التشيع العربي حديث خرافة
في هذه المرحلة التي تكشفت فيها طائفية وعدوانية المشروع الشيعي والإيراني، ومشاركتهم جميعاً في حرب طائفية ضد الأكثرية بهدف الإقصاء والإفناء، وكل هذا بسبب دوافع طائفية تكفّر جمهور المسلمين وتستحل دماءهم وأعراضهم وأموالهم، ولا تفرق بين كبير وصغير ولا رجل أو امرأة أو طفل، ولا بين إسلامي أو علماني، ولا بين مسلح أو مدني، فالكل عندهم سواء.
وفي المقابل يشترك غالب الشيعة في هذه الحرب الطائفية سواء قادة النظام الإيراني أو قادة الأحزاب والتجمعات الشيعية السياسية العربية في العراق ولبنان والبحرين والكويت والسعودية واليمن، أو المراجع والشخصيات الدينية العربية والأعجمية، أو الجنود وأعضاء الميلشيات الشيعية الإيرانية والعربية والأفغانية والباكستانية والأذرية، أو عامة الشيعة من الرجال والنساء والأطفال من كل البلاد، كما يظهر من مظاهراتهم ومسيراتهم وإعلامهم.
ولم تقتصر هذه الحرب الطائفية الشيعية على بلد دون بلد، بل اكتوى بنارها المسلمون في إيران من السنة ومن المعارضين للنظام، وفي العراق، وفي لبنان، وفي سوريا، وفي البحرين، وفي اليمن، وفي الكويت، وفي السعودية، كما تم اغتيال عدد من العلماء والدبلوماسيين على يد عملاء إيران في الباكستان وأوروبا ودول شرق آسيا.
وبعد هذا كله تخْرج علينا أصوات نشاز تتصنع العقلانية والفهم والدراية، وأن عندها الترياق الشافي للعدوان الشيعي الإيراني الطائفي، فتملأ الصحف والفضائيات والندوات بترويج مغالطات عجيبة، منها:
- أن المشكلة هي مع إيران كدولة ونظام وقومية فارسية، وليس مع التشيع كفكرة وأيديولوجيا وعقيدة.
- أن الشيعة العرب ليست لديهم أفكار ومبادئ طائفية، ولم يمارسوا سياسات طائفية عدوانية.
- أننا كغالبية مسلمة وسنية، أنظمة وشعوبا، كنا من أشعل الطائفية ضد الشيعة العرب وإيران.
- وأننا من فرط في احتضان الشيعة العرب، وأهملناهم حتى اضطروا للجوء إلى إيران.
- وأن الحل اليوم هو بالانفتاح على الشيعة العرب، حتى نهزم إيران.
وهذه المزاعم والأغاليط حديث خرافة لا أصل لها، وتنمّ عن جهل بالتاريخ والواقع من جهة، وجهل بعقائد التشيع ورواياته من جهة أخرى، أما الباعث على ذلك فإما عصبية للعلمانية وفصل الدين عن الدولة بحسن نية، وإما بهوى وميل للشيعة إما اعجاباً بهم لمواقفهم السياسية (بالأحرى شعاراتهم)، أو انخداعاً بدعايتهم باتّباع آل البيت، أو طمعاً في أموالهم ونسائهم.
فالتشيع سيطر على إيران مع قيام الدولة الصفوية ذات القومية التركية، وهو محرك أساسي في سياستها، ولذلك هاجمت إيرانُ العراقَ في زمن الصفويين لتشييعه، وبعد الصفويين ازداد ذلك مع الجمهورية الخمينية، والتي بني دستورها على أساس شيعي طائفي، يعلن صراحة عن نيته بنشر الطائفية خارج إيران ويكلف جيشه بالعمل من أجل التشيع في خارج الحدود، ثم يأتي من يحاول بصفاقة حصر سياسة إيران في الأطماع القومية الفارسية!
أما الشيعة العرب فهم لا يختلفون فكرياً ودينياً عن الشيعة الإيرانيين الفارسيين، ولو تفحصنا كتب ومواقف مراجع الشيعة العرب قبل ظهور الخميني، لوجدنا أن مرجع الشيعة في النجف أرسل مبعوثين عنه لنشر التشيع في مصر منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، فأسسوا دار التقريب بين السنة والشيعة، والتي تكشفت طائفيتها لكثير ممن تعامل معها.
ولوجدنا زعيم شيعة لبنان، عبد الحسين شرف الدين الموسوي، يكذب على شيخ الأزهر ويدعي أنه قد تشيع، ويؤلف كتاباً بعنوان (المراجعات) حشاه كذباً على لسان شيخ الأزهر –آنذاك- سليم البشري، ونجد أنه تظاهر بالتقارب والوحدة مع السنة، لكن سرعان ما انكشف كذبه عندما ألّف كتاباً للطعن في الصحابي الجليل أبي هريرة، أما مرجعهم العراقي كاشف الغطاء فقد تواقح في المسجد الأقصى حين دعي للمؤتمر الإسلامي فاحتكر الإمامة بعلماء المسلمين طيلة أيام المؤتمر رضىً منهم، ودعاهم علنا للتشيع، فهذه هي حال الطائفية وترسخها عند شيعة العرب من قبل ولادة الخميني ربما!
وها نحن اليوم نرى الشيعة العرب على الفضائيات يعلنون كل عقائدهم الضالة من سب الصحابة ولعن أمهات المؤمنين وتكفيرهم وتكفير سائر المسلمين، ومن الغلو في آل البيت بحيث جعلوهم آلهة، ومن الطعن في القرآن الكريم ووصفه بالنقص والتحريف، ومن الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم واتهامه بخيانة الأمانة والسكوت عن كفر الصحابة، إلى غير ذلك من الأباطيل والترهات، التي يتفوه بها علماء شيعة عرب منذ سنوات على الفضائيات الشيعية الخاصة بل وكان التلفزيون السوري من سنوات طويلة يقدم يوم الجمعة برنامجا لأحمد الوائلي قبل صلاة الجمعة يطرح فيه خزعبلاته الشيعية.
ولو أخذنا أبرز نموذج للشيعة العرب المعاصرين وهو المرجع اللبناني محمد حسين فضل الله، والذي يوصف بالاعتدال والتعقل، وأنه مستقل عن إيران وحوزات قم، لو استعرضنا بعض التشيع العربي الذي يؤمن به فضل الله سنجد ما يلي:
أنه يحتفظ برأي سلبي تجاه السنة، ويفتي بعدم جواز التعبد على مذاهبهم، والسبب أنه يؤمن بعصمة الأئمة الشيعة، وبالتالي فالمذهب الشيعي -عنده- ليس اجتهادات، بل هو حق لا يأتيه الباطل أبدا، بعكس المذاهب السنية التي أصحابها يصيبون ويخطئون!!
ولذلك يصرح فضل الله أن "ولاية أئمة أهل البيت أساس في قبول العمل"، وهذا يدل على أنه يبطل عبادات وعقائد كل المسلمين السنة، فعباداتهم مردودة غير مقبولة، وإيمانهم ناقص غير تام ولا نافع، وسيكون مصيرهم النار! ولذلك حين سئل عن الصلاة خلف السنة أجاز ذلك من باب التقية!
أما نظرته لولاية الفقيه فلا تختلف عمّا سطره الخميني وغيره من علماء الشيعة، من حيث إعطاء الفقيه السلطات الواسعة، ومساواته بالأنبياء، وجعله فوق الشريعة والقانون، يقول فضل الله: "إن رأي الفقيه هو الرأي الذي يعطي للأشياء شرعية بصفته نائباً عن الإمام، والإمام هو نائب النبي صلى الله عليه وسلم، وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم، فالإمام هو أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم، والفقيه العادل هو أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم".
ولما أثير موضوع تمجيد إيران والشيعة فيها لمقام مزعوم لأبي لؤلؤة المجوسي، قاتل الفاروق الخليفة الثاني، اعتبر فضل الله أن هذا الموضوع ليس واسع الأهمية!
وحين انتقد د. يوسف القرضاوي نشرَ التشيع في العالم السني امتعض من ذلك فضل الله وذمّ القرضاوي وهاجمه واصطف مع إيران في نفي نشر التشيع!
فهذا هو أفضل نموذج للشيعة العرب، وهو نموذج مثالي للطائفية الشيعية البغيضة، وإن كان يشكر له رقة / خبث عبارته بخلاف الكثير منهم ممّن لا يجيد إلا العبارة الخشنة الوقحة.
ونختم بنموذج آخر للشيعة العرب وهو السيد محمد باقر الصدر، مؤلف كتابَي (فلسفتنا) و(إسلامنا)، ومؤسس ومنظر حزب الدعوة الشيعي العراقي، والذي يحكم العراق منذ سنوات من خلال إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي.
فقد كان الكثير من الناس ينظر لمحمد باقر الصدر بوصفه مفكراً متزناً متجاوزاً للروايات الشيعية الغالية والخرافية، لكن الصدر سرعان ما خيب آمالهم، فأصدر لهم كتاباً عن مهدي الشيعة المنتظر، حشاه بكل الروايات الباطلة والطائفية الإرهابية، فجمع بين قبول الخرافات والأساطير وبين الشحن الطائفي العدواني على المسلمين من خلال ترويج روايات تفيد أن مهدى الشيعة إذا عاد سيقتل المسلمين الأحياء ويُخرج الأموات منهم من قبورهم كأبي بكر وعمر فيقتلهم ويحرقهم، وسيمثل بجثث المسلمين وسيحكم بتوراة موسى! ويبدو أن رؤساء الحكومات في العراق يطبقون هذه الروايات التي سطرها لهم مؤسس الحزب.
فيا أيها العقلاء: هذا هو التشيع العربي المعتدل، وهذه أفكاره، ولنا وقفة قادمة مع طائفية الشيعة العرب وكيف أنهم هم الذين بدؤوا الطائفية والعدوان والإرهاب، ولا زالوا مستمرين فيها، وذلك في الشهر القادم بإذن الله عز وجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق