الأحد، 9 فبراير 2014

القذافي وفيفي عبده يحكمان مصر!



القذافي وفيفي عبده يحكمان مصر!

شريف عبدالغني

كل يوم أكتشف سر حماقتي، حينما فكرت أن أطفش من البلد، وأن أتعاقد مع أي بدوي على الحدود الغربية يتمشى معي في جنح الظلام ونحن نسلي أنفسنا بقزقزة لب وفول سوداني، لنتجه إلى الجهة المقابلة من الحدود حيث «الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى سابقا»، ليبيا وبس حاليا.
ياااه فكرتني بالذي مضى حينما كنت أجلس ومعي صديقتي وابنتي «ملك» نتابع على الفضائية الليبية أنصار العقيد وهم يهتفون: «الله.. ومعمر.. وليبيا وبس»، بينما ملك سعيدة ومنتشية بالهتاف وتهلل معهم. راح معمر، وانتهت جماهيريته وبقي الواحد الذي لا يروح ولا ينتهي.
في مصر، أو «مسر» كما تنطقها «نوال» دلوعة السلطة الجديدة، كل شيء في ازدياد، معدل الأسعار ومعدل القتل ومعدل زيارات الشكر إلى عقر فنادق «الأشكاء» الذين دعموا ثورة الشعب المباركة الشهيرة بـ «30 سونيا».
 الزيادة تمتد إلى معدل تصريحات الهيام في كبير القوم، كلهم يذوبون فيه عشقا، لم يكن ينقص «القمص» صاحب رائعة «أذوب فيه عشقا»، إلا أن يغني علينا: زيديني عشقا زيديني يا أحلى نوبات جنوني!
عند الجارة الغربية التخفيض هو سيد الموقف، من تخفيض الأسعار إلى تخفيض الوجود المصري بخطف الدبلوماسيين إيمانا من الخاطف بأنه لا أحد في القاهرة المخطوفة يسأل عن أحد، هم مشغولون -كان الله في عونهم- في زيادة معدل قتل الشعب حرصا على دخوله الجنة شهيدا، قلبك أبيض وحنين يا قاتل، التخفيض في ليبيا طال اسم الدولة فأصبح كلمة واحدة بعدما كان في عهد العقيد 6 كلمات.
أيقن الليبيون أن الاسم الطويل لبلدهم لم يعد ينفعهم، بعدما سرقته ثورة «30 سونيا» منهم، وأتت بدلا من قذافي واحد بعشرات القذاذفة، اللهم زد وبارك، من هنا ستصل الزيادة إلى اسم مصر، لكنها زيادة لذيذة لذة تصريحات أيقونة الثورة إلهام شاهين، لن نقلد القذافي في لفظ «الجماهيرية»، لهم جماهيريتهم ولنا يسرا ودينا وسما، سنصبح بكل فخر: «البلطجية المصرية الفهلوية الفكاكية الأوميجية الانقلابية العظمى».
مصر أم الدنيا، ولا بد من كل بد أن تكون عظمى، بريطانيا التي احتلتنا ليست أفضل منا، سنضربها على حنطور عينها، ونكون عظمى مثلها، بل وسنرد لها الاحتلال باحتلالين، سنضمها إلى دولتنا القوية، وتصبح أراضينا وراء «المانش»، إنجلترا وويلز لنا، واسكتلندا إن أمكنا.
زمان كان الاحتلال الإنجليزي يحظر على جنوده دخول بيوت البغاء في القاهرة حتى لا يتلوث الجسد البريطاني النقي بأجساد غريبة. السؤال هنا: هل تستطيع سلطة الاحتلال المصري في لندن تطبيق المعاملة بالمثل، أم سيرفعون شعار اللي فات مات وإحنا أولاد النهاردة؟!!
ستسألني: أخذتنا من ليبيا إلى بريطانيا، فما العلاقة بين ليبيا التي كانت عظمى ونزل عليها التخفيض وبريطانيا التي أصبحت عظمتها هي الأخرى في ذمة التاريخ؟
وأجيبك: الموضوع وحدة واحدة، لقد كنت على وشك الدخول في مغامرة كبرى، أولا الاتفاق مع صاحب «المقلى» أو «المحمصة» على اللب والسوداني لزوم التسالي في طريق الهرب إلى ليبيا، ثم الاتفاق مع الدليل الصحراوي البدوي.
 رحلتي لم تكن ستتوقف في الساحل الليبي، بل كانت النية ركوب مراكب البحر المتهالكة المتجهة إلى الساحل الأوروبي، وهناك أنت وحظك، لو تخطى المركب منتصف البحر ولم يغرق يبقى فضل وعدل من ربنا، بعدها ستقفز في المياه وتسبح وسيادتك وشطارتك، تصل اليونان، أو إيطاليا، أو فرنسا، أو يقذفك الموج إلى إسبانيا، وقد لا تستطيع الدخول فتعبر جبل طارق وتلف وتدور حول البرتغال تلقى التحية على مانويل جوزيه ساحر النادي الأهلي وصائد بطولاته، ثم تكمل المسيرة لتصل إلى بلاد الإنجليز التي كانت عظمى فتنتقم منها شر انتقام نظير احتلالها لمصر 82 سنة، فضلا عن حرماننا من وراثة العرش البريطاني بمؤامرة قتل ابننا دودي الفايد وحبيبته ست البنات سكر النبات ديانا.
طيب بدل كل هذه المغامرات ووجع القلب، أبقى في المحروسة وحكامنا الجدد اسم الله عليهم سيجيبون بريطانيا مستسلمة راكعة عندنا، والمواطن منا قاعد على «القهوة» حاطط رجل على رجل يشرب «سحلب».
من الآن بدؤوا يلتمسون لهم الأعذار بأن البلد حالتها تصعب على الكافر وعلى ما نحتل بريطانيا لازم نصبر بتاع 3 أسابيع أو شهر، لأن مرسي في سنة حكم خرب مصر وجعلها على الحديدة وسرقها ونهبها بمشاركة إخوانه الإرهابيين.
 لكني واثق أن تيجان رأسنا الذين في السلطة لن يخذلونا، فهم لا يكذبون ولا يأتيهم الباطل من فوقهم أو تحتهم وبشرونا: بكرة هتشوفوا مصر.
لقد نفذوا وعدهم، فعلا بكرة هنشوف مصر، وليه نشوف بكرة لما ممكن نشوف النهاردة، مرسي كمم أفواه الشعب وأغلق القنوات وشمّع الصحف من أول لحظة دبّ فيها بقدمه القصر الرئاسي، الآن الشعب يتنسم الحرية، القنوات على قفا من يشيل، لكن النقلة في رموز ثورة 30 سونيا الوطنية المخلصة الذين تصدوا لفضح مرسي الحرامي الإرهابي، إلهام شاهين ستمول قناة توضح الإسلام الصحيح الذي شوهه الإخوان الإرهابيون، سما المصري ستحارب الإسلاميين بالرقص «حتى يموتوا غيظا» حسب تعبيرها، أما فيفي عبده فستقتحم الساحة بقناة اسمها «كيداهم» وقالت إن القناة ستقدم الفن الشرقي «المحترم» والذي تفتقده الساحة، وأكدت أن قنوات الرقص التي ظهرت مؤخراً استفزتها للغاية «لما تقدمه من ابتذال لا يليق بالرقص الشرقي المحترم»، تسلمي يا ست فيفي، معك سنعود لزمن الأصالة والرقص المحترم، لا يغرنك السن، الدهن في العتاقي.
هناك شائعات بأن ممولي تلك القنوات هم أنفسهم من دعموا قناة لميس، حتى جعلوا فمها أوسع من نفق شبرا وهي تسيح في الفضاء رغيا ولتا وعجنا، وأنهم أنفسهم من جعل خيري رمضان يتغزل في البطاطين الواردة إلى شعب المحروسة.
لكنها شائعات مغرضة، فهؤلاء الممولون يوفرون أموالهم لتحقيق النصر المظفر ودعم غزوة احتلال بريطانيا العظمى وضمها إلى ملك مصر، فوقتها هيكون زيتهم في دقيقهم، ولو ذهب الواحد منهم في «ويك إند» إلى لندن فلن يجد من يطارده بالكاميرات ويخلّي فضيحته بجلاجل!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق