتم تخطئة مجموع شعوب الأمة العربية والإسلامية، ولا يتم مراجعة قرار المعركة وعملية السابع من أكتوبر، من حيث توقيتها وشكل إدارتها والتحالفات التي سبقتها -وليس من حيث مشروعية الجهاد والتحرير-؟

وهل مجموع الأمة أقرب للخطيئة من خطأ وزلل الفرد الواحد، حتى لو لم يستشر أحد من عقلاء الأمة ويفتئت عليهم جميعا؟

أخي العزيز إن الأمة التي أشرت إليها تكوى باللظى والسجون والتعذيب والتشريد لأجل انحيازها للأقصى وفلسطين منذ سبعة عقود، وذلك في مصر الكريمة والشام العزيز والعراق الوفي واليمن الحزين والمغرب المتحرق شوقا لفلسطين.

فهل تعلم أن مرسي الشهيد قتل في محبسه لأجل فلسطين، وهل تعلم أن الشام قد تمرغ لأجل فلسطين، وهل تعلم أن السودان يكتوي لأجل فلسطين، وهل تعلم أن رجال العراق الأشاوس يعدمون ويحرقون أحياء في السجون لأجل موقفهم تجاه قضايا الأمة وفلسطين؟

فلماذا اختلط عليك حال شعوب الأمة العربية والإسلامية الوفية، مع حال الأنظمة العربية المتواطئة مع إسرائيل؟

ولماذا غابت عنك إدانة إيران الطائفية والتي امتطت المسألة الفلسطينية، ولما وقعت الواقعة تخلت عنها وتركتها تسبح في دمائها، وحلت مشكلتها مع الإدارة الأمريكية وإسرائيل بإنهاء الحرب عليها خلال 12 يوما، وتفاوضت دون أي ذكر ولو بإيماءة لفلسطين وأهلها المذبوحين الواهمين بفكرة وحدة الساحات ومحور الممانعة اللعين؟

نعم .. الحق يقال، غررت بقياداتنا ومقاومينا إيران الملالي اللعينة، وروجت لذلك ببراعة قناة الجزيرة! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

رحم الله شهداءنا وشفا جرحانا وفرج عن أسرانا وحفظ أقصانا وخفف عن أهلنا المكلومين في غزة والقدس وجنين وعموم فلسطين وبلاد العرب والمسلمين.

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 7/8/2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق