وصفة الحماية قدمها أساتذة وخبراء سياسيون واستراتيجيون واختتموا بها ندوة
الوطن «الكويت في مرمى المخاطر الخارجية.. كيف نحميها» (2-2)
النيران تقترب من الحدود والمطلوب: ترميم البيت الداخلي.. حلف خليجي معلن ومتناغم.. قمة عاجلة لمجلس «التعاون»
الوطن «الكويت في مرمى المخاطر الخارجية.. كيف نحميها» (2-2)
النيران تقترب من الحدود والمطلوب: ترميم البيت الداخلي.. حلف خليجي معلن ومتناغم.. قمة عاجلة لمجلس «التعاون»
سامي النصف:
لو استنسخنا التجربة السنغافورية فسيكون لدينا جيش قوي قوامه مائة ألف ونظام عسكري جيد خلال عام.. المهم أن نبدأ الآن
لا قيمة لأية تنمية ما لم تستطع الدولة حمايتها وحتى الآن نحن ننكر الخطر ولا نواجهه.. إلى متى؟
تدهور أسعار النفط سيكون خطراً داهماً وسيفرز اضطراباً أمنياً وسياسياً وعلينا الحذر كي لا تتكرر في بلادنا تجربة سوهارتو.. الدولة العادلة هي الحل
نتعامل مع النيران المشتعلة من حولنا بكل برودة أعصاب فيا قادة «الخليجي»: الرادار واضح والرصاص سينهمر علينا
عبدالله الشايجي:
إيران سيدة العالم الآن بلا منازع و«اللي يقهر» أن دولنا الخليجية وأمريكا وأوروبا في صمت مطبق!
«حزب الله» يحتل لبنان و«داعش» سيطر على العراق وسورية و«الحوثيون» تمكنوا من اليمن ونحن نعيش في بحبوبة ومن حولنا دول فاشلة.. معقولة؟!
إبراهيم الهدبان:
نحتاج إلى حوار وطني وآخر خليجي يصلح بيوتنا ولنحذر مما حدث لأمراء الأندلس الذين اختلفوا فسقطت دويلاتهم
العدالة والحرية والشفافية تضمن مواجهة أية أخطار خارجية لكن الساحة المحلية لم تعد كما كانت
لماذا نشارك في قصف الآخرين ونعادي بعض أبناء وطننا بحجة أنهم مصدر أساسي للخطر وفق رؤية أشقاء عرب؟!
عبدالكريم الغربللي:
هدر للمال العام صرف دينار على التسليح أو لإنشاء جيش قوامه مائة ألف.. وجهوا الإنفاق للتنمية بعد ترميم البيت من الداخل
أطالب بإعادة النظر في «المعاهدات» لنعرف إن كانت دفاعية أم إجراءات أمنية.. الشفافية مطلوبة
الإيرانيون سيندمون ولن يفيدهم التوسع فقد فشلوا في إدارة بلدهم وانظروا للتومان الألف منه بدولار الآن!
- سامي النصف
كاتب صحافي ومحلل سياسي ووزير الإعلام الأسبق
- الدكتور عبدالله الشايجي
رئيس قسم العلوم السياسية السابق بجامعة الكويت
- الدكتور إبراهيم الهدبان
أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت
- العقيد متقاعد عبدالكريم الغربللي
خبير عسكري ومحلل استراتيجي
محاور الندوة
- تحديد مصادر المخاطر الخارجية
- مدى الوعي بالمخاطر مجتمعياً
- كيفية مواجهة المخاطر حكومياً وشعبياً
أدار الندوة وأعدها للنشر فوزي عويس:
لا يختلف اثنان على ان هناك مخاطر خارجية عديدة تحيق بدولة الكويت وببلدان دول مجلس التعاون الخليجي فهناك مخططات تستهدف تقسيم الوطن العربي كشفت عنها الغطاء ثورات الربيع العربي ففي الشمال نرى العراق على وشك التقسيم الذي بدأت ملامحه وبات الاستقرار في ربوعه غير منتظر أو متوقع على المدى القريب، والمملكة العربية السعودية تتعرض لتهديد واضح من قبل جماعات حوثية بينما استطاعت ايران تمديد نفوذها في بلدان عربية عدة مع استمرار نهجها على صعيد الملف النووي وتزايد تقاربها مع الولايات المتحدة الأمريكية رغم ان الأخيرة تضعها على رأس قائمة الدول الراعية للإرهاب! كما ان مصر وان بدت ملامح الاستقرار فيها إلا انها لاتزال تواجه محاولات العبث بأمنها من قبل تيارات اسلامية، وهناك تهديد صريح بغزو الكويت من قبل ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» والذي كشف عن خريطة تظهر الكويت كجزء منه وبالطبع لا تمكن الاستهانة بهكذا تهديد صريح وخصوصا ان امريكا تحدثت عن قوة هذا التنظيم ولم تتحدث بذلك حتى ازاء تنظيم «القاعدة» الذي سبق ونفذ حادث 11 سبتمبر الشهير، وقد عبر وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله عن هذه المخاطر بقوله ان المنطقة تعيش حالة حرب، واستشعاراً لهذه المخاطر فاننا في الوطن رحنا نناقش كيفية مواجهة هذه المخاطر من خلال ندوة شارك فيها كوكبة من الاساتذة والخبراء السياسيين عسى ان يكون في ناتج حوارهم وصفة لصناع القرار.
في الجزء الثاني والأخير من ندوة «الوطن» شدد المشاركون فيها على ضرورة ترميم البيت الداخلي معتبرين أنه حجز الزاوية نحو مواجهته المخاطر الخارجية وقالوا بضرورة توحد رؤى بلدان مجلس التعاون الخليجي ازاء مصادر الخطر وزيادة التنسيق والتلاحم فيما بينها وصولاً الى تشكيل حلف عسكري مع ضرورة أن تكون هناك قمة خليجية عاجلة تبحث في كيفية مواجهة المخاطر وتوحد الجهود في سبيل ذلك وفي مايلي المحصلة.
- الوطن : نخوض في المحور الثالث الذي يعرض لكيفية مواجهة المخاطر الخارجية التي تحدثتم عنها كل من وجهة نظره، ونبدأ بـ «أبو عبداللطيف»، ولكل واحد وهو يطرح رؤيته التعقيب على وجهات نظر الآخرين!
- سامي النصف: أتحدث أولاً عن الاشياء التي ينبغي علينا ألا نفعلها فأولاً علينا ألا نفتعل عداء مع حليف بحجم الولايات المتحدة الأمريكية لأن هذا لو حدث فسوف يضعفنا ولا أعتقد أن بديلاً مثل روسيا يمكن أن يكون الحضن الدافئ فقد سبق وجربناها سنوات طوال.
ظن وشك
- الوطن : هل ترى في ما قاله الدكتور إبراهيم الهدبان افتعالا لعداء مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
- سامي النصف: هذا الكلام لا يقوله فقط الدكتور ابراهيم بل كثيرون يرونه لكنه يبقى كلام قائم على الظن والشك فحتى اليوم لم يأت لنا كائن من كان بدليل يثبت أن أمريكا هي من قام بالثورات وهي من أتت بـ «داعش» واعتقد أنه ما بقي في الدنيا موبقة من الموبقات الا ووضعناها على كاهل أمريكا ومنذ ستين عاماً كنا دوماً - نحن جيل الاستعمار - على قناعة بوجود عدو خفي ولهذا كانت منطقتنا هي الأكثر في العالم من حيث الايمان بنظرية المؤامرة حيث نلقي بالمسؤولية على طرف آخر بدلاً من مواجهة المشكلة والاخفاقات وتعديل المناهج الدراسية التي افرزت لنا حالة التطرف والتعصب والتي بدورها انتجت لنا «داعش» وامثالها ولكننا مع الاسف ننكر الخطر ولا نواجهه وتعجبني مقولة استشهد بها هنا وهي «لو كانت الاهرامات أوكلت الى لجنة كويتية قبل خمسة آلاف عام لكانت لا تزال تدرس الموضوع الآن» ولذلك علينا بضرورة دراسة ما فعله الآخرون ولنأخذ سنغافورة كدولة عندها قضية مثل قضيتنا فهي بلد صغير مثلنا بل نحن اكبر منها بقليل فعندما قامت في الستينيات وقبل ان نبدأ ببناء نهضة اقتصادية قامت بعملية ضمان لكينونتها ووجودها تمثلت في خلق نظام تجنيد عسكري نوعي استطاعت من خلاله دعم الوحدة الوطنية من خلال جعل الجيش بوتقة انصهرت فيها كافة الاعراق والاطياف ومذاهب علما بأن عندهم فئات متباينة اكثر منا بكثير من هنود وصينيين ومالاويين وغيرهم ولذلك علينا بخلق نظام عسكري مشابه من خلاله اصبح الجيش السنغافوري واحدا من أقوى الجيوش في العالم.
تغيير الثقافة العامة
- «الوطن»: كم يبلغ قوام الجيش السنغافوري؟
- قوامه 400 الف جندي لكن هناك مليون ومائة الف تحت السلاح يتم استدعاؤهم سنويا لاعادة تدريبهم بحيث اذا ما واجهت الدولة خطرا يمكن استدعاؤهم فورا وهذا مهم جدا، فالدولة التي لا تستطيع ضمان امنها فلا قيمة لأية تنمية وبنية تحتية فيها لأنها لن تستطيع المحافظة على هذه التنمية وتلك البنية كما حدث لنا في عام 1990 فخلال يوم تم تدمير ما قمنا به خلال اربعين عاما، واود ان اشير هنا الى ان سنغافورة التي اتخذتها كمثال لم تنجح في ذلك الا توازيا مع الامن والشفافية التي حققت على صعيدها ارقى المستويات العالمية وباتت من افضل الانظمة العدلية أي انها نجحت في تغيير ثقافة المواطن وهذا ما نحن بحاجة اليه، فالثقافة العامة التي سادت عندنا بحاجة الى تغيير وهذا جزء من مواجهة المخاطر التي تحيق بنا شعبيا، فالمواطن عندنا لا هم له سوى كيف يكون غنيا في اسرع وقت ولا يقيم وزنا للامانة أو للخبرة أو الكفاءة التي قد يتم محوها بين لحظة واخرى واذا ما اخذنا بتجربة سنغافورة ونجحنا يمكننا نقل التجربة الى الدول الخمس الخليجية الاخرى بحيث نطور معهم نظاما عسكريا لكل دولة على حدة يضمن قوة لا يستهان بها لهذه البلدان، وتوازيا مع ذلك يمكننا العمل مع الاوروبيين الذين بدأوا بوحدة عسكرية فالناتو ظهر في عام 1945 وبعد 13 سنة أي في عام 1958 شرعوا في بناء وحدة اقتصادية وانجزوا السوق الاوروبية المشتركة وانتهوا في عام 1994 بوحدة سياسية، اما نحن فدائما ما نتحدث عن وحدة سياسية من الضروري تأجيلها الآن ودعونا اولا نحمي انفسنا ونأمن في اوطاننا ونواجه المخاطر التي تحيق بنا فهذه مسؤوليتنا ويجب ألا ننسى ان امريكا دوما تقول لنا بأنها لم تأت لتدافع عنا بالنيابة بل لتحارب معنا، واذكر ان «الناتو» كانت استراتيجيته ادارة الحرب الباردة مع الشرق وكان عليه ان يصمد لمدة 48 ساعة فقط حتى يأتيه المدد الامريكي، وحتى في حرب البوسنة عام 94 لم تحارب امريكا وحدها بل كان معها الاوروبيون، وهنا اشدد على ضرورة عدم التفريط في صداقة امريكا كأقوى دولة في العالم لمجرد شكوك أو ظنون بحيث نطلب منها ان تحارب معنا لا عنا.
أسعار النفط
ثمة مخاطر اقتصادية ستداهمنا ايضا تتمثل في تدهور اسعار النفط وخصوصا في الدول التي لم تتمكن من ايجاد مصادر بديلة لدخلها، هذا التدهور الاقتصادي سوف ينتج عنه اضطراب سياسي وامني وقد عشت فترة سقوط «سوهارتو» نتيجة لذلك ولذلك ففي اطار استراتيجية البقاء علينا خلق موارد بديلة وان لم نفعل سنكون عرضة لتغيرات لا نملك التحكم فيها أو السيطرة عليها ولكي نتمكن من ذلك لابد من خلق الدولة العادلة وتوفير الشفافية وضمان نزاهة واستقلال القضاء والاهتمام بالمناهج التعليمية والاتيان بنظام عسكرة يكون قيمة مضافة.
كي نستفيد
- «الوطن»: الثقافة العامة المجتمعية السائدة قلت بأنه مطلوب تغييرها.. كيف؟
- سامي النصف: حسناً.. والله يؤسفني ان اقول وانا في قمة الخجل بأن الحاصل الآن بأن الكثيرين يقول بأن الغزو لو تكرر لا قدر الله فلن يبقوا وارجو ألا يكونوا جادين في ذلك وما هذا الا لأنهم لم يرون تعاملا راقيا مع الذين صمدوا وحاربوا وهذه الثقافة يجب محاربتها والحق اننا ان لم نصحح المسار فإن الدم الذي سال وكأنه ذهب سيكون قد ذهب هدراً وينبغي ان نتعلم الدروس ونفعل حفاظا على دماء الشهداء وعلينا العمل للعودة بالكويت الى ما كانت عليه ليس قبل عام 1990 فما حدث قبل هذا العام من كوارث هو الذي انتهى بنا الى الغزو.
تجنيد نوعي أولاً
- «الوطن»: تحديدا ما المطلوب في هذا الاطار؟
- سامي النصف: علينا تغيير النهج ففي الدول المتقدمة يأخذون الشباب الى العسكرية فيذهبون بهم الى دراسات استراتيجية وخارجية ثم يعودون الى الجامعة بحيث لا يكون هناك انفصال بين دكتور الجامعة وبين المجتمع مثل عندنا.
- «الوطن»: الخطر داهم أبا عبداللطيف ومثل هذه الامور ستستغرق وقتا فما المطلوب على وجه السرعة؟
- سامي النصف: اولا لابد من اللجوء الى التجنيد النوعي فلابد من ضمان مائة الف يدافعون عن الدولة وعن اية دولة خليجية اخرى عند اللزوم، فالحوثيون عندما تحركوا على جنوب السعودية ما كان ينبغي ان يكون في مواجهتهم الجيش السعودي فقط بل كان يجب ان يجابههم ستة جيوش خليجية والشيء نفسه لو كان هناك تحرك تجاه سلطنة عمان في الجنوب أو تجاه الكويت في الشمال ويجب ان يراعى تدريب الجيوش دوريا ولا ينبغي بحال الاعتماد على اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي ما هي الا حبر على ورق اذ لم يعد لها من قيمة حيث لا مناورات ولا تدريبات ولنرى كيف ينظم كل من حلف «الناتو» وحلف «وارسو» المناورات وبالتالي يعلم الحلفان انه لو تحرك جندي واحد فسوف يواجه من 27 دولة.
خلال سنة
- «الوطن»: أمر كهذا أيمكن ان يتحقق سريعا؟
- سامي النصف: نحن ست دول وان اردنا بحق يمكننا الانجاز في عام، نعم هناك امور اخرى تحتاج الى سفرات طويلة واعود فأقول بأن سنغافورة امامنا كمثال ناجح فلنذهب اليها ونأتي بخبراء منها وسيتم ما نريد خلال عام واحد علما بأن سنغافورة اخذت هذا النظام من دولة عندنا في المنطقة.
حالة انكار
- «الوطن»: إلى أي مدى يتفق الدكتور عبدالله مع ما طرحه «بوعبداللطيف» وما رؤيته لمواجهة المخاطر؟
- د.عبدالله الشايجي: استمعت باهتمام لما قاله الأخ سامي واتفق معه وان كان مثاليا أكثر من اللازم بينما الواقعية هي المطلوبة الان وارى ان الاولوية الاولى هي الاعتراف بحجم وعمق وخطورة البيئة المشتعلة التي نحن وسطها.
- «الوطن»: هل ترى ان هناك حالة من عدم الاعتراف بحجم وعمق الخطورة؟
- د.عبدالله الشايجي: نحن في حالة انكار وتخفيض لحجم الخطر ولمستوى التهديد وقد دخلنا في مواجهة مرغمين ولا نعلم ابعادها وحتى ولو انتصرنا غدا على «داعش» فما هو السيناريو؟ وكيف يمكن اضعاف هذه الدولة دون اضعاف النظام الذي يحتضنها ويوفر لها البيئة، وهناك كما قلت شعور بحالة من «اللاتوازن» لاننا غير فاعلين على صعيد اتخاذ القرارات، وقد تحدث الدكتور ابراهيم الهدبان عن ايران وقال: نحن ونحن ونحن فمن نحن يا دكتور؟ اننا في نهاية الامر لسنا بدولة مركزية واحدة والدول الكبرى تريد وكيلا معتمدا يمكن ان ينفذ ويحقق اهدافها.
اختلاف رؤى
- «الوطن»: تقصد اننا كبلدان خليجية لسنا على استراتيجية واحدة؟
- د.عبدالله الشايجي: نعم فالدول الست في مجلس التعاون الخليجي لا رؤية موحدة لهم فمثلا العُمانيون والاماراتيون لا يستشعرون خطر «داعش» كما السعودية والكويت وعلى ايام صدام كنا نرى الخطر الحقيقي من العراق لا من ايران وآنذاك لم يكن يتفق معنا العُمانيون والاماراتيون وحتى القطريون الذين يتشاركون في اكبر حقل غاز مع الايرانيين فدائما كان هناك تفاوت في تصور الخطر وواقع الخطر والآن نرى الامر يتكرر فالسعودية تستشعر الخطر من الحوثيين والعُمانيون كذلك خصوصا اذا ما احتلوا عدن والسؤال: هل نحن في الكويت والبحرين نشعر بخطر الحوثيين؟ بالطبع «لا» تماما كما لا يشعر آخرون بخطر «داعش» الذي نشعر به نحن فكل اذن يرى الخطر من وجهة نظره ومن موقعه الجغرافي ومن مدى قربه من هذا الخطر وهذه كارثة خصوصا ولم نستطع تطوير قدراتنا حتى الآن ونشكل جيشا خليجيا سبق واقترحه السلطان قابوس بعد تحرير الكويت وعندما لم يتم التنفيذ ادرك الرجل ان اجتماعات وقمم دول المجلس مجرد بروتوكولات فقرر عدم حضورها، والآن نحن امام تطور خطير فالحوثيون يهددون دولتين خليجيتين هما السعودية وسلطنة عُمان و«داعش» تهددنا من الشمال وهناك دول فاشلة، وما قاله الاخ سامي النصف صحيح اننا دول فاحشة الثراء في محيط بلدان فقيرة ومعدمة ستكون أسوأ دول فاشلة في العالم والا «فشنو» هذه الدولة التي لديها مليون جندي وتنظيم «داعش» يحتل نصفها وهي العراق؟ ولهذا اقول للاخ سامي: ما راح ينفعنا التجنيد لان العقلية على حالها.
- سامي النصف: تكلمت عن التجنيد بأسلوب جديد في اطار كيفية مواجهة الخطر حكومياً وشعبيا.
- د.عبدالله الشايجي: شعبيا لا دور لنا فقد قال الباحثون وتكلم المفكرون وكتب المحللون لكن من يسمع؟ لقد تزاملت مع الدكتور الهدبان في فريق صياغة الخطة الوطنية للامن القومي مثلا وكتبنا دراسات بعد اجتماعات استمرت اربعة اشهر فماذا فعلوا فيها؟ نحن نقوم بواجبنا وهم يحفظون الاستشارات والدراسات والمقالات في الادراج.
مراكز الدراسات
- «الوطن»: تبقى استشارات ودراسات افراد لا لمراكز دراسات؟
- د.عبدالله الشايجي: الى الآن شعبيا وفكريا ونخبويا لا يوجد تقدير لمفهوم مراكز الدراسات الفكرية رغم انها من تقود السياسة في الغرب فالكونجرس الامريكي مثلا يأخذ الدراسات من اهم مركز دراسات في العالم تابع له ويضم اكبر الباحثين ومعظمهم عملوا في «السي آي ايه» ويصدرون دراسات كل اربعة اشهر ويطورونها وتطول دراساتهم الكويت والسعودية وايران وتركيا ولبنان وكل الدول حيث يقدمون ناتج هذه الدراسات لنواب الكونجرس في لجنة الشؤون الخارجية وقد عجزت شخصيا عن اقناع المسؤولين الكبار في الكويت منذ عام 1994 عندما كنت مستشارا في مجلس الامة بضرورة انشاء مركز دراسات استراتيجية يعنى بالنفط والطاقة بالاضافة الى الدولة المركزية الكبيرة وهي امريكا الى جانب العراق وايران والسبب ان العقلية السائدة تستكثر ان تأخذ عن دكتور في الجامعة أو عن غيره من الباحثين وهذه العقلية مع الاسف لا يمكن اختراقها.
تحذير
يستطرد الدكتور الشايجي: انني احذر من سيطرة وهيمنة ايران على مضيق «باب المندب» فمع سيطرتها على مضيق «هرمز» ستقضي علينا وهي بذلك سيدة المنطقة بلا منازع واللي يقهر ان بلداننا الخليجية صامتة بلا أي كلمة الا من بيان متأخر وضعيف يحذر من التصريحات لا من التصرفات غير المسؤولة للايرانيين، كذلك امريكا واوروبا ولا كلمة، يعني الخطر داهم ونحن نريد ان نفكر في اعداد جيش وتجنيد الزامي.
الخطر يقترب جداً
- «الوطن»: والمطلوب يا دكتور على وجه السرعة؟
- د.عبدالله الشايجي: لا شيء فليس هناك تقدير حقيقي للمخاطر ولن يتغير شيء.
- «الوطن»: أبرئ الذمة؟
- د.عبدالله الشايجي: ابرأنا الذمة من عشرين عاما والآن نشدد على ضرورة ان يبلغ الجيش الجرار من المستشارين صنّاع القرار في دولنا الخليجية بأننا في قلب العاصفة والرصاص سوف ينهمر علينا والرادار واضح جدا والمخاطر تقترب منا، ان ما يؤسف له ان المسؤولين في دولنا يقولون: ان شاء الله ما يحصل الا الخير، لابد من قمة خليجية طارئة فدول مجلس التعاون لم تعد ممسكة بزمام الامور ولابد من مواقف داعمة متبادلة بين دول «الخليجي» فالخطر يقترب جدا ولبنان محتل من حزب الله وسورية والعراق من «داعش» واليمن من «الحوثيين» بينما نحن نعيش في بحبوبة ومن حولنا نيران مشتعلة ودول فاشلة ثم بعد ذلك نعتبر بأن ما يحدث من حولنا انما يحدث في كوكب المريخ ونتعامل بكل برودة اعصاب!، اما مندهش ومتعقد وللمرة الاولى في التاريخ ارى دولا عظمى وكبيرة واقليمية تتحالف ضد تنظيم لا دولة لا يملك دبابة او صاروخا ولا يصنع أي سلاح؟!
استراتيجية فاشلة
- «الوطن»: ورغم هذا يتحدث العم أوباما عن استراتيجية لا خطة لمواجهة «داعش» ولا يقول: للقضاء على «داعش» ويقول وزير دفاعه انهم يخططون لحرب طويلة مع هذا التنظيم؟!
- د.عبدالله الشايجي: استراتيجية اوباما فاشلة لانها تعالج العوار لا اصل المرض.
من التحالف إلى الشراكة
- «الوطن»: وما أصل المرض دكتور؟
- د.عبدالله الشايجي: اصل المرض هو ايران وحلفاؤها فهم الذين انتجوا «داعش» بسبب ما لعبوه من دور وبسبب التردد الامريكي ولو ان اوباما ضرب النظام السوري في اغسطس من العام الماضي 2013 ما كنا لنرى اليوم «داعش» او أي متطرفين أو تطرف اسلامي ولم نكن نرى تحالفا من ستين دولة لضرب تنظيم واحد، واود ان اقول للدكتور الهدبان ردا على كلامه بشأن امريكا إنها حليف عدو: يا دكتور امريكا قوة متراجعة ولم تعد قوة عظمى، نعم هي تلعب دورا لكن عقلية اوباما ان بلاده يجب ألا تقاتل الا اذا كانت مضطرة، ولربما التطور الايجابي الذي قد يغير نوعا ما هو ان الحرب على «داعش» جعلت العلاقات الخليجية الامريكية تتطور من التحالف الى الشراكة وهذا يحدث وبشكل مكثف للمرة الاولى فهناك اربعة دول خليجية تشارك بمقاتلاتها في الحرب ضد «داعش» في سورية بالاضافة الى مشاركة الكويت بالدعم اللوجيستي الانساني وهذا يعني ان امريكا تريد ان يكون عندها حليف وشريك تثق به ولكن هذه البلدان الخليجية تشارك في الحرب ضد «داعش» في سورية فقط لا في العراق فهذا ممنوع عليها علما بان الدول الاوروبية لاتزال ترفض ان تشارك في الحرب ضد سورية.
- «الوطن»: لماذا برأيك؟
- د.عبدالله الشايجي: عندهم حساباتهم ويرون أن سورية ليس وقتها لكن دول عظمى بما فيها فرنسا وبريطانيا ودول نووية كلها تقصف «داعش» في العراق، واما نحن فلا نعلم الى اين نحن ذاهبون مع الامريكيين وهذا ستكون له كلفة في المستقبل فالادارة الامريكية قالت انها تتوقع ردا انتقاميا على الدول التي تشارك معها وهذا يؤكد اننا في قلب العاصفة والخطر يتزايد علينا من «داعش» خصوصا من خلايا النائمة وهذا يتطلب تنسيقا امنيا ومراقبة دقيقة ولكن للاسف لم نسمع أو نرى عن اجتماعات خليجية ولربما كانت هناك لقاءات سرية او غير معلنة المهم نريد ان يكون هناك تقديراً واقعيا وجيدا من صنّاع القرار وخصوصا اننا لم نبلغ الأسوأ.
كلفة كبيرة
- «الوطن»: الأسوأ قادم يعني؟
- د.عبدالله الشايجي: نعم وقادم بشكل غير طبيعي ولسوف يستمر لسنوات وستكون كلفته كبيرة ماليا وامنيا واستراتيجيا ولذا اكرر ان الحاجة ملحة الى اجتماعات طارئة على مستوى القيادات وخصوصا نحن نعيش في اقليم بلا نظام وهناك دول ستختفي وبلدان ستقسم وينبغي عدم التعامل هكذا ببرودة اعصاب وماكو الا الخير فقد انتهى عصر هذا الكلام تحت دعوى «ما نبي نخرع الناس» ولا يصح ان نبقى نتعامل على طمام المرحوم فهذا خطأ قاتل ننبه له ونحذر منه كمثقفين ابراء للذمة.
سيندم الايرانيون
- «الوطن»: إلى أي مدى يرى «بوفواز» من زاوية عسكرية واستراتيجية كيفية مواجهة المخاطر الخارجية وكيف يمكن ان نستعد للذئب لا بحزام ذئب بل بحزام أسد وما رأيه في مسألة التجنيد؟
- عبدالكريم الغربللي: لا استطيع ان اعلق على بعض ما طرح وله جانب عسكري وابدأ بموضوع التجنيد الاجباري فانا ضده وخصوصا في ضوء ما اسفرت عنه التجربة السابقة، وما قاله الاخ سامي بشأن تجربة سنغافورة فانني اقول له: اعطني ادارة مثل التي في سنغافورة ثم اطرح البدائل، ثم عندها نتحدث عن البدائل ولهذا لا يمكننا التفكير الآن في التجنيد الاجباري او في سالفة المائة ألف عسكري ثم يجب ألا ننسى اننا دول مستوردة للسلاح والدولة التي تستورد السلاح عليها اعباء لصالح من زودوها بالسلاح، وبالنسبة للخطر الايراني المتمثل في محاولات التوسع فسوف يندم الايرانيون غدا لان هذا التوسع فوق طاقاتهم لانهم اصلا لم ينجحوا في ادارة بلدهم وكل اموالهم توجهت الى الخارج ولذلك هبط التومان الذي كان الثمانية منه عند قيام الثورة الايرانية تعادل دولارا اما الآن فالألف تومان بدولار واحد، كما كان سعر برميل النفط يتراوح بين 15 إلى 20 دولارا بينما كان قد وصل اكثر من مائة دولار في الفترة الاخيرة.
وضع سيئ
- عبدالله الشايجي: تأكيدا على كلام «بوفواز» فان ايران كدولة ستكون أسوأ دولة حال انخفاض اسعار النفط فالبرميل المباع منه يجب ان يكون بـ140 دولارا كي لا يحدث عندها عجز في الميزانية بينما قطر تحتاج الى 65 دولارا لسعر البرميل كي لا تواجه عجزا في ميزانيتها والكويت 75 دولارا، اذن ايران في وضع سيئ ووضعها يزداد سوءاً كلما انخفض سعر النفط.
رعب
- عبدالكريم الغربللي: ولنا أن نتصور لو ان ايران ستعاني اكثر واكثر لو تحملت اعباء اليمن كدولة متخلفة اقتصاديا ولربما تكون مدرجة في هذا الاتجاه اذا اخذنا بنظرية المؤامرة ولذا اعود لاشدد على ضرورة الاهتمام بالشأن الداخلي في الكويت التي يجب ان تستعيد بريقها السابق بصرف النظر عن الاشخاص وعن مرسوم الصوت الواحد والحقيقة هي ان وضعنا لا يسر ويجب الا يستمر وعلينا ان نتعظ من تجربة الغزو لكن الحاصل ان هناك رعبا بسبب قضية سحب الجناسي وذلك له تداعياته غير الجيدة على صعيد الامن الوطني، وبكل اسف فان ما نسمعه في الديوانيات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي شيء ما كان يجب ان يكون وما كان ليكون لو كانت الصحافة كذي قبل، وارى ان صرف أي دينار على التسليح او على انشاء جيش قوامه مائة ألف سيكون هدرا لمال العام والاولى ان يكون الصرف على التنمية بعد تمريم البيت الداخلي واصلاح الادارة الحكومية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وليس ابعاده لمجرد تغريدة او رأي قاله واعتقد ان الذي يحدث عندنا، لو قيل انه يحدث، وطلب تحديد المكان لقيل: هذا في كوبا، وعلينا ان نتذكر جيدا كيف ان الشيخ جابر – رحمه الله - لم يضق صدره برفض مرسوم اعطاء المرأة حقها السياسي من قبل مجلس الامة، واتمنى عودة بلادي لما كانت عليه من ريادة، اما الآن فالمشروعات تقتل بتشكيل لجان لها ولجنة المكلسن خير مثال فمنذ 2009 حتى اليوم «منقعة» في ديوان المحاسبة.
بكل أسف
- «الوطن»: رجل وخبير عسكري وتطالب بعدم الصرف على التسليح «موغريبة» هذه أبا فواز؟
- عبدالكريم الغربللي: هذا بكل أسف حقيقة واقعنا.
- الوطن : توقعت منك أن تقول العكس؟
- عبدالكريم الغربللي: أبداً.. وهذا ليس تقليلاً من شأن الجيش الكويتي لكن التهديد الذي تتعرض له الكويت يجب ألا نضلل الناس ونقول بإمكانية تصدي الكويت وحدها له من دون أن تكون منضمة الى حلف عسكري معلن وخذ مثلاً «حلف الناتو».
- الوطن : أترى بالحاجة الى الانضمام لحلف عسكري عالمي؟
- عبدالكريم الغربللي: الآن هذا غير متاح ونحن وقعنا ما يسمى بمعاهدات دفاعية وعبر منبر «الوطن» أطالب باعادة دراسة هذه المعاهدات لنعرف هل هي معاهدات دفاعية أم اجراءات امنية ولا بد من تقنين الصرف على الآلة العسكرية وتوجيه الانفاق الى العنصر البشري فالسياسي عندما يكون ظهره شعبياً ومستنداً الى انتخابات حرة يكون قوياً ولا يركع لأية مطالب ولو كان يربطه بها مصالح.
توحد الخليجي
- الوطن : الآن.. الآن.. ما المفترض على صناع القرار في سبيل مواجهة الخطر الذي يتهدد الكويت من داعش والحوثيين وايران؟
- عبدالكريم الغربللي: أية اخطار خارجية لايمكن مواجهتها دون اصلاح البيت الداخلي.
- الوطن : كلامك صحيح.. ولكن.
- عبدالكريم الغربللي: لمواجهة الخطر الايراني مطلوب توحد بلدان «الخليجي» ليكون هناك رأي واحد فالآراء متباينة في هذه الجزئية وأما «داعش» فيجب مواجهتها بالفكر من خلال علماء يخشون الله ويقولون قولة الحق ويزيلون تلك الضبابية التي للأسف تم استغلالها ببشاعة، ولا يفوتني التنويه الى الموقف التركي وادعو ناصحاً دول «الخليجي» لدعمه اذ لا بد عند الدخول في اي تحالف معرفة سبب الدخول ومدة البقاء والاهداف المرجوة.
لا وجه للمقارنة
- الوطن : ركز «بوفواز» على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية فعلى ماذا يركز الدكتور ابراهيم في سبيل مواجهة المخاطر الخارجية؟
- د.إبراهيم الهدبان: شخصياً اتبنى نفس الفكر الذي طرحه «بوفواز» فالساحة المحلية لم تعد كما كانت وابسط مثال عدم تطبيق القوانين التي فقدت هيبتها حتى نقارن بين مواطن وآخر وبعض الوافدين والسائقين في مسألة المرور قد لا يكون لديهم علاقة بموضوع «داعش» وغيرها لكن عندما تكون الجبهة الداخلية متماسكة يكون الكل مستعداً لمواجهة اية أخطار فعندما هدد عبدالكريم قاسم وقف الوافد والمواطن واستعدوا للمواجهة وعندما وقع الغزو الغاشم كثير من المواطنين قدموا أرواحهم الى جانب حتى الاخوة «البدون»، في سبيل تحرير الوطن، أما الآن فالساحة الداخلية غير متماسكة اما بسبب المناوشات ذات الطابع الطائفي وإما على خلفية سحب جناسي او بسبب المغردين وكيفية التعامل معهم أو بعدم تطبيق القوانين على الجميع، ولننظر كيف أن الطفل في الصومال او في العراق وسورية او في اي دولة يحمل السلاح ويقاتل ولا يحتاج الى تدريب في الجيش النظامي، فلو اقتنع المواطن بقضية وبضرورة وحتمية دولته التي توفر له الحرية وتضمن له حرية الرأي والعدالة وتتعامل معه بشفافية فسوف يدافع بقوة خاصة اذا تأكد أن بلده تصرف المليارات في مصارفها الصحيحة لا في غير ذلك ثم تضيق عليه وتطالبه برسوم على الخدمات وبضرائب وغير ذلك ثم عندما يفرض عليها ان تدفع المليارات دفعت، اذن عندما تكون القنوات مفتوحة بين المسؤلوين والمواطنين لن يكون هناك ما يخشى منه وحتى الطفل سيحمل السلاح.
ما مصلحتنا
- يستطرد الدكتور الهدبان: ثم دعونا نسأل: ما مصلحتنا في أن نذهب ونقصف في ليبيا أو أن ندعم القصف في مالي؟ لماذا نشارك في القصف ضد الآخرين أو نصور عدواً ما هو بعدو؟ أو أن نعتمد تصور الآخرين حتى ولو كانوا اشقاء عرباً ثم نعادي ابناء لنا في دولنا بحجة أن هناك تهديداً منهم ونحن نعلم أن مصدر التهديد ليس منهم، اذن لا بد من مصارحة وتقوية الجبهة الداخلية من خلال حل مشكلات كالبدون وغيرها، واشاعة حرية الرأي ومعالجة قضية التجنيس وسحب الجناسي لتعود الكويت كما عهدناها وبالتأكيد فإن الاخوة الشيعة ليسوا عملاء لإيران ويحبون الكويت قناعة منهم بأن ما يمتلكونه فيها لا يمتلكه الآخرون في ايران او العراق او اية دولة وعليه فمصلحتهم في بقاء بلدهم، وما طرحه الاخ سامي بالنسبة للتجنيد الإلزامي اقول: فعلا قد لا نحتاج له بل ما نحتاجه هو تقوية الشعور الوطني.
احذروا
- «الوطن»: هل نحن بحاجة الى حوار وطني دكتور؟
- د. إبراهيم الهدبان: حوار وطني وحوارخليجي بحيث يكون هناك إدراك لكيفية التصالح في البيت الواحد وخطورة عدمه وهذا ما حدث في الأندلس عندما اختلف أمراء الدويلات الصغيرة فأتوا بغريب لكي يفصل بينهم لكن في النهاية سقطت كل هذه الدويلات، اذن لابديل عن اللحمة الوطنية والتراجع عن اية اخطاء فما ذلك بعيب لكي تعود الى الكويت وبلدان الخليج لحمتها، وأرى ان المكاشفة والمصارحة هما اهم ما نحتاجه الآن.
- في نهاية الندوة عبر سامي النصف عن حزنه وقال:
قد نكون في الكويت قد خرجنا على اهل «بيزنطا» الذين يضرب بهم المثل تدليلا على قلة العمل وكثرة الجدل لكن «بيزنطا» ضاعت مرة واحدة ولربما لو عادت لاستفاد اهلها، واود القول اننا لم نر في تاريخ الامم منذ ثمانين سنة دولة اختفت سوى الكويت حتى فيتنام كانوا اساساً دولة واحدة وانقسموا ثم اتفقوا، والآن عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية فكلنا نتوق لها لكنها لن تتحقق من دون امتلاكنا سلاحا وقوة، ولنذكر «هتلر» عندما احتل عدة دول وكان عندهم وحدة وطنية لكن قيل له قبل غزو فرنسا بانها بلد ذو تاريخ وثقافة فتركهم يتحدثون ثم سألهم: كم فيلق عند فرنسا؟ قالوا: عشرين، قال: نحن عندنا «ستين» احتلوها، وعليه فلا ينبغي ان نتكلم بكلام اقرب الى «البيزنطية» والتجنيد الذي تحدثت عنه يمكن ان يكون اختياراً لكن ثقافتنا العامة لا تساعد على ذلك وقد ضربت المثل بسنغافورة التي استطاعت اعداد جيش قوي والان لها قواعد في استراليا وحتى في امريكا، ومن لا يستطيع ان يتجحفل ويحشد مئات الألوف على حدوده ما راح يحسب له حساب فما دمنا أقررنا بوجود مخاطر وما دمنا البلد الوحيد الذي جرب الغزو فنحن لا ننطلق من كلام نظري ولابد ان نقوي انفسنا والتجنيد على الطريقة السنغافورية يقوي الوحدة الوطنية ولابد من عدالة في التوزيع ومحاربة للفساد كما حدث في سنغافورة الى درجة انتحار وزير عندهم متهم بالتجاوز.
اعتراض
- عبدالكريم الغربللي: اسجل اعتراضي بشدة على وصف كلامنا بالبيزنطي
- سامي النصف: دللت بأهل «بيزنطا» لأن هناك حالة مشابهة في الكويت.
- عبدالكريم الغربللي: أناشد قادة دول مجلس التعاون الخليجي العودة الى شعوبهم وإشراكهم في مسؤولية القرار فذلك قوة لكم ولهم.
===============
أوباما يغازل إيران بالفارسية وبلاده تتحالف مع الشيعة
الخطر السني أخطر من الخطر الشيعي.. هكذا ترى أمريكا الآن
<< حذر الدكتور عبدالله الشايجي من صراع سني شيعي خطير نقترب من حافته في المنطقة وقال: المنطقة تفرز الان بشكل غير طبيعي وغير مقبول بسبب التطرف وافرازات الحرب السورية وما يجري في العراق، وهذا امر يقترفه حزب الله في لبنان والنظام السوري والحوثيون في اليمن وكتائب القسام في العراق وغيرهم وهذا خطر داهم جدا وخطير جدا وحتى الان لا يعطى الاهمية المطلوبة بالتوعية وبالتعامل مع المتطرفين من السنة والشيعة، ثم هناك تساؤل مهم: لماذا الاستهداف الامريكي للمتطرفين من السنة فقط؟ وأين المتطرفون الشيعة الذين قطعوا رؤوسا وقتلوا ورأيناهم عبر «اليوتيوب» ورآهم الأمريكيون، ان هذا يغذي التطرف السني ويدفع بالسني المعتدل الى التطرف وبالسني المتطرف الى ان يكون اكثر تطرفا بسبب هذه الاستراتيجية وتلك السياسات، نحن بحاجة الى ان يكون عندنا فهماً وعمقاً.
«الوطن»: هل من مصلحة امريكا تأجيج الصراع السني الشيعي؟
- د. عبدالله الشايجي: كل شيء نُدخل في امريكا؟ ما علاقتها هذا خلاف بيني.
«الوطن»: أليس من مصلحة امريكا ان يكون الخلاف السني الشيعي شأنا إقليميا؟
- د. عبدالله الشايجي: أمريكا ترى بأن الخطر السني الآن اخطر من الخطر الشيعي والخطر الشيعي الان حليف لأمريكا فأوباما فور تسلمه السلطة غازل إيران بكلمات فارسية عبر الفيديو وأشاد بالثقافة والحضارة الإيرانية وهنأ بعيد النيرزو وأشاد بالشاعر سعدي وهاتف قادة ايران وهذا يزعج بلدان الخليج.
«الوطن»: لكنه ذهب ايضا الى جامعة القاهرة وقال: السلام عليكم؟!
- عبدالله الشايجي: كان خطابه هذا موجها للعالم الاسلامي، انني اقول بأن هناك غضبا شديدا في الشارع السني على امريكا وسأكون اكثر صراحة واقول: لماذا يتم استهداف التنظيمات السنية المتطرفة؟ ان هذا يثبت ان امريكا تنظر الى ان التحالف مع ايران وحلفائها الشيعة ضرورة ولننظر كيف لم تسقط قذيفة واحدة على اي تنظيم شيعي في العراق او سورية ولماذا؟ هذا يحدث رغم ان ايران مصنفة كبلد ارهابي لدى امريكا التي تتعامل معها وتغازلها؟!
===============
رعب وحالة قمع غير مسبوقة
<< شدد الغربللي بشدة على ضرورة اصلاح البيت الداخلي مؤكدا ان الجبهة الداخلية ليست بالقوة التي تجعلها قادرة على مواجهة المخاطر الخارجية وقال: نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا.
واضاف: كما يقول المتنبي: ومن نكد الدهر على الحر أن يرى.. عدواً له ما من صداقته بد، ولهذا اقول بان وضعنا الداخلي لا يسر فنحن في حالة تفكك اجتماعي غير مسبوق ونعيش حالة رعب والمجتمع فيه حالة قمع غير مسبوقة ولا بديل عن ردم الهوة التي بدأت تزداد بين الحكومة والمواطنين ولابد من مواجهة الاخفاق الحكومي وعودة الصحافة والاعلام الى ما كانا عليه ولا أتصور دولة يضيق صدرها بمحطة تلفزيون فتسحب ترخيصها او بجريدة فتغلقها، ولا اتصور ان يخرج جماعة في ساحة الارادة ويبلغوا عن اختفاء 17 ملياراً ولا يخرج علينا وزير المالية او غيره لينفي هذا الامر ومثل هذه الحال لا تؤهلنا لمواجهة ما يحدث من «داعش» وفي اليمن ومحاولات التوسع الايراني.
===============
حكومة سورية بلا بشار.. أيكون هذا سبب مشاركة «الخليجي» لواشنطن في قصف «داعش»؟
حول تفسيره لمشاركة بلدان الخليج في القصف الجوي ضد «داعش» في سورية تساءل الدكتور عبدالله الشايجي: ما هي الضمانة التي اعطيت لهم من امريكا ازاء التعامل مع بشار الاسد مستقبلا؟ وهل سيكون اضعافاً له وجره الى جنيف تحت مرجعية «جنيف واحد» وتشكيل حكومة انتقالية لا يكون فيها الاسد؟
.. اعتقد ان هذا هو التحليل المنطقي الوحيد لحماس بلدان مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في الحرب ضد «داعش» في سورية.
«الوطن»: وهل نسيت بلدان الخليج ان امريكا غسلت يدها منهم بعد ان تعهدت بضرب النظام السوري في اغسطس من العام الماضي؟
د. عبدالله الشايجي: غير مضمون اي شيء لأن العلاقة غير ندية فدول الخليج شريك صامت لأمريكا ولكني قدمت تحليلا بشأن مشاركة بلدان الخليج مع امريكا في قصف «داعش» في سورية والا اين «الناتو» وهو يضم 28 دولة؟ وهل اصبحنا اعضاء في هذا الحلف؟
الجزء الاول من الندوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق