الخميس، 26 أكتوبر 2017

حوار مع الكاتب أحمد عمر



حوار مع الكاتب أحمد عمر

 " ابحث عن بغلة مثل بغلة دون كيشوت وعكازة اوهم بها الأخرين أنها رمح واهش بها على أغنام خيالي"




اوره- هوزان أمين

هو أحد المبدعين الكورد الذين يصوغون أشواقهم وهمومهم وخيالهم باللغة العربية، ويحاول عبرها أن يعرف المثقف العربي بثقافته شعبه من غير أجراس أو قعقعة أو رطانة دعاوية، انه الكاتب الكوردي السوري الذي تنال أعماله مزيدا من اهتمام القراء.

يكتب أحمد عمر بلغة مختلفة ومخالفة فهو بطبعه مختلف ويخالف التقاليد المتبعة في عملية السرد الأدبية ويحاول أن يمزج الشعر بالقصة والرواية ويخلق منها مادة أدبية مغايرة للتقاليد، له عالمه الخاص وبيئته الخاصة، مفتون باللغة العربية، يبدع بها، فهو من الأسماء الثقافية التي برزت إلى المشهد الثقافي وتبحث لنفسها على عتبة في أرض زلقة.

انه الكاتب أحمد عمر الذي ولد في عامودا ،عام 1964، له عدة كتب مطبوعة هي على التوالي: مقصوف العمر، قلب الدراق، شارلز بن ديكنز، حرب أهلية، وهدهد في زجاجة آخر نتاجاته الأدبية بالإضافة إلى رواية وحيدة هي خلاف المقصود وينشر المقالات الأدبية والسياسية في الكثير من الصحف والمجلات العربية.

رشحت لجنة التحكيم مجموعته الأخيرة"هدهد في زجاجة"للفوز بجائزة "الملتقى" للقصة القصيرة العربية في الكويت للدورة الأولى /2015/2016، لمعرفته أكثر وتسليط الضوء على نتاجاته أجرت معه جريدة التآخي الحوار التالي.

-         نرى أنك نادراً ما تعمل مقابلات نشكرك على تقبل دعوتنا لإجراء هذا الحوار؟
- نسأل الله السترة، أحب أن أقول ما أريد في رسائل أدبية، ولاأحب المباشرة، وافضل المشي بين غابات التوت والتين بأوراقها على السير في هاجرة الصحراء أو على ساحل البحر، وبصراحة لم يعرض على أحد مقابلة من قبل، المقابلات للعدائين في شوارع الايديولوجيا وراكبي الطائرات.

-           اشتركت في مسابقة ، كيف تنظر إلى المسابقات؟
- مثل الفيلسوف ديوجين الأعمى الذي كان يحمل فانوسا للمبصرين ، وهو لا يحتاج إليه ، اما الجوائز فهي سياسية وعشائرية غالبا في بلادنا وفي الغرب أيضا .

-         أنت أبن بيئة عامودا الكوردية، فالمثقف ابن بيئته التي ينشأ فيها وله أثر واضح على تكوينه الأدبي بماذا الهمتك تلك البيئة؟
- قرأت مرة لماركيز قولا فيه أن القرية التي يولد فيها الكاتب ستكون فيما بعد هي العالم وهو قول فيه صواب كبير.

-         تأثرت بالوضع السوري وما لحق بها من دمار وتهجير لأهلها بعد الثورة، وألفت هدهد في زجاجةحدثنا عن كتابك هذا؟
- انها عبارة عن نصوص مفتوحة على فنون السرد من قص ومقال ورأي، اطمح إلى نص يجمع الفنون كلها.

-         ما دلالة العنوان هدهد في زجاجة؟

- يزعمون أننا في عصر العولمة والقرية الصغيرة ، كتابي رسائل في زجاجة القيها في بحر العولمة المتلاطم، نعاني من سوء الفهم وقلة الزاد ووعثاء السفر، وكثرة اللغو والأبطال، نحن جميعا نرسل رسائل كثير منها لا يصل وأتمنى أن تصل رسالتي إلى سبأ بنبأ يقين.

-         إلى أي الأجناس الأدبية تصنف ذلك النتاج، أم انه أبداع شخصي منك بخلق جنس ادبي جديد ما بين الرواية والقصة؟
- نقديا يمكن توصيف ما أكتب بالنص المفتوح.

-         يلجأ الكاتب إلى السخرية من الواقع، لربما يفتح ذلك المجال أكثر في خوض المحظورات، هل تعتبر نفسك منهم؟
- تقوى السخرية عند الناس عندما يحبطون وتضيع الطاسة، الشعب الكوردي شعب ساخر، طاسته ضائعة من زمان.

-         بدأت باللغة العربية ومستمر بها ألا يعتبر ذلك بعداً عن هويتك الحقيقية أم أن لك رأي آخر؟
- اعدّ اللغة العربية من أعظم اللغات إطلاقا، وأحب السباحة في المحيطات الكبيرة، المتعلمون الكورد يحصرون الهوية حصرا في زنزانة اللغة الانفرادية، وعلب الأحزاب الصفيح، وأكل الجبن اليابس " الجورتان"، وإن كانوا بمعظمهم يجدون تعبيرهم في العربية، قليل منهم يكتبون بالكوردية ويرفقونها بترجمتها العربية حتى تصل، وللأقل صفحات مزدوجة كوردية وعربية.

-         هجرت العقول النيرة سوريا بعد الثورة وأنت أحدهم، ما دور المثقفين في الخارج في مؤازرة شعبهم في الداخل السوري؟
- عقول نيرة؟ ّ! عادة يطلق لقب العقول على العلماء، شكرا لك على حسن الظن، ويبدو لي أن دورهم في الداخل ممنوع، في الخارج وضعهم أفضل.أنا ، يادوب، ابحث عن بغلة مثل بغلة دون كيشوت وعكازة اوهم بها الأخرين أنها رمح واهش بها على أغنام خيالي.

-          تنوي العود إلى عامودا؟
- لي قريب له أرض على تخومها ، طلبت منه قبل سنوات أن يدخر لي قطعة ارض ابنيها من الطوب الطين " الكلبيج"، فوعدني خيرا ، أظن أني أحرقت ورائي سفني مثل طارق بن زياد، لن تقبل بي أرض او بلاد سوى السودان المجيدة بلاد الطيب الصالح، هذه بلاد ارخص ما فيها الآنسان ، الحيوان أرفع ثمنا ، نجومها حيوانات في هيئة بشر أسوياء بل هم أضل سبيلا. لم تعد عامودا تشبه عامودا ابدا،ما الدار داري ولا الخلان خلاني- ولانفوس لها أرنو فتهواني. عامودا التي أحب هي عامودا الذاكرة.

-         سنسأل أسئلة سريعة  : المرأة ؟
- اسمع كثيرا هذا الجواب الرياضي من أفواه الفلاسفة الأرانب : هي نصف المجتمع، وقد صارت في عهد الأسد ثلاثة أرباعه، ربما هي المجتمع كله ، حتى ذكور المجتمع جرة تأنيثهم يا كاكا.؟!

-          الوطن؟
- كذبة و وثن ذبح به اكثر ما ذبح داعش بآلاف المرات، وطني أنا فكرة فوق ظهري مثل صدفة الحلزون .

-         الكورد؟
كان الكورد دوما يحلمون بالوطن الدولة فردوسا مفقودا، من غير حرف الواو ، وهو من أحرف العلة، وقد زادت العلة حتى صارت الصحة تهمة وخيانة.

-         كلمة أخيرة تحب أن تذكرها في ختام هذا اللقاء البرقي؟
-         أقول : هر بجي آزادي ، حرية ، فريدوووووووووووووووووم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق