"التلغراف": تبرئة التحقيق البريطاني للإخوان صدمت المحرضين عليهم
الترجمة /خدمة العصر
كشف تقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية أن أمير ويلز، تشارلز، سمع في زيارته الرسمية العاشرة إلى السعودية عتبا من مضيفيه على الحكومة البريطانية لسماحها لجماعة الإخوان بالعمل بحرية بينما هي محظورة في المملكة.
عندما عاد الأمير تشارلز إلى بلده، نقل مشاعر الإحباط هذه لرئيس الوزراء، فضلا عن مسؤولي وزارة الخارجية. بعد ذلك بوقت قصير تبين أن السير جون جينكينز، السفير البريطاني في الرياض، عُين مشرفا للتحقيق في صلات جماعة الإخوان بالإرهاب.
وجاء تحقيق السير جون أسابيع قليلة فقط بعد أن صنف السعوديون الإخوان ضمن قائمة الجماعات الإرهابية. في وقت كانت فيه مصر، بقيادة السيسي الذي انقلب على حكومة الإخوان المنتخبة ديمقراطيا، قد سارعت إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة.
لذلك أعطى التحقيق البريطاني شرعية معينة لادعاءات سعودية باستخدام الإخوان للعنف لتحقيق أغراض سياسية. وقد قام السير جون جينكنز بعمل دقيق، حيث سافر إلى الخليج وشمال أفريقيا في بحثه عن الحقيقة.
بحلول يوليو الماضي كان التقرير قد اكتمل. لكن السير جون لم يكتشف، كما تؤكد مصادر الحكومة البريطانية، أي أسباب لحظر نشاط جماعة الإخوان وتصنيفها جماعة إرهابية.
من الناحية النظرية، وفقا للصحيفة، كان ينبغي نشر تقرير السير جون، لكن طواه النسيان تقريبا. غير أن المشكلة تتمثل في أن السير جون فشل في التوصل إلى الاستنتاج الذي كان يريده ويرغب فيه رئيس الوزراء البريطاني والأمير تشارلز وحلفاؤهما في الشرق الأوسط، إذ كانوا يأملون في تأكيد صحة تقييم السعوديين للإخوان.
وقد تسببت تبرئة السير جون جينكنز في إهانة خطيرة للمصالح القوية، وقادت إلى معركة طويلة شرسة بدأت في الصيف الماضي واستمرت طيلة الخريف، ولا تظهر أي علامات على انتهائها قريبا.
وقال الكاتب إن نشر التقرير جنكينز كما هو مكتوب في الأصل من شأنه أن يثير حفيظة السعوديين حلفاء رئيس الوزراء، وليسوا هم فقط، ولكن الإمارات أيضا، فمنذ فترة طويلة وهي تحرض على التخلص من الإخوان.
ولي العهد محمد بن زايد لديه رقم الهاتف الشخصي لرئيس الوزراء، ولا يتردد في استخدامه للتعبير عن قلق دولة الإمارات تجاه عدم اتخاذ بريطانيا موقفا حازما بما فيه الكفاية.
رئيس الوزراء السابق، توني بلير، هو المحرض الآخر ضد الإخوان نيابة عن دولة الإمارات، سواء في العلن أو في لقائه شخصيا مع رئيس الوزراء.
ثم هناك صفقة 5 ملايير جنيه استرليني لبيع مقاتلات تايفون البريطانية إلى السعودية، وهي ذات أهمية حيوية بالنسبة للشركة المنتجة بي إيه إي سيستمز، حتى إن ديفيد كاميرون ربطها بمصداقيته الشخصية. فقد كانت ثمة شكوك منذ بدء التحقيق من المراقبين بأنها سوف تذهب إلى فرنسا بدلا من بريطانيا.
وخلاصة القول: اللوبي العربي البريطاني مصدوم كثيرا بنتائج التحقيق، رغم أنه ممثل بقوة في قلب المؤسسات العسكرية والمخابرات البريطانية، ولا تزال علاقاته مع الصناعات النفطية والدفاع قوية. كما إن علاقاته مع النظام الملكي البريطاني عميقة جدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق