حبوب إسهال في مؤتمر قمة
بداية هذه الأحجية: ماهو الكائن الذي له رأسان وأربعة وأربعون قدما وأنف وثلاث عيون وسمّ يكفي لقتل تنين بسبعة رؤوس.. الجواب هو: حزب الدعش الفارسي الكنتاكي.
انتشرت طرائف عنوانها "نكات القمة "...
مثال للتذكير: نذل يشتغل مدير دار للأيتام، وأحبَّ أن "يتناذل" أكثر، فدعا إلى اجتماع عاجل لمجلس الآباء!
ثلاثة أنذال تنافسوا من الأنذل بينهم: فرأوا عجوزاً... الأول ضربها ضربا مبرحا، والثاني بصق عليها لأنه لم يبق في جسدها مكان إلا وفيه ضربة رمح أو طعنة سيف، والثالث ضحك ورفع علامة النصر وعمل "سيلفي"، وقال: هذه أمي!
وأنذل الجميع؛ طاغية ثار عليه شعبه فكتب على باب الوطن بالإنكليزي "داعش". و"داعش" بالإنكليزية تعني "الإسلام خطر علينا نحن الاثنين يا أوروبا وأمريكا"!
وقمة الرشاقة: ونرى مثالها في الزعيم الجزائري الغزال بوتفليقة، وكان ينافسه عليها الملك عبد الله تغمده الله بما يستحق من فاتورة حساب، وقمة الفحولة والذكورة في عضة سيادة الهاشتاج لشفتيه.. وقمة الحزم والعزم والناس راجعة من الربيع الفارسي بخفي حنين وجزمة السيسي وبوط الأسد؛ نراها في عاصفة الحزم.
وقمة القسم واليمين المعظّم نراه في يمين السيسي ليس أمام مرسي، إنما أمام الشعب الغائب في السرداب قبل التفويض: أقسم بالله وأقسم بالله تاني مالناش طمع في أي حاجة.
وقيل إن قمة السفالة، الأعلى من إيفرست النذالة السابقة هي في إعطاء النوراس حبوب الإسهال، ومنح البحيري شهادة تجديد الإسلام والحبيب الجفري "آيزو" الحب والسماحة والعفو والوحدة الوطنية، وقمة الخبث في اقتراح شيخ الأزهر دفع الدية مع بقشيش للعبور بمصر إلى أن تصبح قدِّ الدنيا ويصبح هو قدِّ الدنيا والآخرة. أما حبوب الإمساك فقد أعطيت للسلطة العربية المصابة بالاحتقان الدكتاتوري وإمساك دائم بالكرسي في أمعاء الزمن وإلى الأبد، فحبة إسهال الثورة أصابت البلاد بالخراب والدمار فذلك هو السماد الذي "يطرحه" الدكتاتور.
"وقمة الفصاحة" نجدها في قاموس العبط، فصل البلاهة، باب الجاذبية، في قول منسوب للسيسي ويحتاج القول إلى توثيق من جهات مستقلة: أيتها الغمامة أمطري حيثُ شئتِ فإنَّ "رزك"ِ عائدٌ إليّ.
وقيل إنّ قمة الأدب هي في قرع باب الثلاجة قبل فتحها حتى لا ترى الموز عريانا، والباذنجانة قرعاء، والضمير مصاباً بالتحجر الماموثي، لكنّ قمة الأدب حقيقةً هي وقفة السيسي الخاشعة في حضرة القيصر الروسي بالجاكتة الحمراء.
وقمة الرعب أو الهبل أن يرفع النظام السوري شعار "سوريا بخير" والقصد هو أنّ "السلطة لا زالت بأيدينا والوطن في بوطنا".
وقد ظهرت قمم كثيرة وقمامات، فنحن في عصر القمة الحداثية الأوروبية، ودليل قمتها أنها بإنسانيتها تنفق مليارات الدولارات على الكلاب والقطط، لا بل إن الكلاب باتت بلاي بوي وفريند بوي وكاوبوي..!
من القمم والرمم أنّ مخرجا سوريا كوميديا مرحاً قال عن الأسد الجونيور: إننا شعب لا يستحق هذا الرئيس الفاضل!
وليس مثل عضو مجلس الشعب القم الذي قال: سورية قليلة عليك يا سيادة الرئيس، فلعل الرجل يقصد أنّ الرئيس يستحق حكم دولة مواطنيها من... الملائكة! وماذا لو كان يحكم سويسرا.
وقمة البهتان في أن يصرح عضو مجلس شعب قبل سنة أو أكثر أنّ شهداء الجيش السوري بلغوا مائة ألف، ثم يخرج ليصرح مرة ثانية أنه "مجاز" أول نيسان الأبدي؟!
وقمة اللطف نجدها في قول السيسي لمذيع أمريكي وليس لزعيم سياسي: ما تدونا الأباتشي يا خواجة.
وفي قول الرئيس السوري المنتخب ديمقراطيا بالصندوق الأسود في معرض الانشقاقات والنزوح: سوريا تتنظف ذاتيا، فهي تعمل بالكهرباء مثل الأتمتة الفارسية التي رأينا اختراعاتها "التنكية" في آخر عرض عسكري.
وقمة الوعيد هي في أن تقول سوريا الرسمية لإسرائيل وهي تضرب البلد: سنرد في الوقت المناسب. ثم تنظر إلى الساعة لأن المواعيد العاطفية كثيرة.
وقمة الكهانة هي أن تحزر عدد مؤتمرات جنيف أو مؤتمرات ضرتها موسكو، أما قمة الندم فهي مشاعر الانتقال من نعيم البراميل إلى رغد السيف.
قمة الظهور والسفور هي أن ترى زعيما عربيا، ومنهم طبعا الخليفة البغدادي المستتر الغائب في سرداب مع أنه سني ينتهي نسبه إلى آل البيت كما يزعم: في برنامج "بلا حدود " مع أحمد منصور، وذلك مستحيل، ذلك لأن الهيئة الشرعية ستقيم عليه "الحد" فوراً. وقمة الصحة هي في تناول ترامادول على الريق، وطول العمر، ما دمت في موقع المسؤولية بعد وفاة الحصان.
وقمة الشعوذة نراها في نبوءات ناصر قنديل، وقمة العفة والبتول في ممثلة مصرية، تهز إليك بجذعها ووسط.. البلد.
وقمة الخيال هي استضافة مجموعة من الشبيحة أو البلطجية في برنامج "كلام نواعم" أو أن ينال رامي مخلوف لقب ابن الخالة تيريزا، وأن تسمع خبراً ذات يوم أنّ السنفور حسون مفتي سوريا "تبوّذ" بعد أن تشيّع...
وقمة الخلافة نراها عسكرية على منهاج الفتوة في مصر السيسية، ومثلها قمة الخلافة الجمهورية الوراثية على منهاج الأسدية.
وسنجد في الصيدلية العسكرية والطائفية الوراثية دواءً لفك الاحتقان السياسي، مثل حبوب حمدين صباحي لتداول السلطة من غير ألم أو معلم أو حامض حلو.
أما قمة طول العمر ومعاندة الزمن فنراها في حسنين هيكل الذي لا يزال حياً ولكن على.. الهيكل.
وقمة النباهة في اكتشاف الأسد أنّ الإرهابيين هم بعشرات الألوف ومئات الألوف وإقراره بعد حكم نصف قرن من التربية البعثية الوطنية!
وقمة القلق، نجدها لدى بانكي مون الذي يعيش في بيت المتنبي.. فوق الريح.
وقمة النكت نجدها عند حديث زعيم عربي عن الدستور أو عن حكم القضاء العربي أو الإسرائيلي أو العربي الذي سنَّ بسنَّته على البلتاجي بمائة وخمسة وثلاثين عاماً، وثلاثة مؤبدات مع أن معدل الأعمار في أمة المصطفى 63 سنة، والعام يذكر لغة في موضع الخير والسنة في موضع الشدة.. إننا نهوى الظلاما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق