الأحد، 1 أكتوبر 2017

كيف كان اجتماع "الديمقراطية" و"الدولة القومية" لعنة على الإنسانية!


كيف كان اجتماع "الديمقراطية" و"الدولة القومية" لعنة على الإنسانية!


قلم التحرير
كان الملوك فيما سبق يتفاهمون بكثير من الأدوات، أسوأها الحروب.. لكن تلك الحروب كان يمكن اجتنابها بوسائل أخرى أشهرها "الزيجات الملكية"
وحين أتت الديمقراطية، تفاعلت مع السيادة الإقليمية بما أنتج توأمان قبيحان: العصبية القومية السياسية، والعصبية القومية الاقتصادية!
ولئن كانت مشاعرنا الديمقراطية الآن تشمئز من فكرة الملكية ومن انتقال الملكيات عبر الزواج الملكي، فإن علينا أن نتذكر تلك النتيجة: الحرب! ولاشك أن الزواج الملكي كان أفضل من الحروب!
الديمقراطية التي حرمت على الحكام وسائل السلم التي كان يستخدمها الملوك لم تكتف بهذا، بل إنها جعلت الشعوب جميعا وقودا لتلك الحرب! ففي حين كان يمكن للمرء أن ينتقل ببساطة إلى بلد ولو كانت في حرب مع بلده فقد صار هذا في عصر القوميات عملا محفوفا بالمخاطر.. فلم تعد مضايقة الزائر عملا بشعا كما كان قديما بل صار من الممكن اعتقال كل البريطانيين الموجودين في فرنسا - مثلا- أمرا طبيعيا مشروعا.

لقد صار الجميع (وليس الجنود فقط ) وقودا لتلك الحرب التي تفجرها القوميات التي حرمتها الديمقراطية من وسائل أكثر سلمية.

 القارئ الكريم القارئة الكريمة

هل يبدو لك هذا الكلام بلاهة؟

في الحقيقة هو ملخص من كتاب مختصر دراسة التاريخ لواحد من مؤرخي القرن العشرين، أرنولد توينبي
 ((وإن كان يعد من المعتدلين على رأي الدكتور عبد الحليم عويس رحمه الله ))
كان الرجل يتحدث متحسرا على أوروبا التي لم تكن يوما أمة واحدة! والتي حكمها ملوك كانوا يرون أنفسهم نبلاء ذوي دم أزرق فاستعبدوا شعوبها حرفيا، حيث كان الجنين يحصل على ولاية العهد وهو في بطن الملكة!

فكيف لا يتحسر مثلي على أمته التي كانت أمة واحدة، والتي كان ملوكها وحكامها الذين لم يرهم أحد أفضل من أحد، ولا شرعية لهم إلا ببيعة شعبية -ولو كانت شكلية أحيانا- ووصل إلى الحكم فينا التركي والنوبي والأمازيغي والكردي والشركسي وقد كانوا أول أمرهم عبيدا!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق