الأبنودي.. مع الاعتذار لمحاسن موتاكم
وائل قنديل
ترك عبد الرحمن الأبنودي فدادين مزروعة بالشعر، نشكره عليها، ونعرف فضلها في تربية الوجدان المصري والعربي، ونحمد الله على أنه مرّ بها من هنا.
لكن الأبنودي ترك، أيضاً، مواقف سياسية مخجلة، بلغت حد الاحتقار للشعب الذي غنى له ومعه، ووصلت إلى مرحلة التحريض على من لا يعجبونه من مصريين.
الأبنودي الشاعر، غير عبد الرحمن السياسي المحرّض.. أبنودي الناس الغلابة يختلف عن عبد الرحمن العسكر والسلطة.
الأول غنّى لليمام والشجر وعرق البسطاء، والثاني تغنى في الضابط والبيك والباشا والزعيم، وباعتراف الشاعر نفسه، في غير قصيدة من قصائده، فهو شخصان متناقضان، أحدهما خيّر وبسيط، والثاني شرير ومعقد، أحدهما شعبوي، والآخر سلطوي.
الأبنودي الذي كتب تمجيدا في المجموعة التي قتلت أنور السادات، ليس الأبنودي الذي انضم إلى جوقة المداحين في بلاط خليفة السادات، ووريثه في التطبيع والتبعية والتأسيس لدولة الباشوات، على حساب العمال والفلاحين الشقيانين.
في بداية تسعينيات القرن الماضي، ومع اندلاع الجنون العربي، بغزو القوات العراقية الكويت، توارى الشاعر، وحضر السياسي بياع الكلام، فصدم الأبنودي ذائقة قرائه ومحبيه، بأغنية، يمكن تصنيفها، واللهم لا اعتراض، ضمن الشعر التجاري، أو الفن الاستثماري، حيث كتب كلاما ركيكا، غريبا عنه، وعما عرفه الناس عنه، وأذكر أنه بعدها نشر قصيدة، تشبه الاعتذار عن خيانة الشعر، في مجلة القاهرة التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة برئاسة تحرير غالي شكري، اعترف بأنه شخصان يتعاركان ويتناقضان داخل كيان واحد.
الشيء نفسه يتكرر قبل الرحيل، فيندلع التناقض والانفصام مجدداً، بين أبنودي الشعر وأبنودي السلطة العسكرية، لتجد الشاعر الذي فرض نفسه على ثورة الشباب في يناير/كانون الثاني 2011 معلنا الانقلاب والتمرد على "دولة العواجيز" التي كان مداحها وشاعر مناسباتها الاحتفالية، تجده وقد صار صوتا للثورة المضادة في نهاية يونيو/حزيران 2013، ومحرضا على سحق وقتل من يناوئها.
أفضل من يعبر عن هذه الحالة من الانفصام والازدواجية هو عبد الرحمن الأبنودي نفسه، الذي يقول في قصيدته "اذكروني لما تصطادني الأيادي" ما يلي:
الوداع يا صوتي ما عدتش أصيل
لكن الأبنودي ترك، أيضاً، مواقف سياسية مخجلة، بلغت حد الاحتقار للشعب الذي غنى له ومعه، ووصلت إلى مرحلة التحريض على من لا يعجبونه من مصريين.
الأبنودي الشاعر، غير عبد الرحمن السياسي المحرّض.. أبنودي الناس الغلابة يختلف عن عبد الرحمن العسكر والسلطة.
الأول غنّى لليمام والشجر وعرق البسطاء، والثاني تغنى في الضابط والبيك والباشا والزعيم، وباعتراف الشاعر نفسه، في غير قصيدة من قصائده، فهو شخصان متناقضان، أحدهما خيّر وبسيط، والثاني شرير ومعقد، أحدهما شعبوي، والآخر سلطوي.
الأبنودي الذي كتب تمجيدا في المجموعة التي قتلت أنور السادات، ليس الأبنودي الذي انضم إلى جوقة المداحين في بلاط خليفة السادات، ووريثه في التطبيع والتبعية والتأسيس لدولة الباشوات، على حساب العمال والفلاحين الشقيانين.
في بداية تسعينيات القرن الماضي، ومع اندلاع الجنون العربي، بغزو القوات العراقية الكويت، توارى الشاعر، وحضر السياسي بياع الكلام، فصدم الأبنودي ذائقة قرائه ومحبيه، بأغنية، يمكن تصنيفها، واللهم لا اعتراض، ضمن الشعر التجاري، أو الفن الاستثماري، حيث كتب كلاما ركيكا، غريبا عنه، وعما عرفه الناس عنه، وأذكر أنه بعدها نشر قصيدة، تشبه الاعتذار عن خيانة الشعر، في مجلة القاهرة التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة برئاسة تحرير غالي شكري، اعترف بأنه شخصان يتعاركان ويتناقضان داخل كيان واحد.
الشيء نفسه يتكرر قبل الرحيل، فيندلع التناقض والانفصام مجدداً، بين أبنودي الشعر وأبنودي السلطة العسكرية، لتجد الشاعر الذي فرض نفسه على ثورة الشباب في يناير/كانون الثاني 2011 معلنا الانقلاب والتمرد على "دولة العواجيز" التي كان مداحها وشاعر مناسباتها الاحتفالية، تجده وقد صار صوتا للثورة المضادة في نهاية يونيو/حزيران 2013، ومحرضا على سحق وقتل من يناوئها.
أفضل من يعبر عن هذه الحالة من الانفصام والازدواجية هو عبد الرحمن الأبنودي نفسه، الذي يقول في قصيدته "اذكروني لما تصطادني الأيادي" ما يلي:
الوداع يا صوتي ما عدتش أصيل
الوداع يا قلبي مانتاش قلب نيل
الوداع يا طين بلادي يا مش جميل
الوداع يا نيل أنا مش شاعرك
ولا في إمكاني هز مشاعرك
يا صعيد إلبس تياب عارك وعدد
شاعرك الأسمر مخبي فصوته مرشد
شاعرك أهو شال رايات الأغبيا
إنهزم ..خان الأمانة وجاي يغني للأغنيا
شعلة الثورة انطفت
لا تروي قلب…لا تضوي درب
شاعرك جاهل ونفعي وابن كلب
انتزع منه الهويه
والصفات المجانيه
إمنعوا الصوت المريب ده يغني ثاني للوطن
اللي بينافق الحكومة من خلال زيف القضية
اللي بينافق الحكومة باتفاقه المفتعل أنا مش طايق أسمعه
صوته لعين رغم معرفته الأكيدة الحق فين اللي بيناصر التخلف
رغم معرفته طريق الفجر فين إكرهوه…أو إقتلوه
****
لن نستطيع، ولا نريد أن نمنع غناءك للوطن، لأننا صدقناه وحفظناه وأحببناه، لكننا سنحاول أن نمحو من الذاكرة عبد الرحمن مدّاح الاستبداد، وممشط سلطة القمع والفشل.
المفكر الاسلامى د. محمد عباس .
ردحذفـــ الابنــــــــودى , نجــــــــــــــــم .
-------------------------------------------
# عبد الرحمن الأبنودي ليس أقربالدين من نزار قباني،لكن نزار لم يكن صنيعة أجهزة وكان شعره في البداية مع نزواته لكنه انتهي مع الأمة،وهذا هو الفرق .
# أمل دنقل،أشعرمن الأبنودي ألف مرة،ربمايماثله في موقفه من الدين،لكن شعره كله كان للأمة،صلاح عبد الصبور أيضا كذلك إلا أن همه كان في انه أساساوجوديا .
# ليس علينا إثم إن كرهنا الأبنودي لموقفه من الدين،لكن معظم الناس لايهمهم ذلك،بل كان يمكنني أيضا توظيف انعدام اليقين فيه لصالحه،لكنه وقف ضدالأمة .
# لكن الأبنودي بدأ عن طريق أحمد فؤاد نجم الذي أغاظ عبد الناصر كثيرا بقصائده الدامية ضد النكسة، واستشار الزعيم الملهم مطربه الملهم عبد الحليم حافظ،فأشار عليه بأنه لن يقف ضد نجم الا الأبنودي،وأمر عبد الناصر بإخراجه على الفور،وذهب عبد الحليم لإخراجه بيده،ومن يومها تبنته المخابرات .
# كانت وظيفته تمجيد السلطان،ولو اقتصر على هذا لقل حنقنا عليه،لكنه كان ضد الأمة والحرية والحق والصدق والرحمة،وكان هذا هو الفرق بينه وبين نجم .
# عاش نجم يشدو للحرية ولهذا لم يبغضه الناس كالأبنودي.لكنه انتهى عبدالساويرس مثبتا الحقيقة الناصعة الصادحة:أنك إما أن تكون عبدا لله أو للشيطان .