الخميس، 5 أكتوبر 2017

"استهداف اهل السنة" من يتزعم العالم العربي - الاسلامي: السعودية ام ايران؟

"استهداف اهل السنة"

 من يتزعم العالم العربي - الاسلامي: السعودية ام ايران؟ 

 المؤلف د نبيل خليفة، مسيحي ماروني لبناني، من اهم الباحثين في المواضيع والقضايا الجيوسياسية
أحمد العساف
أقليات تتآمر علينا!
عندما تأتي الشهادة من مخالف مراقب عن كثب، فسيكون لها من الحيادية والعلمية ما يضمن استماع العقلاء لها، وعسى أن توقظ هذه الشهادة من ينفون كلية الاستهداف المبني على أسس دينية، ويقصرون الأمر على مصالح لا ننكر وجودها، وإنما نعجب من الاكتفاء بها؛ مع كثرة الدلائل التي تشير لغيرها، وإلا فبربكم ما مصلحة أمريكا من الالتزام بدعم إسرائيل قياساً بدول الخليج ذات النفط والغاز، والصفقات العسكرية الضخمة، بينما تخلو فلسطين من النفط، وتثقل إسرائيل كاهل الخزينة الأمريكية بالمعونات، ثم لا تستجيب لتوجيهات واشنطن؛ بل تحرجها، وتتجسس عليها فوق ذلك!

وبين يدي كتاب كصيحة النذير، عنوانه طويل ومخيف: استهداف أهل السنة: من يتزعم العالم العربي-الإسلامي: السعودية أم إيران؟ المخطط الاستراتيجي للغرب وإسرائيل وإيران للسيطرة على الشرق الأوسط واقتلاع النفوذ السنّي منه!

 تأليف د. نبيل خليفة،
صدرت طبعته الأولى عن مركز بيبلوس للدراسات عام (2014م)،ويقع في (196) صفحة،
ويتكون من إهداء ومقدمة، ثم خمسة فصول
يعقبها ملاحظة ختامية، وعدة ملاحق ثم المصادر والمراجع ومسرد المحتويات.

والمؤلف مولود عام (1939م)، وحصل على شهادة الدكتوراه في الفكر السياسي من جامعة السوربون، وعمل محرراً في عدة صحف ومجلات لبنانية شهيرة، ويعود اهتمامه بإيران والشيعة إلى بدايات ثورة الخميني، والأمر الأعجب في شأنه أنه من نصارى لبنان! ومع ذلك لاحظ ما يتعرض له أهل السنة، وجمع في كتابه هذا دراساته التي تخدم موضوعه، وأهداه للشيخ عبد الله العلايلي، والشيخ صبحي الصالحي، وصدَّره بآية قرآنية كريمة!

تحمل المقدمة عنواناً صارخاً توضحه لاحقاً الملاحظة الختامية، وهو:
أهل السنة في مواجهة العالم! وفيها نقل عن راتزل العالم الألماني في كتابه المرجعي "الجغرافيا السياسية" بأن السياسة هي التوقع، ولذا فإن تحليل المعطيات المتوافرة تعطي رجل السياسة دور المبادر في صناعة التاريخ.
وذكر الكاتب أنه قال في محاضرة أمام بطاركة الشرق الكاثوليك عام (1994م): لا ينبغي لنصارى الشرق أن يكونوا حرس حدود لإسرائيل أو الغرب، فسلام المسلمين سلام لهم أيضاً، وإذا وقعت الفتنة فسيكون النصارى أول ضحاياها.
ويقول د. نبيل بأن الاستغراب مما يقع اليوم، والاندهاش من الأحداث المتتالية، أصاب فقط من لم يكونوا على دراية بما يواجه المنطقة منذ ما يزيد على ثلث قرن، ولذا عاشوا في ظل التاريخ ولم يتبينوا وجهه الصحيح، ولا وجهته المرسومة، وأوضح أن كتابه يجيب عن التساؤلات التالية:

• من ضد من؟
• لماذا تتشارك هذه القوى في الصراع؟
• ماهي أهدافها؟
• ما المجال الجغرافي المتنازع عليه؟


ثم خلص من التعميم والأسئلة العريضة إلى ملخص مفاده أن أهل السنة-نسبتهم من المسلمين ٨٥٪ يعني نحو ١،٤ مليار نسمة-يواجهون العالم النصراني واليهودي والشيعي والهندوسي والبوذي، وأن المفارقة التي يؤكدها في آخر الكتاب هي أن أهل السنة يقعون في خانة المعتدى عليهم وليس البادئ بالاعتداء!
وتسعى الأقليات المحيطة بالعالم السني إلى "أبلسة السنة"؛ لتسويغ العدوان عليهم، وترمي ملامح الاستراتيجية الإقليمية-الكونية في التعامل مع أهل السنة لتحقيق ثلاثة أهداف هي:

1. إزاحة التفرد السني.
2. إدماج إسرائيل في المنطقة.
3. السيطرة على نفط العراق وباقي الدول.


ولا فضل عند الغرب لعربي على أعجمي إلا بالاستسلام! وأما الشيعة فقد اتخذوا من "فلسطين" رافعة للسيطرة على عقول المسلمين، مع أن نفوسهم مشحونة بالألم والغضب ضد الأكثرية السنية.
وينهي د. خليفة مقدمته بتقرير أن الدول السنية تنطلق من طرح سياسي ثم تشرعنه دينياً، وهذا من العبث بالشريعة وبالعلماء، وأما الدول الشيعية فتنطلق من طرح ديني ثم تسوغه سياسياً، ونص على حقيقة مؤلمة، وهي أن منطقة الخليج هي الأقل استقراراً على الكرة الأرضية، وأن الشرق الإسلامي هو بؤرة تفجير العالم، ومصداق رأيه أن الذبح، وإزهاق الأرواح، وخراب العمران، يكاد أن يكون حصرياً في عالمنا منذ عقود عدة.

وألمح الباحث إلى أن أهل السنة ودولهم الكبيرة لم يتبينوا من قبل أن الغرب وعلى رأسه أمريكا يعمل على إضعاف السنة خدمة لإسرائيل وللغرب ذاته، ثم لإيران بطريقة ربما غير مباشرة، ولذا فإن مأزق دول الخليج عميق جداً؛ حين اكتشفت مؤخراً أنها لا يمكن أن تثق بأمريكا، ولا تجد في الوقت ذاته قوة بديلة قادرة على حماية الخليج!

عنوان الفصل الأول: استهداف أهل السنة، وغاية المؤلف منه هي إخراج الجميع من سجن الأوهام والتصورات الخيالية، معتمداً على حقيقتين هما: أن التحليل الصحيح يؤدي لحل صحيح، وأن للأديان كما للدول مجالاً جغراسياً "جيوبوليتيكياً" تتنافس فيه.
ويحلل الباحث الواقع منذ الربع الأخير للقرن العشرين إلى ما يلي:1. المواجهة الكبرى في عالم اليوم تقوم بين الحضارة الغربية النصرانية بفروعها الثلاثة ومعها اليهود، وبين الحضارة الإسلامية السنية التي تتميز بالنواة الإيديولوجية الصلبة، وامتلاك معظم الطاقة في العالم، والسيطرة على عالم الوسط من إندونيسيا إلى المغرب.

2. تثير خيرات المنطقة الإسلامية شهية القوى الكبرى، وهي مستعدة لأي عمل ينتج عنه السيطرة عليها، وزادت أحداث ١١ ايلول / سبتمبر من شهية أمريكا لالتهام المنطقة.

3. يحمل الغرب ومعه روسيا بوتين همين أساسيين هما: همّ التوسع للسيطرة على العالم وثرواته، وهمّ الشعب اليهودي وجوداً ومصيراً وأمناً، وهذان الأمران على تماس مع الحضارة الإسلامية.

4. تمثل ثورة الخميني منعطفاً شيعياً من خلال ولاية الفقيه
، ومنعطفاً إسلامياً باعتبار نفسها الممثل للإسلام ضد الأنظمة العربية، ولأن إيران تمثل أقلية في المنطقة، فقد اعتمدت استراتيجية هجومية؛ لتأكيد مصداقيتها، وتتمثل استراتيجيتها بما يلي:

• استغلال الحج.
• استغلال القضية الفلسطينية.
• التلويح بالسلاح والتهديد بالبرنامج النووي والصاروخي.
• التهجم اللفظي على الغرب وإسرائيل.
• اختراق الأنظمة السنية بواسطة الأقليات الشيعية.
• التشييع في أوساط أهل السنة.
• إبراز قوتها الجيوسياسية من خلال التحكم بمضيق هرمز.

وتسعى إيران طبقاً لذلك إلى إقامة الهلال الشيعي بين الخليج والمتوسط، وهو مشروع يحظى بدعم الغرب وإسرائيل التي تتزعم الأقليات في المنطقة، ويعادل جغرافياً الهلال الخصيب، ويسمح باختراق الجسم السني الكبير من خلال تحالف الأقليات التي تعيش داخله، وعددها (59) أقلية، ولو فقهت الدول العربية هذا التحالف المحيط بها لشدت من أزر الحكومة التركية ذات التوجه الإسلامي، لأن تركيا لو حُكمت بنظام علماني أو قومي فسيتحالف مع هذه الأقليات ضدنا.

وإن وضع السلطات في المشرق بيد الشيعة أو تحت نفوذهم، هو أمر أساسي في الاستراتيجية الإيرانية المتضامنة مع الأقليات المحيطة، وهي خطه سيسعون الى تعزيزها وليس إلى التخلي عنها، وتحظى برضى إسرائيلي ودعم غربي _ روسي، وهؤلاء يلتقون في مصالحهم الموضوعية؛ وإن اختلفوا فيما بينهم.

وباختصار، فإن أهل السنة في المشرق مستهدفون سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً،
فما هو مشروعهم؟ والجواب بكل أسف: ليس لأهل السنة مشروع على امتداد العالم السني!
ويرى الباحث أن الفكر السني مدموغ لدى الغرب بسمة الإرهاب بسبب جماعات العنف؛ مع أن الفكر الإسلامي السني يقوم على عمادين هما: الاعتدال والوسطية. ويشير في آخر الفصل الى خمس حقائق داعياً أهل المنطقة إلى التأمل فيها:

1. تقوم سياسة إسرائيل ونصيرية سوريا على الخوف، وبالتالي تتجرأ على المجازفة بكل شيء حتى لو كان خارج حدود العقلانية.

2. مصير إسرائيل هو أهم عامل في الأزمة السورية الحالية! وبالتالي فالأقلية العبرية تشترك مع الأقلية الحاكمة في سوريا في مدافعة الوجود السني في المنطقة.

3. الربيع العربي انتفاضة سنية باتجاه المستقبل،
وقد استخدم أعداؤه كل السبل لتشويهه، ونجحوا إلى حد كبير بسبب ضعف المناعة لدى السنة وغياب مشروعهم، وعمد تحالف الأقليات إلى أمرين بحجة الربيع العربي: أولهما إشغال السعودية بشيعة الخليج وبالعبث الحوثي، وثانيهما: تفتيت مصر وإدخالها في دوامة من الصراعات حتى لا تكون سنداً للعالم السني.

4. سمة هذه المرحلة: الصراع الدامي بين القوى المتواجهة، وهو صراع وجود، وتصريح وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ هو الأكثر تعبيراً عن واقع الحال حين وصفه بأنه أكثر من حرب، وقد يكون الحدث الأهم في القرن الحادي والعشرين.

5. حلول مشكلات المنطقة لا تتم إلا مع الأكثرية العربية السنية، وهذا انحياز للحقيقة السوسيولوجية والتاريخية التي تفرض نفسها، وليس انحيازاً لأهل السنة، ومع أنها حقيقة علمية راسخة؛ فإن الأقليات لا تؤمن بها، ولا تعمل بمقتضاها.

الفصل الثاني عنوانه: السنوية في مواجهه التحديات،
فموضوع هذه الدراسة هو التحديات السياسية التي تواجه، أول ما تواجه أهل السنة شعوباً ودولاً وإقليماً، واللافت للنظر هو التضليل المتعمد الذي تمارسه عدة جهات لتشويه طبيعة الصراع، وصناعة الرأي العام. وتجلية الحقائق تكون بإجراء تحليل جيوسياسي يتناول الصراع بأطرافه ومحفزاته وأهدافه ومجاله.

ثم تعرض المؤلف لأهمية منطقة الشرق الإسلامي "الشرق الأوسط" التي تعود لما يلي:
• أن القارة الإسلامية هي قارة الوسط، ونقل ما يردده هنري كيسنجر كثيراً بأن من يسيطر على العالم الإسلامي سيسيطر على العالم.
• أن المنطقة هي نقطة الارتطام الأساسية بين القوى العظمى في التاريخ، ويختصر الباحثون ذلك بقولهم: مفاتيح العالم موجودة في الشرقين الأدنى والأوسط بسبب الموقع والثروات.
• القنبلة الديمغرافية بسبب النمو السكاني المتزايد، وبحسب أطلس الديانات لعام(2011م)، سيتخطى معدل الشبيبة في المجتمعات الإسلامية نسبة 50% من السكان.
• احتواؤه على أهم شبكة مواصلات دولية، ففيه مضيق هرمز والبوسفور والدردنيل وجبل طارق وباب المندب وممر قناة السويس، فضلاً عن الأجواء التي يمر بها طيران العالم كله.
• امتلاكه نحو ثلثي الثروة النفطية العالمية.
• وجود إسرائيل في المنطقة.


والقوى الأساسية المتواجهة في الشرق الإسلامي أربع هي:

1. القوى السنية وعلى رأسها السعودية.
2. القوى الشيعية في إيران التي تمثل حسب توني بلير تهديداً استراتيجياً للمنطقة.
3. إسرائيل ومن خلفها الصهيونية العالمية.
4. قوى الغرب بفروعه الثلاثة أمريكا وأوروبا وروسيا.

وباستخدام الجيوبوليتيك وهو تحليل المنافسات بين القوى التي تسعى للسيطرة على حيز جغرافي معين، وعلى سكانه؛ من أجل فرض النفوذ عليه، يمكننا النظر للصورة بوضوح، ومحددات القراءة الجيوبوليتيكية ستة هي:

أولاً:
المحفزات والدوافع التي تحرك قوة سياسية معينة للعمل، فالسنة يسعون للمحافظة على نفوذهم التاريخي، وتنشغل إيران بنشر معتقدها، وتعنى إسرائيل بوجودها، ومع تنافس قوى الغرب على مصالحها في المنطقة فإن لديها محفزاً مشتركاً هو: الحفاظ على وجود دولة إسرائيل وأمنها!

ثانياً:
النوايا ومعناها ما الذي تنوي هذه القوى أن تحققه، ولعل النية الأكثر بروزاً وخطورة هي السعي لإيجاد حل معقول ومقبول لدولة إسرائيل في محيطها العربي _ الإسلامي كي لا تظل جسماً غريباً.

ثالثاً: الأهداف المنشودة تحقيقاً للنوايا السابقة، حيث ترسم كل واحده من القوى أهدافاً وتعمل على تحقيقها، وأظهرها بلبلة المنطقة، وإضعاف أهل السنة، وتقليص دور القوى السنية بإشغالها بخلافات داخلية أو مع الجيران، وإيجاد ميليشيات عسكرية لدعم الاستراتيجية الإيرانية مثل حزب الله والحوثيين، وتشجيع انبثاق حلف بين الأقليات في المحيط السني.

رابعاً: السلطة، حيث سعت القوى ليكون لديها القدرة كي تأمر وتنهى في المنطقة دونما ممانعة.

خامساً: السيطرة بالإشراف على الحيز الجغرافي وتعهد أموره سواء بطريقة شرعية أو تسلطية.
سادساً: الحيز الجغرافي هو المشرق العربي، وهو الأكثر استهدافاً لجملة اعتبارات منها أنه قلب العالم الإسلامي، وفيه(٥٩) أقلية منها(٢٦) أقلية مذهبية و(17) أقلية إثنية و(16) أقلية لغوية، ويمكن إحداث شبه توازن ديمغرافي بين الأكثرية السنية (العربية) وبقية الأقليات بنسبة (٥٢%)سنّه إلى (٤٨٪) أقليات، فضلاً عن كون هذا الحيز يحتل المركز الأول في العالم من حيث الاحتياطي النفطي وكمية الاستخراج منه معاً.

ويستوعب هذا المجال الجغرافي مسألتين كبريين أولاهما وجود إسرائيل فيه، وثانيتهما القضية الفلسطينية التي أصبحت بمثابة رافعه تاريخيه للثورة الإيرانية، التي تقدم نفسها وكأنها الجهة الأكثر حرصاً على القدس.
والخطة التي يعمل لأجلها منذ سبعينيات القرن الماضي تستند إلى استثمار نقطة الضعف هذه، وقيام دولة كونفدرالية للطوائف من الأقليات وعلى رأسها: الشيعة والنصارى واليهود والأكراد، وهي خطه يتم العمل عليها بتصميم يهودي، واستغلال إيراني، وإن تردد النصارى والأكراد وتشتتوا في التعاطي معها، لكن الشيء المحزن أنها تقابلُ ضياعاً سنياً كتيه بني إسرائيل أو أطول.
وسؤال الفصل الثالث: من يتزعم العالم العربي الإسلامي: السعودية أم إيران؟ وقد سعى المتصارعون في المنطقة لاستدراج أهل السنة إلى فخاخ ومطبات لفرملة اندفاعهم كونياً، وأبلستهم، وصنع هوة سحيقة بينهم وبين الغرب، ومن هذا الباب ما يلي:

1. إشعال الحرب العراقية الإيرانية ثم تشجيع صدام على احتلال الكويت.
2. تدمير العراق بحجة امتلاكه أسلحة نووية، وإن كانت الحجة داحضة.
3. شطب الزعامات السنية حتى العلمانية منها كالحريري وصدام وعرفات، واستهداف السعودية ومصر بإضعاف نفوذهما وإشغالهما.
4. التركيز على العراق يمثل أهم تغيير جيواستراتيجي لأنه مدخل لتغيير ثلاثة أمور أساسية:
• تغيير وجه الشرق من دول الأكثرية السنية إلى دول تحالف الأقليات.
• تغيير هوية المشرق من عربية إلى فارسية.
• تغيير انتماء المشرق إلى العالم الشيعي بدلاً من السني.


وتستخدم الأقليات فكراً استراتيجياً متفوقاً تنظيماً وتخطيطاً وتسلحاً، ويحظى بدعم دولي كبير؛ لكسر تفوق أهل السنة الذين يعانون من أمرين هما: الافتقار إلى استراتيجية فاعلة، والافتقار الى فكر سياسي حيوي. ولدى الشيعة واليهود أسباب موضوعية للانضمام إلى تحالف الأقلية، ولا تزال المعركة قائمة مع الأكثرية، والمحاولة جادة لضم الأكراد والنصارى إلى تحالف الأقليات لإحكام تطويق أهل السنة، وتضييق الخناق عليهم، وفي حال نجاح حلف الأقليات فستنتقل المركزية الإقليمية من السعودية إلى إيران.

الفصل الرابع عنوانه: قراءة في الربيع العربي وانعكاساته على لبنان، ولبنان هو نقطة التقاطع في الصراع السني _ الشيعي للسيطرة على العالم الإسلامي، وذلك لوجود الأقليات فيه، حتى غدا أشبه بمعمل اختبار وتجارب! ولموقعه الحاجز بين قوتين هما إسرائيل التي تمتلك القوة في كل المجالات، وسوريا التي لا تمتلك سوى المهارة في إشعال الاضطرابات، واختراق الكيانات المسلحة مخابراتياً، وصنعها إن استلزم الأمر.

ولاتزال التحولات في المنطقة مستمرة، وهي أشبه بتسونامي سياسي، ويلاحظ عليها أن دورتها لم تكتمل بعد، وعمرها قصير نسبياً، ولهذه التحولات ثلاثة مستويات: 
المستوى الجذري المطالب بتحول كامل، 
والمستوى الوسطي على شكل ثورة غير شاملة تصيب بعض مكونات المجتمع، 
والمستوى العادي الذي ينال من شكل النظام القائم وليس فلسفته وأسسه. وإن ظهور إيران وسوريا وحزب الله بمظهر المرحب بالانتفاضات العربية ليس صحيحاً، إلا بالنسبة لبلد واحد هو البحرين!

ويمكن تقسيم الدول العربية بناء على ذلك إلى أربع فئات،
 فئة أسقطت سلطتها تماماً كتونس ومصر وليبيا-ونلاحظ خلوها من الحضور الشيعي المؤثر-،
وفئة لازالت تشهد الاعتراضات كالجزائر والعراق والبحرين والأردن، وفئة انزلقت نحو الصراع العنيف كما في سوريا واليمن-ونلاحظ قوة الوجود الباطني والشيعي فيهما-،
وفئة لم يصلها شيء يذكر من آثار تسونامي الربيع-ولا يضمن أحد ديمومة سلامتها منه-، لأن الربيع العربي ساهم في قلب الأفكار وثقافة التسلط.

ثم أشار الباحث إلى محفزات حدوث الربيع العربي، ويمكن جمعها في غياب العدل، وانتشار الفساد بأنواعه، واستحكام الاستبداد، وانتهاك حقوق الإنسان، ومن الطبيعي أن تكون مقاصد الجماعات المتمردة على ظلم الأنظمة هي التجسيد لكل ما هو نقيض لوضعها البائس الذي تعيش فيه، من خلال تكريس قيم العدل والحرية، والتنمية ودولة القانون والمؤسسات.

وأما أهداف الثورات العربية فهي تضاهي أهمية وخطورة شرعية الثورة، فإلى أين تتجه الثورة؟ وما غرضها؟ وكيف تحققه؟ وما هو مداها؟ وهي مسائل لا ترتجل بل عادة ما تكون مركوزة في كل حركة تغييرية تاريخية، والوضع العربي مفتوح على كل الاحتمالات، بيد أن الأهداف المعلنة تصبو إلى السلطة بديلاً للتسلط، ووحدة الأرض، وتحرير الإنسان، وإعلاء شأن النظام والقانون، والتوافق بين المعاصرة والأصالة.

وتتناول عملية التقويم لأحداث الربيع العربي الوجهين الإيجابي والسلبي في حدود ما بلغته حتى الآن، وفي حدود ما يتوقع أن تبلغه في المستقبلين القريب والبعيد.
 فمن إيجابياتها: تفكيك الديكتاتوريات وارتفاع نداء الحرية، وإسقاط أنظمة الظلم والقهر، والخروج من دولة الفجور السلطوي تمهيداً للدخول في زمن دولة القانون، مما يضع الأخلاقية في مواجهه الانتهازية؛ للخروج من المأزق الأخلاقي للأنظمة العربية، بحيث يتساوى الحاكم والمواطن أمام النظام.
ومن حسناتها بروز قوى الشبيبة، وإمكان تجديد الثقافة السياسية، وصناعة التاريخ؛ حتى غدا الحدث أعظم من ثورة، بل إنه انبعاث شعوب وولادة جديدة، واستعادة السيادة الوطنية بالقوة الذاتية.

وأما السلبيات فأولها مأزق الشرعية (الدين، والكاريزما، والدولة الدستورية، والأيدولوجية الحزبية)، وهي غائبة في الثورات العربية، من دون إهمال الحقيقة القائلة إن الدين الإسلامي يبقى المصدر الأكثر تأثيراً وفاعلية في أذهان الجمهور العربي. ومنها المخاطر الناجمة عن إهمال توظيف الطاقات الشبابية، وتأكيد وتحقيق أحلامها.

ومنها خطر التجزئة؛ بسبب إشكاليات الأقليات مما حفزها على طلب الاستقلال أو الحماية الأجنبية، وهما خياران انتحاريان!
 ولذا سعت القوى الأقلوية-بسبب حساسيتها المفرطة-للارتباط بل الاحتماء بالسلطة القائمة، وهو ما يوجد شعوراً من المرارة لدى الأكثرية، قد يتحول إلى حقد على الأقلية بعد انتصار الثورة، ولا حل لهذا الواقع إلا بوجود وعي تاريخي لدى قادة الأكثرية والأقلية.

ولا يزال خطر الثورة المضادة قائماً ومرغوباً فيه من الأنظمة العربية المؤثرة،
وكذلك احتمال تحول الضحية الى جلاد حين يصل إلى الحكم، ولذا فإن تأييد الثورة من الشعب يختلف كلياً عن تقديسها وتقديس زعمائها، وإذا كانت مؤسسة الجيش مخلصة لوطنها وشعبها ودينها، فستكون ضمانة قوية للعدل والأمن؛ لا أداة بيد الحاكم لقتل الشعب.

ومع كل ذلك، فالمعطيات تؤكد بأن الربيع العربي اقتحم قلوب الشعوب العربية في مختلف أقطارها، ووضع كل الأنظمة العربية الاستبدادية في موقع الدفاع عن نفسها ضد شعوبها، وأضحى بعضها نظاماً ساقطاً حتى لو لم يسقط بعد. 
ولأجل ذلك تعمل هذه الأنظمة على استغلال جميع الثغرات الدينية والاقتصادية والأمنية لإفشال الربيع العربي، وجعل الأمة على هامش التاريخ، وعلى قادة الانتفاضات التسلح بالوعي واليقظة ومعرفة التاريخ، لأن الدول تبنى على الأفكار وليس على الأوهام.

عنوان الفصل الخامس: المخطط النظري لمشروع دراسة استراتيجية كبرى في جزأين لدولتين متواجهتين حول الشرق الاوسط: إيران.. والسعودية!! وتحدث المؤلف فيه باختصار غير مخل عن جيوبوليتيك الدولتين، سبق استعراض أغلبه فيما مضى، وملخصه أن واقع البلدين ومصالحهما العليا متعارضة ومتنافسة على حيز واحد، وللسعودية دور أساسي في التصدي لهذه المطامح والمطامع الإيرانية، التي بادرت بالهجوم وبدأت به، وختم الفصل بنصيحة للسعودية وشعبها بأن تكون لديهم اليقظة الدائمة، والوعي الكافي، والوسائل المناسبة، للرد على كافة المخاطر والتهديدات والتحديات التي تواجهها المملكة.....

وفي الملاحظة الختامية، نبه الكاتب إلى أن القراء قد يتفاجؤون من عنوان الكتاب، وهم يظنون أن الواقع هو عكس ذلك؛ بسبب ممارسات بعض جماعات العنف المنتمية لأهل السنة، وهؤلاء لا يدركون أن العنف نتيجة لما يواجه أهل السنة على صعيد العالم من ظلم واعتداء، بسبب أنهم يشكلون كتلة كبرى ومتراصة، ولديها مقومات انبثاق مشروع كوني كبير، لو أنها اجتمعت على كلمة سواء.

ثم ختم المؤلف كتابه بملاحق صادرة عن الجامع الأزهر وفضيلة شيخه، وهي اجتهاد منه لما رأى فيها من لغة لطيفة إنسانية، وليس بالضرورة أن تكون كلها صواباً، أو أن تكون الخيار الوحيد، ففي علماء المسلمين، وقادتهم، ومراكزهم العلمية، قدرات عالية لكتابة نظام شرعي منطلق من أسس السياسة الشرعية، ومراعياً الواقع والمصالح الخاصة والعامة، دون جناية على الأصول.

ولعل التغيير الذي حدث في مؤسسة الحكم السعودي قد جاء في وقته، قبل غرق البلاد العربية في طوفان المد الفارسي الباطني، وما تلا هذا التغيير من يقظة لإيقاف المشروع الإيراني الذي بات قاب قوسين أو أدنى من حدود الخليج، وتمثلت هذه اليقظة بعاصفة الحزم لقمع الاحتلال الحوثي-الإيراني لليمن، والآمال بالله عريضة أن تثمر الجهود خلاص اليمن وسوريا والعراق ولبنان من التغول الشيعي، وسلامة هذه البلاد وأهلها وجميع بلاد المسلمين، وأن يقود ذلك لمشروع إسلامي عالمي مستقل.



**********

قراءة وعرض /يقظان التقي

«استهداف أهل السنّة».
من يتزعم العالم العربي الإسلامي: السعودية أم إيران؟، المخطط الاستراتيجي للغرب وإسرائيل وإيران للسيطرة على الشرق الأوسط واقتلاع النفوذ السنّي منه.

كتاب جديد للدكتور نبيل خليفة
(عن «منشورات بيبلوس للدراسات» 2014).

تحية الإهداء تحمل بعداً رمزياً للعلامة الشيخ عبدالله العلايلي، والشيخ الشهيد صبحي الصالح، أمانة للتاريخ والتفوّق والانفتاح والتسامح.

الدكتور نبيل خليفة باحث معروف، له مساهمات عديدة في الشأن اللبناني والشأن الجيوبوليتيكي وقد نال كتابه الأخير عن ميشال شيحا جائزة أدبية، واليوم دفع للقراء بكتاب سيكون له شأن في الحوارات والجدالات الجارية.

والكتاب غني بالإشارات التي لا تستنفدها الخلاصات السريعة أو المتسرّعة.

وإن الكتاب يحمل عنواناً صادماً فهو في جوهره دعوة إلى الحوار واتقاء الكوارث السياسية قبل وقوعها لا سيما التفسخات الاجتماعية والإنسانية على قاعدة التقسيمات المذهبية والطائفية.

ويخشى أن يجنح بعض القراء إلى فهم العنوان، «استهداف أهل السنّة» وبعض تفاصيل الكتاب كما لو كانت الأمور تعبّر عن نظرية تآمرية لما يجري من أمور على الساحة الإقليمية العربية.
وما أسهل أن ينساق الناس في المنطقة إلى الفهم التآمري في ظل أجواء مأزومة وشديدة الحساسية.

ولعل الكتاب لا يعطي القدر الكافي من الاهتمام للقوى الرافضة وهي عريضة للمنطق التقسيمي المؤامراتي ومنطق الفتنة السنّية الشيعية والفتنة بين السنّة والأٌقليات، وهو المنطق الذي يقود جوهر البحث الجيو استراتيجي الذي يؤشر إلى برهان جدي على مقاطعة منطق فرز المنطقة بين أغلبية وأقليات متناحرة لولا المتغير الخارجي.

وإذا جرى استعراض السياسة الدولية فالموضوع المطروح بالنسبة إليها بالدرجة الأولى ليس موضوع السنّة من منطق الشرق الأوسط والأقليات، بل موضوع محاربة الإرهاب.

وهذا الإرهاب سنّي بقدر ما هو شيعي ولا تستطيع لا الأغلبية ولا الأقليات أن تتبرأ منه، إما مباشرة أو غير مباشرة عبر الانحياز الأعمى وغير النقدي لأحد الطرفين.

موضوع الإرهاب يشغل اليوم الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية كما يشغل روسيا ودولاً أخرى وهو همّ مشترك على الرغم من تباعد المواقف السياسية في أمور كثيرة بين الغرب وروسيا.

الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن أن يُنكر دورها في الوقوف بوجه الإرهاب «الشيعي»، الذي مارسه المالكي في العراق والإرهاب الطائفي الذي اعتبرته الولايات المتحدة الأميركية سبباً رئيسياً من أسباب ظهور دولة الخلافة الإسلامية (داعش) والإصرار الأميركي على ضرورة إنصاف الطائفة السنّية في العراق، لا بل تشكيل جيش سنّي لمحاربة التطرّف الداعشي بما يتناقض مع أطروحة المؤامرة. ثم إن الموقف الروسي المشتبك مع الإرهاب داخل روسيا وحولها، يمكن أن يشكل إضافة في هذا الاتجاه.

وهذا لا يلغي ولا يصرف عن الارتباك بأوجهه الكثيرة الذي يشوب السياسات الدولية في تجاوز حتى النظريات في العلاقات الدولية وهذا قد يتلاقى مع بعض طروح الكتاب.
 ثم إن هناك إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل والذي ما زال العالم الغربي والولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص توارب مواقفها معه وتتجنب الاصطدام به على الأقل بشكل سياسي مباشر، على الرغم من التوترات في العلاقات الأميركية الإسرائيلية حول مواضيع محددة.

ومن يتابع التطورات الأخيرة في إسرائيل وتأجيل البت بقانون يهودية الدولة في إسرائيل يدرك أن هذا الأمر ما تم من دون ضغط أميركي أو أوروبي، وما الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة في آذار المقبل إلا محاولة تجهيز الساحة بالكامل لليمين الإسرائيلي لمواجهة سياسية مقبلة مع أميركا ومع الاتحاد الأوروبي.

ومن ينابيع ما يجري في القدس، المدينة المقدسة للمسلمين والمسيحيين معاً ومقدسة نظرياً لليهود حيث لم يعثّر إلى الآن وخلال 60 سنة من أعمال التنقيب عن أثر يهودي واحد يخدم الأساطير المؤسسة لليهود، وهذا يدفع إلى خلاصة جوهرية في الكتاب أن إسرائيل تدفع المنطقة دفعاً إلى الصراع الديني وفي مواجهة الأغلبية السنّية في الشرق الأوسط وتحاول تصوير نفسها ضحية لها في مستقبل الديموغرافيا التي تحاصرها.

هذا الحراك الإسرائيلي وتحالفاته الإقليمية والغربية يعود به المؤلف إلى منتصف الثمانينات حين كان طالباً للدكتوراه في السوربون في باريس ويتابعه تفصيلياً منذ انتقال الإمام الخميني من ضواحي باريس إلى إيران لتسلّم السلطة وهو يتابع مسألة التحضير للفتنة السنّية الشيعية منذ العام 1994.

ويقرأ في استراتيجية الغرب وإسرائيل لبناء نظام إقليمي تفكيكي جديد فيه مجال واسع لضرب وتفكيك العالم الإسلامي.

ويجزم د. نبيل خليفة «أن دور المسيحيين في الشرق الأوسط دور رئيس ولا ينبغي أن يكونوا حرس حدود للغرب ولا لإسرائيل ومن واجبهم درء الفتنة عن المسلمين، لأن سلام المسلمين هو سلام للمسيحيين...».

في الكتاب فصول عدة تتناول أوجهاً متعددة لما يجري في المنطقة والقوى المتواجهة في الصراع، والمحفزات لدى كل منها، ولماذا تشارك في الصراع وما هي نواياها وأهدافها عبر هذا الصراع ومنه وما هو المجال الجغرافي الذي يسعى كل جانب للسيطرة عليه وعلى سكانه؟

ويشير نبيل خليفة الى أن أهل السنّة اليوم في مواجهة العالم وفي مواجهة مع العالم اليهودي وفي مواجهة مع العالم الشيعي ومع العالم الهندي ومع العالم الصيني..
 وما بروز الحركات الإسلامية المتشددة لا يهدف إلى تطبيق الشرعية، بل مواجهة الغرب وإحداث شرخ سوسيولوجي تاريخي. والفرق بين الإسلامَين السنّي والشيعي أن الإسلام السنّي ينطلق من طرح سياسي ومن ثم يشرعنه دينياً، فيما الإسلام الشيعي ينطلق من طرح ديني ومن ثم يبرره سياسياً.

ويشير خليفة إلى أهمية وثيقة الأزهر وعنوانها الرئيس الإسلام الذي يتوافق مع الديموقراطية والانفتاح والتسامح والتعددية.

أما مصير ما يجري في سوريا اليوم، يعكس مصير بشار الأسد، بل مصير إسرائيل المستقبلي بمعنى قدرة الأنظمة الأقلوية المقاومة والاستمرار في مواجهة القدرات الجيو استراتيجية السنّية.
والهدف شرخ أقلوي خال من النفوذ السنّي ومحكوم بالنفوذ الشيعي الإيراني الذي يحظى برضى إسرائيل ودعم غربي روسي.

كتاب مهم جداً يثير جدلاً وناقداً للأكثرية السنّية منذ زمن الخلافة إلى زمن العثمانيين، إلى زمن الأنظمة العربية، الأغلبية التي أخافت الأقليات بالاضطهاد والاستبداد، أما اليوم فالإشكالية من التأثير الأقلوي من جانب الشيعة وميولها السياسية غير العصرية. أما تاريخ لبنان هو تاريخ محكوم بأن يكون ملجأ الأقليات والجبال والحرية، وتاريخ السرية، وبلد كهذا يجب أن تحكمه الأفكار لا الأوهام أو «الحرية التي بقيت بصوتين: صوت الجبل (سويسرا) وصوت البحر (إنكلترا) كما في توصيف أرنولد توينبي الشهير.


هنا مقتطف من مقدمة كتاب الدكتور نبيل خليفة:




[ (1)

في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وفي صفحة «من حصاد الأسبوع» الفكرية التي كنت أحررها في صحيفة «العمل» اللبنانية، كل أحد، كتبت دراسة مطولة في اربع حلقات تحت عنوان: «صراع سني ـ شيعي مكشوف بين المتوسط والخليج» والملفت فيها العنوان الفرعي للحلقة الرابعة والأخيرة، وفيه: «في ظل الكلام على تغييرات محتملة في خريطة المنطقة: معركة طرابلس المفتوحة تقرر هوية الهلال الخصيب ومصيره كله»!

أعترف أني كنت، ولا زلت، متأثراً جداً، بفريدريتش راتزل، العالم الألماني، في كتابه المرجعي «الجغرافيا السياسية»، وهو بدون منازع أبو الجيوبوليتيك المعاصر، وفيه يعرّف السياسة بأن «السياسة هي التوقّع» «La politique est la prévoyance». فرجل الفكر السياسي مدعو لأن يهتم بالمعطيات والأحداث الموضوعية والموضوعة بين يديه، ولكنه مدعو أيضاً لأن يحسن تحليل واستغلال هذه المعطيات والأحداث لصياغة رؤية مستقبلية يكون له فيها دور المبادر في صناعة وتوجيه التاريخّ!


[(2)

لا أخفي أن وجودي في باريس في النصف الثاني من السبعينيات وبداية الثمانينات (1978 ـ 1980): طالباً للدكتوراه في السوربون (الحضارة العربية ـ الإسلامية) ومساعداً لرئيس تحرير مجلة «المستقبل» (المرحوم نبيل خوري) ومسؤولاً عن المركز العربي للدراسات الدولية، ومذيعاً للأخبار في إذاعة «راديو مونت كارلو»، كلها سمحت لي بالإطلالة على توجهات الثورة الإسلامية الإيرانية الصاعدة آنذاك، خاصة وأن قائد الثورة الإمام الخميني كان يومها مقيماً في ضواحي باريس (في نوفل لي شاتو) (Neauphle-le- Château). 

وعندما طار الإمام الخميني من باريس إلى طهران (شباط/فبراير 1979) ليستلم السلطة فيها، كتبت دراسة مطولة نشرها «المستقبل» على عدة صفحات، وهي بعنوان: «ثورة الإمام الخميني على ضوء تاريخ إيران المعاصر والفلسفة السياسية للإسلام»، وترجمت لأهميتها إلى الفرنسية وأشاد بها دكتور جاك فيريي أمام طلاب العلوم السياسية في السوربون، واتصل الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل بسكرتير التحرير في «المستقبل الزميل شكري نصر الله ليطلب منه أعداداً من المجلة التي نشرت الدراسة، لأنه كان يحضر آنذاك لوضع كتاب حول الثورة الإيرانية.


[(3)

في التسعينيات، تابعت التحذير من وقوع الفتنة السنية ـ الشيعية. ففي محاضرة لي أمام بطاركة الشرق الكاثوليك في الربوة (1994) بعنوان: «قراءة حالية لوضع المسيحيين في الشرق»، قلت: «إن استراتيجية الغرب وإسرائيل اليوم في الشرق الأوسط مبنية على نظام إقليمي تفكيكي جديد يستجيب لمصالح الغرب وإسرائيل في المنطقة وفيه مجال واسع لضرب وتفكيك العالم الإسلامي بإدخاله في الفتنة الشيعية ـ السنية»، واضفت منبهاً ومحذراً: «نحن، المسيحيين، كنائس حدودية ولكننا لسنا ولا ينبغي ان نكون حرس حدود لا لإسرائيل ولا للغرب من واجبنا العمل لمنع كل فتنة بين المسلمين لأن سلام المسلمين هو سلام لنا ايضاً. وعلى الآباء (البطاركة) العمل منذ اليوم بوعي وإصرار لإبعاد المسيحيين ليس عن التدخل في هذه الفتنة فقط، لأنهم سيكونون أولى ضحاياها، بل عليهم عمل كل ما باستطاعتهم لمنع وقوعها».

وأتبعت ذلك في العام 1995 بدراسة عنوانها يعبّر عنها، وهو: «جيوبوليتيك العالم الإسلامي واستراتيجية الفتنة»، نشرت في «يوميات» (مجلد 2، 1995).


[(4)

ما ذكرته في بداية هذا التقديم، لا أقصد منه التبجح بذاتي بل لإبراز أهمية التنبه والتوقع، ذلك أن الدهشة بالاستغراب لما يحدث في المنطقة اليوم من عنف وإرهاب على يد «داعش» وسواها، يبين أن شعوب هذه المنطقة: من سياسيين ودينيين ومواطنين، وعلمانيين ومذاهب وأحزاب وجماعات لم يكونوا على دراية بما يواجه المنطقة ويحدث فيها من مخططات واستراتيجيات منذ ما يزيد على ثلث قرن من الزمن. لقد عاشوا في ظل التاريخ ولم يتبينوا وجهه الصحيح، ووجهته المرسومة.

هذا الكتاب الذي رغب إلي العديد من الأصدقاء في العالم العربي وأوروبا أن اضعه بين أيديهم نظراً لأهمية واستباقية الافكار الواردة فيه، وكانوا قد قرأوا بعض دراساتي في الصحف، هو محاولة متواضعة لجلاء الأمور ووضعها في نصابها الصحيح من خلال تحليل جيوبوليتيك يتجاوز الإيديولوجيات والاستيهامات (Fantasmes) والمذهبيات ليكون المدخل الوحيد لصياغة الاستراتيجيات وليطرح بجلاء ووضوح الوجه الصحيح لما يجري في المنطقة والعالم:

أولاً: القوى المتواجهة في الصراع: مَن ضد مَن؟

ثانياً: المحفزات لدى كل منها: لماذا تشارك في الصراع؟

ثالثاً: ما هي نواياها وأهدافها عبر هذا الصراع ومنه؟

رابعاً: ما هو المجال الجغرافي الذي يسعى كل جانب للسيطرة عليه وعلى سكانه.


[(5)

عندما نشرت دراستي «استهداف أهل السنة» (اللواء، 23 أكتوبر 2013)، تفاجأ الكثيرون لأنهم كانوا يظنون ان ما يجري هو العكس تماماًّ والآن أود أن أخرج من التخصيص إلى مزيد من التعميم لأضع هذا التقديم تحت عنوان اكثر واقعية وخطورة وتحدياً وهو:

«اهل السنة في مواجهة العالم»ّ!

ـ في مواجهة العالم المسيحي: بفرعيه البروتستنتي (الولايات المتحدة وألمانيا)؛ وفرعه الكاثوليكي (فرنسا وإيطاليا وأوروبا): وفرعه الانغليكاني (بريطانيا): وفرعه الأرثوذكسي (روسيا). وخلاصته أن الكتلة السنية هي في مواجهة مع الحضارة الغربية المسيحية!

ـ وفي مواجهة مع العالم اليهودي: إسرائيل وأجهزتها السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية.. والصهيونية وامتداداتها في كل أنحاء العالم.

ـ وفي مواجهة مع العالم الشيعي ـ الإيراني: بكل أهدافه ومطامحه ومطامعه لتزعّم العالم الإسلامي وفرض سيطرته الكاملة على شرق المتوسط.

ـ وفي مواجهة مع العالم الهندي: استمراراً للصراع الهندي ـ الباكستاني حول الانفصال وحول كشمير وحول الكتل السنية في الهند وهي في حدود 150 مليون نسمة فقط...!

ـ وفي مواجهة مع العالم الصيني: انطلاقاً من مشاكل مقاطعة كنغ ـ سيانغ (Xinziang) على امتداد 1.2 مليون م2، في غرب الصين، وما يزيد على 50 مليون مسلم يشكلون أزمة للمجتمع الصيني «الذي يخشى من امتداد العالم الإسلامي داخل الصين».


[(6)

إذا كانت الكتلة السنية، التي تشكل نسبة 85% من مسلمي العالم (نحو 1،4 مليار نسمة ـ للعام 2014) على تماس ومواجهة وصراع مع مختلف هذه الكتل العالمية.. فماذا يبقى بعد من العالم؟ّ يبقى أمر مهم جداً، اشار اليه اكثر من باحث غربي، وهو ان الكتلة السنية كانت في منافسة مع الغرب وكان لديها «كراهية للغرب» كما يقول البروفسور الشهير برنار لويس، ولكنها بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 اصبحت البديل للاتحاد السوفياتي في صراع الكتلتين الدوليتين! بناء عليه، يجدر، بل ينبغي التوكيد على أمور اساسية في الوضعية الجيو ـ استراتيجية للمنطقة لاستيعاب ما جرى، وما يجري حالياً، وما سوف يجري من تحولات وتطورات جذرية ودراماتيكية وذلك في سياق استراتيجية اقليمية ـ كونية في آن (ماكرو ـ استراتيجية) وفيها ثلاثة أهداف أساسية كبرى يراد تحقيقها:
أولها إزاحة النفوذ السني عن دول شرق المتوسط واستبداله بالنفوذ الإيراني الشيعي، وثانيها إدماج إسرائيل كجسم طبيعي في المنطقة ضمن دولة كونفدرالية، وثالثها السيطرة على نفط العراق: افضل وأغزر نفط في العالم (380 مليار برميل بحسب آخر التقديرات) (احتياط السعودية 265 مليار برميل).
وبهذا تفهم سياسة اميركا في المنطقة: مصير إسرائيل، واحتواء الأنظمة والنفط ببعديهما السني والشيعي على السواء: باليد اليمنى السعودية ودول الخليج، وباليد اليسرى إيران وتوابعها الإقليمية! «ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالاستسلام».

إن بروز الحركات الاسلاموية (Islamisme) لا يهدف إلى تطبيق الشريعة فقط بل إلى مواجهة الغرب وإلغاء الحدود داخل العالم الاسلامي التي رسمها الاستعمار الغربي وقسّم المسلمين إلى عشرات الدول «وهم أمة واحدة».
«إنهم، كما يقول عنهم إيف لا كوست، مؤمنون فخورون بعظمة ديانتهم وهم يرون ان وحدة امتهم ستجعل منها واحة التقدم ومركزاً جيوبولتيكياً سوف يؤثر على البشرية كلها» (جيوبوليتيك، ص 312).
من هنا تجهد فئات كثيرة لخلق التناقضات بين العالمين المسيحي والاسلامي وخاصة على يد الأنظمة الديكتاتورية الاقلوية في العالم العربي خاصة والإسلامي عامة.
ولذا تتبنى هذه الفئات استراتيجية تشويه العالم الإسلامي السنوي أو ما أسميناه في دراساتنا «أبلسة السنة» (Diabolisation du Sunnisme) لكي تبرر هذه الأنظمة الديكتاتورية بقاءها في السلطة ولكي تمنع الغرب من التعاون مع السنة، ولكي تشد من أزر الأنظمة والجماعات الشيعية في المنطقة.


[ (7)

إن ظاهرة داعش، التي يراد منها ان تكون نموذجاً للإسلام الأصولي السني هي بحاجة إلى شرح علمي سوسيولوجي تاريخي وليس إلى تبرير أو مجرد تنديد بظاهرة بربرية إرهابية اصولية.
 إنها في الاساس، التعبير عن طرح فكري شرحه الاب بولس نويا اليسوعي، وتبنّاه أدونيس «في الثابت والمتحوّل»، وهو «أن الماضي لدى الاصولي هو الكمال»: ماضي الدين والشريعة والحياة والأخلاق والقيم والتاريخ، والمأكل والملبس والمسكن والمشرب في زمن الجهاد. «فالتمرّد لا يكون إلى الامام نحو إبداع جديد، بل ليعود إلى الوراء وعودة النهاية إلى البداية».
فالبداية خزانة كل كمال وكل خير لأن كل حقيقة وكل معرفة وكل خبرة صالحة إنما أعطيت للأولين.
وبقدر ما يبتعد التاريخ عن منبعه، تنضب فيه المياه الحية وتزداد جراثيم الموت.
كل ابداع بدعة وكل بدعة ضلال. فلا نجاة إلا بالعودة لما كان عليه الآباء في سالف الزمان. إن داعش، بكل بساطة، تحاول ان تحتذي (IMITER) هذا الماضي الجهادي بكل تفاصيله، رابطة لأول مرة مشروعها بالأرض (العراق والشام) ثم عدلته الى الدولة الاسلامية لتفسح في المجال لإعلان الخلافة على كل بقاع المسلمين: الشريعة والسيف والخنجر والجلد والعبودية والمرأة والحجاب، والرجم وأهل الذمة.
وكل تفاصيل الحياة العامة والخاصة بما فيها من إشراقات إيجابية وممارسات سلبية.. وهو ما نراه بربرية وتوحشاً. ففي الزمن الماضي.. كانوا يستعملون السيف والخنجر وليس الرشاش الخ... ذلك ان الحركات الإسلامية الاصولية الإرهابية اخرجت الدين الإسلامي من روحيّته التاريخية السمحة وأدخلت مكانها روحيّة العنف على حساب حياة الإنسان وحريته وكرامته. في ضوء هذه الرؤية، يكون التاريخ لدى هؤلاء يسير في خط دائري (CIRCULAIRE) اي بالعودة إلى الماضي، ماضيهم الخاص المشوَّه والمشوِّه، إلى القرون الوسطى، وليس في خط طولاني (LINÉAIRE) أي بالاتجاه الى الحاضر والمستقبل! ومثل هذا التوجه اثر بشكل سلبي على الحضارة العربية ـ الإسلامية عبر التاريخ!

[ (8)

إن الاستراتيجية الإيرانية الهجومية ومعها النظام السوري وحزب الله والقوى الشيعية، النابعة من اضطهاد تاريخي هي استراتيجية مبنية على الألم ولذا فهي تستخدم كل اساليب الذكاء والدهاء والرياء، مدعومة من قوى دولية، ومستخدمة كل امكانات وامكانيات الطاقات الشيعية للسيطرة على الهلال الخصيب كمدخل للسيطرة على العالم العربو ـ إسلامي، ومتخذة القضية الفلسطينية كرافعة تاريخية لتحقيق هذه السيطرة. بالمقابل، فان المسلمين السنة، ككتلة دولية كبرى (Bloc) وكجماعات إقليمية، وكدول ليس لديهم حتى الآن استراتيجية دفاعية مناسبة بل مجرد مواقف وبيانات سياسية. فالسنة الذين كانوا بشكل شبه دائم هم حكام الدولة الإسلامية: من زمن الخلفاء الراشدين إلى زمن الأمبراطورية العثمانية، ولم يعانوا الاضطهاد إلا نادراً، زمن الفاطميين، يرون ربما (ولكن بأسف) أنهم ليسوا بحاجة لأن يفكروا في صياغة استراتيجية تقيهم المخاطر التي يتعرضون لها في المرحلة الراهنة بفعل التحدي العالمي لهم. ولأنه لا مرجعية «بابوية» دينية في الإسلام، إذ لا كهنوت في الإسلام، فان كل ازمة يمر فيها الفكر الديني ـ السياسي الإسلامي تفتح الباب واسعاً امام اجتهادات كثيرة، أمام إمارات يعلنها بعض المجتهدين والمتعصبين والطامحين في تحقيق سلطة دينية ـ زمنية متأثرين بمفهوم سني تاريخي هو «ولاية المتغلّب«. وبمفهوم شيعي تاريخي هو «ولاية الفقيه».
هذا مع التأكيد على حقيقة يجهلها أو يتجاهلها الكثيرون من محللي الفكر الديني ـ السياسي لدى السنة والشيعة على السواء وهي:

إن الإسلام السني ينطلق من طرح سياسي ومن ثمّ يشرعنه دينياً!

وإن الإسلام الشيعي ينطلق من طرح ديني ومن ثم يبرّره سياسياً!


[(9)

إن الهدف الأكبر، من الحراك القائم في العالمين العربي والإسلامي اليوم هو التوصل الى بلورة رؤية للدولة الإسلامية الحداثية في القرن الحادي والعشرين: دولة المواطنية والمساواة وحقوق الإنسان.
 ولقد كان لجامعة الأزهر، بشخص رئيسها المتنوّر الشيخ أحمد الطيّب السوربوني الحامل قضايا ومشاكل وآلام الإنسان العربي/ ألمسلم في القرن الحادي والعشرين، كان له فضل السبق والرؤية في الوثائق التي أصدرها الأزهر حتى الآن والتي تعتبر قفزة نوعية في الفكر الإسلامي الديني والسياسي (ببُعده السنّي) على حد سواء، وذلك بهدف الاستفادة من مساهمات كبار المفكرين المسلمين (محمد أركون وسواه مثلاً) لصياغة مثل هذه الرؤية.
من هنا تعمّدت أن أضع هذه الوثائق كملاحق في الكتاب ليطّلع عليها القرّاء العرب كي يدركوا أهمية دور الأزهر والأفكار الحداثيّة التي طرحها وتبنّاها ودافع عنها وفي وجه قوى الرجعية والأصولية في مصر وخارج مصر.
ولعلّ أولى ثمار هذه القفزة كانت في انتخابات تونس النيابية الأخيرة (أوكتوبر 2014) لأنها أكدت أن الإسلام يمكن أن يتوافق ويتصالح مع الديموقراطية رغم وجود اختلافات أساسية بينهما.

ختاماً، «إن الخليج هو المنطقة الأقل استقراراً على الكرة الأرضية». «والشرق الأوسط هو بؤرة تفجير العالم»، وما ذلك إلا لاحتوائه ثروات نفطية هائلة، وتواجد قوى كبرى فيه وحوله، وتشابك النزعات القومية والدينية فيه وحوله.
إن حرب الثماني سنوات (1980 1988) بين العراق وإيران لم تكن كما يقول إيف لاكوست على «عشرة أمتار في شطّ العرب»، بل على حدود تاريخية بين عالمَين: عربي وفارسي، وحدود دينية بين مذهبَين: السنّة والشيعة.
وهو صراع يأخذ اليوم معاني جديدة وأبعاداً جديدة في ظل المعطيات الجديدة التي تواجهها المنطقة والعالم. إن أهل السنّة، وعلى رأسهم السعودية، لم يتبيّنوا من قبل، أن الغرب، وعلى رأسه أميركا، يعمل على إضعاف السنّة خدمة لإسرائيل ولنفسه على الأقل وخدمة لإيران بشكل ربما غير مباشر. ومأزق السعودية ودول الخليج أنها في العمق، لا تثق بأميركا، ولكنها لا تجد قوة بديلة قادرة على حماية الخليج خارج أميركا.. وهذا هو مأزقها الحقيقي!

أما النظرة إلى الإمام الخميني ولثورته الإيرانية، فقد أكد أستاذي الشهيد الشيخ صبحي الصالح (في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية: «أنها ليست ثورة إسلامية، بل هي في حقيقتها ثورة إيرانية شيعية»، كما عبّرت عنها موسوعة أونيفرساليس (Encyclopedie Universalis) (ملحق العام 1990، ص 60) بالقول إن الخميني هو «رجل من الماضي ويريد إحياء الماضي بالاختباء خلف ثورة يستغلها المحافظون (الملالي والرأسماليون) وتعبّر عن إسلام متطرّف، بديل أن تكون ثورة لإنشاء دولة يمكن أن يتعايش فيها الدين والتقدّم والديموقراطية».


.. ويبقى السؤال الأساسي الذي يختصر معظم الأسئلة ويدور حوله الصراع، ويؤرّق المسلمين في القرن الحادي والعشرين: مَن يتزعّم العالم العربي الإسلامي: السعودية أم إيران؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق