المملكة العربية السلمانية..ووجهتها العلمانية.. !
بالرغم من أن متابعة جراح الأمة المتتالية وهمومها المتتابعة؛ أصبحت تستنفد الطاقة و تتجاوز الوُسع لكثرتها وخطورتها ؛ فإن الجرح الأكثر خطراً..والهم الأكبر ضرراً ؛ يظل هو ذلك المتعلق بتطورات الأمور في وطن الإسلام ومهبط الوحييْن ومجمع المسجدين الشريفيْن، ،حيث أصبح الخطر محيطًا بجزيرة الإسلام إلى حد محبط، ومحيقًا بها إلى نحو محزن ، زاحفًا من الأطراف نحو القلب، بسبب نزق في التصرفات وحمق في السياسات ، يتناغم ويتساوق داخليًا..
مع خطط الأعداء وخطواتهم خارجيًا ، حتى صارت مسارعة مسؤولي المملكة إلى موارد الهلكة في خطوات ارتجالية - بل بقفزات نوعية - تجعل المرء يتساءل : هل هؤلاء يندفعون بأنفسهم أو يُدفَعون من غيرهم..؟!..
.
.
●.. الاستعلان بالعلمانية أصبح أسلوب إدارة وعنوان مرحلة، اتضحت ملامحها على لسان سفير إمارات المؤامرات في أمريكا (يوسف العتيبي) الذي صرح بأن كلاً من الإمارات والسعودية والأردت ومصر والبحرين ، تريد أن ترى في دول الشرق الاوسط بعد عشر سنين، حكومات علمانية مستقرة ومزدهرة ..!! ومع ذلك لم تنكر وسائل الإعلام الرسمية السعودية كلامه المنكر، تبرئة - على الأقل - لحكومتهم "الرشيدة " من تلك التوجهات المناقضة لدعواها بحماية العقيدة..التي يقرر علماؤها ويكررون أن العلمانية حرب صريحة ضد الدين..
●.. التحول العلماني في العهد السلماني يكاد يكون دخولًا بالبلاد في طور الدولة السعودية الرابعة (دولة آل سلمان) حيث كانت مرجعيات الدول السعودية الأولى والثانية والثالثة المعلنة، هي الحكم بالكتاب والسنة دون مداراة أو مداهنة، لكن الدلائل اليوم تتوالى تترى، لتصدق - عمليا وعلنيا - ما جاء في التصريحات (الدبلو ماشية)..الإماراتية ، من خلال توسيع حملات الاعتقال العدوانية تجاة رموز إسلامية، علمية ودعوية وإعلامية وفكرية موصوفة بالاعتدال.. وكأن تلك الاجراءات تأتي تحقيقا وتطبيقا لما أنشئ من أجله مركز (اعتدال ) برعاية وحماية الطاغوت المتطرف المتعجرف دونالد ترامب ..
●.. تصنيفات التطرف وتوصيفاتها باتت تنسحب - بلسان الحال أو المقال - حتى على المؤسسات الرسمية الدينية، فالسلطات تتجه نحو إلغاء وإقصاء أبرز معالم الصبغة الدينية في السعودية ؛ باتخاذ خطوات تمهيدية لإلغاء (هيئة) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و إقصاء (هيئة) كبار العلماء..مع تقوية وتنمية (هيئة) الترفيه العام وأ(هيئة ) أمن الدولة ، في خط مواز لتسريع الخطا نحو التطبيع - بصورة غير طبيعية - مع الدولة اليهودية الصهيونية ..
●.. حكم آل سعود الذي استمد شرعيته في الأساس من حراسة العقيدة وإقامة الشريعة ، شرَّع وسرَّع (الخروج) على تلك الشرعية، منذ انقلابه على دعاة الدين والشرعية عقب الثورات العربية، وهو ما أعطى غيرهم الحق الذي منحوه لذواتهم، لكن أسوأ مافي الأمر..أن " ولاة الأمر" لم يتركوا مجالا لغيرهم في حال ذهابهم ، كي يصلحوا ما أفسدوا ويبِّيضوا ماسودوا...فبديلهم بكل أسف أسوأ وأردأ،لأنهم كانوا ولايزالون، منذ عقود وسنين؛ مشغولين -كغيرهم من المفتونين - بتجفيف المنابع الإسلامية وتربية وتنمية البدائل العلمانية...
●.. لذلك أقول - وأعني ما أقول - : إن على كل قادر من صادقي الإيمان في الجزيرة وماحولها - مالم يكن وجوده مهما في غيرها - أن يرتب من اليوم لأن يأرز إلى المسجدين ويأوي إليهما، كما تأرز الحية إلى جحرها، لأن الإيمان الذي بدأ غريبا من هناك...(سيعود) مهما كان غريبا من هناك ، عندما تتضاعف الفتن..التي ربما تدخل العالم بلا مقدمات.. في عصر الملاحم والآيات والفتوحات...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق