أحمد عمر
كنت قد كتبت مقالا منذ سنتين عن آيات نبي البيادة، أو النبي برتبة المشير، الذي تنبأ نبوءة واحدة فقط لا غير، هي: أنّ مصر ح تبقى قدِّ الدنيا، الحليوة الجذاب الذي يذوب فيه الرجال عشقا قبل النساء،
ثم وجدت أنني لم أرتو من تأويل الآيات الكريمة، وعذري في ذلك أن الناس ذاكرتهم قصيرة، بدليل أن الشعب المصري ضحك على مدرسة المشاغبين عقدا أو اثنين، وكان يضحك والبلد تزداد دمارا، وهناك نظريتان في الضحك واحدة تقول: اضحك تضحك لك الحياة وثانية تقول: الضحك يميت القلب، والضحك غير الابتسام طبعا وغير السعادة، والله تعالى يبتلي بالبكاء والضحك والرفع والوضع ..
ووجدت أن التأويل بحر واسع وله شروط، واضعا نصب عيني سنن الله في خلقه.
سأجتهد في تأويل آخر للآية الكريمة في سورة الأعراف عن بني إسرائيل المستكبرين ورقمها 133:(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ). بنو إسرائيل يحكمون مصر الآن عن بعد، وعن قرب بالعربية المصرية.
يحارب نبي البيادة شعبه والفلسطينيين، هما عدوه الأول والأخير، وهما سبب تبوئه عرش مصر، وقد غدت فلسطين عدوا أولا في كل الدول الشقيقة المجاورة بما فيها ماتركس سورية الذي يقول إعلامه الفاسق أنّ منظمة حماس مخطوفة من قوادها، بينما يقود سوريا قائد منتخب بنسبة 99 بالمئة. هو مقاوم وحماس تطبيعية!؟
منذ أن قام السيسي "بثورة" الثلاثين من سكسونيا، والآيات تترى، ليس أولها الطوفان، وكان الله قد أرسل الطوفان على بني إسرائيل، و رأينا المدن المصرية تغرق في شبر ماء، في طلّ، والطل أقل المطر ، ومنها الإسكندرية العظيمة وهي: تغرق، تغرق، تغرق،... وتتنفس مثل عبد الحليم حافظ الذي كان له غلاصم عاطفية تحت الماء، والأطفال يموتون صعقا بالكهرباء.. ويتمنى المتمني منهم أن تكون له غلاصم أو أجنحة ..
حوّل بعض الظرفاء أمواج الطوفان الصغير في الشوارع إلى فسحة للتزلج " والركمجة"، والركمجة تعريب قالت به مجامع التعريب العجيبة وتعني؛ ركوب الأمواج، وقرأت تفسيرا وتحليلا علميا لما حدث في مدن الطوفان المصرية من طلّ، وهو أن حكومات الصرف الصحي المستنقعة، التي لا تجري بأمر ربها ولا بأمر شعبها، و"متثبتة" في الكرسي، الحكومات الجمهورية، غير الملكية، قامت بسد بواليع الصرف الصحي،بقصد أو على القريحة، وعفو الخاطر، وكانت المصارف تصب في البحر أيام الملكية. ومن أعاجيب آيات الله في خلقه أن تصاحب الطوفان مع سد النهضة الحبشي والجفاف، فأي بلاء أعظم من الطغيان والجفاف، فأكبر عقاب هو أن تموت حرقان عطشان، غريقا وحريقا.
ثاني الآيات هي الجراد، وهي البلطجية ورجال الأمن التي تأكل الأخضر واليابس، فأصبحت مصر كالصريم.
ويروى أن مريم بنت عمران سألت ربها عز وجل أن يطعمها لحما لا دم له، فأطعمها الجراد، فقالت: اللهم أعشه بغير رضاع، وتابع بينه بغير شياع.
و الشياع: الصوت .
التواصل الاجتماعي يتم بين الجراد باللايكات .. والنكز و القضم.
وفي التفاسير أن الجراد كانت تأكل مسامير الأبواب لجوعها وتدع الخشب! وجراد مصر الحالي يأكل كرام مصر الأشداء الحديد، ويدع الخشب المسندة التي تحكم بالحديد والمسامير.
أختلف مع القاضي شريح الذي شتم الجرادة قائلا: قبّح الله الجرادة، فيها خلقة سبعة جبابرة: رأسها رأس فرس، وعنقها عنق ثور، وصدرها صدر أسد، وجناحها جناح نسر، ورجلاها رجلا جمل، وذنبها ذنب حية، وبطنها بطن عقرب، أما أنا فأقول للقاضي: سبحان خالقها. أذوب عشقا فيها ،ثم أصل إلى القول: إن الجراد الذي عاقب الله به بني إسرائيل كان يؤكل، أما جراد السيسي فيأكل ويبلع ويلتهم ولا يؤكل.
فهل رأيتم مصابا أبلغ من هذا المصاب. بئس ما كانوا يعملون.
أما القمل فهو صغار القردان، أو هو القراد أو الصئبان أو البراغيث أو السوس، ونراها تأكل في لحم الشعب المصري، وأشهر القردان كبار ضباط المؤسسة العسكرية التي يعبدها المنقلبون، فقد وضعت أنيايها في لحم الاقتصاد المصري، تمصُّ الدم واللحم والعظم.
وقيل فيهم: إنهم خير أجناد الأرض. نعم بالمعنى الفاسد. الجراد جند مجندة. (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ).
وكان الله عز وجل كلما أرسل على بني إسرائيل بلاء؛ دعوا موسى أن يكشف عنهم العذاب فيؤمنون، فيكشف عنهم، فيعودون إلى ما كانوا عليه، وقد أرسل عليهم الضفادع.
ويروي ابن كثير أنهم ما أمسوا حتى كان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع، ويهمُّ أن يتكلم فتثب الضفدع في فمه. فقالوا لموسى: ادع لنا ربك يكشف عنا هذه الضفادع، فنؤمن لك، ونرسل معك بني إسرائيل المستعبدين، فدعا ربه، فكشف عنهم فلم يؤمنوا.
وأرسل الله عليهم الدم، فكانوا ما استقوا من الأنهار والآبار، وما كان في أوعيتهم، وجدوه دما عبيطا، أي طريا راعفا، فشكوا إلى فرعون، فقالوا: إنا قد ابتلينا بالدم، وليس لنا شراب.
فقال: إنه قد سحركم! إنه إخوان!
فقالوا: من أين سحرنا؟ فآتوه وقالوا: يا موسى، ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل. فدعا ربه، فكشف عنهم، فلم يؤمنوا، ولم يرسلوا معه بني إسرائيل. مع أن الفرعون وعد موعد عرقوب على ساعة أوميغا: مسافة السكة.
ومصر غارقة في أكبر آفة، وهي نقيق الضفادع السابحة في بحار الفضائيات، الضفدعة النقاقة القصيرة، والضفدع القصير الذي كلما سافر نال علقة على قفاه، والضفدع الأقرع الجعار...
وبقية الضفادع والعلاجيم وسلاحف النينجا الفضائية، وهي تنقُّ ليلا ونهارا وتفسد في الأرض، وتقلب الباطل حقا والحق باطلا. وفي الأثر أنّ نقيق الضفادع التسبيح، وشخصيا: أسمي نقيق الضفادع تغريدا وشدوا وأستمتع به في ليالي الصيف، أما نقيق الفضائيات المصرية فشتم وكفر بواح وإهلاك للحرث والنسل. وهو للحقيقة لا يخلو من الكوميديا. فالكوميديا بلاء أيضا في زمن التراجيديا.
الدم سال في رابعة ومايزال يسيل في سيناء والسجون المصرية المجانية، أما سوريا فقد تجاوزت كل هذا إلى ما يسمى في المرويات التوراتية أبو كاليبتو؛ أي يوم القيامة.
لقد تأوّلت واجتهدت، الآيات مخصوصة ببني إسرائيل، وقد عمّمت .. واضعا نصب عيني: سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا.
اختم فأقول: الحقوا مسامير أبواب مصر.. مشير الركمجة ح ياكلها..
واستغفر الله ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق