هل يواجه العرب "سايكس بيكو" جديدة؟
مئة عام مرت على اتفاقية "سايكس بيكو" التي مزقت الدول العربية ووضعتها تحت أنظمة استعمارية، واليوم تعيش المنطقة العربية أجواء حروب وانهيارات في أنظمتها ودولها وجيوشها، مما يعني أن الدولة القطرية التي أسستها الدول الاستعمارية التي حكمت طيلة العقود الماضية في طريقها للتفكك.
واللافت أن نفس الدول الاستعمارية التي وضعت "سايكس بيكو" قبل مئة عام تعود كما هي (بريطانيا وفرنسا وروسيا) لتجلس على الطاولة مع دول أخرى على رأسها الولايات المتحدة لتفتت المفتت وتقسم المقسم وتمزق الممزق.
حلقة الأربعاء (18/11/2015) من برنامج "بلا حدود" استضافت البروفيسور يزيد صايغ كبير الباحثين في معهد كارنيجي، حيث تحدث عن انهيار مشروع الدول العربية القطرية وضبابية المستقبل العربي بعد مئة عام على اتفاقية "سايكس بيكو".
وأضاف أن خارطة "سايكس بيكو" لم تتغير بالمطلق منذ قرن حتى الآن، في حين أن خارطة القارة الأوروبية شهدت تغييرات مدهشة، وكذلك القارة الأفريقية ومنطقة جنوب وجنوب شرق آسيا.
وعن الحرب التي تخوضها عدة دول حاليا وآخرها فرنسا على تنظيم الدولة الإسلامية، أكد صايغ أن الآثار المباشرة للحرب على التنظيم ستتركز على سوريا والعراق حيث الجسم الأساسي له، وحيث هناك أهداف واضحة يمكن تحديدها وضربها.
لكنه أوضح أن التحرك الفرنسي ورغم أنه تصعيد لوجودها في الشرق الأوسط وشرق المتوسط لا يغير حدود قدرة فرنسا على التصرف بمفردها من دون حلفاء آخرين كالولايات المتحدة وتركيا وروسيا. وشدد على أن فرنسا ليس لديها القدرة بأن تفكر بالتدخل البري كما فعلت الولايات المتحدة في العراق.
أما عن انعكاسات كل ذلك على مستقبل الدول العربية فيقول صايغ إن الخوف من التأثير على الدولة العربية القطرية، فنحن أمام احتمال زوال الدولة كدولة.
وأوضح أنه في ظل المشكلات والصراعات التي تشهدها الدول العربية لم يعد هناك إجماع أو حد أدنى من القبول المجتمعي لماهية الدولة، بعد أن انهار أو أوشك العقد الاجتماعي بين الأنظمة الحاكمة والشعوب، خاصة أن تلك الأنظمة فشلت في توفير الحد الأدنى من الخدمات الضرورية لهذه الشعوب مقابل تمسكها بالسلطة.
لذلك يرى صايغ أن الأفق "مقلق ومفجع"، معتبرا "أننا ما زلنا في مراحل أولى من عملية تاريخية كبيرة وطويلة فيها الكثير من الحرب والنزاع المسلح، بمعنى استمرار النزاع الحالي وقد يطال بعض الدول الأخرى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق