الديمقراطية ليست شخص
المستشار وليد شرابي
أستمعت منذ أيام قليلة إلى حوار لأحد الرموز التي مهدت الطريق لإنقلاب 3 يوليو وقد أوضح في حواره أن مشروع الإصطفاف لا مكان فيه لشرعية الرئيس محمد مرسي ،وبالرغم من تحفظي على كل ما جاء في الحوار جملة وتفصيلا إلا أن المتحدث قال جملة قد تكون الحقيقة الوحيدة في الحوار وهي أنه (لا يمكن اختذال الديمقراطية في شخص) وهو يعني شخص أن ندخل في تجربة ديمقراطية بعيدا عن شخص الرئيس محمد مرسي ،وبالتأكيد هذا المدلول خاطئ عن مفهوم العبارة ،ويعني بالنسبة لي ان من بين رموز 30 يونيو من لم يدرك بعد أن الثوار منذ الإنقلاب العسكري وحتى الأن لم يثورا ويقدموا كل هذه التضحيات من أجل شخص الرئيس محمد مرسي لكنهم ثاروا من أجل قيم عليا يحملها الرئيس محمد مرسي .
إن قيمة الرئيس محمد مرسي ليست قيمته كشخص مع كامل التقدير لشخصه المحترم ،ولكن قيمة الرئيس تكمن في روعة الإنتصار لإرادة الشعب الذي يريد ان يتحرر ويمتلك إرادته ويختار من يحكمه.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو الديمقراطية التي اختارها الشعب لنفسه ولا يحق لشخص أو مجموعة ان يتجاهلوا أو يهدروا المكتسبات الديمقراطية التي حققها الشعب حتى وان سموا أنفسهم جبهة انقاذ أو اصحاب مبادرة سياسية.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو دولة قوية تسعى لإمتلاك الغذاء والدواء والسلاح.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو هوية دولة وقيمة أمة وطريق طويل سيبدأ من خلاله.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو القصاص العادل والمنتظر لدماء الشهداء التي تنتظر القصاص من القتلة.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو إبطال للإتفاقيات وقع عليها الخائن فأفقرت مصر وحجزت عنها مياه النيل ،ولا يملك أحد ممن شارك في 30 يونيو ان يضع لنا رؤية لكيفية ابطال هذه الإتفاقيات دون عودة الرئيس مرسي إلى منصبه.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو أمل الغلابة في حياة كريمة بعيدا عن اذلال المخابز لهم حتى يحصلوا على رغيف الخبز ،وبعيدا عن دعم التموين الذي انتهى مع الشهور الأولى للانقلاب.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو الإنحياز للفقراء على حساب الفسدة من الأغنياء.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو رعاية صحية كاملة لكل مستحق من أبناء الشعب المصري بدلا من النساء التي تلد في الشوارع كالقطط دون أن يسمح لهن بدخول المستشفيات.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو قضاء عادل ينحى فيه كل ظالم وطاغية عن منصة العدل.
الرئيس مرسي بالنسبة للشعب هو الأمل في اصلاح اقتصاد ينهار يوما بعد يوم نظراً لغياب الإستثمارات ،وشح الموارد ،واستقواء الفساد بدولة العسكر.
الرئيس مرسي بالنسبة لفلسطين هو شريان الحياة للفلسطينيين ،وهو الداعم للحق الفلسطيني ،والناصر لإرادة شعبها ،وهو الذي لم يترك فلسطين وحدها.
إن قيمة الرئيس مرسي تكمن أشياء كثيرة يصعب ذكرها كلها ،ويصعب على من دعم 30 يونيو وفرح في دماء الشعب المصري ان يستوعبها.
لقد كان واضحاً خلال الحوار الذي اشرت اليه في مطلع حديثي أن المتحدث قد حاول جاهداً أن يروج لمشروع الإصطفاف بعيدا عن الرئيس محمد مرسي ،وبإختصار فإنني ومعي زملائي في #المجلس_الثوري_المصري لسنا ضد توحد قوى الثورة لإسقاط الإنقلاب ،ولكن بئس الإصطفاف هو الذي يسعى البعض أن يبنيه على أنقاض الديمقراطية ،وبئس المبادرات التي ينشد البعض نجاحها هي التي تكون على حساب شرعية الرئيس.
#وليد_شرابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق