يبدو أن صحيفة "المصري اليوم" لن تكون آخر أبناء "ثورة يونيو" التي ستُهاجَم لإجبارها على العودة لـ"بيت طاعة النظام"، فقد سبقها ساسة ورؤساء أحزاب وضباط وزعيم حركة "تمرد"، الذي يقول المراقبون إنه استخدم للإطاحة بمرسي ثم تم التخلص منه بصمت.
أحمد السباعي
حاولت صحيفة "المصري اليوم" الخروج على الخطوط التي رُسمت للإعلام المصري منذ الانقلاب في الثالث من يوليو/تموز 2013، ونشرت ملفا بعنوان "ثقوب في البدلة الميري" يكشف بعضا من "انتهاكات" الشرطة المصرية.
هذه "الثقوب" التي أرادت الصحيفة تسليط الضوء عليها في "البدلة الميري" ارتدت عليها حملة شعواء في مواقع التواصل الاجتماعي شككت في وطنيتها واتهمتها بالعمالة والخيانة، حتى وصل الأمر إلى حد وصفها "بصحيفة العبري اليوم".
ورغم أن المراقبين اعتبروا ما نشرته الصحيفة "غيضا من فيض" انتهاكات الشرطة، وأن الصحيفة لها باع طويل في الدفاع عن ممارسات الشرطة، فإن ذلك لم يشفع لها عند مؤيدي النظام.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا وسما (هاشتاغ) بعنوان #قاطعوا_المصري_اليوم، واحتل قائمة "الهشتاغات" الأكثر تداولا في مصر بنحو 18 ألف تغريدة.
وأولى الاتهامات التي وجهت للصحيفة أنها مرتشية، حيث كتب حساب "أنا البدلة الميري" في تغريدة على تويتر "قالك ثقوب في البدله الميري.. لا يا نحنوح الثقوب دي في جيوبك اللي قبضت". في السياق، يغرد إسماعيل جاويش أن "ثقوبا لم ترها جريدة العار ونشطاء الدولار الأخضر ثقوب الرصاص في أجساد الأبطال".
نماذج من التغريدات المهاجمة للصحيفة (ناشطون)
إعلام فاسد
ويذهب حساب "رهن إشارتك يا مصر" للقول إن "قريت تعليق أن "المصري اليوم" أسلوبها دس السم في العسل بس انا رأيي أن الصحيفة نفسها السم من غير أي عسل"، وبرأي حساب "واحد من الناس" أنه "ليس من حق الشرفاء الاعتراض والإساءة لجنود الوطن في حالة الحرب ولكن الخونة كسروا كل منطق". ويؤكد حساب "mahmoudsamy84" أن "هذه الصحيفة أكثر من أثار الفتنة في أحداث استاد الدفاع الجوي وكانت تسميها مذبحة!! هذه وساخة الإعلام".
ويشدد حساب "boha52" على أن الشرطة المصرية دفعت "أكثر من 500 شهيد للوطن ولم تقدم "المصري اليوم" غير التضليل والكذب في حماة الوطن". ويغرد حساب "drmalaktaher26" أن "كل ضابط استشهد سايب في رقبتنا أمانة أولادهم اتيتمو عشانا مش هنيتمهم مرتين.. لا لتشويه الشرفاء".
ويصف حساب "مصر الإرادة والصمود" الصحيفة بـ"إعلام فاسد يحاول إسقاط مصر.. أنا متضامن مع رجال ساندوا البلاد من السقوط"، الهجوم على الإعلام تواصل مع حساب "omarism" الذي دعا لمقاطعة "كل صحفي عاوز يحقق شهره على حساب وطنه"، وشن حساب "بنت العظماء أجدادي" هجوما على "صحفيين إعلام الابتزاز الذين يتهموا الناس كلها بالفشل ويزعقوا ويتمنظروا وهما أفشل ناس أصلا لأنهم حتى ما يعرفوش وظيفة مهنتهم صح".
واللافت أن "إيمان ناصر" شبهت صحيفة المصري اليوم بالجزيرة، وغردت أن "المصري اليوم اللى هي الجزيرة اليوم اتفضحت".
ولم يغفل المغردون المهاجمون للصحيفة الجانب الاقتصادي، فمنهم من أكد أنه لن يشتري الصحيفة كما كان يفعل يوميا، وآخرون طالبوا بمقاطعة متاجر يملكها صاحب الصحيفة صلاح دياب، وطالبوا أيضا المعلنين بسحب إعلاناتهم من "صحيفة العار".
نماذج من التغريدات الشامتة بالهجوم على الصحيفة (ناشطون)
شماتة وهجوم
وفي ما بدا أنه شماتة في الصحيفة التي دعمت الانقلاب، وهجوم على الشرطة التي ارتفعت وتيرة انتهاكاتها في الفترة الأخيرة، اعتبرت بعض الحسابات أن هذه الحملة من أسوأ أنواع الحروب النفسية على الجريدة بعد ملفها الساخن عن الداخلية، كما غرد حساب "AmanyRaslan".
وسخر حساب "alex" من الحملة بتغريدة جاء فيها "أصبحتم لعبة في يد العسكر وإعلامه فاتبعتم الإعلام بقلب أعمى وأنتم ترون بأعينكم أنهم كاذبون"، وطالب حساب "علوللا" بعدم "مقاطعة المصري اليوم فقط بل قاطعوا كل صحف وفضائيات الأذرع الإعلامية للانقلاب العسكري على الشرعية المنتخبة.. كلهم طبالين أوساخ مثل متابعيهم".
ويعتبر حساب "aelrosly" أن "المقال عن الشرطة نقطة في بحر قذاره الداخلية ليه زعلانين". وفي السياق، يشير حساب "MGar7ey" إلى "أن آلاف التغريدات في هاشتاغ #قاطعوا_المصري_اليوم.. للدرجة دي ملف "ثقوب في البدلة الميري" واجع قوي كده".
ولحساب "خالد سويده" تحليل خاص لهذا الهاشتاغ، حيث غرد بأن "هجوم الصحيفة على الداخلية ما هو إلا أوامر من جهات سيادية لتحميل الداخلية الانتهاكات التي يقوم بها ضباط الأمن الوطني".
المصدر : الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق